أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حيان نيوف - ليلى السوريّة والذئب !














المزيد.....

ليلى السوريّة والذئب !


حيان نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سلاسل تقيد أديبة وكاتبة سورية إلى سرير معدني في منزل أسرتها، ولكمات قاسية تلاحق فتاة سورية أخرى قبل الإفطار والغداء وبعدهما، وسلاح يشهر- لا بل يستخدم في بعض الأحيان- في وجه فتيات ونساء سوريات . وكل هذه الجرائم، التي يعاقب عليها القانون، تأتي على يد أشخاص منغلقين متعصبين وكارهين للحب.

نعم .. لقد حققت النساء في سوريا مكتسبات سياسية وحقوقية كبيرة إذا ما قورن وضعها بوضع النساء في بلدان عربية واسلامية أخرى ، وأخر إنجاز لها كان منصب نائب رئيس الجهورية ، وهو الإنجاز الذي جاء بعد نصف قرن على السماح للمرأة السورية المشاركة في الحياة السياسية كاملة مثل الرجل..

نعم .. مهما تحدثنا عن ظلم اجتماعي يطال نساء سوريات كثيرات ، ومطالبة ناشطات في مجال حقوق المرأة بتعديل بعض القوانين إنصافا للمرأة ، يبقى وضع المرأة السورية سياسيا ومجتمعيا على ما يرام إذا ما قورن بدول أخرى.

لكن، وكوني صحفيا سوريا، أنا ملزم أن أتحدث عن مجتمعي قبل المجتمعات الأخرى. مؤخرا تراكمت لدي القصص والأخبار التي تتحدث عن معاناة الكثيرات في سوريا في منازل أسرهن حتى أن بعض افراد هذه الأسر يتوحشون ويوغلون في تعذيب شقيقاتهم أو بناتهم بحجة حماية الأسرة أو الترابط الاجتماعي والأسري. ولكن كيف يمكن لأب أو شقيق ينصّب نفسه حاميا للأسرة ثم يستخدم أبشع أساليب الضرب والتعذيب ضد الإنثى التي هي شقيقته أو ابنته؟ أي كيف له أن يكون أبا أو شقيقا وجلادا معا ؟

لقد ذكرتني هذه القصص المؤججة بالآلام بحكاية ليلى والذئب ، وكأن نساء كثيرات في سوريا قدرهن كقدر "ليلى" في مواجهة الذئب الذي لا يرحم والذي يمكن أن يلعب أي دور حتى يتمكن من افتراس ليلى.

منذ أربعة قرون جمع لنا الكاتب الفرنسي شارل بيرو مجموعة من الحكايات الشعبية التي لا تزال معروفة حتى يومنا ومنها "جميلة والوحش"، "ذات الرداء الأحمر والذئب" ( ليلى والذئب). وعن ليلى والذئب يقدم لنا شارل بيرو حكاية تنتهي نهاية محزنة عندما يلتهم الذئب ليلى. ويأتي فيما بعد الأخوان غريم (جاكوب وويلهيلم) ليقدما حكاية ليلى والذئب بقالب آخر ينتهي بموت الذئب على يد الصياد الذي أنقذ ليلى وجدّتها ..

فهل قدر هؤلاء النساء السوريات، اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي يوميا، الموت على يد الذئب ؟ أم سيتغير الواقع ويكون لكل "ليلى سوريّة" صيادها الذي سينقذها من الذئب ؟

أديبة وكاتبة سورية من محافظة اللاذقية وقعت بحب شاب، وقررا الزواج، لكن الأهل كانوا بالمرصاد، فأقدموا على تقييدها بسلاسل معدنية من يديها ورجليها إلى سرير معدني في غرفة مظلمة تشبه السجن. وبعد فترة زمنية قصيرة تقدم لخطبتها شاب آخر فوافقت ونفذت ما يدور في رأسها من أفكار. في يوم الزفاف تم إخراجها من البيت لأول مرة ونقلها إلى حلاقة نسائية لتزيينها وتصفيف شعرها ، ومن هناك تمكنت من الهرب برفقة أحد أقاربها الذي كان يعطف عليها والذي عاد فيما ليتم تقييده مكانها .. ذهبت وعاشت حياتها كما تريد ومع من تحب ..
الحكاية الثانية من محافظة سورية أخرى . شاب وفتاة في حب متبادل منذ سنوات طويلة ، وعندما قرر هذا الشاب مفاتحة أهل الفتاة بموضوع الزواج، ضربوا أخماسهم بأسداسهم وقرروا الضرب بالمندل بحثا عن حجة ما لرفضه، حتى فشلوا.

وإن قالت عائلة الفتاة لهذا الشاب " لايمكن أن نعطي ابنتنا لشاب نجهله " ، فإنها قد أخفت عنه السبب الحقيقي لرفضه والذي لا يمكن الافصاح عنه أمام حملة الشهادات الجامعية من الأسرتين، وهو "التزمت والتعصب الديني العشائري " !

وعندما علم هذا الشاب برفض عائلة الفتاة له ، أبلغهم أنه يمكن أن يتزوجها بشكل طبيعي كما يسمح له القانون السوري بذلك ، وإذ بكلامه بنظر " المتعصبين" يشبه الجريمة – لا بل جريمة . فما كان من أشقاء الفتاة إلا إعلان الحرب عليها وضربها ضربا مبرحا كل يوم لا بل مقاطعتها من قبل الجميع ثم سجنها وقطع خطوط الاتصال عنها، دون أن يفكروا ولو قليلا بأن "الإخلاص" من قبل هذا الشاب لابنتهم – في هذا الزمن الصعب- كان كافيا للترحيب به.

قصة هذا الشاب تدفع للتساؤل : لماذا تخافون على ابنتكم من شاب "مجهول" -كما تدّعون- ثم تقومون بضربها وتعذيبها مما يؤكد أنكم تكرهون هذه الفتاة وتكرهون أحلامها .. إنها مشاعر الكراهية للحب والآخر ..

كيف يمكن لأي "ذكر" في هذا الشرق أن يدعي الحرص على شقيقته ثم يقوم بصلبها مثل المسيح، وضربها ضربا قد يؤدي لوفاتها ووقوع الجريمة ؟ في الوقت الذي لم ترتكب فيه هذه الفتاة فعلا منافيا للأخلاق ، بينما هو هذا "الذكر" له كل الصلاحيات الأسرية والاجتماعية لأن يعشق ويحب عشرين امرأة معا دون زواج من إحداهن، ممثلا دور الديكتاتور المتسلط "الذئب" الذي لا يمكن أن يغمض عينيه قبل أن يلتهم "ليلى".

ومقابل هذا "الذكر الشرقي المتسلط" يوجد "ذكر" آخر ينتمي لجيل من الشباب المكافح وسط حياة تزداد صعوبة كل يوم وتتطلب الكفاح والعمل ليلا نهارا لتأمين متطلبات كثيرة ، وإن استطاع مقاومة هذه الحياة وقرر الزواج ينهدم كل شئ على أيدي أهل الفتاة التي أراد الزواج بها ، وكأن القدر يتطلع إليه ويقول له بسخرية: اذهب وتزوج فتاة من ملاجئ الأيتام !




#حيان_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الأميرة الدمشقية سلوى الأسطواني ...
- صحافة الانترنت في العالم العربي: شمعة في غرفة مظلمة - صحيفة ...
- كتب فرنسية عن الثقافة الأمريكية
- مستقبل الصحافة بين -أسلحة الرقابة الشاملة- وقوانين مكافحة ال ...
- قراءة في العلاقة ما بين الأدب ودراسات علم النفس
- كان اللقاء الأخير ...
- رحيل إدوارد سعيد في زمن الخريف
- منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق ...
- حكايات القبّيضة ...
- من وحي شاعر لا ينتمي ...
- انطلاق العدد خمسمائة من نشرة الحوار المتمدن
- حذاء عن حذاء يختلف
- الفن و-مذهب التكذيبية- ..
- سعد الله ونوس يعود للذاكرة الدمشقية ..
- صحفي عن صحفي يختلف ...
- قذائف الديمقراطية تسقط على الصحفيين


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حيان نيوف - ليلى السوريّة والذئب !