أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بير رستم - قراءة في منهاج البارتي















المزيد.....

قراءة في منهاج البارتي


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 05:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قراءة في منهاج "البارتي"
- صوت الأكراد العدد380 نموذجاً -
أنحنُ "بارتيون" أم "الله يون"

يعتبر الطرح والخطاب السياسي لأي حزب أو فصيل أو مؤسسة سياسية بمثابة "ترمومتر" لقياس نبض الشارع؛ فهو يعبر عن ما يشغل ذاك الشارع ويتمثله خطاباً وبرامج ورؤى سياسية من جهة ومن الجهة الأخرى يحاول أن لا ينجر وراء ذاك الخطاب العاطفي الشعاراتي بحمية مراهقاتية، بل يجب أن يحاول الارتقاء بذاك الخطاب الوجداني للشارع ويجعله عقلانياً منسجماً مع الظروف والمناخات السياسية من طرف ومع المطالب والأماني الشعبية من الطرف الآخر وأن يكون توافقياً يعطي فسحة لكل التيارات من طرف ثالث. أم أن ينحاز كلياً لطرف على حساب الأطراف الأخرى ومهما كانت الدوافع والحجج، فإنه يعتبر خطاباً منقوصاً ومشوهاً وإذا كان لا ينسجم مع "المزاجية" الشعبية، بل وعلى النقيض تماماً منه، فإنه يعتبر خطاباً كارثياً على ذاك الطرف السياسي.
إن السبب الذي دعانا لكتابة هذا المقال؛ (قراءة في منهاج "البارتي") وتحديداً في المقال المنشور بعنوان "العدوان الإسرائيلي على لبنان وتداعياته" وذلك في العدد 380 من "جريدة صوت الأكراد" للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) هو ما أتحفنا به المقال من موقفٍ فاجئ الشارع السياسي الكردي عموماً وعلى الأخص القاعدة الحزبية لدى هذا الحزب. وحتى لا نبقى في العموميات ونحكم على المقال ومن وراءه على موقف اللجنة المركزية للحزب؛ كون "الجريدة" صوتها و"لسانها" فإننا سنحاول أن نقرأ وبتأني وموضوعية ما ورد على لسان كاتبه وبالتالي نترك الحكم للمتلقي.
بدايةً نبدأ من العنوان؛ فقد عنون كاتبه (اللجنة المركزية) مقالته - وكما رأينا قبل قليل - بـ" العدوان الإسرائيلي على لبنان وتداعياته" وهكذا فإن العنوان يوحي وكأن إسرائيل هي التي بادرت إلى العدوان، مع العلم إن المسألة ابتدأت من عند حزب الله وذلك عندما قام عناصر من ميليشيات هذا الحزب بخطف جنديين إسرائيليين وقتل آخرين منهم. وهكذا فإن الاعتداء في البداية تم من قبل حزب الله على إسرائيل وليس من قبل هذا الأخير على حزب الله ولبنان، هذه أولاً وكان على كاتب المقال أن ينتبه لذلك حتى لا ننحاز لأحد الأطراف وعلى حساب الآخرين، وبالتالي فإن العدوان وقع من قبل الطرفين ونحن مدركين لحجم كل منهما وما سببتا من دمار وخسائر بشرية لا يمكن مقارنة أحدهم بالآخر.
وفي سياق النص ومن خلال "شرعنة المقاومة" ضد المحتل يقول كاتب المقال، والذي هو موضوع الدرس والنقاش، ما يلي: "لا شك أن المقاومة حق مشروع عندما يكون هناك احتلال للأرض وانتهاك لسيادة البلد وحرمته، وقد ازدادت شرعية المقاومة وأهميتها بعد أن فشلت الجيوش العربية في تحرير أراضيها وبعد أن نجحت المقاومة في إرغام إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان، عام 2006". لن نقف كثيراً عند المسألة الإيمانية والكلاسيكية في الخطاب السابق؛ حيث ومن خلال استخدام الكاتب لمجموعة المصطلحات التالية: "حق مشروع، انتهاك لسيادة البلد وحرمته، شرعية المقاومة، إرغام إسرائيل.. " يتبين لنا بأن كاتب المقال ما زال أسير الفكر والعقيدة والخطاب الثوروي الإيماني الكلاسيكي.
ولكن ما يهمنا من جسد النص هو ما يطرحه من أفكار وقناعات وقضايا سياسية تهمنا جميعاً؛ فنحن بدورنا نتفق معه بأن المقاومة "حق مشروع" ولربما نختلف في الأساليب والطرق التي نتبعها ونقاوم بها وهذه مسألةٌ أخرى. ولكن نود أن نسأل كاتبها؛ أي كاتب المقال المذكور: هل هناك أرض لبنانية محتلة بالأساس لتكون هناك شرعية المقاومة لأي طرف سياسي في لبنان، ألم تقل الأمم المتحدة – وما زالت تقول – بأنه ليس هناك أرض لبنانية محتلة وقضية "مزارع شبعة" لم تحسم بعد وهكذا فليس هناك من داع لأن يكون هناك مقاومة أساساً؛ إلا إذا كان حزب الله يعتبر أن من واجبه تحرير كافة الأراضي العربية وأيضاً الإسلامية، وهنا المسألة تختلف ويكون عندها لنا رأيٌ آخر.
أما أن تكون كافة الأراضي اللبنانية محررة وتكون هناك ميليشيات مسلحة ومقاومة فلن نفهم هذه المقاومة إلا باتجاه الداخل وذلك عندما تتوقف العمليات باتجاه الخارج الإسرائيلي، وقرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والذي التزم به حزب الله يؤكد على وقف كافة العمليات العسكرية بين الجانبين؛ أي أن سلاح حزب الله لن يكون من بعد اليوم موجه لإسرائيل وبالتالي فبقاء هذا السلاح وتوجيهه نحو الداخل، بعد أن قطع السبل به نحو الخارج، فهو تقويض لسلطة الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
النقطة الثانية والتي تطرح نفسها بقوة هي مسألة هيمنة حزب الله في الجنوب اللبناني؛ فليس من المعقول أن تكون هناك دولة داخل دولة وحتى عندما يكون هناك احتلال للأرض فيجب أن يكون قرار الحرب والسلم بيد المؤسسة "الشرعية" والمنتخبة من قبل الشعب و إلا فتكون الفوضى والعصاباتية والمافيوية هي سيدة الموقف. بما معناه فإذا كان هناك بعض "الشرعية" لسلاح حزب الله في فترة احتلال إسرائيل لجنوب لبنان، فإنه وبخروج إسرائيل منها وبموجب ما أعلنته الأمم المتحدة، فإن تلك "الشرعية" قد زالت عن ذاك السلاح وبالتالي فليس هناك من حل إلا انخراط تلك الميليشيات المسلحة ضمن الجيش اللبناني أو إلقاء سلاحها والانخراط في العمل السياسي السلمي المؤسساتي للنهوض بالبلد.
وبالعودة إلى المقال المذكور - والذي هو موضوع الجدل والنقاش - وكاتبها فإننا سنجد بأنه يسرد مجموعة مواقف لحزب الله وأيضاً تحفظاته عليه وذلك مما اتخذه الحزب بصدد بعض القضايا وخاصةً ما يتعلق منها تجاه المسألة الكردية فيكتب: "ورغم تحفظنا الشديد على مواقف حزب الله من الشعب الكردي في كردستان العراق وقادته وتجربة الفيدرالية وفيما يتعلق بدوره المحوري في اغتيال الشهيد صادق شرف كندي (سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران) في ألمانيا، فإننا كشعب كردي في سوريا وانطلاقاً من الأخوة التاريخية بين الكرد والعرب والتي ننادي بها ونناضل من أجل ترسيخها، وكذلك من شعورنا الدائم بمرارة الظلم والاضطهاد الذي نتعرض له، فإننا نتجاوز دائماً هذه المواقف من هذه الجهة أو تلك لنجد أنفسنا إلى جانب الأخوة العرب في قضاياهم الوطنية والقومية أولاً (و) إلى جانب الشعوب المظلومة ثانياً، ومن هذين المنطلقين كنا ولا نزال نؤيد أعمال المقاومة التي ينفذها حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي.. ". شاباش وتصفيق حار هل هذا ما يريده ولا نقول أنه يريد أشياء أخرى حتى لا ندمي الجرح أكثر. إننا نسأل بدايةً من يخول هؤلاء لأن يكتبوا ويتقولوا باسم الشعب الكردي وكأنهم قد استملكوا (من الملكية والاستملاك) هذا الشعب وبالتالي استلبوا حتى خطابه السياسي وربما أحلامه أيضاً.
المسألة الأخرى والتي نود أن نقف عندها هي هذه "الرحمة" وخطاب المحبة والتي أصبحنا نبذ بها أصحابها الأنجيليين و"النصارى" المسيحيين، بل نستطيع أن نؤكد بأن "صاحبنا"؛ كاتب المقال قد تجاوز السيد المسيح نفسه في خطاب المحبة والإنسانية وبهذا فهو لم يشذ عن "القاعدة الكردية" والتي تعمل وفق "أن نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه" حيث إذا عدنا إلى التاريخ الكردي القريب منه والبعيد فسوف نجد إننا كنا في (المقدمة) دائماً وقبل أصحاب النظرية نفسها؛ فكنا إسلاميون أكثر من أهل مكة وبالتالي كسرنا قاعدتهم الذهبية والتي تقول "أهل مكة أدرى بشعابها" فأكدنا لهم بأننا "أدرى" بشعابهم منهم، وعندما "التزمنا" – أو التزم قسمٌ منا – بالماركسية اللينينية وقبل أن ينزل المطر في موسكو كنا نفتح مظلاتنا هنا.. وهكذا هي "مسيرتنا التاريخية". واليوم هناك اسطوانة الديمقراطية والوطنية وخوفي أن نصبح ديمقراطيين أكثر من أصحابها و"بداية الغيث مطرة" والمقال الذي نتناوله خطوة في ذاك المنحى حيث كاتبنا يسامح ويتسامح حتى مع من يعاديه ولا يريد التصالح معه؛ فنحن بنظر السيد حسن نصر الله "المتصهينين الجدد في شمال العراق" وذلك لكونه؛ (أي كاتب المقال) ديمقراطي.
أما مسألة المقاومة وسلاحها فقد وقفنا عندها في الفقرة السابقة ولا نريد الرجوع إليها مجدداً ولكن نود أن نسأل هنا سؤالاً ساذجاً: لماذا نحاول أن نزايد على أصحاب القضية نفسها؛ فها هم اللبنانيون أنفسهم يطلبون من حزب الله وميليشياته، وعلى لسان رئيس حكومته ووزراءه، بأن ينسق مع الحكومة وأن لا يكون هناك غير سلاح الشرعية اللبنانية؛ أي سلاح الجيش اللبناني فقط بما معناه أنه ليس هناك من داعٍ و"شرعية" للمقاومة أصلاً وأيضاً بالنسبة للموقف العربي وحتى الدولي والمقال نفسه يقف عند هذه النقطة حيث يقول بأن كل الظروف كانت لصالح إسرائيل ومنها ما يتعلق بمسألة التأييد فيأتي في سياق النص حرفياً: ".. صمت معظم الدول العربية الأساسية (خاصة السعودية – الأردن – مصر) تجاه ذلك العدوان.. مواقف دولية مؤيدة لإسرائيل خاصة الدول العظمى مؤيدة للشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار..". فإذا كان هذا هو الموقف السياسي العام وبالتأكيد هناك ما يبرره وهو لم يأت من عبس فما الداعي لأن نزايد على أصحاب القضية و"نتناطح" للمسألة.
وأخيراً نود أن نهمس في أذن كاتب المقال وأيضاً اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) بأنه "ليس هكذا يورد الإبل" فمن يريد أن "يحمل لواء القيادة" لمرحلة تاريخية معينة عليه أن يقرأ وبدقة "نبض" الشارع من جهة ومن الجهة الأخرى الظروف السياسية الدولية والمناخات الإقليمية المستجدة. أما أن تخضع خطابك لمسألة "التقية" – إن كانت دينية أو سياسية – وتلوي "عنق الحقائق" لينسجم مع خطاب "السلطان" وبذلك تعمل على الضد من الخطاب "الجماهيري" – ليس بمعناه الغوغائي والعاطفي الوجداني وإنما بمعناه الواقعي والأفقي الشعبي وما تحمله من رغباتٍ وأماني – وبالتالي تنتقل إلى الضفة الأخرى فمؤكدٌ أنك لن تجد من يتبعك وسيقولون لك "اذهب.. حارب أنت وربك" وتجربة الشيوعيين وتحديداً الحزب الشيوعي السوري لهو خير دليل على ما نقوله وعلينا أن نتعظ منه و إلا فمصيرنا لن يكون أفضل منه و.. "فهمكم كفاية".

جندريس-2006



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق والمسألة الكوردية
- القيادات الكورية والقراءات السياسية
- المجتمع المدني بين الثقافي والسلطوي
- وطن وقضايا
- قضية وحوار
- تحية حب للأخضر العفيف
- الخطاب العربي والقضية الكوردية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بير رستم - قراءة في منهاج البارتي