أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعدي يوسف - الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية















المزيد.....

الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يشكل يوما القتالِ العنيفِ في الديوانية ، أكثر من علامة على أن الجيش الأميركي يستعدّ لمواحهة دموية مع ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر . أمّا الهدف من أي هجومٍ جديدٍ فإنه يتعدّى جيش المهديّ ، إلى الأحياء الشيعية الفقيرة ، التي تُعتبَر ، في غالبها ، معاديةً للاحتلال الأميركي ، هذه الأحياء التي تظاهرت بعشرات الآلاف في الرابع من شهر آب ، ضد الحرب الأميركية-الإسرائيلية في لبنان .
اشتباكات الديوانية ( 180 كيلومتراً ) جنوبيّ بغداد ، اندلعت يوم الأحد
، بعد إلقاء القوات الحكومية ، القبض ، على عدد من أنصار الصدر بدعوى تخطيطهم هجوماً بالقنابل . وحسب مصادر الجيش ، قُتِلَ 23 جندياً ، و30 مسلّحاً ، وعدد من المدنيين . اللواء عثمان الغانمي اتهم المسلّحين بأنهم أعدموا ، علناً ، عدداً من الجنود ، وقد نفى الصدريون هذا الاتهام .
ناصر السعدي ، الناطق باسم كتلة الصدر البرلمانية أخبر النيويورك تايمز أن الجيش هاجم الأحياء المؤيدة لجيش المهدي ، ليلة الأحد ، ملحقاً أضراراً بالبيوت ، ومسبباً مقتل المدنيين . وقد كانت القوات العراقية مدعومة بالجنود البولنديين والطائرات الأميركية التي قصفت بقنابلها موقعاً واحداً في الأقل من مواقع الصدريين . ويقول الجيش إن مقاتلين آخرين انضمّوا إلى جيش المهدي في قتالٍ استمرّ حتى عصر الإثنين .
وقد أصدرت القيادة العسكرية الأميركية في بغداد بلاغاً أعلنت فيه أن قوات الجيش والشرطة ( العراقية ) أحبطت هجوماً شنّه عدد كبيرٌ من " الإرهابيين " في ثلاث مناطق من الديوانية . وقد أفاد نقيبٌ في الجيش اسمه فاتك عائد ، للأسوشييتد برَس ، أن المعارك اندلعت حين شنّ الجنود العراقيون غاراتٍ على الأحياء الجنوبية للمدينة ، بُغيةَ إخراج المسلّحين ، ومصادرة الأسلحة . أحد مسلّحي جيش المهدي قال للنيويورك تايمز ، بصدد القتال : نحن نعرف أنهم إخوتُنا ، لكن الأميركيين يدفعونهم ضدنا .
وبينما يدّعي العسكريون الأميركيون الانتصار ، فإن القثال لم يحسَم ، حتى بعد أن استدعى جيش المهدي تعزيزاتٍ . ولم يتوقف القتال إلا بعد التوصل إلى هدنة ٍ . حاول الصدر الذي اشترك شخصياً في المفاوضات مع الآمرين المحليين ، النأي بنفسه ، عن الاشتباكات . كما قال صاحب العامري ، الناطق باسم الصدر في النجف إن القتال اندلع بسبب التصرف الشخصي لعدد من أفراد جيش المهدي .
لكن جهود حركة الصدر في التهوين من شأن ما جرى في الديوانية ، لن تمنع مواجهةً أوسعَ مــع الجيش الأميركي .
نشرت الصحافة الأميركية سلسلة مقالات ضد الصدر ، متهمةً جيش المهدي بتصعيد الصراع الطائفي في العراق ، وداعيةً رئيس الوزراء المالكي إلى الوقوف موقفاً حازماً . في أوائل آب ، بعد المظاهرات الجماهيرية في بغداد ضد الحرب في لبنان ، صرّح السفير البريطاني السابق في بغداد ، وليم باتي ، في مذكرةٍ جرى تســريب محتواها بأن " منع جيش المهدي من أن يكون دولة داخل الدولة ، مثل ما فعل حزب الله في لبنان ، ضرورةٌ لازمةٌ أوّلاً " .
تتفق ملحوظات باتي مع ما قاله الجنرال ابو زيد : " إن أنت ، لم تفعل ذلك ، انتهى بك الأمر إلى أن تجد دولة داخل الدولة كما في لبنان " . وأمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي قال الجنرال نفسه : : في رأيي أن هناك جماعات في جيش المهدي يقبضون من الحكومة الإيرانية ، وهم منظمات إرهابية " .
المفارقة أن الصدريين، من بين كل الجماعات الشيعية ، هم الأقل اعتماداً على المساعدات الإيرانية . الحزب الأقرب إلى الإيرانيين هو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي ساند ، منذ البداية ، الاحتلال الأميركي بموافقة ضمنية من طهران . هذا الحزب هو عماد حكومة المالكي .
في مقال للواشنطن بوست بعنوان " ميليشيا الصدر ومذابح الشوارع " اتهامٌ لجيش المهدي بالقـتل المتعمَّد للسنّة . وقد أخبر العقيد الأميركي مارك ميدوز ، الصحيفةَ ، " ليس لديّ شكٌّ في أنهم يعقدون محاكمات ويعدمون الناس . إن جيش المهدي قد يكون الميليشيا الأكبر والأكثر عدوانيةً في البلد ... إنهم منظمة إرهابية . إنهم يُرهبون الناس " .
قبيل صدامات الديوانية ، نشرت مجلة " تايم " مقالاً دعت فيه إلى هجومٍ أميركيّ منسّق على الميليشيات العراقية ، متهمةً القوات " العراقية " بالتخاذل .
من الواضح أن الهجمات المسنودة من جانب الولايات المتحدة ، في الديوانية ، هي تمرين يسبق هجومات أخرى على حركة الصدريين ، وبالذات على مدينة الصدر في بغداد . والواقع أن هذه المناطق هي شبه محرمة على الأميركيين ، منذ أن خاض جيش المهدي اشتباكاتٍ مع الأميركيين سنة2004 في النجف وكربلاء .
حتى في العمليات الجارية الآن لإحكام السيطرة على بغداد ، تجنّب الأميركيون مدينة الصدر .
أي هجومٍ على جيش المهدي سوف يسبّب أزمةً ، على الفور ، لحكومة المالكي المعتمدة على ائتلافٍ من الأحزاب الشيعية الأصولية . للصدريين 30 نائباً برلمانياً وخمسة وزراء . والأكثر من ذلك أن مساندة الصدريين مكّنت المالكي من كبح الغضب لدى الشيعة الفقراء على إخفاقه في إنهاء الاحتلال الأميركي وتحسين ظروف المعيشة .
كما أن، الهجوم على مواقع الصدريين سوف يعرِّض القوات الحكومية الهشة إلى التفكك . فالجنود الشيعة ، وقد جاؤوا من الميليشيات ، سوف يرفضون القتال ضد جيش المهدي . وقد لاحظت صحيفة لوس أنجلس تايمز يوم الثلاثاء أن مائة جندي عراقي من الكتيبة 550 المتمركزة جنوبيّ شرقيّ ميسان رفضوا الأسبوع الماضي التموضع في بغداد . رفضُ الجنودِ الشيعة ، الذهاب ، كان مصدر انزعاج ، لأن الجيش الأميركي كان ينظر إلى هذه الوحدة بأنها نخبة القوات " العراقية " .
يحاول مقتدى الصدر المناورة والموازنة ، منذ اشتباكات 2004 .
لكن مناوراته لن تمنع الهجوم الشامل من جانب القوات الأميركية .
الولايات المتحدة ، وهي تغرق ، تدريجاً ، في المستنقع ، قد تلجأ إلى أكثر الإجراءات يأساً .
الإدارة تخشى أن تكون الأحياء الشيعية الفقيرة بؤرةً لاندلاع حركة راديكالية ضد الاحتلال الأميركي للعراق ، وسياساتها العسكرية في المنطقة .
ولسوف يكون الخطر أشدّ عليها ، وهي تُصَعِّــد المواجهةَ مع إيران .
هذه الاعتبارات هي التي تدفع العسكريين الأميركيين إلى عمليات دموية طائشة ، ضد جيش المهدي ، مهما كانت النتائج .
بيتر سيموندز
ترجمة وإعداد: سعدي يوسف

31 آب 2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيّ الأخير يشعل عودَ ثقّابٍ
- هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟
- حفْرُ البئرِ المطويّة
- حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي
- الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق
- قرنٌ أم نصفُ قَرنٍ ؟
- العودة إلى عصور الظلام
- الشيوعيّ الأخير يتعلّم الهبوطَ بالمظلّة
- الشيوعيُّ الأخيرُ يَخرج متظاهراً
- طيور عَمّان وأشكالُها
- الشيوعيّ الأخير يرفضُ عملاً
- الشيوعيّ الأخير لا يعملُ مترجِماً
- الشيوعيّ الأخير يتطوّعُ ...
- الشيوعيّ الأخير يسبح في خليج عدن
- الشيوعيّ الأخير ينتظرُ الحافلةَ
- الشيوعيّ الأخير يشتري قميصاً
- قتْلُ الفلسطينيين
- الشيوعيّ الأخير يريد أن يكتبَ شِعراً
- الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة
- الشيوعيّ الأخير يشهدُ أوّل أيّار في برشلونة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعدي يوسف - الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية