أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رلى الحروب - العضو الدخيل















المزيد.....

العضو الدخيل


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شبه الكاتب الاسرائيلي اليساري يوري أفنيري في مقال رائع له قبل بضعة أيام اسرائيل بالعضو الدخيل الذي زرعته الصهيونية في الجسم العربي والمسلم، فهبت قوى المناعة الطبيعية في الجسم لرفضه، فما كان من الأطباء ( أمريكا وأوروبا) إلا أن قاموا بإعطاء الجسم مزيدا من الأدوية ذات العيار الثقيل للقضاء على المناعة الطبيعية ( تزويد إسرائيل بالأسلحة وإضعاف العرب) ، ولكن الجسم مع ذلك استمر في الرفض!! وكما هو الحال في أي زراعة من هذا النوع، فإن تلك العملية يمكن أن تستمر إلى زمن طويل حتى تنتهي بقبول العضو الدخيل أو موت الجسم والعضو الدخيل معا.

وبالرغم من تحفظنا على بعض جوانب التشبيه، لأن الجسم العربي لم يكن مريضا كي يتم زراعة عضو فيه، كما أن احتمالية موت الاثنين معا ليست أكيدة فقد يقضي طرف على الآخر في هذا الصراع، ولكن التشبيه يبقى جميلا في بعض جوانبه ومثيرا للاهتمام.

يتساءل أفنيري عن الهدف من هذه الحرب الأخيرة على لبنان أو المزمعة على إيران، ويجيب: "سيرد أحمق قائلا: أن نتصدى لهذا الرفض بجرعة أكبر من الأدوية (الأسلحة ) التي تزودنا بها الولايات المتحدة وباقي دول العالم الثرية، وسيرد اخر أشد حماقة قائلا: لا فائدة!! هذه الحالة ستستمر إلى الأبد، ولا بد لنا أن نحارب ونحارب ونحارب إلى ما لا نهاية!!! ولكن الحكيم سيقول: أن يقبل الجسم هذه الزراعة، ويعامل العضو الدخيل كواحد من أعضائه لا كعدو، ومن ثم يتوقف عن استنفار جهاز المناعة لديه"!!

ويستطرد أفنيري إلى القول : "هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إليه إسرائيل ، وكل سلوك تسلكه يجب أن يحاكم وفق هذا المعيار، وهو تشجيع الجسم العربي والمسلم على قبولها لا رفضها، وبهذا المعيار فإن هذه الحرب على لبنان كانت كارثة بكل المقاييس"!!

ويستشهد أفنيري بجملة الأسد في خطابه الأخير حين قال: إن كل جيل عربي يأتي يكره إسرائيل أكثر من الجيل الذي سبقه، وهذا يعني أن قوى المناعة تشتد ضد العضو الدخيل ولا تضعف، "وإسرائيل بحربها الأخيرة على لبنان زادت مقدار الكراهية الذي تحظى به في العالم العربي والاسلامي أضعافا مضاعفة! كل يوم عبر ثلاثة وثلاثين يوما متواصلة كانت صور الأطفال القتلى والأمهات الثكلى الباكيات تدخل البيوت العربية والمسلمة في كل أنحاء الأرض وفي كل يوم من تلك الأيام الثلاثة والثلاثين كانت الكراهية لإسرائيل تتضاعف"!!

ويكمل أفنيري فكرته على الشكل التالي: " قبل اثنين وخمسين عاما حين قدم الصهاينة إلى فلسطين كان أمامهم واحد من خيارين: الأول أن يأتوا إلى المنطقة غازين ممثلين للسيد الابيض المتفوق الذي يسعى إلى الهيمنة على المنطقة كما فعل الغزاة الأوروبيون في أميركا وغيرها، والثاني أن يأتوا إلى المنطقة كجزء منها وكورثة لتاريخها وحضارتها وثقافتها الساميّة، ويقفوا معها في وجه المخططات الأوروبية والأمريكية الهادفة إلى الهيمنة عليها!! وكان أن اختار الصهاينة الطريق الاول" !!!

"وبالعودة إلى مقارنة العضو الدخيل بالجسم، فإن ذلك العضو كلما كان مأخوذا من نسيج ذي قرابة كلما قبله الجسم، وكلما كان غريبا كلما رفضه الجسم، وبذلك المعيار أيضا يكون الصهاينة قد انتهجوا الطريق الخطأ للتعامل مع الجسم العربي والمسلم في المنطقة، فقد ساعدت إسرائيل منذ تأسيسها فرنسا الاستعمارية، وانضمت إلى بريطانيا في عدوانها على السويس، ومنذ عام 1967 أصبحت الأخت الصغرى للولايات المتحدة الأمريكية " يستطرد أفنيري!

وبالرغم من تقديرنا لنوايا أفنيري الحسنة الهادفة إلى تعايش سلمي بين إسرائيل والعرب، إلا أن الطريق الثاني كان مستحيلا لسبب بسيط أن الهدف من إنشاء إسرائيل بالأساس ودعمها بكل تلك الأسلحة هو أن تكون الذراع الاستعماري للغرب في المنطقة وان تكون السد الذي يفصل بين اسيا واوروبا، ومن ثم فإن الخيار الثاني مع الأسف لم يكن واردا انذاك، ولكنه يمكن أن يكون واردا اليوم لو شاءت إسرائيل تغيير طريقها، خاصة وان تسليحها بهذا الكم بات عبئا ماليا ثقيلا على تلك الدول الاستعمارية الساعية إلى الهيمنة!!!

وينتقد أفنيري المسار الاول ( وهو شن الحروب ضد المنطقة) باعتباره لم يكن حتميا، "لانه في تلك المسيرة الطويلة ظهرت بعض البوادر التي تنبئ بإمكانية قبول الجسم لتلك الزراعة وتقبل العضو باعتباره من قريب حميم، ومنها زيارة السادات للكنيست وما أعقبها من اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، وموافقة الملك حسين أحد أحفاد الرسول على توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وأخيرا القبول التاريخي لعرفات زعيم الفلسطينيين بعقد سلام مع إسرائيل" !!!

"ولكن، وأمام كل خطوة عربية جبارة إلى الأمام، كانت تأتي خطوة إسرائيلية جبارة إلى الخلف، وكأن العضو المزروع هو الذي يقاوم استعداد الجسم لقبوله" كما يقول أفنيري!!

وهنا يتجلى الدرس الأول في هذه المقالة وهو أنه على قادة إسرائيل أن يبادروا إلى عقد سلام شامل مع العرب عبر المفاوضات وليس عبر الحروب ويعيدوا الحقوق التي نصت عليها القوانين الدولية كي يستطيع الجسم العربي والمسلم أن يقبلهم، وإلا فإن هذه المعركة ستستمر إلى الأبد إلى حين القضاء على إسرائيل أو إبادة المنطقة كلها!!!

ويتهكم أفنيري على تبخر الأهداف المعلنة للحرب على لبنان واحدا تلو الاخر، إلى حين بروز السبب الأخير الذي يقول: إن هذه الحرب هي جزء من صراع الحضارات! جزء من معركة القيم الغربية الرفيعة ضد البربرية والظلامية الإسلامية !

ويحاول أفنيري في المقال تفنيد دعاوى هنتنجتون حول صراع الحضارات باعتبارها شعارا آخر سخيفا خاليا من المضمون يتسيد أوساط المثقفين والسياسيين والأكاديميين في الولايات المتحدة لا لشيء إلا لشدة سخفه وسهولة هضمه!!

ويشرح أفنيري أنه لا يوجد عداء بين الإسلام والمسيحية أو بين الإسلام واليهودية مذكرا باحتضان الدولة العثمانية لليهود الذين فروا من محاكم التفتيش الاسبانية المسيحية المتطرفة، وبالألمان الأمة الأكثر حضارة في الغرب والتي انتخبت هتلر انتخابا ديموقراطيا ليقوم بإبادة اليهود، وساخرا من قصة الصدام الحضاري هذه متسائلا: هل توجد مشكلة بين أندونيسيا المسلمة والتشيلي المسيحية؟ أو بين المغرب المسلمة وبولندا؟ هل يوجد ما يوحد ماليزيا وكوسوفو مع أنهما دولتان مسلمتان؟ وهل يوجد ما يوحد السويد وأثيوبيا مع أنهما دولتان مسيحيتان؟!

ويمضي أفنيري إلى التساؤل : من الذي قال إن القيم الغربية متفوقة على القيم الشرقية؟! ومن الذي قال إن قيم الولايات المتحدة الأمريكية امبراطورية الغرب الجديدة أفضل من قيم الصين والهند النجمين الصاعدين في الشرق؟! وما هي الفائدة التي تعود علينا في إسرائيل عبر التطوع للانضمام إلى هذا الصراع الوهمي المزعوم؟!

وينتهي أفنيري إلى تأكيد أمر هام وهو أن هنتنجتون نفسه اضطر إلى الاعتراف مؤخرا بأن انتصار الغرب على الشرق لم يكن بسبب تفوقه القيمي أو الثقافي أوالديني او الأخلاقي، وإنما بسبب تطبيقه المبرمج للعنف!!!

وهنا تبرز واحدة من الاستنتاجات الهامة الأخرى التي يتوصل إليها هذا المقال وهي: أن صراع الحضارات لم يكن إلا شعارا أيديولوجيا مطلوبا لتغطية وشرعنة الهدف الحقيقي وهو الهيمنة على مصادر العالم الطبيعية وأهمها النفط، لان من يسيطر عليها خلال الأعوام القادمة الحاسمة يسيطر على العالم!!!
فهل آن للأغبياء أن يفهموا الدرس، ويستبقوا نتائجه المبرمجة كي لا يدوسهم القطار؟!



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان والاردن
- إيران وحيدة في مواجهة إسرائيل
- حرب الإعلام والسياسة
- عفو عام
- خونة الداخل
- صدام وأزمة المثقف العربي
- استقالة عباس
- ملامح الشرق الأوسط الجديد
- الإعلام العربي ودعاوى الموضوعية
- خطأ جسيم ستعقبه ندامة!!!
- إنه نصرالله!!!!
- عالم خطر، ولكن.....!!!
- السم ممزوجاً بالعسل !!!!
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة!!!!
- نصر الله وعبد الناصر!!!
- إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!
- سوريا تقرر!!


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رلى الحروب - العضو الدخيل