أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام














المزيد.....

لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


   عن تاريخ الجوزي عن هشام بن حسان قال : أحصينا من قتله الحجاج صبرا فبلغ مائة آلف وعشرون آلفا ،  قال : ووجد في سجنه ثلاثة وثلاثون ألفاً ما يجب على أحد منهم قطع ولاصلب ولاقتل ، وكان سجنه حائطاً لاسقف فيه ، فأذا آوى المسجونين الى ظل الجدار يستظلون به من حر الشمس رمتهم الحرس بالحجارة ، وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوطاً بالملح والرماد ، وكان لا يلبث الرجل في سجنه الا يسيراً حتى يسود وجهه .
وفي مروج الذهب للمسعودي أنه وجد في سجنه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف أمراءة لن تجب على أحداً منهم العقوبة ، وكان يحبس الرجال والنساء في مكان واحد ، وقد قتل سعيد بن جبير ومافوق أديم الأرض الا وهو محتاج لعلمه ، وقال فيه عاصم بن أبي النجود الكوفي : ما بقيت لله حرمة الا وقد أرتكبها الحجاج بن يوسف الثقفي ، وهو أول وال يقوم برمي الكعبة بالمنجنيق .
وقال فيه بريدة بن أبي موسى الأشعري : كان عدو الله يتزين تزين المؤمنين ويصعد المنبر فيتكلم بكلام الأخيار ، فأذا نزل عمل عمل الفراعنة ، وهو أكذب في حديثة من الدجال .
ويقول فيه الخليفة عمر بن عبد العزيز ( رضي الله عنه ) : لوجائت كل أمة بخبيثها وجئنا نحن بالحجاج لغلبناهم .
هو الحجاج بن يوسف الثقفي بدأ حياته معلماً للقرآن وأنتهى به القدر أن يكون مسؤولاً للشرطة ، فتلبسه مركز السلطة  وأستحال الى كائن بشري ممسوخ يتلذذ بعذاب الناس ويعيش على الموت والرعب والخوف والقسوة والظلم وكتم الأنفاس وعدم سماع الرأي المخالف ، ولكن هذا الحجاج لم يخلو من نزعة للتنظيم والتطوير الأداري في الزمن الأموي  ، ولم يحدثنا التاريخ أن الحجاج زنى بحرة ولادفن طفل بريء بجريرة أهله ولافسق ولاسرق من المال العام .
ولكن أين هذا الحجاج من حجاج العصر الحديث صدام حسين  ؟؟
أين هذا الحجاج من الذي صار في العراق ؟
لقد أنتهى في سجون الطاغية أكثر مما كان في سجون الحجاج مضروباً بعشرات بل بمئات المرات  ، وتفنن طاغية العصر في وسائل التعذيب ليس فقط الوسائل المتطورة  للموت بل أختلطت بالوسائل البدائية والمبتكرة في قتل وتعذيب الأنسان ، والتلذذ بتعذيبه وموته .
استطاع الطاغية أن يستورد الآلات والمعدات الخاصة بالتعذيب والثرم وبتر الأطراف وقطع الأصابع وبتر الأعناق  ، وأذابة الناس في الحوامض وجعلهم تجارب للمواد السمية والكيمياوية القاتلة، وسقي المواطن سماً قبل أطلاق سراحة ليلقي حتفه بين أهله  ، ودفن الأحياء في القبور بملابسهم ودون قرار حكم ودون تهمة ، وحبس أهل المتهم وحجز ذويه وحرمان أقربائه من لقمة العيش  وهدم بيوتهم وتشريد العائلة .
أين صار الحجاج من حمامات الدم والقتل المنظم الذي بدأت تحصد أرواح العراقيين أبتداء من الانقلاب الأول في شباط 1963 وأنتهاء بنهاية حكم الساقط  صدام في 9/4/2003 ، وقد طال الموت ليس من في داخل القفص العراقي وجحيم الداخل ، بل طال الموت كل الذين فروا بأرواحهم خارج العراق فذبحتهم شفرات  السكين و ووصلتهم المواد السمية و أخترقت صدورهم طلقات  المسدسات الملقمة بكواتم الصوت فحصدتهم .
أين صار الحجاج من السجون المبنية تحت الأرض وتحت الأنفاق والتي لم يتعرف عليها الناس لحد اليوم ، السجون التي ليس لها أبواب ولاأسماء ولم يتعرف أحد على ضحاياها ، والمقابر التي لم يتوصل لها أحد ، والسراديب التي لم نعد نعرف أعدادها وأماكنها ومساراتها ومهماتها الحقيقية ومن المسؤول عنها  .
أين صار الحجاج من هذه المقابر التي طرزت كل أرض العراق وهي تضم بقايا جثث الشباب والشابات والمدفونين بملابسهم ، مقيدو اليدين ومعصوبو العيون ، وأثار الضرب على عظامهم وأثار البتر والقطع شاهدة أمام الله .
أين صار الحجاج من فجور الحاكم وظلمه وظلم أولاده ، وطغيانه وطغيان أولاده وزبانيته ، وترف الحاكم وفسقه وخموره ورذائله وتبرقعه بالدين ، أين صار الحجاج من اغتصاب حرائر العراق وسرقة الأموال العامة التي تتمتع بها عائلة الطاغية من السحت الحرام  ؟  أين صار الحجاج من أطنان الذهب الذي جمعه الطاغية منا غصباً ليصوغه ممتلكات ومخشلات لعائلته وأفعاله الإجرامية ؟  
يقيناً  يقف الحجاج خجلاً من جرائم يندى لها جبين الأنسان في العصر الحديث يقترفها سلطان غشوم وجائر وفاسق يقرر حذف أسم الله العلي القدير من القانون تمهيداً ليصار الحلف واليمين  بأسم الطاغية ؟ أين يقف الحجاج من زمن يجوع فيه العراقي وهو يسبح فوق بحار من النفط والذهب وحاكمه الجائر يشيد القصور الخرافية والمنتجعات الساحرة يمتع بها نفسه وأهله ؟؟
أين الحجاج من كل هذا ؟؟
أين صار الحجاج ممن يمثل دور المؤمن وهو لا يؤمن بأي شيء ، وحارب رجال ديننا وشيوخنا ومنع عنا طقوسنا وحرمنا من معرفة قـــــبور أولادنا وصار دخولنا بيوت الله للصلاة  جريمة توصلنا للموت  ؟ أين صار الحجاج ممن لاقيم ولاأعراف لديه فقد جائنا من المجهول وذهب منا الى المجهول ؟
أين صار الحجاج ممن قتل زماننا وسمم هوائنا وأخفى نعمتنا وحرمنا من لقمة العيش وزرع الخوف في نفوس أطفالنا وشطب على قيمنا وحارب فينا كل أعرافنا الجميلة وحرمنا حتى من الصلاة لله تعالى ؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك
- رسالة من مواطن عراقي الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
- نــــــــــداء الى كل الخيرين في العراق الجديد


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام