أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل الدلفي - الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء














المزيد.....

الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 06:05
المحور: المجتمع المدني
    


ان المحور المرئي في شخصية المواطن العراقي لدى الاخر هو ملكيته للثروة ( القمح ، التمر ، الفوسفات ، النفط .... الخ ) ذلك ما يدور في خلد الآخر / المواطن العالمي الذي جعل الزيارات الدولية لأرض العراق متعددة ومتوالية في احقاب التأريخ وفي هويات مختلفة تارة محتلة واخرى محررة وغيرها معمرة والى ما شاء الله من اسباب الزيارات .
ويبدو ان الوقائع اليومية للحدث الآني تشير الى تراجع ذلك المحور الى ما وراء متاريس محور آخر جعلتنا نتصور تلك المخططات الدولية شديدة التركيز وامعان منقطع النظير في التنفيذ . ان تلك الرؤية أو المحور المستجد هو ان العراقي فرد ما لك للدماء ( حربان مدهشتان وارهاب يومي مركز ) ، ان التقدم التقني لدى الاخر زوده بامكانية التقدير الدقيق للثروة العراقية حداً وصل درجة الذهول المطلق لعقل الاخر امام الرقم المقدر والذي افرز أليا ثقافة الاستخفاف بجوهر انسانية المواطن العراقي بحجة عدم تمتعه بمؤهلات حضارية تجعله يستحكم على مقدرات تلك الثروة ( اللعنة ) فسارت الامور بتخطيطها الدقيق حّداً جعل العراقي يعيش في فضاء ثنائية اللقمة مقابل البقاء والتي اخذت تشكلها على مساحة التاريخ العراقي ردحاً غير يسير من الزمن . اما التطور الثقافي للاخر الذي افرز استهداف ملكية الدم جعل الحيرة تقفز الى رأس اي متسائل ما الحقيقة وراء اطلاقية دائرة الموت الارهابية نحو جغرافية العراق بهذا الشكل اللآمألوف في المشهد الدولي ؟
ان المنطق المعرفي يؤكد ثنائية الضد في ممارسة ما وعليه أية ثنائية نتمكن من صياغتها انسجاماً مع محور الرؤية الجديد لدى الاخر ؟ هل هي الدم مقابل اللقمة كبديل استعاضة عن قيمة الطرف الاول في المعادلة الثنائية السابقة ( البقاء ) ؟ ارى ان العبارة غير دقيقة ولا تستوفي الابعاد المثلى للظاهرة وهناك افتراض يستحكم على المشهد بدقة مفاده ان العراق نفسه وراء ذلك بشكل يهييء لنا القدرة في صياغة ثنائية المحور على النحو التالي ( الفناء مقابل العرقنة ) من يموت هو العراق والارهاب هو الاخر ، بكل ابعاد هويته المفترضة التي تمر بعلائقها الحميمة مع بنية الثنائية الاولى اللقمة - البقاء وصولاً الى نسغ الثانية العرقنة - الفناء . ونحن لا نخرج من دائرة التفسير الا ومعنا مقاربة هامة تؤكد سايكلوجيا الهدف عند الاخر ضمن دائرة الغيرة والحقد المورّث وخيلاء السيطرة الجامدة وذئبية الاشتهاء والمنافسات التاريخية . لكن الطرق جميعاً تؤدي الى مفهوم الابادة القصدية .
في هذه المرحلة الرخوة علينا ان ندرك قيمة القصد وراء ما يجري وان نحلل البنى الساكنة والمتحركة في ميدان العمليات .
ففي الوقت الذي يجري لاعداد وهيمنة برنامج ميتاقومي شامل يخص العراق نرى مواجهتنا للامر تجري وفق برامج ضيقة الافق . ان من اولويات الثقافة العراقية المعاصرة فرز منظومة مفهومية متطورة تتناسب مع خطورة وقائع الحدث اليومي وافرازات المشهد الغرائبية واول مفهوم بحاجة الى صقل ثقافي هو المواطنة ، ان المرور على المواطنة بدون إجراء مفهومي عال سيجعل توازن العراق في مهب الريح وبرامج إعادته إلى الصيرورة الطبيعية مجرد أكاذيب يحيطها الفراغ من جهاتها الأربع .
إن الخروج من ألازمة العراقية ليس ضرباً من الخيال لكنه ليس من السهولة بمكان فالمعّول عليه هنا ليس البناء المادي وإعادة الأعمار وتقافز أصفار الأرقام الدولارية رغم احتكام ذلك على الضرورة والأهمية لان المخرج والحل يكمنان في بنيتنا الفوقية في رأسنا ، إن الصراع اليوم في العراق قد ولد من افرازات الذاكرة واصطفافنا العمودي مثل هياكل محنطة في متحف التاريخ أي الاصطفاف الكتلوي العراقي استمد انغلاقه المحكم من المورّثات تلك التي جعلت الكتل تمارس نزاعاتها الاعتيادية والمتطورة .
ان بارقة الأمل الوحيدة ان تلك البنى العمودية ( الكتلوية العراقية ) تعيش صراعها الحاد مع ذاتها إضافة إلى صراعها مع الآخر وان انتصارها على ذاتها وانقطاع العلاقة بينها وبين الجذر المغذي للهوية العمودية هو الكفيل الأوحد بالخروج من ألازمة العراقية وذلك هو دور الثقافة العراقية المعاصرة المحتكمة على ازمة وجود/ حضارة ، حين ذلك فحسب تسهل مهمة الحديث عن الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي والتنمية الاقتصادية ان صنع المفاهيم في مصنع الثقافة المعاصرة سيلقي بالمورّثات الفاعلة بنشاط هائل مثل الهورمونات في سايكلوجيا العمود ستلقي الثقافة بها الى مكانها الطبيعي ( سلة الازبال ) فرأسي هو الذي يمتد الى تشغيل زر الحاسوب وليس يدي فليس هناك طريقة أثنية ( عرقية أو طائفية ) في استخدام تقنية المعلوماتية بل هناك رأس يخرج من حاضنة أنها دونما شك منظومة الثقافة .
ان صنع نمذجة إعلائية ذات سمو لا يمكن ان نتصيدها في برنامج اللبرنة إذ لا يمكن إقحام تشكيلاتها الابداعية كمعطى منتج في حاضنة الآخر وجعله يجتاح بنية الأعمدة العراقية وإضفاء طابعه على روحيتها ، رغم انها تشكل خطاب حضاري يستحق ثناءنا لكننا غير مجبرين قسراً على إدامته في مناهل بنيتنا وقد يحدث خرق في النمذجة في التزاوج الفلسفي الشرقي - الغربي ( هيرمان هيسه) للمثال لكن ذلك اقل بكثير من توافر الدليل على إطلاق وتعميم التجارب فان الزواج الذي يتم في غرفة عرس العولمة أراه يمثل خطلاً في بنية الفكر الليبرالي الغربي المعاصر . من الضروري التصدي لوضع محاور الانتقاد الموجبة له في الثقافة العراقية .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة ...
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل الدلفي - الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء