الملامح المشتركة للأنظمة الفاشية... والبوشية

جنان جمعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في تقرير حول الأنظمة الفاشية، قارن الكاتب السياسي لورانس بريت بين أنظمة هتلر، وموسوليني وفرانكو وسوهارتو وبينوشيه، مستخلصاً 14 نقطة مشتركة بينها. وتكمن اهمية هذه المقارنات في الوقت الراهن، في ان الرئيس الاميركي جورج بوش استخدم مؤخرا تعبير كهدف جديد في حروبه، بعدما كان يستخدم اساسا تعبير <الحرب على الارهاب>.
.1 قومية قوية ومستمرّة: تميل الأنظمة الفاشية إلى نشر أعلامها في جميع الأماكن والاستخدام المستمر لشعاراتها الوطنية، ورموزها، وأناشيدها وغيرها من وسائل الدعاية.
خلافاً لكل الحروب السابقة، تكاد تحمل جميع شواهد قبور الجنود الذين قتلوا في العراق أو أفغانستان شعارات مستمدّة من <أسماء العمليات> التي قتلوا خلالها، بهدف حشد الدعم الشعبي لهذه الحروب (من موقع كوموند دريمز).
رفعت الولايات المتحدة شعار <الحرية والديموقراطية>، وما تلاها من شعارات رنانة بعد أحداث 11 أيلول، وهي تواظب على استخدامها في كل مناسبة وطنية، وعلى استنباط أساليب لترسيخها مثل إطلاق مسيرة الحرية في الذكرى الرابعة للهجمات، وتخليد ذكرى الذين قتلوا خلال هذه الأحداث من خلال رفع نصب تذكاري في الساحات والميادين العامة (عن موقع سورس واتش).
يعتزم البيت الأبيض بالتعاون مع لجنة الجمهوريين الوطنية، تكليف أعضاء من الجيش، بزيهم العسكري، للحديث باسم سياسات الرئيس خلال نشاطات الجمهوريين السياسية، ما يعتبر مخالفاً لقوانين وأنظمة الجيش (عن موقع توكينغ بوينتز ميمو).
.2 ازدراء وثيقة حقوق الإنسان: بسبب الخوف من الأعداء وبسبب الحاجة للأمن، تقتنع شعوب الأنظمة الفاشية بأنه بالإمكان تجاهل حقوق الإنسان في بعض القضايا. ويميل الأفراد إلى غض بصرهم، أو حتى الموافقة على التعذيب، أو احتجاز السجناء لمدد طويلة، أو المحاكمات السريعة.
بوش هدد باستخدام الفيتو ضد فاتورة عسكرية للجيش إذا ما حاول هذا الأخير مطالبة الكونغرس بالإشراف على سياسة التوقيف في الولايات والمتعلّقة ب<الحرب على الإرهاب> (عن موقع نيو ستاندارد نيوز).
الولايات المتحدة تستعدّ لاحتجاز المتهمين بالإرهاب مدى الحياة، ومن دون محاكمة (عن موقع سكوتسمان).
قاضٍ في غوانتانامو قال لأحد الموقوفين <لا أهتم بوثيقة حقوق الإنسان> (عن موقع بوسطن دوت كوم).
رامسفيلد يعتزم إصدار مذكرة، تشرّع سياسة التوقيف من دون الخضوع لمبادئ حقوق الإنسان (عن موقع ضد الحرب).
.3 إظهار الأعداء/ أو كبش الفداء على أنهم قضية جامعة: يتم جمع الناس حول <هيستيريا> وطنية جامعة، بسبب الحاجة لإزالة تهديد أو خصم مشترك، قد يكون عرقياً أو اثنياً أو دينياً، أو من الليبراليين أو الشيوعيين، أو الاشتراكيين أو <الإرهابيين>...
تم سحب كتاب التاريخ من مدرسة سكوتزدايل في ولاية أريزونا، في منتصف السنة الدراسية (آذار 2005)، لأنه ينطوي <على دعاية منصفة للإسلام> (عن موقع ايست فالي تريبيون).
تنظيم التظاهرات، وتكثيف الحديث عن <الفاشية الإسلامية> بهدف توحيد الأمة الأميركية ضد عدو مشترك (عن موقع وورلد نت دايلي).
.4 السيادة العسكرية: حتى عندما تكون المشاكل المحلية متفاقمة، تخصص للقوات العسكرية ميزانية <غير متكافئة>، ويتم تهميش الأجندة المحلية، في حين يتم تمجيد الجنود والخدمة العسكرية.
إدارة بوش توافق على الاقتطاع من ميزانية برامج التعليم والصحة والعمل لصالح وزارة الدفاع (عن موقع بيلينغ غازيت).
إطلاق قنوات تلفزيونية متخصصة بالأسلحة والأعمال العسكرية، والترويج لها على أوسع نطاق، بدءاً من مطلع العام 2005 (عن موقع اولد أميركان سينتشوري).
.5 تفشي التمييز الجنسي: تكاد تكون حكومات الأنظمة الفاشية ذكورية، حصراً. في ظل الأنظمة الفاشية، تصبح الأدوار التقليدية للجندر أكثر تشدداً، فتصبح معارضة الإجهاض وخلافه أكبر.
بوش يطالب بتحريم الزواج المثلي (عن موقع سي ان ان).
خلال اجتماع <لجنة الأمم المتحدة حول وضع المرأة>، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة، من بين 42 دولة، التي رفضت قراراً لإطلاق سراح النساء والأطفال من الرهائن (عن موقع مؤسسة شويك).
.6 السيطرة على الإعلام الجماهيري: في بعض الأحيان تفرض الحكومة الفاشية سيطرتها المباشرة على الإعلام. وفي حالات أخرى، تفرض سيطرتها بشكل غير مباشر من خلال الأنظمة والقواعد. أما الرقابة (وخصوصاً أثناء الحروب) فشائعة جداً.
مكتب التحقيقات الفدرالي يعترف بالتنصّت على المكالمات الهاتفية للصحافيين والإعلاميين / أيار 2006 (عن موقع أي بي سي نيوز).
السلطات الأميركية تغلق 20 موقعاً إعلامياً مستقلاً / تشرين الأول 2004 (عن صحيفة <الغارديان> البريطانية).
الولايات المتحدة تعتزم تخصيص مبلغ 20 مليون دولار من أجل <دعاية إيجابية عن العراق> / آب 2006 (عن صحيفة <واشنطن بوست>).
.7 هاجس الأمن القومي: يُستعمل الخوف كأداة لتحريك الشعوب.
بوش يحذّر من خصمه الانتخابي <الذي سيُضعف اميركا وسيجعل العالم أقل أمنا> (عن موقع وشنطن بوست).
بوش يشنّ هجوماً على خصمه الانتخابي متذرّعاً بالقول <إن أميركا ستتعرّض لخطر هجوم إرهابي آخر في حال تم انتخابه>. (عن موقع فايند لو).
مساعدو بوش يقرّون بسياسة <تغذية الخوف> لدى الرأي الخام، وإثارة المخاوف من هجمات محتملة، وتعزيز صورة بوش <العازم على محاربة الإرهاب> (عن صحيفة واشنطن بوست).
الجمهوريون سيستخدمون <الحرب على الإرهاب> في حملاتهم الانتخابية للعام 2006 (عن موقع أولد اميركان سنتشوري).
.8 تداخل الدين والدولة: تميل الحكومات الفاشية إلى استخدام الدين الأكثر انتشاراً كأداة للتلاعب بالرأي العام. فيلقي القادة الخطابات الدينية، ويكثرون من استعمال المفردات الدينية.
العديد من المؤسسات التربوية المسيحية في الولايات المتحدة تفرض أنظمة صارمة (صفوف التعليم الديني، وتوقيع الطلاب على تعهد بعدم شرب الكحول ما لم يكن تحت إشراف الأهل). ويبدو أن هذه الظاهرة ذات صلة بإدارة بوش والجمهوريين (عن موقع نيوزيلاند هيرالد).
إسقاط تهمة <خرق القانون الفدرالي> عن القس جيري فالويل الذي دعا اتباعه إلى إعادة انتخاب الرئيس بوش (عن موقع دايلي كوس).
بوش مقتنع بأن الله أراده أن يصبح رئيساً (عن صحيفة واشنطن بوست).
بوش في حديث مع محمود عباس <طلب مني الله ضرب القاعدة وقد فعلت، ثم طلب مني ضرب صدام (حسين) وقد فعلت. والآن أنا مصمم على حل قضية الشرق الأوسط> (عن صحيفة هآرتس).
الحزب الجمهوري أول حزب ديني في تاريخ الولايات المتحدة (عن صحيفة واشنطن بوست). 9.
حماية المصالح المشتركة: غالباً ما يختار أصحاب الأعمال والأموال الأرستقراطيون في الدولة الفاشية، قادة حكوماتهم.. ليؤلفوا بذلك نخبة سلطوية، ولتأمين تبادل المنافع.
منذ تولي بوش منصبه في العام ,2003 أعطت الحكومة الفدرالية أكثر من 3 مليارات دولار، على شكل عقود، لنخبة ممولي الرئيس في تكساس. أما في فلوريدا فحصدت الشركات والمصانع التي يديرها <بوش بايونيرز> ملايين الدولارات (عن موقع كومون دريمز).
مشروع <كي ستريت> أطلقه الحزب الجمهوري للضغط على شركات اللوبي في واشنطن لتوظيف الجمهوريين في المناصب العليا (عن موقع سورس واتش).
ست لجان في الكونغرس تحقق في فضيحة <النفط مقابل الغذاء>، ولكن أياً من مدراء اللجان الجمهوريين لن يطالب بالتحقيق في مكان ال9 مليارات دولار التي اختفت في العراق، وذلك بسبب الفساد والمصالح الذاتية (عن موقع بين فرانك).
.10 قمع القوى العاملة: التي تشكّل التهديد الأبرز للحكومة الفاشية.
حذّرت إدارة بوش الاتحاد الوطني للعمال من خرق القانون في حال عارض هذا الأخير اقتراحات الرئيس بوش للأمن الاجتماعي (عن موقع كومون غراوند كومون سينس).
هاجم الرئيس بوش تنظيم العمال، وأصدر أوامر لتخفيض حجم إنفاق أموال الاتحادات العمالية على الأنشطة السياسية (عن موقع شاستا لينكس).
.11 ازدراء الثقافة والفنون: تميل الحكومات الفاشية للترويج أو السماح بالأعمال العدائية تجاه المثقفين والأكاديميين. ومن الشائع أيضاً فرض الرقابة (أو توقيف) أساتذة الجامعات.
فنانون من مختلف المناطق يُمنعون من دخول الأراضي الأميركية، تحت ذرائع أمنية / شباط 2004 (عن <الغارديان> البريطانية).
خطة بوش الاقتصادية الجديدة تقتطع من مخصصات الفنون والتعليم (عن موقع فاندلبيرتوربيس).
مجموعة من أكثر من 60 عالماً أميركياً، 20 منهم يحملون جائزة نوبل، اتهموا إدارة بوش بالتلاعب وفرض الرقابة على العلوم لغايات سياسية (عن موقع كومون دريمز).
.12 هاجس الجريمة والعقاب: في ظل الأنظمة الفاشية، تتمتع الشرطة بسلطة شبه مطلقة لفرض القوانين، فيكثر قمع الحريات العامة باسم الوطنية، كما تكثر الرشى.
أميركا: سجون سرية، محاكم سرية، توقيفات سرية، والآن قوانين سرية (عن موقع واشنطن مونثلي).
بإمكان ضباط الشرطة اعتقال الناس من دون ذكر السبب (عن موقع بلومبرغ).
تأسيس <قسم الخدمة السرية في الولايات المتحدة>، المخولة إلقاء القبض على الأشخاص من دون إنذار ومن دون تبرير (عن موقع ضد الحرب).
.13 تفشي المحسوبية والفساد: تدير الأنظمة الفاشية شبكة من الأصدقاء والأقارب والأنسباء، يعيّنون بعضهم بعضاً في الوظائف الحكومية ويتم استعمال السلطة لحماية هذه الشبكة من المحاسبة. كما يتفشى الفساد والسرقات وهدر الأموال الحكومية.
أصدقاء معادون لإيران يحصدون <صفقات> جيدة من بوش (عن أسوشيتيد برس).
<عقود الشركات> بعد إعصار كاترينا يكتنفها الفساد (عن موقع غوف إكسيس).
ممولو بوش الكبار حصدوا العقود الكبرى (عن موقع سي بي اس نيوز).
.14 الانتخابات المزوّرة: الانتخابات في الدول الفاشية زائفة كلياً، في بعض الأحيان. وفي أحيان أخرى يتم التلاعب بالانتخابات من خلال حملات التشهير أو حتى الاغتيال، ويتم استعمال التشريع لمراقبة أعداد الناخبين أو لفرض القيود السياسية وللتلاعب بالإعلام.
المبرمج الإلكتروني كلينتون كيرتيس يشهد أنه تم توظيفه في العام ,2004 من قبل الجمهوري توم فيني في أوهايو لاختراع آلات اقتراع تكون <سهلة الاختراق> (عن موقع أولد أميركان سانتشوري).
الجمهوريون منعوا أكثر من 350 ألفاً من الناخبين في أوهايو من الإدلاء بأصواتهم أو من تعداد أصواتهم (عن موقع رولينغ ستون).
ترجمة وإعداد:
جنان جمعاوي
(عن موقع <أولد أميركان سانتشوري>)
السفير

#جنان_جمعاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات