أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أبوبكر الأنصاري - كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة جديدة لتقسيم الطوارق















المزيد.....

كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة جديدة لتقسيم الطوارق


أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل


الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:19
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يشعر المراقبون للشأن الأزوادي وأبناء المنطقة بقلق بالغ جراء التطورات الأخيرة التي تلت الاتفاق المبرم في الجزائر بين الحكومة المالية وبين التحالف من أجل التغيير بقيادة أحمد أغبيبي برعاية جزائرية ، ومرد هذا القلق أن الطوارق في كيدال اشترطوا على الإدارة الحكومية المالية سحب كل الجيش المالي وطرد الموظفين الحكوميين السود من غير أبناء المنطقة منها فيما يشبه الاستقلال كامر واقع لبقعة صغيرة من الوطن وهي كيدال وزيادة حجم الروابط التجارية بينها وبين الجزائر .
الواقع المعاش أن كيدال عمليا استقلت عن مالي فلا جيش ولا إدارة مالية ، لكن في المقابل أقام الرئيس المالي أمادو توماني توري جسر بين ولايات موبتي وسجو وتميكتو وجاو بهدف تهجير الزنوج من قبائل السنغاي إلى ولاية تمبكتو وجاو ليحلوا محل سكانها الأصليين البيض وتتحول جاو وتمبكتو إلى مدن سوداء 100% مثل باماكو وسجو وكاي وغيرهم .

كيف وصلنا إلى هذا الحال ؟

في البداية منذ دخول فرنسا للمنطقة لم تجد مقاومة سوى من الطوارق والعرب الذين حاربوها بالسيف والبندقية وأعانوا كل مقاومة ضدها في الجزائر أو في دول المغرب حتى أن أبناء تمبكتو شاركوا المغاربة في ثورة الملك والشعب عند نفي الملك محمد الخامس ، كما تطوعوا للقتال مع الثوار الجزائريون ضد المستعمر الفرنسي ويقد خبراء الثورة الجزائرية نسبة الشهداء الطوارق ضمن إجمالي الملون ونصف شهيد بأكثر من 45% .
وفي عام 1956 بدأت فرنسا تفكر في الانتقام من الطوارق بسبب رفضهم القتال معها في الحرب العالمية الثانية 1941-1945 فقررت منع الطلاب الطوارق من دراسة الحقوق والعلوم السياسية والمواد العلمية واكتفت بنقلهم لتخصصات مثل الطب البيطري حتى يكونوا بجوار المواشي في القرى والبوادي أو الدراسة لمدة لا تتجاوز البكلوريا ليصبح مدرس أطفال في الابتداية حتى لايكون له مستوى يصبح فيه إعلامي أو محامي أو خبير في العلوم السياسية وقد أرسل أمير طوارق تمبكتو الأمير محمد علي الأنصاري طلابا للدارسة في الدول العربية مثل السعودية ومصر والعراق في زمن حكم حلفائه الهاشميين وبمبادرة من صديقه نوري السعيد لكنهم بعد الانقلاب الذي أطاح بالهاشميين غادروا إلى القاهرة والسعودية ومجموعة أخرى توجهت إلى ليبيا في زمن إدريس السنوسي وبعد الاستقلال وجدت العناصر الدارسة في العالم العربي أنها غير قادرة على تفعيل دورها في المجتمع المالي المفرنس وفي ظل الحكومة العنصرية فعادت للدول التي درست بها وحملت جنسيتها ودعوا أقاربهم للهجرة حتة أصبحت السعودية وليبيا تحتوي على أكبر جالية من الطوارق وخاصة من منطقة تمبكتنو.
وفي زمن الجفاف عام 1973 عندما حولت مالي مجرى نهر النيجر نحو الجنوب الأسود لتعطيش مناطق الطوارق ودفعهم للهجرة نحو دول الجوار وخاصة موريتانيا والجزائر فوجدوا في موريتانيا حسن الضيافة والقبول بين أبناء القبائل الموريتانية التي يرتبط الكثير منها بوشائج وأحلاف قديمة خاصة وأن منطقة الحوضين كانت جزء من تمبكتو حتى عام 1946 أثناء مخطط فرنسا ألتقسيمي الأول فنشأت في موريتانيا جالية أزوادية أغلبها من العرب البرابيش ومن طوارق تمبكتو.
تزوير التاريخ

منذ تولي الرئيس المصري جمال عبد الناصر ودخوله في المنظومة الاشتراكية وتحوله لحليف استراتيجي لمصر وقوميتها العربية المعادية للعناصر العجمية المسلمة كالبربر والأكراد والتركمان والشركس دخلت مالي على خط تضخيم الخطر الطوارقي الأمازيغي وتحذير العرب وخاصة أم العروبة مصر منهم فعمدت إلى إرسال بعثات من الطلاب السود للدارسة في الأزهر وتعلم العربية وإيجاد استراتيجية لبناء حلف قومي عربي – ونجي أسود ضد الطوارق مع مسخ هوية عرب أزواد وتعلميهم لغة السنغاي وإيهامهم أنهم مراجع في الصوفية وأشراف كأيات الله ونقباء وضخ الثروات في حساباتهم حتى تحولوا إلى بيض يتكلمون لغة السنغاي ويشعرون أن السود أقرب لهم وأكثر ولاءا من الطوارق ومع ذلك فإن 90% من العرب الأزواد يعتبرون أنهم والطوارق أسرة واحدة لا يمكن دق أسفين بينها .
ومن ضمن الطلاب السود خريجوا الأزهر الدبلوماسي العنصري الزبير سفير مالي السابق بالسعودية الذي عين لمدة 15 سنة مدير لمركز أحمد بابا فأحرق كل الوثائق التي تحتوي إمارات الطوارق والعرب وأبقى على ما هو متعلق بتاريخ حكم الملك كانكا موسى وعلاقته بأمراء الحجاز ومصر وأتلف كل ما يمجد الطوارق والعرب من وثائق وصيغ تاريخ جديد للمنطقة أن السنغاي هم أهل تمبكتو وجاو أما العرب فهم شيوخ رق صوفية جاء بهم الملك كانكا موسى ليرقوه من السحر والعين وجعلهم السنغاي شيوخهم وزوجوهم يناتهم وأميراتهم وصاروا جزء من المجمتع ولا يحق لهم اليوم المطالبة بأي سيادة أو تميز .
وبعد انتهاء مهمة تزوير وإتلاف تاريخ الطوارق والعرب في أزواد توجه السفير الزبيرإلى الرياض كسفير لدولة مالي مهمته تشويه صورة الطوارق والعرب لدى الدول العربية والأملنة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب لتسييس مكافحة الإرهاب ضدهم ولحشد الدعم العربي ضد الطوارق وقد انتدب طيلة فترة حكم الرئيس المالي الفا عمر كوناري لتلك المهمة مثلما انتدي لمهمة تزوير تاريخ المنطقة في عهد مودي بو كيتا وهو الآن في زمن أمادو توماني توري المستشار الديني ومهندس التقارب العربي – المالي على حساب انقراض أمة بأكملها وهي شعب الطوارق .

ثورتي 1990 -2006

لقد ظل الهاجس الأمني الطوارقي وأسلوب ضرب بعض القبائل الأزوادية ببعض هو الهاجس الدائم لكل الحكومات المتعاقبة في مالي فلا تستطيع أن تقول عن أي منها أنها أقل عداء من الأخرى فكل حكومة في مالي أسلوبها وطريقتها في محاربة الطوارق .
عندما قامت الثورة الثانية في كيدال عام 1990 بعد استعداد دام 10 سنوات من عام 1980 حيث توجه مجموعة من الطوارق إلى ليبيا بهدف أكتشاف أنماط حياة جديدة والاستفادة ثورة الضباط الأحرار وتعلم الثورة من العرب فتلقوا تدريباتهم في معسكر بجنوب ليبيا ثم شاركوا في الحرب الليبية – التشادية على قطاع أوزو كما أرسلوا إلى جنوب لبنان عام 1982 وشارك بعضهم في الحرب العراقية – الإيرانية .
في عام 1989 شنوا أول هجوم على بوغسه في ولاية كيدال وشن العرب الأزواد في الجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد هجمات على الحدود مع موريتانيا وتكثف الضغط العسكري على مالي على استنجدت بالجزائر التي رعت اتفاقية تمنرست عام 1990 والتي رفضها كثير من العسكريين فتأسست الجبهة الشعبية لتحرير أزواد بقيادة عيسى سيدي محمد والجيش الثوري لتحرير أزواد بقيادة عبد الرحمن جلا وقد استوجبت هزائم مالي تدخلا فرنسيا وجزائرا قاده مستشار الرئيس الفرنسي السابق أدجار بيزاني وسفير الجزائر في مالي احمد بو يحيا رئيس الحكومة السابق وقد أسفر عن توقيع اتفاقية الميثاق الوطني التي لم تحقق للشعب الأزوادي شيئا مما يطمح له .
عاد اللاجئون واندمج بعض مقاتلي الجبهة في الجيش النظامي وعين بعض مثقفي الطوارق المفرنسيين في الحكومة المالية ولم يتحقق شيء من العدالة الاجتماعية فالسود هم المواطنون من الدرجة الأولى والطوارق لا شيء .
بعد المهرجان الذي أقامه العقيد معمر القذافي في مدينة تمبكتو في أبريل 2006 وخطابه الشهير الذي تعهد فيه بالدفاع عن الطوارق كانت مجموعة من المسلحين بقيادة حسن فكاكا قد تمركزت في الجبال قرب كيدال وفي 23/05/2006 قاموا باحتلال كيدال ومنكا وبوغسه لمدة 48 ساعة انسحبوا بعدها وبدأت سلسلة من المفاوضات.
أختار قادة التمرد إياد غالي وحسن فكاكا الجزائر وسيطا فاشتطرت عليهم التخلى عن المطالبة بالحكم الذاتي أو الاستقلال أو الوضعية الخاصة في حين أشترط أهل كيدال رحيل الجيش المالي الأسود عن كيدال ورحيل جميع الموظفين السود من كيدال مقابل عودة المقاتلين وتمركزهم في كيدال وعدم تدخل قيادة أركان وزارة الدفاع في شؤون المقاتلين بمعنى استقلال لمطقة كيدال كأمر واقع بينما يضخ المزيد من المستوطنين السود في تمبكتو وجاو.
ضياع القضية
عندما هاجم حسن فكاكا وجماعته كيدال سارع بعض وجهاء وأعيان ولايتي تمبكتو وجاو من العرب والطوارق إلى التبرأ من هذه العملية وإصدار بيانات تؤكد عدم ضلوع أبناء جاو وتمبكتو وتحذر أبناءهم من الانخراط وقد عانى أبناء تمبكتو وجاو الذين ساندو حركة حين فكاكا من ضغوط قبلية حادة استمر الكثير منهم لكن إجمالا قررت مالي مكافأت أهل كيدال على المقاومة ومنحهم حقوق لم يطالبوا بها والدوس أكثر على أهل جاو وتمبكتو حتى يكون درسا لهم بأن الحقوق لا تمنح إلا بالمقاومة وأن مهادنة النظام أو مساندته لا ينجم عنها سوى دفن الطوارق في قبر جماعي.
ضاعت قضية الطوارق فالاهتمام الإعلامي الذي نالته قضيتهم بفضل الهجوم على كيدال اضمحل بفعل الجمود والسكوت كما أن منظمات حقوق الإنسان وجدت نفسها في حرج عندما أرسلت مالي بعض القيادات السابقة في الجبهة لإعادة اللاجئيين والتحدث لوسائل الإعلام الفرنسية ممجدة الديمقراطية الزائفة التي تسبح فيها كل الأحزاب بحمد الرئيس أمادو توماني توري.
الطوارق الآن في مأزق منطقة كيدال قد تنضم للجزائر وقد تبيعا لها مالي مقابل أن تبقى تمبكتو الغنية بالنفط تحت سيطرتها وتغيير بنيتها السكانية حتى يصبح الطوارق في وضعية أشبه بالهنود الحمر بينما يتمتع السود بثروات المنطقة النفطية وقد ترتكب مالي جرائم عنصرية بحقهم تحت غطاء مكافحة الإرهاب وعندها قد يقول أبناء كيدال إن ما يحدث لا يعنيهم لأن أهل تمبكتو لم يقفوا معهم وهكذا تسير المنطقة نحو يالطة جديدة خطة للتقسيم تقوم مالي ببيع كيدال للجزائر وتضخ السود في جاو وتمبكتو وبهذا تذوب قضية الطوارق في سجل النسيان والإهمال وللامبالاة .



#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوارق وطن بلا حدود وقمع بلا قيود


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أبوبكر الأنصاري - كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة جديدة لتقسيم الطوارق