أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سوزان خواتمي - تنويعات القص الرشيق عند دلع المفتي














المزيد.....

تنويعات القص الرشيق عند دلع المفتي


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عبر 150 صفحة من القطع المتوسط تخرج إلينا مجموعة تحمل عنوان (عورة ) الصادرة مؤخراً عن دار جسور للترجمة والدراسات والنشر والتي حوت 28 نصاً.. وهو الاصدار الثاني للكاتبة بعد روايتها – هن لسن أنت -
تقطف الكاتبة دلع المفتي حكاياتها من شجر الواقع، فتنقله إلينا عبر حوار خاطف لشخوصها أو مشهد عابر تقتطعه من مسرح الحياة الكبير، وهي تفعل ذلك من دون افتعال، ببساطة وعفوية ومباشرة تتجه نحو فكرتها، كما الخط المستقيم الذي هو أقصر الطرق، مقتصدة في عباراتها وجملها، من غير فائض مكونة باقة من النصوص المتنوعة بين القصة القصيرة وق ق ج أي التي نالت في وقت قصير مكانتها في المشهد الأدبي..
هذا التنوع يمكن اعتباره ثيمة تؤكد فيه الكاتبة أنها لا تبحث عن آليات محددة أو منهجية ثابتة تكرسها لكتابة نصوصها، فالفكرة بتجلياتها هي فقط ما يشغلها فتترك العنان لتلقائية ذاتها المحركة عبر حدث يأتي – غالباً - على لسان الراوي العارف بكل شيء..
ومض الفكرة يلمع في كل نص مشكلاً ملمحاً مهماً مجتزأ من شاسع الحياة، نقلته المؤلفة من سذاجة عروس لم تتخط السابعة عشر تعاني من الارتباك والتعثر ومما بقي من طفولتها فيما هي على عتبات مرحلة الزواج الغامضة..
هكذا تأتي الفكرة إنسانية مبللة بمشاعر فياضة من التعاطف كما في " شعرها المنثور" التي تحكي معاناة مريضة أثناء علاجها بالكيميائي الذي يؤدي إلى تساقط شعرها.. تلك القصة مهداة إلى روح منى مما يحمل القارئ على مزيد من التعاطف لحدث ليس مجرد تخيل فحسب.
أما قصة " خطوات" فهي عن متسول أعمى يتخذ من ناصية شارع مكاناً دائماً له، لكن الفقر والحاجة لم تسلخاه عن العطاء..!
تلجأ دلع المفتي أحياناً إلى وضع فكرتها في قالب ساخر متهكم، كما حدث في نقلها لتصرفات خارجة عن اللياقة لكاتبة كانت بالأمس القريب تدعي الأدب والتأدب عبر لقاء تلفزيوني !..
من المؤكد أن الإلمام بكل أفكار المجموعة القصصية " عورة" من خلال هذا العرض المتعجل يكاد يكون مستحيلاً، سوى أنه يمكننا ملاحظة بعض النصوص التي تشكل في طرحها قلقاً تساؤلياً، كإشارة استفهام لسؤال تبحث الكاتبة من خلال القارئ عن جواب حاسم لها..
فهل العورة هي عورة الجسد أم عورة الروح..؟
وهل الخروج عن قوالب الحياة الجافة هو خروج عن لياقة الاحترام؟
وهل جلوس المرأة في العدة هي الطريقة الأمثل لإظهار حب الزوجة الأرملة وإخلاصها؟
يبدو جلياً اهتمام دلع المفتي بوجوه المرأة الكثيرة، معنية بالتفاصيل الصغيرة، متنقلة بين مشاهد تدركها عين فاحصة لأم تنقلب من كائن ضعيف يتقبل الركل والضرب إلى وحش بري حين تصل المهانة والألم إلى جسد ابنتها الصغيرة.. أو لزوجة تؤمن بحدسها بشكل قاطع أقرب ما يكون إلى اليقين من غير احتمالات أخرى.. أو حتى في حكاية جدة تتلبسها وساوس الطهارة فتجعلها تغسل كل شيء سبعاً.. أو في ذعر مستبد لأم على براءة طفلتها فتقدم جسدها بديلاً دون كثير تفكير..
وأيضاً انسياقاً مع الفكرة وسطوة متطلباتها جاءت قصتان من المجموعة تحولت فيها الأشياء ( الطبلة – اليد) إلى كائنات ناطقة تحكي معاناتها..
هي تنويعات رشيقة عبر قصص المفتي.. كمنجز تأتي قيمة النص عبر الحيز الذي يتركه عند المتلقي..
إن حيوية المجموعة في اختلاف حدتها وتنوع إسلوبها وتطرقها إلى الشائك والعادي والمهم وحتى الأقل أهمية من القضايا يجعل الحكاية/ النص يصل إلى مبتغاه المراد منه، من غير أن يعاني مشاكل تتعلق بعدم الوضوح أو الإبهام الذي تتعمده بعض الكتابات.



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملفوف الساخن
- الحب لايفرح
- السين اسمي
- البحرين كلاكيت أول مرة
- افكر بكتابة زاوية وليس لدي فكرة محددة
- كسارة البندق
- لماذا تبكي النساء
- عصفور الغفلة
- قبلة أنيقة لموتٍ محتمل
- تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني
- كتابة بالأحمر الرديء
- عشر خيبات لمولود
- طين يبتكر ضلوعه
- كفن من ضجر
- ِمن يعثر على وجهي؟
- زهر البرتقال
- منذ زمن لم تضحكك طفلة
- أسميك حبيبي
- زمن يشتعل في النسيان
- فانتازيا الحب


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سوزان خواتمي - تنويعات القص الرشيق عند دلع المفتي