أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نور العذاري - الأتفال.. جريمة هل يطالها القانون؟... هوامش بمقالة - قلبي معكم يا أهالي وذوي جريمة الأنفال - للكاتبة المبدعة فينوس فائق














المزيد.....

الأتفال.. جريمة هل يطالها القانون؟... هوامش بمقالة - قلبي معكم يا أهالي وذوي جريمة الأنفال - للكاتبة المبدعة فينوس فائق


نور العذاري

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 05:34
المحور: القضية الكردية
    


جنوب الوطن المحترق.. 2 سبتمبر 2006*
...........................................................................................
حبيبتي النائية عن كل شيء إلا عن قلبي... أكتب إليك كعادتي.. من مكان ربّما كان الأكثر وقعاً على نفسي من كل الأمكنة... وأحلاها... ذلك المكان الذي عشقته حد الجنون.. كيف لا؟... وفي شاطئ دجلة الخالد.. وتحت هذه الصفصافة التي تمر عليها السنين وهي جاثية في مكانها كأنها خلقت للخلود... كيف لا تخلد وقد شربت كؤوس الحب واحداً تلو الآخر... ونبتت جذورها في قلوبنا ونحن نخط تحتها أولى حروف حبنا... ولا زلت أخطها إليك علها تصلك يوماً ما.. كل يوم... أذهب إلى مكاننا المعتاد... ورغم تقادم العمر ومضي السنين.. وهذا الزمن البغيض كما السحالي الذي يكثر فيه القتل والدمار.. ألتقيك كما التقيتك أول يوم قبل عشرين عاماً من الآن... كنت وقتها طالبة في المرحلة الثانوية.... كزهرة خجلى تحاول النمو باكراً.. وكنت – أنا – كصياد محترف... وأنني والله لا زلت أذكر أول لقاء بيننا وكيف دار.. كان الوقت يقرب من أعياد نوروز.. وكنت وقتها ترتدين ثوباً كوردياً مزركش الألوان... وحمرة من خجل أضفاها خالقك على تلك الوجنتين اللتين أقدسهما أيما تقديس ليزيدك جمالاً فوق جمالك الأخاذ... وروعة فوق روعة وجهك الساحر... وليباهي بك الخلق جميعاً... كنت أحدق النظر بك ملياً وأطيل التمعن فيك وأنت تطالعين كتاباً كان في يديك أبعدك عن الوجود.. لم تكني تشعرين حتى بوجودي.. شيء ما وقتها شدّني إليك... إحساس لا أعرف منبعه وحقيقته سوى شعوري أني أعرفك من أزمنة سحيقة موغلة في القدم... ومضت الأيام وأنا أحضر يومياً إلى المكان الذي التقيتك فيه على شاطئ دجلة الحزين.. في نفس الوقت وأجلس أرقبك وأنت أمامي تكبرين يوماً بعد يوم.. كنت يافعة كزهرة أقحوان وخصائل من شعرك الذهبي المترامي الأطراف تتدلى على جبينك العالي كخيوط الشمس الذهبية... كنت أنتظر أن ترمقيني بنظرة لتشعريني بوجودى... وحدث ذات يوم.. أنك أسقطت بضع وريقات من أوراق دفتر صغير كنت تحملينه بيديك... وساعدتك ملهوفاً في جمعها... كان غاية أمانيّ أن تشكريني ولكنك دعوتني للجلوس... فشعرت حينها أنني أطير في عالم من الخيال.. أنا العجوز الطبيب الذي أعتاد مرافقة النساء... واللعب معهن.. ومصاحبتهن بطلات لقصصه وأحلامه... بدت علاقتنا بادئ الأمر علاقة صداقة بين عجوز هرم ومراهقة في سن ابنته الصغيرة... لكن سرعان ما بدأت تتخذ طابعاً آخر.... أصبحنا عاشقاً وعشيقته الجميلة التي تأخذ بتلابيب قلبه فتحيله شخصاً آخر.. كأنه لم يذق طعم العشق قبلاً... إيهٍ حبيبتي... ومضت الأيام سريعة كسهم خاطف... وأنا ألتقيك كل يوم... أتزود منك كل يوم زاداً يعين روحي على هذه الحياة التي لم نذق فيها إلا طعم الشقاء ولم نر فيها إلا لون الدم وألوان الخراب والدمار... كل يوم في نفس موعدنا الذي أصبح عندي موعداً لا يعلوه آخر.. مقدساً كفروض الصلاة.. كنت ألتقيك تحت الصفصافة التي كانت خير شاهد على حبنا والتي أشعر أن الله منحها السلام وعمراً ثانياً من أجلي أنا... نعم كل شيء باق على مكانه هنا في هذه البقعة رغم مضي السنين.. ولا زلت أشم عبق رائحتك الزكية وأنفاسك العاطرات وألمح زهرتك البنفسجية التي تتركينها كل يوم على المائدة التي كنا نجلس إليها... أراها وأراك بين عيوني وينساب الدمع مني رقيقاً خائفاً وجلاً يبحث عن يد كانت تمسحه برقة ولطف.. كانت يدك... أراك وأنا أردد في قرارة نفسي أبيات شوقي...
وخططنا في نقى الرمل فلم تحفظ الريح ولا الرمل وعى
كم يهون العمر إلا ساعـــة وتهون الأرض إلا موضعــــا
وكيف تهون... وفيها بعض من ذكراك... كل شيء كان متوقعاً بالنسبة إلي.. إلا أن تنتهي علاقتنا هذه النهاية المفجعة.. وان أفقدك إلى الأبد.. وأنني وكتب الطب التي أجهدت عمري في قراءتها لم نكن قادرين فعل شيء لإنقاذك... كم أكرهها وأكره نفسي وأولئك الذين يدعون أنهم مسئولون عن حماية البشر...
" كليازار ".. تعالي يا حبيبتي.. نستقبل وجه الرب... نقرأ آيات من سورة تدعى ( الأنفال ).. ذبح على اسطرها آلاف من البشر.. ولنتساءل مع أنفسنا ومع العالم... هل كانت بساطيلهم القذرة العفنة ووجوههم المتقيحة التي تعافها حتى طيور الجيف لتعرف معنى هذه الآية.. لنرى هل كانت لهم قلوب مثل باقي البشر... أولئك المولودون من أرحام ملؤها الصديد والعفن...
" كليازار " تعالي نسأل ملك الموت... لو كان له أبن أكان يقدم أن يزهق روحه كما أزهق أرواح أبنائنا وافجعنا.. ولو كان يعرف أن موتك سيحيل حياتي وحياة البشر إلى سوداء مظلمة ويكسر حروف الحب.. فهل سيخطفك مني كما خطفك مني وأفجع قلبي...
يا " كليازار " يا ابنة ( هاله به جه ) وكرميان.. ويا ابنة الشعب المذبوح بآية من سورة من كتاب أنزل شفقة ورحمة للعالمين.. يا وطن حبيبتي ويا زهرة الوطن... ليتني أستطيع.. بل ليتني أقف الآن موقفاً يمكنني من أن أمسك رقبة صدام.. لقطعته بأسناني مئة واثنتين وثمانين ألف قطعة وقطعة.. وأعطيت لكل ضحية قطعة منه عسى أن تبل مضاجعهم التي يقضها الألم وهم يرونه يتكلم ويزجر في قاعة المحاكمة... أولئك الذين قضوا نحبهم وعيونهم ترمق الوطن المنشود بآخر نظرة قبل الرحيل... لا شك أنهم يرقبون محاكمته معنا الآن وملء أرواحهم الفرح أن المجد لهم.. والخلود لهم. رغم مر الأزمان والعصور.. ولا شك أن حبيبتي ترمقني الآن... وأنا أبكي لفقدها ودموعي تنساب على الورق جمرات نافثة من صدري.. لا تخمد ولا يُطفِئُ أوارها إلا القصاص العادل من مرتكبي ومنفذي ومخططي جريمة الأنفال وممن شايعهم بالقول واللسان...
تحية إكبار لكل مؤنفل ومؤنفلة ولكل ذويهم.. وأعتذر منهم بدموعي فلربما نكأت جرحاً لما يندمل بعد.. لكنه جرح في قلبي.. لن يندمل حتى تُزهَقِ روح آخر من سولت له نفسه اللعب بمقدراتنا واستباحتنا وسلب أحبائنا.. والى لقاء قريب على أرض يرفرف علمها خفاقاً يطاوح السماء......



#نور_العذاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مهربة من أقبية سرية 4
- أوراق مهربة من أقبية سرية* 3
- وحتى اشعار آخر!!.. ولادة في مبغى غير شرعي!!..
- تراتيل صوفية عابرة
- ويسقط الحائط الرابع والعشرون
- ذكريات على شجرة صفاف مقطوعة
- نصب الشهيد...مأساة اللاوعي العراقي المزمن
- الديمقراطية الاسلامية ودكتاتورية رجال الدين المسيس
- عندما يبكي الوطن
- في معبد القدر
- الممثلون -1
- عندما يبيع الوطن الوطن- هوامش على مقال ( المحامية بشرى الخلي ...
- بين جسر الأئمة وخطبة يوم الجمعة وصوت امرأة تنتفض نحو الحرية ...


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نور العذاري - الأتفال.. جريمة هل يطالها القانون؟... هوامش بمقالة - قلبي معكم يا أهالي وذوي جريمة الأنفال - للكاتبة المبدعة فينوس فائق