أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عالم الأشباح والكوابيس السورية














المزيد.....

عالم الأشباح والكوابيس السورية


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوماً بعد يوم..يغلف الضباب مدننا السورية، ويرقص الرعب بين الأزقة والحواري، وتحوم أشباح التجويع والإرهاب حول عتباتنا، وتتسلق الكوابيس جدران أحلامنا، فتحيل جسد المواطن السوري ونفسه إلى كتلة من موات وجثة تتحرك بآلية مسلوبة الإرادة..حائرة تائهة مغرقة بالتشاؤم..مغلولة المبادرة، ذليلة الرأس لا تنكب إلا على هموم قوتها، وتخوض في الصغائر والتفصيلات الثانوية..تهرب من مواجهة المهام الكبرى وهموم الوطن، وكأن ما يحيط بها ..لا يعنيها ولا ينتمي إليها.
لقد رتب المواطن السوري حياته منذ أربعة عقود على الحياد..روّض نفسه على الانقياد..درب روحه على الهروب والسرحان...نوّمَ إحساسه الوطني العام في ثلاجة الزمن، وترك مصيرها لأقدار خارجة عن إرادته..معتقداً أنها الحل الوحيد لنجاته من مصائد تحيط به وألغام تعترض طريقه، ويصاب حيالها بالخرس، حيث يراها ترقبه قابعة بين سطوره وجمله ومفرداته...فيتصور أنها تتصيد خطيئة يتفوه بها فتقوده إلى حتفه، أو مصير مريع لا عودة منه..وهو يرى أن أمامه مسؤوليات جسام تتمحور حول أسرته الصغيرة ومحيطه الضيق، موقناً أنها همه الأول..قاطعاً كل الروابط والصلات بينه وبين الأسرة الأكبر والانتماء الرئيس لأسرته السورية.

هل يعني هذا ، أن المواطن السوري ..ابتعد عن الخطر ومصادره راغباً وراضياً..مندمجاً ومتوائماً مع وضعه الجديد، أو مغرقاً في اللامبالاة والاستسلام القدري لوضعه المريض؟.

يعني هذا الموقف، أنه روّض نفسه على الطاعة والانصياع، واستأنس بالعبودية والذل وطرب ويطرب للغة الخطاب البعثي والصوت الوحيد، وحكم الأسرة الواحدة، وانعدام البديل، وآمن بل أيقن وأقنع نفسه، أنه مغلوب على أمره وأن هذا هو الأنسب والأفضل له؟.
أم أن كل هذه المظاهر، ما هي إلا صفة ذكائية وتحايل على الواقع، وناراً تحت الرماد ينتظر من خلالها ، أن يأتي من يقنعه، بأن الوقت قد حان لينتفض على الأسر، ويكسر الأصفاد، ويلقي بأقفال الحاكم وأقفال الذات والخنوع إلى بئر الدفن والزوال ، والخروج من شرنقة المحرمات، وشباك الخطوط الحمر والممنوعات..أن يرتقي بإنسانيته وروحه، التي ورثها وتاريخه الحضاري ، الذي حمله ليكون أمانة يسلمها لأبنائه من بعده وللأجيال القادمة، قبل أن تكفر به وبأفعاله وتتبرأ منه ومن عصره؟.

أليست هذه القراءة السريعة لواقع المواطن السوري، وهو يعيش معاناة ..مثقفيه ومفكريه؟ مثل :ـــ
رياض سيف الملاحق حتى غرفة نومه، ميشيل كيلو ، أنور البني، محمود عيسى، سليمان شمر، خليل حسين، فاتح جاموس، عارف دليلة وحبيب صالح ...مع اعتذاري إن أغفلت أسماء أخرى ...
أليست هي أوضاعنا ونحن نرى ندرة الأصوات المرتفعة لإطلاق سراحهم؟، وكأننا نريدهم أن يكونوا وقوداً لما نحلم به، لكننا لانفعل إزاءه شيئاً ..حتى الصوت، أو القلم أصابهما الخرس ، وناما في قارورة الخوف، التي صنعها النظام وأجاد استخدامها، وأجدنا تداولها مترافقة مع هراوة القمع وحجم الحقد على المواطن..باعتباره العدو الأول للنظام!!.

إلى متى سيترافق هذا الصمت وانعدام الحراك، وشلل الفعل مع النسيان أو التناسي العالمي، من منظمات لحقوق الإنسان والمجتمع المدني، إلى سلطات ودول تؤمن بالعدالة والحرية والديمقراطية ؟.

إلى متى سيبقى المواطن السوري ثانوياً على هامش الحدث في المنطقة وفي العالم العربي ثم الكون؟
وكيف لهم أن يتذكروه؟! ...طالما أنه لا يسعى بنفسه إلى تمزيق غلالة الخوف، وقتل الشبح ، الذي يتحكم بأقواله وأفعاله، والشفاء من كوابيس المخابرات وأجهزة الأمن بالمواجهة...من خلال معارضة تدرك مخاطر المرحلة وتملك وعياً نموذجياً يتخطى الخلافات الصغيرة ويقطع مع التردد وتربية الفكر الخاطيء، وممارسة دور الحَكَم قبل إعادة النظر بما ارتكبت في تاريخها القريب والبعيد، ومد يد التصالح مع من يريد الخير للوطن ولانتقاله من مرحلة الاستبداد ، إلى الحرية والديمقراطية.
ماذا سنترك لأحفادنا، فقد كبر الأولاد ولم يجدوا فينا نموذجا يحتذى، فهل نخذل من يليهم؟
ألم تأت لحظة وقوفكم مع أنفسكم، ومع سورية في محنتها؟ ...هل سيطول انتظارنا، أما تعبتم من ذلكم
وإذلالكم؟ ...هل تنتظرون أن يقف العالم معكم ، وانتم تتخلون عن مواطنيكم؟
من لم يقف مع نفسه ، فلا أعتقد أنه سيجد من يقف معه، ولا أعتقد أنه ينتظر معجزة، إن لم يكن هو نبيها.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية والحجاب
- صارت كبيرة بحجم بيروت
- ما الذي ينتظر المنطقة بعد حرب ال 33 يوماً...حزب الله...سورية ...
- هل يحق لإيران امتلاك السلاح النووي، وعلى من يشكل خطراً؟
- دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد
- الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي ...
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عالم الأشباح والكوابيس السورية