أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - .. انتبهوا ... نحن من يفلسف الهزائم ....؟














المزيد.....

.. انتبهوا ... نحن من يفلسف الهزائم ....؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. تتشكل اندفاعات المغامرين في مرحلة هيجان عاطفي تتغلب العاطفة فيه على العقل .. ويسهل اتخاذ القرار وبشكل متهور وبدون حساب النتائج وأكثر مايحدث في سن المراهقة ويمتد إلى مابعد العشرين بقليل مرحلة مايسمى بالسن الانتحاري .. فجل الشباب المدفوع إلى عمليات انتحارية ينتهي أو يقف العقل والتفكير عندهم بشبه إجازة قسرية ، ويمكن لأي بليغ وملسنٍ أن يقنع هذه الفئة العمرية بالانتحار لقاء إرضاء الإله حيث يجزى بفردوس وخمر ونساء وكسل وحياة أبدية ... أو في سبيل إيديولوجية معينة ، كالعمليات الانتحارية التي قام بها الطيارون اليابانيون
(الكاميكاز ) ضد بوارج العدو الأمريكي؟ وكذلك انتحار الفيتناميين لتحرير بلادهم وقد يمتد هذا العمر عند بعضهم إلى سنين عديدة ، ولكن سن المغامرة غير الانتحارية تبدأ بعد سن المرحلة الانتحارية ، وتشكل عند الكثيرين منهم عادة وقد تصل عند البعض إلى حد الإدمان وقد يستغرق العمر كله ، فالمغامر كالمقامر يتوقع الخسارة قبل الربح ويقامر المغامر على المال أولاً وبعد أن يدمن عليه فكل شيء أمامه يمكن أن يكون مطرح الميسر وحتى أولاده ... وصدق الشاعر بقوله
لكل نقيصة في المرء عار وشر معايب المرء القمار ...
ولذلك لايمكن لعاقل أن يغامر بمصير الشعوب وبنيان الدول لأن الخسارة في مثل هذه الأحوال قاتلة ومشينة وخطأ جسيم لايغتفر ، وبالأخص إذا كان من غامر شخص واحد أو فئة بدون مشورة الآخرين ، ونحمد الله أن مغامرة حزب الله قد انتهت على خير ، خسارة مادية كبيرة وبتكليف باهظ ، وعدد من الأرواح .. زادوا على الألف تقريباً ونصفهم من الأطفال والنساء .. عدد الضحايا في منطق سياستنا العربية ، ألف الفان ، عشرة .. لايهم أمام الصمود والتصدي ، نعم لقد تصدينا ، هم جاؤوا إلينا هاجمونا في عقر دارنا ، ونحن دافعنا بشجاعة وبسالة ، والعدو هو من استباح أرضنا المقدسة وهدم بيوتنا وخرب طرقاتنا ودك جسورنا وسوّى بناياتنا ، وزرع الرعب في كل مكان ، والمقاومون في الميدان يقاومون بضراوة وبشهادة العدو ، والقادة الأشاوس يختبؤون مابين المدنيين .. وتنتهي المعركة بأمر دولي ، العدو يخلي أرضنا ينسحب منها ولكنه يبقى في البحر والسماء ، والنتيجة أن المقاومة لم تحتل سنتمتراً واحداً من أرض العدو ، ولكنها كبدته خسائر بشرية ومادية قليلة بالنسبة إلى حجم خسائرنا ، مع أن المهاجم في العرف العسكري يخسر اضعاف المدافع ، والملفت ان العدو لم يترك جثة واحدة أوآلية مدمرة إلا وأخلاها من أرض المعركة ، كما حمل معه عدد من جثث شهداء ا لمقاومة وعدد من الأسرى .. وما أن خرج العدو منسحباً من الجنوب اللبناني حتى عَلَت أصواتٌ وصرخات من كل حدب وصوب .. تعلن النصر المؤزر .. انتصرنا ..انتصرنا .. وانطلق المطربين والمطربات يشدون بكلمات النصر وألحانه ، وحلّق الشعراء بقصائد عصماء ، وقدّم الكتاب مقالات الفوز والظفر وبالهزيمة النكراء التي لحقت بالعدو الذي لايهزم ...؟ انه مسلسل الانتصار العربي ، انه مسلسل طويل ، انها فلسفة خاصة بنا ، ولايجيدها غيرنا .. حتى في تاريخنا القديم كنا نفلسف الهزيمة خلال بطولات فردية وعبر المعركة الخاسرة ، وهاهي هزيمة حزيران ، لم تزل تحت أنظارنا وقد فلسفها فقهاؤنا بالنكسة ، مع أن النكسة باللغة العربية أصعب وأشنع من الهزيمة ، لأنك عندما تنهزم تدير ظهرك للعدو ولكن رأسك يبقى مرفوعاً ، أما في النكسة مهزلة ، نهرب ورؤوسنا إلى الأسفل وأرجلنا إلى الأعلى ، ومع ذلك صفق الشارع العربي وهلل لتلك الانتكاسة المشينة وردد عبارات مفلسفي النصر الانتكاسي إلى أنها صمود وتصدٍ وتحرير لإرادة الإنسان العربي ، المهم أن أحلامنا بالنصر واسعة .. النصر بدون قتال ، بدون تهيئة للقتال ، وبالحقيقة لانصنع إبرة ولكننا نشتري ونستورد السلاح الغربي ، ونقاتل إسرائيل والغرب وراءها بأسلحتهم ، أي أننا الخاسرين دائما ، فكل قيمة طلقة أو قذيفة نطلقها عليهم سندفعها لهم من ثروتنا القومية ، وبعد اختراع الخنجر والسيف والرمح ، تسلط الحكام على شعوبنا وتلاشت أحلامنا ومات إبداعنا ، سوى إبداع شعراء سوق السلطة المستبدة بالشعر والخطب من على المنابر منفوشي الريش كالديكة ، يمجدون الحكام أشباه الألهة ويدعون لهم إلىالأبد ، يهاجمون الأعداء يدمرونهم يفتكون بهم يقتلوهم يدحروهم ويعلنون النصر ( وبالحكي الفاضي) وتنطلق الهتافات المؤيدة والزغاريد ، وينزل الخطباء من منابرهم منتشين بما حققوه من نصر لخطاب تاريخي أرعب العدو وراح يعمل لنا ألف حساب ، وبأمر من السلطة تنزل الجماهير إلى الشارع بلافتات وشعارات أمليت عليهم مسبقاً ويزداد إرهاب العدو بصراخ المتظاهرين الهادر بالويل والثبور وللأعداء وللأنظمة الرجعية وفلول الخونة والمتآمرين ، انها صورة ستكرر وبدون رتوش حتى تحين الساعة وتنقلب الدنيا ويأتي المهدي المنتظر بوعي ديموقراطي وتسترد الشعوب المقهورة حريتها ، وستكون عندهاحساباتها عقلانية بعيدة عن روح العاطفة والمغامرة والتهور وستندثر الفلسفة الانهزامية وسيفلس سوق المنهزمين ...



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. العوالم الجديدة .. والحضارة ...؟
- .. حقوق المرأة العربية ، بين الواقع والممكن ..؟
- .. انه الأدب .. انه الحوار المتمدن ...؟
- .. مابعد بعد نطحة زيدان ..؟ ..
- العلمانية والدولة .....؟
- شعائر فرح شرقي ...!؟
- عذراً .. انه حوار متمدن ...؟
- العلمانية والمجتمعوالكمبيوتر .. ومنبر الحوار المتمدن ..؟
- ألعلمانية.. وأين مجتمعنا منها ...؟
- البرجوازية والعلمانية...؟
- ...مِثِل نطحة زيدان ...!؟
- مونديال الربح والخسارة مابين سوريا ومصر ...؟
- الشارع العربي الذكوري في الكويت يفخر بانتصاره على النساء ..؟
- الشارع العربي وآلهة الشر ..؟
- صراع البقاء في يم العلمانية وعلاقتها بالدولة والدين والمجتمع ...
- ممارسة الحب على المسرح ...؟
- جحافل العولمة تغزو وأشاوس الواوا وطبطب لهم بالمرصاد ...؟
- الحمائم والصقور مابين البنادق والفنادق ...؟
- عواء الرجل الميت ، مجموعة قصصية لطلال شاهين
- البلالفة والمناتفة


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - .. انتبهوا ... نحن من يفلسف الهزائم ....؟