أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعاد لومي - ساجدة طلفاح جديدة على الحدود















المزيد.....

ساجدة طلفاح جديدة على الحدود


سعاد لومي

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:19
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أيام زارنا أحد معارفنا القدماء من المعممين الإسلامويين الشيعة شبه المتشددين، وممن خبروا سجون صدام طويلا وانجاه الله سبحانه منها. وهو من الذين كانوا يدافعون بشدة عن ربط الدين بالسياسة حتى جاءني بفتاوى دينية (تكفر) من يقول بفصل الدين عن السياسة صادرة عن مراجع دينية معروفة في النجف الأسير..
وكم فرحت بقدوم هذا الرجل (المؤمن) إلينا لأني كنت اتوسم فيه الصدق والمعاناة والعزة بالنفس والدين رغم أختلافاتنا الكثيرة فعبارته الدائمة: الاختلاف بالرأي لا يفسد في الود قضية. وهو رغم قلة ثقافته العامة إلا انه كان باحثا عن الحقيقة دؤوبا، وكل عيبه - كما اخبرته - خضوعه لما يطرح بعمومية دون مناقشة عميقة.
وبرغم أنه كان يعلم بتوجهاتي الوطنية والدفاع عن المظلومين والفقراء والعاطلين عن العمل والمهمشين إلا أنه طالما أنصت لي وأنا أحاوره في خطورة ربط الدين بالسياسة، حيث أثبتت جميع التجارب الإنسانية في العالم قديما وحديثا فداحة ذلك على مستويات الدولة والمجتمع وحرية الإنسان.
لكن (صاحبنا الشيخ) الذي جاز عمره الستين لغيرته على الدين بقي مكابرا لا يلين ومعتزا برأيه أيما إعزاز. وبما إني كنت ديمقراطية (للقشرة) وليبرالية حتى النخاع، كما يقال، فقد كنت احترم رأيه طبعا.. فليس امام اولئك وامامي إلا مقارعة الحجة بالحجة واليقين باليقين. لكنه وكما يبدو لي - في سرّه- أنه كان ينظر لي (ملحدة) أحيانا، وهو يتشكك بجميع مواقفي السياسية..
وحينما عرف شيخنا (المعمعم) بالتزاماتي الدينية، وحفاظي على اداءها على أصولها، وزياراتي للمراقد المقدسة في النجف الأسير وكربلاء المكبلة ومشهد المظلوم وقبر السيدة زينب والكيلاني والشيخ معروف.. اصابته الحيرة، وارتعدت فرائصه.. من أنا حقيقة؟ فبقي يتردد علينا ويناقشني طويلا. لكنه كان نقاشا محفوفا بالمخاطر بين رجل وإمرأة سوداء.
قلت له: هل تعتقد شيخنا أن الشيطان ثالثنا فعلا؟
قال: كفي عن هذه الخزعبلات يا ست سعاد..
لكنه حديث.. يتردد كثيرا!
إذا كان ذلك صحيحا فسوف تتوقف عجلة الحياة حتما
إذا، أنت لست نصيا..
وما هذه الأخيرة؟
طركاعة..
طركاعة !
وطاحت علينا من السماء
فضحكنا طويلا.
كنت أعلم تماما مدى حبه للدين الإسلامي الحنيف ودفاعه عنه في كلّ وقت وفي كلّ حين، إلا إني لم ألمس منه أي تعصب أعمى او تافه، برغم أختلافنا بالرأي الذي يعده مروقا وخروجا على التعاليم الشرعية احيانا.. لكنه ما كان يعرف على العموم بأن ثمة رجال دين كبار لدى الشيعة بوزن (آية الله العظمى) هم من كانوا يؤمنون بفصل الدين عن السياسة وعن عمل الدولة كالشيخ المظلوم آية الله العظمى المنتظري قائد الثورة الإسلامية الحقيقي في إيران، فكّ الله أسره والحجر عليه. وعندما رآني أبكي من اجل الشيخ المنتظري بعد ان احرق احد مقلديه نفسه امام داره حيث رفض (البازدران) الإيراني لقائه، أنتابت صاحبنا (المعمعم) حيرة عارمة؟ فسألني: ومن يكون المنتظري هذا أسمع به كثيرا؟
فقلت: ألا تعرف النائيني أيضا؟
قال: سمعت به فقط
قلت: وهل سمعت بعلي عبد الرازق؟
قال: لا.
قلت: وهل تعرف السيد أياد جمال الدين حفظه الله من كلّ مكروه؟
قال: أجل! غنه أغرب رجل دين رأيته
قلت: ليس غريبا لكنه صادق دائما بما يدعو إليه
لكن (الربع) هنا يكرهونه ويحاولون قتله ولمرات عديدة
هذا انه ليس لصا.. وهو مستقل فعلا
لم أعد افهم
سيهديك الله يوما للحق..
أسأل: من يدافع عن الإسلام أخيرا وحقيقة؟
الشعوب الحرة وحدها من تستطيع الدفاع عن اديانها وحريتها الدينية وليس رجال الدين المصلحيين وضيقي الأفق..
أحيانا اجد ان القضية الدينية شائكة جدا في العراق
ليست شائكة على هذا النحو حينما يخرج منها الطائفيةن والقتلة والمتشددون والسفلة ومجرمي أبو غريب ممن وضعوا لهم لحى ورجال المخابرات الصدامية الذين أصبحوا وهابيين!
أحتاج إلى ان أعرف الكثير.. السياسة.. بحر..
أليس من الأفضل لك ان تبقى في حدود دينك لكي تبقى محترما؟
وهل الأسلامي غير محترم؟
إذهب إلى إيران وأنت تنظر إلى سائقي التاكسي وهم (يغمون) المعممين الذين يؤشرون لهم
خبرت ذلك بنفسي..
بعد شكوووو؟
طلابة!
وهل تعرف وهل تعرف وهل تعرف..........؟
كلّ اولئك رجال دين يعرفون الاحكام اكثر من غيرهم، ولهم غيرة كبيرة على الدين ربما اكثر منك ومني. ومن كثيرين من اولئك المتفيقهين الدجالين.
زارنا (صاحبنا) اخيرا بعد أنقطاع دام اكثر من عام.. وأول ما سأل كان عني..
كان قد خلع عمته البيضاء الناصعة التي تشبه (تاير مصبوغ بالأبيض) هذه المرة وجاء بدشداشة ولحية خفيفة.. مرتعبا ..متلفتا..
لم أعرفه.. وجه شاحب.. عيناه غائرتان.. وثمة حزن بمقدار جبل طور في عينيه..
بادرته: أين العمة شيخنا العزيز؟
اخجل من وضعها.. لم يعد لها اي معنى بعد هذا الاحتراب الطائفي القذر
ولم؟
لأن المعممين بنظر الشعب العراقي الآن مجرد قتلة ومجرمين وطائفيين وسراق ومهربين وعملاء دول اجنبية ومأفونين
كلهم؟؟
معظمهم
وأنت تركت العمة لأن الدجالين لبسوها..
لأنهم ربطوا الدين بالسياسة فقط !!
أوهو! وصلنا إلى مربط الفرس.
خبئوني يا أهلي وعشيرتي مدة لأني مهدد بالقتل
هددوك بالقتل أنت أيضا؟!!
أجل ما لم اكن في احد احزابهم الطائفية القذرة..
اختبيء كما تشاء
و مخلص الحكي كما يقال في العراقي : ان صاحبنا الشيخ (المعمعم) كان قد سمع عن سرقة عشرات الملايين من الدولارات البترولية المهربة من قبل محافظ البصرة محمد مصبح وأخيه وحبربشه حيث أمسكت زوجة محمد مصبح على الحدود العراقية الكويتية، وهي تحاول تهريبها
والبصرة كلها تلهج الآن بهذه الفضيحة الجديدة التي سيتدخل الشيخ اليعقوبي لأستيفاء (خمسه) وسيحاول الحاج أبو أسراء ( نوري المالكي) طمطمة القضية .. طبعا..
فصرخ شيخنا: كيف يمكن للسيستاني ان يدعم صوصا عاديين.. في قائمة 555 ؟ وهاهي الأخبار تترى بأنهم (555) هو شعار معروف في التاريخ الماسوني ومن أراد فليطلع على مواقع الماسونية.. فتنبهوا أيها المسلمون الشيعة.. وهاهم مشايخ البصرة يفسقون ابن مصبح الجرم الذي عاث فسادا في الأرض، ورهطه الماجن في خطبهم كلّ جمعة .. هؤلاء الذين دعا السيستاني لهم رافعا يديه إلى السماء.. وحث الناس على انتخابهم.. ماذا يفهم السيستاني الإيراني في السياسة ليدس أنفه فيها؟؟
وعندئذ جاءه التهديد...



#سعاد_لومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أنت فاعل يا حسن نصر الله ثانية؟
- خانجية ببدلات افرنجية..السياسي والثقافي من يقود الآخر؟
- رجالات دولة العراق: اين أنتم؟؟
- ماذا تفعل يا حسن نصر الله؟
- منضدة رمل لرئيس البرلمان العراقي
- هاللو معارضو الميكرفون
- محاولة لقاء بابا سيستاني
- الحزب ( السيوعي) العراقي
- دعاء الجرذان
- بعد الزرقاوي حان الوقت لتلقين الشيعة درسا
- من ذبح العجوز ام بطيط؟
- الجنس: هذا التابو الكبير.. حوار مع الشيخ القرضاوي
- من يخدم الاحتلال الاميركي؟ ملامح تشكل القوى الدينية والدكتات ...
- الداعية الخطيرة
- حكومات مثل بول البعير
- البكاء في المرافق
- تحررنا من دبش


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعاد لومي - ساجدة طلفاح جديدة على الحدود