عدوا قطعان أغنامكم .. ثم ناموا ..!!؟

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1665 - 2006 / 9 / 6 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أحد الدعاة .. يقول عن نفسه ويقولون عنه .. أنه معتدل .. مشهور .. يطل على الشاشات .. يزعم أنه متطور وأنه غير متشدد ..و..و..و ..الخ .
هذا الداعية المشهور وقبل عدة أيام كان يطل من على الجزيرة مباشر .. تحدث كثيرا ً عن توحيد المذاهب والوحدة الإسلامية .. وحق المقاومة ..؟ ..
تحدث عن الاعتدال وعدم المتشدد ..بالمناسبة لم يسبق وصدرت عنه أية ادانة للزرقاوي أو القاعدة بشكل عام وفتاويها التكفيرية . ..مع ذلك يقولون أنه معتدل .
هذا العالم العلامة .. الداعية الكبير .. المنفتح ..المعتدل .. الوسطي ..؟ لم يلبث وان تعثر .. أخرج مكامن النفس التي يداريها .. أخرج الدر المدفون .؟!!
- في معرض رده على أحد المتسائلين في الندوة .. استنكر أن يكسب دعاة من مذهب آخر أنصارا ً من مذهب الداعية .. !!! مع أن هذا الداعية برر تغيير دين للبعض لضرورات شخصية . وبسبب القوانين المجحفة التي تفرضها الأكثرية .؟ . وسبق له وأن قبل وبرر استغلال حاجة آخرين من طوائف أخرى ..مختلفة .. لضمهم الى مايدعو اليه .. ونحن هنا لانسوق ذلك في معرض استنكار تغيير مذهب أو طائفة هذا وذاك فهذه أمور يجب احترامها كونها تقع تحت عنوان ( الحرية الشخصية للفرد ) وإذا كان هناك من خطأ فحسابه على الله ولم يفوض به أي من البشر حتى الأنبياء وهذا مانص عليه القرآن الكريم في معرض الحرص على حرية الانسان المقدسة .
- اذا ً هذا الداعية .. استنكر انتقال مسلم من مذهب الى مذهب آخر وكلها إسلامية ( فما بالك بتغيير الدين ) ..!!؟ أي أنه لايمكن أن يضعها في خانة الكفر والالحاد كما اعتاد الدعاة ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الإله وعلى الأنبياء وعلى البشر . وقال هذا لايجوز ولايحق لدعاة ذلك المذهب أن يقنعوا أحدا ً بالانتقال الى مذهبهم .. أما هو فذاك شأن آخر ..؟ ذلك أنه يعتبر أن أتباع مذهبه..هم مجرد قطعان من الأغنام التابعة له .. يعدها كل يوم قبل أن ينام فإذا شرد رأس منها باتجاه قطيع آخر قامت الدنيا ولم تقعد .
- هؤلاء يرون في أنفسهم أنهم الدين كله والمذهب كله ..وأنهم مالكون لكل المؤمنين فإذا تجرأ أحد واقترب من أحد مؤمنيه .. فانه على استعداد لإعادة إحياء حرب داحس والغبراء أو البسوس أو حروب بني هلالية .. حسب التاريخ المجيد .؟. ونسأله ..هل هناك من منعك من التبشير في أي مكان وإقناع من تشاء .؟. هل هناك من أنكر عليك ذلك ..؟ اذا لماذا تحظر على غيرك ما تحله لنفسك .؟.أم أنه التعصب الأعمى فقط .. وكان من المفترض فيك أن لا تتورط في هكذا رد .. وإلا مانفع كل ماتتحدث به عن اعتدال وتوحيد وتقارب . وكنا نصدق ماتقوله ونعتبرك أكثر ثقافة من الكثير .. حتى فوجئنا بل صعقنا بردك هذا الذي لايقبله عقل أو منطق . ماالذي يقنعنا بعد الآن أن ماتدعوا اليه هو الصحيح أو الأصح ..؟ وبكل أسف تبين لنا أنك لاثقافة ولامن يحزنون .. غريب ياشيخ ..كيف تبيح لنفسك أن تحجر على عقول الآخرين وقناعاتهم .. كلنا بالولادة وجدنا أنفسنا أبناء هذا الدين أو ذاك المذهب أو الانتماء ولم نختار .. وعندما نصل الى مرحلة الرشد يصبح من حقنا أن نقرر مانريد وليس أنت من يقرر لنا ذلك ويفرض علينا أن لانلتفت الى الاتجاهات الأخرى ونتعرف عليها فربما كان كل ماورثناه ليس صحيحا ً أفأنت تكون على الناس وصيا ً أو وكيلا .. أفأنت تكره الناس على أن يؤمنوا .. نحن اطلعنا وقرأنا .. ويجب أن نطلع أكثر ونقرأ ..ثم نقرر .. أما أن تقرر أنت عن الناس .. ؟!! نترك الجواب لك أولا ً .. ونتركه لكل عاقل ينأى بنفسه عن التشدد الأعمى الذي يلغي العقل .
- هل تأكدتم الآن أن هؤلاء لايملكون القناعة التامة بما يدعون اليه ولذا فهم يشكون بثبات دعوتهم لدى أتباعهم .. من هنا يمكن لنا أن نفهم لماذا يقفون في مواجهة استعمال المنطق والعقل ويصفونه بالزندقة منذ مئات السنين وحتى الآن ولن يبدلوا اسلوبهم ويحاولوا أن يفهموا المستوى الذي وصلت اليه البشرية واضعة يدها على أدق أسرار الكون والطبيعة والتي كانت من ضمن المقدسات في الماضي .. ذلك ان حجتهم وتبريراتهم ضعيفة لاترقى الى الحد الأدنى من الإقناع .. متكئين على الإرهاب النفسي المعنوي وسلب إرادة البسطاء من خلال ذلك ..وهنا يكمن السر في معاداتهم للأفكار التي تهدف الى تطوير المجتمع وتحريره .. وهذا مايفسر لنا عداؤهم الشديد للعلمانية وضخهم للأكاذيب عنها وتخويفهم البسطاء منها على انها الحاد .. وينشرون الفتاوى التي تحرم الاطلاع عليها . ذلك أنها تنبه الناس الى حقوقهم والتمسك بحريتهم وإنسانيتهم .كما أنها تبرز الوجه النبيل والإنساني للدين الذي يحاولون طمسه وإخفائه وإبراز وجه مرعب مخيف له حفاظا ً على مصالحهم واعتلائهم ظهور البسطاء . .
- (حرام عليك ياشيخ .. الحرية حق قدسه الله تعالى .. رب العالمين .. العالمين ياشيخ ..والعالمين دول مش بتوعك ياشيخ .. ) وهم ليسوا أغناما ً في حظيرتك .. تعدهم وتنام مطمئنا ً على ماهو ملك لك .

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات