أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - في نقض مزاعم الذين يطالبون الحكومة الفلسطينية بالرواتب















المزيد.....

في نقض مزاعم الذين يطالبون الحكومة الفلسطينية بالرواتب


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1665 - 2006 / 9 / 6 - 10:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


يشهد الله عز وجل كم أنني أحاول في كل ما أكتب أن أتوخى الحقيقة العلمية التي تدعمها وتؤكدها الوثائق والارقام والحقائق المختلفة باعتبارها مسلمات متوافق عليها من جميع من يحترم المصداقية والحقيقة والعقلانية والمنطق , إلا من أراد غير ذلك فهذه معضلته التي عليه أن يتخلص منها, إذ كما يقولون: "إن الشمس لاتغطى بغربال".

على أية حال, و قبل ان أدخل مباشرة بموضوع ما بات يعرف في هذه الايام على الساحة الفلسطينية بأزمة رواتب الموظفين والمعلمين الحكوميين , علينا أن ندخل في الاسباب الحقيقية والكامنة وراء هذه الازمة , فلكل مشكلة أو حادثة منطلقاتها الأساسيةأوالام, أما الاقتصار على مظاهر المشكلة وآثارها, والتي هي في جزء منها في هذه الايام أزمة أو مشكلة الرواتب فهذا ما يتعارض بالكلية مع مقتضيات البحث العلمي في طرح وعلاج أية مشكلة مهما كانت, صغرت أم كبرت. وفي هذا السياق لابد من التعريج والحديث عما يلي :

أولا : الوضع الطبيعي لحركات التحرر الوطني في ظل الاحتلال .

تخبرنا معظم وجل تجارب الحركات الوطنية في العالم وبالتحديد في منطقتنا العربية على وجه العموم , أنه لايمكن على الاطلاق أن يكون هنالك حالة من الجمع والتوفيق ما بين مقاومة وطنية وسلطة أو ادارة حكومية كحال السلطة الفلسطينية لدينا في سياق منطلقها الفلسفي والهيكلي المعروف وما بين الاحتلال نفسه ما دام أن هذا الاحتلال لا زال مستمرا , فالحديث عن وجود سلطة ذات طابع رسمي مكشوف مؤسساتيا سواء في الجانب الامني أو الاداري الخدماتي لا يمكن أن يكون جزءا من مشروع وطني للتحرر وإقامة دولة ذات سيادة, إذ هو والحالة هذه سيكون سهلا لأن تقضي عليه وتدمر بناه التحتية والخدمية قوة الاحتلال التي تصول وتجول في ذلك البلد المحتل .

فبلد المليون شهيد " الجزائر" كانت هنالك مقاومة عسكرية ومدنية لطرد المحتل الفرنسي وإجلائه , ولم تكن بحال من الاحوال سلطة حكم ذاتية جزائرية مكشوفة والفرنسيون محتلون واقعيا وفعليا للجزائر , لأن هنالك اختلاف وتناقض واضح بين ما يسعى إليه الاستعمار الفرنسي من سيطرة واحتلال وبين ما يسعى إليه الجزائريون وحركات المقاومة لديهم من تحرير لبلدهم ونيل سيادته واستقلاله وكرامته الوطنية , وهذا يعني أنه لو كانت لديهم سلطة أو إدارة حكومية ذاتية فهذا يعني أنها ستكون تحت سيطرة ومرمى إعتداءات المستعمر في كل لحظة وحين , وهذا الامر لاينطبق على الجزائريين بل على كثير من الشعوب العربية والافريقية والاسيوية التي تعرضت بلدانها للاحتلال .

ثانيا : مرجعية عملية السلام وشروطها وأثرها على الشعب الفلسطيني .

تقوم مرجعية السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي بدأت مع مؤتمر مدريد للسلام سنة 1991 على القرارين الصادرين عن مجلس الامن الدولي 242 , 338 . هذان القراران يدعوان إسرائيل إلى الانسحاب من "أراض" احتلتها عام 67 دون تحديد ما هي هذه الاراضي بابعادها وحدودها , وهذا القرار بالمناسبة لا يتحدث عن حقوق للشعب الفلسطيني وإنما هو يتحدث عن الدول صاحبة السيادة في المنطقة وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بأمن دولة إسرائيل , وبالنسبة للاجئين الفلسطينيين فهو يتحدث على وجه العموم بحيث لانستطيع أن نحدد من خلاله هل هم اللاجئون الفلسطينيون أم هم يهود الدول العربية الذين جلبهم الكيان الصهيوني إلى أرض فلسطين , وبالفعل فإن إسرائيل تجادل بأن اللاجئين في هذا القرار يقصد بهم أيضا اللاجئين اليهود على حد زعمهم وأن القرار يتحدث بالتالي عن حالة من المقاصة والتبادلية بين الفلسطينيين ويهود الدول العربية بحيث يستقر كل منهم في المكان الذي انتقل إليه لاحقا.

هذا بالاضافة إلى جملة من الشروط الامريكية والاسرائيلية التي تتعلق بنبذ العنف والارهاب وبالاعتراف بإسرائيل . وبهذا فإن القرار 242 و 388 الذي يعتبر تكرارا وتأكيدا لما ورد في القرار الأول مدخل ممتاز جدا لتنفيذ المشروع الصهيوني وشرعنته بسم السلام والشرعية الدولية على ما تبقى من أرض فلسطين المحتلة فعليا .

ثالثا : صورة السلطة الفلسطينية الحقيقة في ضوء المرجعية السابقة التي تحدثنا عنها آنفا.
كما هو مفهوم من القرار 242 أنه لايتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني كشعب لا من قريب ولامن بعيد وبالتالي فهو لايتكلم عن حقهم في دولة على حدود الرابع من حزيران عام 67 ولا عن عودة اللاجئين ولا غيرها من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني , ولذلك كان السر الامريكي والاسرائيلي حول التمسك بهذا القرار إزاء منظمة التحرير لكي تعترف به حتى يمكن الجلوس معها للمفاوضات .

بناء على ما سبق جائت السلطة الفلسطينية انعكاسا واضحا وتاما لما أرادته الرؤية الامريكية والاسرائيلية لها, والتي نجد تجليها "هذه الرؤية" من خلال القرار 242 والشروط الاخرى المتعلقة به , فالسلطة الفلسطينية والحالة هذه هي عبارة عن كيان يقوم بوظائف البلديات والمجالس القروية بمعنى أنها تعنى بالجوانب الخدماتية والمدنية ولاعلاقة لها من قريب أو بعيد بممارسة دور سياسي يقود بالتالي إلى التمتع بالسيادة والاستقلال بإقامة الدولة المستقلة, بالاضافة إلى ضبط السكان المحليين أمنيا والقيام أيضا بدور شرطي الامن لحماية الأمن الاسرائيلي , وهذا ما جرى ويجري حتى الآن وإن كان بوتيرة أخف , والجميع بذلك يعرف وليس أدل على ذلك ما جرى مؤخرا مع الاخوة في كتائب الاقصى رمزي عبيد ورفاقه من حالة تسليم للعدو نددت بها كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح ووصفت من قام عليها بالخائن المارق .

إذن السلطة من يوم أن عرفناها وحتى اليوم لم نجد أنها صبت في مشروع التحرر الوطني ولا رأيناها منذ ذلك الوقت وحتى الآن قد وصلت إلى مرحلة الدولة الكاملة السيادة على جميع أراضي أل67 , فهل يعقل هذا ؟!!.

رابعا : مصادر السلطة الفلسطينية المالية هي الحصار عينه على الشعب الفلسطيني .

وجود السلطة الفلسطينية في إطار الهدف والغرض الامريكي منها كحلقة وجزء من استراتيجية امريكية وإسرائيلية واضحة لمزيد من شرعنة الاحتلال على ما تبقى من أرض فلسطين وما يرتبط بذلك بالاستراتيجية الكلية للسيطرة على المنطقة بشكل لم يسبق له نظير عبر تاريخ الاستعمار الغربي الحديث بتحويل المنطقة الى ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد أاو الكبير أيا كانت التسميات بناء على الرؤية الامريكية والاسرائيلية, يعني ولا شك أنه لا بد وأن تكون هذه السلطة تابعة لمن أوجدها وكانت انسجاما مع رؤيته , وإحدى أدوات التبعية المهمة هو الاقتصاد الذي يعتبر حساسا بالنسبة للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال , وبهذا فإن الاقتصاد الفلسطيني ربط بالاقتصاد الاسرائيلي عبر اتفاقية باريس المعروفة ومن خلال ربط لقمة العيش بالدول الاوروبية المانحة , ومعنى ذلك ضمان أن تكون لقمة العيش الفلسطينية ثمنها التنازلات السياسية عن حقوق الشعب الفلسطيني , ولذلك فالمعادلة والحالة هذه أن من يريد البقاء في السلطة مستقرا لابد له أن يستجيب لمقتضياتها وشروطها التي وضعتها أمريكا وإسرائيل بأن تبقى هذه السلطة محددة الغرض في الاطار الذي وجدت فيه , حيث لاهي دولة ولا هي مشروع يقود مقاومة وهذه الاستجابة للشروط المحددة سلفا تضمن وصول أموال الضرائب والجمارك التي هي حق للشعب الفلسطيني وكذلك العلف الامريكي والغربي ليتم ذبحنا أو طردنا لنذبح في مكان آخر لاحقا .

لذلك من يريد أن يتمسك بالثوابت الوطنية لا بد وأن يلاحق من امريكا واسرائيل والغرب والانظمة العربية صاحبة المصالح الاقطاعية , لهذا رأينا ولا زلنا كيف أن حماس حينما أرادت الدخول في العملية السياسية وما تمخض عن ذلك من فوزها كاسح وتشكيلها للحكومة فرض عليها الحصار لانها حركة مقاومة حقيقية تتمسك بالثوابت الوطنية وبالتالي استخدمت بحقها أدوات الحصار المعدة سابقا وهي اتفاقية باريس واموال الضرائب والجمارك وغيرها من أمراء الفساد والزعرنات والتنازلات الداخليين , وما تمخض عن ذلك من عدم قدرة بفعل الحصار المحكم والتآمر الداخلي المفبرك على صرف رواتب الموظفين وبالتحديد منهم قطاع المعلمين .

لذا فإن السلطة القائمة على فلسفة التفاوض من أجل التفاوض لا لشيء آخر, سوى كسب الوقت من الجانب الامريكي والاسرائيلي لتحقيق أهدافهما , وتحديد وحصر هذه السلطة في سياق صلاحيات لاتمس ولا تتناول الحقوق الاساسية المتعلقة بالشعب الفلسطيني , بالاضافة إلى رهن هذه السلطة واستمرارها ماليا على الارادة الامريكية والاسرائيلية والغربية , لا تصلح بالمطلق ان تكون هذه السلطة إطارا لمشروع وطني يراد تحقيقه , ولذلك على الذين يقيمون الآن الارض ولا يقعدونها داعين إلى إضراب مفتوح عن الدخول في العام الدراسي الحالي حتى توفر لهم حكومة حماس رواتبهم أن يوجهوا هذا الاضراب سوية ومع كل الفصائل والمؤسسات الفلسطينية ضد من يفرض الحصار على الشعب الفلسطيني , ثم بعد ذلك ليتخذوا استراتيجية وطنية وعربية للتخلص من هذا الاحتلال المالي الذي تمارس من خلاله اطراف عديدة وعلى راسها أمريكا وإسرائيل عملية الابتزاز ضد الشعب الفلسطيني لتكون لقمة خبزه ممزوجة ومجبولة بالذل والهوان والتنازل عن الحقوق .

وإن أرادوا أن يصروا على الاستمرار في غيهم وتآمرهم على الحكومة التي اختارها الشعب الفلسطيني من أجل مصالح ذاتية وفردية, فعليهم أن يتدبروا تدبير الرواتب لأنهم هم من وضعوا القيود في يدي الشعب الفلسطيني عبر الاتفاقيات المذلة السياسية منها والاقتصادية , لكن ومع ذلك كله على حماس والحكومة الفلسطينية أن لاتستسلم لهكذا قيود ومؤامرات وعليها أن تبدع الاستراتيجيات الوطنية المطلوبة مع كل المخلصين الشرفاء لإنهاء كل هذه المهازل وعلى رأسها تلك الاتفاقيات المقيدة سواء منها السياسي أو الاقتصادي , لأن الإرادة الحرة واليد الطليقة من كل هي التي تعمل وتنجز , والتاريخ أبدا لا يخذل أصحاب الحقوق وذوي المواقف الوطنية الشريفة الطاهرة ولو بعد حين.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها
- على حماس ان تغادر السلطة
- السلطة الفلسطينية في ميزان التقييم
- أيتها الانظمة ....لاتضيعي الفرصة!!
- دراسة استراتيجية : الحرب الاقليمية في المنطقة باتت مسألة وقت ...
- قراءة سياسية تحليلية للمرحلة الراهنة من الصراع واتجاهاتها ال ...
- مدى ضرورة الشروع في اعادة بناء واصلاح منظمة التحرير الفلسطين ...
- حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا
- الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية
- شرعية دولية ام شرعية الدول الاستعمارية
- التاريخ يكره الفراغ


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - في نقض مزاعم الذين يطالبون الحكومة الفلسطينية بالرواتب