أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - حتى ينكسر الحصار














المزيد.....

حتى ينكسر الحصار


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعتصام الاجماعي البرلماني اللبناني " رداً على الحصار الإسرائيلي على لبنان جواً وبحراً ، رغم كل الدعم الإعلامي ، ورغم كل التحركات والاتصالات التي قامت بها الرئاسة البرلمانية مع عشرات البرلمانات العربية والعالمية ، وخاصة الأوربية والكونغرس الأميركي ، لم يخرج ، في الزمن العربي والدولي المتواطئ ، عن كونه حرثاً في صحراء بائدة ، وقد أضعف المؤسسة البرلمانية اللبنانية ولم يقويها ، والردود المحبطة التي حصل عليها الرئيس نبيه بري ، ممن توخى منهم المروءة والإلتزام بحق الشعوب وبالقانون الدولي لفك الحصار عن لبنان ، باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي ، الذي كان المتواطئ الأول مع إسرائيل في تدمير لبنان وانتهاك السيادة اللبنانية وفي خلق ونشر الفوضى الدولية في لبنان بقراره 1701 ، تؤكد على ذلك ، وتؤكد على أن مثل هذه الآليات السياسية ليس لها قيمة في مواجهة " دولة " عدوانية محمية أميركياً و " دولياً

سنترك متابعة المقاربة والتعليق على الاعتصام البرلماني اللبناني .. توقيته .. مضامينه الحقيقية .. أهدافه .. لوقت آخر ، مهادنين النواب اللبنانيين ، الذين على اختلاف انتماءاتهم ، يكابدون استحقاقات خيارهم الاستقلالي السيادي ، في ظروف تستبيح فيها القوى الإقليمية والدولية الاستقلالات والسيادات للشعوب الصغيرة والضعيفة ، وسنتاول الاعتصام الشعبي " من مجلس الشعب " في سوريا ، الذي جاء ا ستجابة لنداء وا ستغاثة البرلمان اللبناني لكسر الحصار الإسرائيلي . لقد لبى أعضاء مجلس الشعب السوري النداء . وقرروا الاعتصام أيضاً في مقر مجلسهم العتيد . وشارك الجميع تقريباً في إلقاء الخطب التضامنية البليغة ، وخاصة الأعضاء المهمين ، الذين يحملون ألقاب أمناء عامين لأحزاب " الجبهة الوطنية التقدمية " أو شيوخ عشائر أو رؤساء منظمات شعبية ، لافتين إلى " الشفافية السياسية " و " الروح القومية " التي يتحلون بها .. وبقيت مياه لبنان وأجواء لبنان محاصرة .. وكفى البرلمانييون " الشعبييون " شر القتال

وإذا كان اعتصام البرلمانيين لم يلق الاهتمام الجدي من قبل الشعب اللبناني ، الذي اكتسب خبرة أن المقاومة هي الطريقة الوحيدة لرد العدوان ، وأنه لايجدي مع الصهاينة إلاً .. صاروخ بصاروخ .. وبيت ببيت .. ورأس برأس .. وكسر الحصار لايتم إلاً بتدمير بوارج العدو ، فإن اعتصام مجلس الشعب السوري لم يلق أي اهتمام شعبي .. حتى إعلامياً كان على الهامش

قد يتسامح الناس مع برلمان لبنان في دولة صغيرة ، لاعتبارات شتى ، إزاء عدم اتخاذه قرارات ذات قيمة لكسر الحصار ، مثل الإعلان بالاجماع عن دعم المقاومة ، وفتح باب التطوع لأبناء الشعب اللبناني والشعوب العربية الأخرى لحماية لبنان من الإعتداءات والحصارات . لكن الناس لايتسامحون إطلاقاً مع " مجلس شعب " سوريا في دولة ذات وزن إقليمي ، وتمتلك قوى عسكرية كبيرة ، يكتفي ، للتعبير عن التضامن الفعلي مع لبنان في الحصار الإسرائيلي الإجرامي المفروض عليه ، برسالة تضامنية إنشائية مع النواب اللبنانيين . كان عليه ، بالحد الأدنى ، أن يعي ويعبر عن أن حصار لبنان هو حصار لسوريا ، وأن يدعو الدولة السورية إلى اتخاذ كل الاجراءات دون ا ستثناء ، والقيام بأوسع الاتصالات العربية والدولية حتى ينكسر الحصار .. مع الأخذ بعين الاعتبار جدياً ، أن الحصار المفروض الآن على لبنان إن لم ينكسر .. وإن لم يدفع العدو ثمن تعدياته وجرائمه في لبنان .. ستحاصر سوريا غداً أو بعد غد ، وأن يدعو عن وعي كامل بالمسؤولية الوطنية بانهاء الاستبداد والدولة الأمنية ، وإشاعة الديمقراطية ، والاستجابة الفورية لبقية مستحقات بناء القوة الذاتية التي باتت معروفة

وهذا مايدفع إلى السؤال المضحك المبكي ، إذا كان التعاطي السوري الرسمي بقضية مثل قضية ا ستمرار الحرب بالحصار لبلد شقيق ، كما تعاطى معها " مجلس الشعب " السوري بالاعتصام التضامني والعبارات الودية .. فكيف سيتعاطى مجلس الشعب السوري في حال جرى إعتداء إسرائيلي على سوريا .. هل سيدعو إلى اعتصام " شعبي " في مجلس الشعب .. حتى يأتي الفرج بقرار دولي مماثل للقرار 1701 أو بفرض الوصاية الدولية على سوريا بقرار أ سوأ منه ؟ وإذا اعتبر أحدهم أن هذا السؤال فيه تجن ومبالغة ؟.. فلماذا إذن أتت جولة " البرلمانيين السوريين بهذه النتيجة البائسة ؟

إن انتقال المؤسسات البرلمانية العربية إلى مرحلة مواجهة العدوان الصهيوني الأميركي بالاعتصامات ، يقدم معطى أكثر مأساوية من ذي قبل على الافلاس السياسي العربي الرسمي ، وهذا يستدعي وبإلحاح القوى الوطنية والقومية واليسارية إلى اطلاق المبادرة والتوجه بحزم لتعبئة القوى الشعبية ، لفرض القطيعة التامة مع مرحلة الاستسلام والاستبداد والهزيمة

إن الحصار الإسرائيلي للبنان قد يتراجع ، لكنه في الزمن العربي والدولي المتواطئ ، لن يتحقق إلاً بشروط تكرس الحصار بأشكال أخرى . وقد يتكرر الحصار بهذا الشكل الفاجر مع لبنان وغير لبنان . وهويستدعي إحدى حالتين للتعاطي معه ، ا ستسلام تام لشروطه أي تأبيده على كياناتنا وحقوقنا وإنسانيتنا ، أو المقاومة لإفشاله وتحطيمه . من هنا تنبع مشروعية وشرف المقاومة ثقافة وسياسة واقتصاداً ومواجهة مسلحة .. ومن هنا تنبع مشروعية وأهمية إنهاء الاستبداد والقمع واغتيال السياسة وتغييب الشعب .. أي انهاء الحصار الداخلي وإقامة نظام وطني ديمقراطي تتوفر فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنديان العتيق
- التحالف الاشتراكي .. بداية جادة واعدة في حركة اليسار المصري
- أفول الأسطورة الإسرائيلية .. مهام متعددة في معركة واحدة
- لماذا ثقافة المقاومة .. ؟
- الوطنية الديمقراطية في زمن الحرب
- من هم أصدقاء أولمرت من الحكام العرب .. ؟
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي .. 2
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي
- حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية
- حرب غزة .. والسؤال الآن .. !! ؟
- وقفة إجلال وتضامن مع حرية الصحافة في مصر
- بؤس السياسة السورية الراهنة
- اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟
- النظام في دائرة النار .. أي مؤتمر تحتاجه سوريا .. ؟
- مائة شكر وامتنان للحوار المتمدن
- من القمع السياسي إلى القمع الاقتصادي .. تحولات بالاتجاه المع ...
- الكواكبي يصارع الأفعى مرتين
- من هو قاتل الطفلة حنان المحمد ؟
- الطبقة العاملة تدق أبواب دمشق
- احتفاء ب - حفيد امريْ القيس


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - حتى ينكسر الحصار