أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - التراقب القلق














المزيد.....

التراقب القلق


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو ان حل الجيش العراقي , وباقي الأجهزة الأمنية , جاء نتيجة تخطيط مسبق . وليس كخطأ ارتكب من قبل الحاكم الأمريكي بول بريمر بشكل فردي كما حاولوا ايهامنا به . وذلك لمنع وجود اي جهاز عراقي يمكن ان يرصد حجم الأختراق الأمريكي في اعادة بناء وتشكيل اجهزة الدولة الجديدة , ويقف هذا الجهاز حجر عثرة امام تفتيت مكونات الوحدة الوطنية العراقية العريقة . بأعتباره احدى المرجعيات الوطنية المتفق عليها , وهذه الوحدة لو استمرت في تماسكها ستقف بالضد من التطلعات الأمريكية التي تبغي من العراق ان يكون واحة امريكية , قبل ان يكون واحة للديمقراطية في الشرق الأوسط .
وعلى الضفة الأخرى , نشطت ايران وسائلها حال سقوط النظام المقبور , واهمها العنصر المذهبي , والأحزاب السياسية الشيعية التي نشأت في الفترة السابقة برعاية الإيرانيين انفسهم مثل "المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ", او التيارات والأحزاب التي نشأت بعد سقوط النظام مثل "التيار الصدري " . وكذلك التقارب الكبير بين الشعبين العراقي والإيراني , والتداخل العشائري والعائلي بين آلاف العوائل المشتركة , والتي سمحت بأقامة الكثير من الجسور الأقتصادية , و الدينية والأجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل .
هذه الوضعية مكنت الحكومة الايرانية ان تجد نفسها , وبأيسر السبل , كلاعب اساس في المعادلة العراقية , وظفتها اكثر تماسك من الضفة الأخرى , واعتقدوا ان هذا التماسك سيمكنهم من اقامة رأس الجسر الذي يسبقون الأمريكان فيه .
والتراقب القلق بين الطرفين أدرك ان الشعب العراقي اصبح ضعيفاً بما فيه الكفاية , والجهد الذي سيحسم الصراع بينهم هو جهد احد المشروعين , الأمريكي او الايراني .
الامريكان يعرفون جيداً ومثلما يقول محمد حسنين هيكل في كتابه "العصر الامريكي" ان "أخطر مراحل اي مشروع نووي ان تكون اعباءه وتكاليفه قد دفعت لكن قدرته على الردع لم تكتمل بعد , وبالتالي يصبح المشروع في هذه الفترة من عمره نقطة ضعف اكثر من عامل قوة ". والمشروع النووي الايراني لايستطيع الصمود بأي حال امام التطور المرعب للتكنولوجيا النووية الامريكية , والتي مضى عليها اكثر من ستين عاماً .
ان الموجات الدموية الأخيرة وتزايد اعداد القتلى في الشهرين الأخيرين على ايدي مجهولين كما تصرح الحكومة العراقية , ليست بعيدة عن رغبة الطرفين في مسعى مشترك لإيصال العراقيين الى قناعة عدم صلاحية المسار الديمقراطي في تنظيم شؤون حياتهم . وبعض زعامات قائمة "الإئتلاف " لاتبالي بأسقاط حكومة المالكي التي هي حكومتهم , عبر اصرارها على عدم حل المليشيات , ومحاولة افشال مشروع الفيدرالية القومية للأكراد بأصرارها على اقامة فيدرالية الوسط والجنوب الطائفية والتي تمزق العراق , وتعثرها في تحديد اسس برنامج "المصالحة الوطنية" . فلا يعرف ماذا تريد , وطروحات اطرافها متناقضة .
من ناحية اخرى , ما ينتظره "المجلس الأعلى" من نتائج ستترتب على صدامات "التيار الصدري" بأعتباره خط المواجهة الشيعي الأول مع الأمريكان , واستغلال المرحلة القادمة بعد ان يكون الأمريكان انهوا "التيار الصدري" , وانهكوا ايضاً .عندها سيكون لقواتهم "فيلق بدر" الأكثر تنظيماً , والأشد فاعلية عسكرية , الدور الحاسم في انهاء الصراع لصالحهم , وهو ليس بعيداً عن تخطيط الأجهزة العسكرية الايرانية التي كونت ورعت "المجلس الأعلى" .
ولاشك ان هكذا تخطيط سيصطدم بالأمكانيات الواقعية لقوات الأحتلال . واولها امكانية اسقاط حكومة "الائتلاف" وتجريد اطرافها من اهم مقومات قوتهم , ومضي الوقت يخدم هذه الفكرة . فحكومة "الائتلاف" بقيادة المالكي لم تتمكن من ايجاد اي من الحلول للمشاكل الكبيرة , بالعكس اصبحت مستعصية نتيجة عدم التوافق بين اطراف "الائتلاف" ذاتها , وازداد الوضع الأمني سوءاً , وكذلك الفساد الأداري , وازمة النفط وسرقته , والوضع المعاشي المتدهور, والتدخل في الحياة الشخصية للناس , ومصادرة كل الحريات , حتى وصلت بأحد المراجع ان يحرم التدخين ...الخ .
من جهة اخرى تستطيع قوات الأحتلال الاتفاق مع اطراف في حكومة المالكي بما فيها رئيس الوزراء الذي يهمه نجاح ادارته بدون اخذ موافقة "الائتلاف" , في القضاء على عصابات الجريمة المنظمة , وانهاء المليشيات الحزبية , والخارجين عن القانون , وايقاف التهجير القسري , وتدوير العجلة الاقتصادية , والاتفاق على التفسير السئ لمبادرة "المصالحة الوطنية" وذلك بالعفو عن كل البعثيين , وسيتمكن الامريكان وبفترة قصيرة من تحقيق انجاز كبير لمشروعهم .
ان التردد , والتعثر , والمراقبة , لاتخدم وحدة "الائتلاف" ولا سلطتها , وستنعكس خساراتها على اطرافها بالتتابع , نتيجة انانية واستئثاربعض قياداتها , وخضوع بعضهم الكامل لتوجهات السياسة الايرانية .وهذه الوضعية اسرعت في اعادة العلاقات بين الامريكان وبقايا البعث في اتفاقات لايعلمها الا الله بما يبيتونه للعراق , وانعكس ذلك واضحاً في التصريحات الواثقة من بعض رموزه مثل صالح المطلك , والشروط التي اخذوا يضعونها قبل اي موافقة لهم , وبالذات بأتجاه "المصالحة الوطنية". ويبقى الشعب العراقي الذي اوصل هذه النخب السياسية الى سدة الحكم الخاسر الاكبر , وعليه دفع المزيد من الدماء ثمناً لهذا الأختيار غير الموفق .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروعان والأفق المفتوح
- على ذات الخطى
- النفط وتداخل مقومات الأزمة
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - التراقب القلق