أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن أبو رمضان - إلى متى يستمر الاحتقان ؟















المزيد.....

إلى متى يستمر الاحتقان ؟


محسن أبو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 04:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


يستغرب المرء لاستمرارية حالة الاستقطاب والاحتقان والتوتر بين القوتين الرئيسيتين والتي تمظهرت مؤخراً على اثر إضراب المعلمين والموظفين العاملين في الوظيفة العامة، وفي لحظة تروى يتساءل المرء، على ماذا يدور الخلاف أو الصراع بين كل من حركتي حماس وفتح ، وهل نجحت إسرائيل بتعزيز حالة التناقضات والاختلافات على أرضية التسابق على سلطة لا صلاحيات لها بما أنها سلطة حكم ذاتي لا تملك السيطرة على الموارد والحدود وإفرازا لاتفاقات لم تحترمها إسرائيل وليس أدل على ذلك من اعتقال عدد من النواب والوزراء وضرب البنية التحتية والقاعدة المؤسساتية واختطاف المناضل أحمد سعدات ورفاقه في سجن أريحا ، إضافة إلى عمليات التوغل والاغتيال واستمرارية التحكم بالمنافذ والذي يظهر بصورة جلية في تحويل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم رغم كل الادعاءات الواهية عن الانسحاب .
ومن المعروف أن إسرائيل تمعن في خطتها الرامية إلى إضعاف السلطة إلى أكبر مدى ممكن لتستمر هي في تنفيذ مخططاتها الانفصالية أحادية الجانب تحت مبررات غياب الشريك الفلسطيني ، وهي تعمق من سياسة الاحتلال يومياً ، الأمر الذي يجب أن يستفز الجميع بالتفكير الجاد حول العمل على بلورة آليات تنتزع المبادرة من يد إسرائيل وتفكر بالوسائل القادرة على إحباط المخطط الإسرائيلي الرامي إلى تدمير مقومات الدولة والهوية الوطنية .
وعليه فإن إسرائيل لا تريد أيا من مكونات الحركة الوطنية وتستهدف الجميع بلا استثناء من خلال العمل على سد آفاق قيام دولة فلسطينية مستقلة وتنفيذ خطة الانطواء عبر ضم الكتل الاستيطانية الضخمة وترسيخ المعازل والكنتونات ، الأمر الذي يفترض من كافة القوى الانشغال بآليات التصدي لتلك المخططات بدلاً من الانشغال بالتنازع على سلطة ضعيفة لا تملك الصلاحيات المناسبة ، كما يجدر السؤال عن مقومات السلطة المرادة ، بمعنى أي سلطة نريد ؟ وكيف يمكن إدماجها في سياق المشروع الوطني الفلسطيني لكي تكون أحد الأدوات الهامة لتحقيق حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال ؟أما إذا كانت السلطة ميدان للتنازع الفصائلي الذاتي دون أن يكون لها أي دور بتعزيز الصمود الوطني والبناء الاجتماعي والسير باتجاه تحقيق حقوق شعبنا فيجب بالضرورة إعادة النظر بهكذا سلطة، والتفكير بالبديل الوطني الجامع عبر إحياء منظمة التحرير الفلسطينية وترسيخها عنواناً للهوية الوطنية وأداة لتجميع النسيج الوطني بالوطن والشتات وذلك على قاعدة إعادة الصراع على أسسه بين حركة تحرر وطني ( منظمة التحرير الفلسطينية ) تقود شعب يرزح تحت الاحتلال وتعمل على التخلص منه .
ينزعج المرء وخاصة المراقب عندما يرى أن إسرائيل تمعن في تنفيذ مخططاتها ونحن ننشغل بالتناحرات الذاتية الداخلية ، فليس بهذا الأداء تنتصر حركات التحرر الوطني التي تعمل على تغليب الصراع الأساسي مع الاحتلال و تجميد التعارضات " التناقضات " الداخلية من أجل تمتين الصف الوطني الداخلي لمواجهة قوى الاحتلال والاستعمار، هذا الأخير الذي يعمل دائماً على تعزيز الفرقة والاختلاف بين الفاعليات السياسية التي يستهدفها جميعاً ضمن الأسلوب الاستعماري القديم و المكشوف أي عبر سياسة ( فرق تسد ).
إننا في ظل أجواء إطلاق الاتهامات المتبادلة عبر الفضائيات ووسائل الإعلام والبيانات الرسمية التي ترد على بعضها البعض وخاصة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة أو اللجنة التنفيذية والحكومة ، إضافة إلى الحشد والتجييش عبرا لمظاهرات والتحركات المتبادلة ، نقول إننا في ظل هكذا أجواء من الضروري أن نتذكر إننا لسنا في دولة مستقلة وأن الاحتلال ما زال جاثماً على صدورنا ، كما بالضرورة العودة إلى حكماء شعبنا الذين امضوا حياتهم حريصين على المصلحة الوطنية معبرين عن ضمير المواطن والوطن ، علينا أن نتذكر ما كان يردده د. حيدر عبد الشافي عن أهمية النظام وترتيب البيت الداخلي والابتعاد عن المصالح الفئوية والذاتية والحزبية والعائلية والشروع بالتوحد عبر قيادة وطنية موحدة تضم الجميع ، فأصبحنا جميعاً نتذكر كلمات هذا المناضل – الضمير والتاريخ وذلك عند سماع كل خبر أو بروز أي احتكاك أو تراكم لحالة الاحتقان ، علينا ان نتعظ حيث أن الخلافات، إذا ما استفحلت لن تبقى ولن تذر، وعلى جميع الأطراف إدراك مواطن قوة الآخرين وليس ضعفهم فقط ، وبالتالي فأية مغامرة ستلحق الآثار الضارة على الجميع.
إن مسيرة تضحيات شعبنا تدعونا إلى التسامي عن الخلافات والحرص على المصلحة الوطنية وإدراك طبيعة مخططات الاحتلال الرامية إلى إذكاء نار الفتنة وتعميق الخلافات الداخلية لكي يتسنى لهذا الاحتلال تنفيذ مخططاته بحجة غياب الأهلية الفلسطينية وعدم توفر الشريك .
لقد بات مطلوباً من قوى شعبنا ليس الانتصار إلى أحد القطبين ،ولكن الانتصار إلى الوحدة الوطنية وإلى منطق التراص والتماسك الوطني و تجنب الاستقطاب والشرخ ،والتحرك بمظاهرات واسعة تحت عنوان " فلسطين أكبر منا جميعاً " حيث ان التجربة أثبتت أن قوة بعينها لا تستطيع إدارة الصراع الوطني والتصدي لمهمات البناء الاجتماعي لوحدها ، ولنا بالتاريخ القريب عبرة ،من حيث عدم نجاح حركة فتح في التصدي للملفات السياسية والاقتصادية والحقوقية، كما أن تجربة ستة أشهر من قيادة حركة حماس رغم أن ظروفها مختلفة بما أنه لم يجر تمكينها من الحكم ، إلا إن هذه التجربة وذات المدة القصيرة ممكن الاستشراف منها أيضاً أنه من الصعوبة بمكان إدارة الصراع عبر الحركة وحدها خاصة بعد ممارسة الحكم بنفس الآلية والأدوات التي كانت تمارس بالسابق، والتي تبرز منها معاني الحزبية على حساب الكفاءة وعلى حساب مبدأ وضع الإنسان المناسب بالمكان المناسب، وهذا رغم إدراكنا إلى أن الحصار الظالم لم يعطِ لحركة حماس الفرصة لإثبات نفسها، إلا أن هذا الحصار نفسه يمكن الاستنتاج منه أننا بحاجة إلى استخدام فن إدارة الصراع بروح من العمل الجماعي وبالتعاطي مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية ، بلغة فلسطينية وبخطاب وطني يلتزم بالثوابت الوطنية .
لا داعي للإبطاء بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تضم الجميع على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني " الأسرى " حيث أن هناك أساساً سياسياً لكل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والأمنية التي تتصاعد وتتراكم على شعبنا وبالتالي فإن المخرج يكمن بالخيار السياسي على قاعدة الوحدة الوطنية بهدف كسر الحصار الدولي الخانق والظالم والعمل على انتزاع المبادرة عبر التوجه إلى مجلس الأمن لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، دون تكرار مآسي إضاعة الوقت عبر التعاطي مع مبادرات مثل خارطة الطريق وغيرها اتضح أن الهدف الوحيد منها هو الإلهاء وليس التوجه الجاد باتجاه الحل على قاعدة حقوق شعبنا .
علينا إتقان فن إدارة الصراع الوطني بإرادة موحدة ،وعلينا تذكر مقولة النظام بوصفه أساس النجاح والتي كان وما زال يرددها وباستمرار القائد الوطني التاريخي د. حيدر عبد الشافي



#محسن_أبو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بين ثقافتي المقاومة والسلام - ثقافة الحقوق هي الأبقى
- المجتمع الفلسطيني بين انتفاضتين
- عن التنمية وضرورات العودة إلى الجذور


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن أبو رمضان - إلى متى يستمر الاحتقان ؟