أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناصري - كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة















المزيد.....

كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المسألة أو المشكلة النووية الإيرانية هي قضية سياسية ناتئة، تعكس وتكشف وتداخل ترابط سلسلة من الأمور الداخلية والخارجية في بلداننا، المترابطة موضوعياً وعضوياً، أو بشكل سياسي مفتعل أحياناً، كما في الحالة الإيرانية، بينما يجري التغاضي والصمت عن القضية النووية الباكستانية والهندية رغم وقوعها ضمن النطاق والجرف الإسلامي والنفطي، ورغم مخاطرها على الشعوب المنطقة بأجمعها، كذلك حالة الصمت الإجباري، وربما المؤقت عن القضية النووية الكورية الشمالية، بالرغم من تمساها المباشر مع الخارطة الكورية الجنوبية واليابان، وعموم مناطق النفوذ الأمريكي شبة المستقر هناك .
نعود الى المسألة النووية الإيرانية والتي أثارت كل هذا الضجيج والتصعيد المقصود خاصة من الطرف الأمريكي، وإنجرار الإتحاد الأوربي في الأزمة بطلب وتحريك أمريكي واضح، ونطرح هنا أسئلة مركزية هامة جداً، من بينها هل إمتلاك القدرة النووية حق لكافة الدول ومن بينها إيران، خاصة للإستخدام السلمي ؟؟ وهل إمتلاك القدرة النووية ضرورة للإنتماء للمستقبل ؟؟ وهل تسمح الدول الصناعية الإحتكارية بتطور بلدان الجنوب، وحصولها على التكنلوجيا المتطورة؟؟ هل تحقق ذلك في مجال المعلوماتية وعلوم الإنترنيت مثلاً ؟؟ لماذا يسمحون لبلداننا بالتقنية الملوثة والوسخة فقط ؟؟ لماذا تدعم أمريكا وأوربا المشروع النووي الإسرائيلي بهذه الطريقة اللافتة ؟؟ أين هي أفكار عالم خالي من السلاح النووي ؟؟ أو شرق أوسط خالي من العدوان والحروب والسلاح النووي على الأقل؟؟ أين هي حقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية والمشروعة، وحقوق الشعوب الأخرى المستلبة ؟؟ هل حلت جميع مشاكل الناس في العالم المتخلف، وبقيت المسألة النووية فقط ؟؟ الى متى يبقى هذا الفارق التاريخي بين الشمال والجنوب ؟؟ وماذا عن مشاكل التنمية والتخلف وعلاقتهما بالتبعية والهيمنة والإستعمار الجديد ؟؟ هل هذه مشاكل كونية حقيقية، أم هي مشاكل يتفعلها اليسار المنعزل والمعزول عن حركة التاريخ والحياة ؟؟
عندما نطرح ونراجع هذه الأسئلة، تتكاثر وتتناسل المشاكل بسرعة مخيفة ومرعبة، وتتباين المواقف الى حدود القطيعة والتصادم، لكن من حقنا أن ننتج هذه الأسئلة وغيرها لكي نتوصل الى حقيقة الأمور، وحقيقة الحالة التي نحن بصددها، فهل ينتمي النظام الإيراني للمستقبل وهو يتبنى أفكار الخميني وولاية الفقيه ؟؟ هل يستطيع نظام إسلامي أو إسلاموي ( لايوجد فرق حقيقي ) أن ينتمي للمستقبل ؟؟ هل تجاوز النظام الإيراني آثار الحرب الرجعية والعبثية الطويلة والمدمرة بينه وبين النظام العراقي؟؟ هل حل مشاكل البطالة والتلوث والتخلف والتعليم والسكن والصحة بالنسبة لكادحي إيران ؟؟ هل هناك تطور علمي عام، صناعي وزراعي، يجري تتويجه بتطور نووي آخر ؟؟ إن جوابي على جميع هذه الأسئلة بالسلب، وهي ليست لصالح النظام الإيراني الإسلامي في جميع الأحوال .
لكن النظام الديني الإيراني يحاول أن يكون قوة إقليمية رئيسية لتحقيق مصالح إيران القومية أولاً ولقضايا دينية وعقائدية ثانياً، ولتحقيق التوازن أو التحرك المتوازي مع القوي الإقليمية الأخرى السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية خاصة تركيا والباكستان والسعودية، بعد غياب العراق القسري والمؤقت، وهو لايخرج عن هذا النطاق، بسبب محدودية قدراته وأفقه، لكنه يخاف من الهيمنة الأمريكية على الخليج والعراق وأفغانستان وعموم المنطقة، والسعي الأمريكي لإحتواء ومحاصرة أو تغيير النظام الإيراني الحالي، بآخر موالي لتكتمل الحلقات المطلوبة .
مشكلة التصعيد الراهن تكمن في سياسة الطرف الأمريكي ومحاولات الهيمنة والسيطرة السهلة والتامة على نفط المنطقة وتحقيق حماية إسرائيل، بإعتبارها مشكلة تاريخية ونووية، وبناء الشرق الأوسط الجديد، حسب رؤية إدارة بوش ورايس. والمخطط الأمريكي الرهيب في المنطقة لايجعل سياسات النظام الإيراني سليمة تلقائياً، لكن تبقى هذه السياسات والتدخلات الإيرانية في الدرجة الثانية أو الثانوية بالنسبة للخطر الأمريكي والإسرائيلي ، وهذا ما أكده من جديد العدوان المشترك على لبنان، كما إن إنتقاد السياسات الإيرانية، النووية أو غيرها لاتعني من قريب أو من بعيد الإتفاق التلقائي مع المخطط الأمريكي أو المواقف الأمريكية، حيث يمكن رفض هذه الثنائية الضيقة والمفروضة علينا في هذه الحالة وفي حالات كثيرة أخرى، وتكوين رؤيا سليمة خاصة، تستند الى مصالح شعوبنا العربية وعموم شعوب المنطقة، وخاصة بالنسبة للمشكلة العراقية الرهيبة، بإعتبارها أحدى ساحات الإحتكاك والتداخل الأمريكي الإيراني .
يبقى التحرك الإيراني محدود التأثير، فهو لم يستطع التمدد بواسطة الحرب العراقية الإيرانية المنهكة، وملايين الضحايا والجرحى، ويحاول التعويض والتسلل الآن مستغلاً الفراغ السياسي الوطني الكبير في بلادنا، وتعاون بعض الأطراف التابعة له، وهولايستطيع التلاعب بمخزونات النفط الإستراتيجية في منطقة الخليج العربي. ولو عاد العراق الوطني، وهذه العودة ليست مستحيلة طبعاً، لأمكن خلق توازن إقليمي طبيعي، يقوم على أساس المصالح المشتركة والعلاقات الإيجابية، ولو إتبعت ( بلاد الحجاز ونجد والجزيرة العربية ) سياسة وطنية حقيقية في التنمية والإستقلال والبناء والتقدم الإجتماعي لتغيرت الأمور نحو آفاق مختلفة تماماً، تحدد وتعطي الحجم الحقيقي لإيران، سواء كانت ( إسلامية ) أو غير إسلامية . لكن النظام السعودي المتخلف لايزال يلعب دوراً تخريبياً خطيراً وتابعاً للإدارة الأمريكية، من خلال سياسته الخارجية، العربية والإقليمية ، وصفقات التسليح المشبوهة، والتي كان آخرها ب 70 مليار دولار فقط لاغير، وموقفه المشين من العدوان الصهيوني على لبنان، وخلقه لمحاور إستسلامية، بواسطة الرشاوي والهبات النفطية، هذا الدور الإقليمي السعودي يعطي مبررات لدول إقليمية أخرى بطرح سياسات مضادة، وهذه التوجهات مجتمعة لاتزال ضد مصالح شعوب المنطقة، وضد الإستقلال الحقيقي والتقدم والبناء .
إننا في منطقة مضطربة، تعج بالأخطاء والمشاكل الداخلية الكبيرة والتدخلات الخارجية العلنية الفظة، وهي غير قادرة على طرح وتحقيق الأولويات البسيطة التي تحقق مصالح شعوبها، بسبب الإنظمة المتخلفة والعاجزة، وبسبب الإختراق الخارجي الكامل، ومشكلة المسألة النووية الإيرانية هي واحدة من هذه الإشكالات والتداخلات بالمعنى الحرفي والتطبيقي لقضايا المنطقة



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
- كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
- كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
- لبنان الكرامة والشعب العنيد
- يوميات العدوان : المرحلة البرية الأخيرة المتعثرة، ووضع المقا ...
- يوميات العدوان : مفارقة الربط التعسفي بين الشرعية الدولية وا ...
- يوميات العدوان : إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المتأخر، ش ...
- يوميات العدوان : قراءة أولية في مشروع قرار مجلس الأمن الدولي
- متابعة ليوميات العدوان : العدو يفشل في التقدم البري، والمقاو ...
- متابعة وتعليق : مصير الهجوم الصهيوني الرئيسي الأخير، هل إنتص ...
- تعليق : مابعد اللحظة الراهنة ، الهجوم الصهيوني الجديد، وعدم ...
- كوندليزا رايس في غرفة العمليات الحربية الصهيونية
- مجزرة قانا الجديدة : الأمريكي والصهيوني يكرع الدم اللبناني ب ...
- كلمة : إطردوا كوندليزا رايس، وأمنعوا القوات الدولية في الجان ...
- كلمة : المقاومة اللبنانية باقية، ولواء كولاني الوحشي ينهزم، ...
- بيروت مربع الوجود والبقاء والحياة
- المنطقة تحترق والعالم الرأسمالي يتفرج وينتظر ويخطط للمستقبل
- مراجعة للماضي القريب - آثار الحقبة الفاشية والحروب والحصار و ...
- غزة خيمتنا الأخيرة .. غزة خيمتنا الجديدة !!
- كلمة : ملاحظات أولية بصدد ما يسمى - مشروع المصالحة والحوار ا ...


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناصري - كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة