أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - تبلور الصراع الطبقي في العراق !















المزيد.....

تبلور الصراع الطبقي في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قسموا خير العراق ..... وصارت القسمه حصص *
ناس حصتها بلابل ...... واحنه حصتنا القفص

بعد فوران المد الطائفي والمد القومي اللذين شهدهما العراق حال سقوط الطاغية صدام ، وعلى مدى سنوات ثلاث من ذاك السقوط ، بدأت تتجلى الآن ملامح صورة من اصطفاف طبقي على طول العراق وعرضه ، فارضة بقوة تصاعد الأحداث في العراق تراجعا بينا على المدين المذكورين ، وعلى دعاتهما والمبشرين بهما كذلك .
وفي الوقت الذي نرى فيها الجماهير العراقية في كردستان من العراق وفي وسطه وجنوبه تهب مطالبة بالخبز والبنزين نشاهد من جهة أخرى أن عمار الحكيم ، وحكومة النجف ( مثلما يسميها دعاة تقسيم العراق ) يهبان نحو حكومة اربيل لتعلم دروس السلطة والبقاء في الحكم منها ، هذا بالإضافة الى توثيق الروابط الاقتصادية بين ممثلي الحكومتين ! وخاصة بين عمار الحكيم الذي قيل أنه صار يملك ثروة تقدر بالملايين من الدورات ، وإنه مُنح تفويضيا من قبل السفير الأمريكي في العراق ، خليل زاده ، ببيع نفط العراق كوكيل ، مثلما نشرت ذلك بعض المواقع الالكترونية العراقية مع نص وثيقة التفويض ذاك ، أما نيجيرفان البارزاني ، رئيس وزراء حكومة اربيل ، فقد تناقل الإخوة الأكراد فيما بينهم روايات كثيرة عن ثروته الكبيرة المتأتية من الاتجار في بيع وشراء العقارات الضخمة ، ومن الموارد الكمركية ، وكذلك من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالنقل .
ولا يستطيع أحد نكران ظهور طبقة من الأثرياء في العراق المذكور ، ومن دون أن تبذل تلك الطبقة نشاطا معينا في عمل ما ، ومع ذلك فإنها نمت بسرعة قياسية في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق ، وبمباركة منه ، وبسبب من استيلاء ممثلي تلك الطبقة على المال العام العراقي ، ومن دون وجه حق ، أو بسبب من وضع اليد على مؤسسات الدول في عهد صدام من دور ، ومقرات لحزب البعث المنهار ، ومنتزهات ، وأراضي كثيرة ، وغير ذلك من ثروات الشعب العراقي التي تقدر أثمانها بمليارات الدولارات .
إن ممثلي هذه الطبقة لا تهمهم مصلحة المظلومين من العراقيين الذين طالما بكوهم في بياناتهم ودعاياتهم حين كان هم في صفوف المعارضة ، مرميين على الأرصفة في هذه الدولة وتلك من دول المنطقة والعالم ، وإنما أصبح ما يهمهم الآن هو الإيغال في تحقيق مصلحتهم بالدرجة الأولى ، وتكديس الثروة لهم ولأسرهم ، ولا يهمهم بعد ذلك مصلحة العراق كوطن ، سواء كان هذا الوطن سليما ، معافى ، أو مقسما ، مدمرا على شكل دويلات يريد كل واحد من دعاتها أن يصبح ملكا متوجا يقيم له العراقيون الولائم ، يهتفون له باستمرار : بالروح بالدم نفديك يا حكيم ! وعلى طريقة سيء الذكر ، صدام الساقط .
لقد بدأت الجماهير العراقية ، التي تعاني من الموت المستمر ، ومن العوز المتصل ، تدرك هذه الحقيقة ، وما التظاهرات التي اجتاحت وتجتاح العراق من شماله الى جنوبه إلا تعبير صادق عن ذاك الإدراك ، وبدليل أن تلك الهبات صارت تقوم في البيت القومي ، حالة كردستان العراق ، وفي البيت المذهبي ، حالة مدن العراق الأخرى في الوسط والجنوب ، ولم يعد النواح على القومية ، والبكاء على الحسين عليه السلام نافعا الآن ، مثلما كان ممثلو هذه الطبقة المنسجمة في المصلحة والأهداف يستغلون ذاك النواح والبكاء من قبل .
لقد تحدثت بعض الصحف الأمريكية قبل أيام ، وخلال المعارك التي دارت في محافظة كربلاء بين أنصار المرجع الديني ، السيد محمود الحسني البغدادي ، وبين شرطة الحكيم ومؤازريها في جهاز المخابرات الإيرانية ، عن أن النهوض المسلح لأنصار حزب الولاء الإسلامي ، ( حزب السيد المذكور ) ما هو إلا تعبير عن صراع بين الفقراء من الشيعة ، وبين أولئك الذين اثروا بشكل فاحش وسريع على حسابهم .
ويبدو لي أن الاستنتاج المار الذكر فيه نقص ، جلي ، وبين ، وذلك حين حصر الصراع الطبقي ذاك في حدود المذهب الشيعي ، ورغم أن أتباع السيد الحسيني يمثلون الكثير من المعدمين والمسحوقين الشيعة ، لكن الصراع الطبقي الذي يعيشه المجتمع العراقي الآن بدأ يتبلور بوضوح في عموم الساحة العراقية ، وقد عبرت عنه الإضرابات والمظاهرات التي تخطت حدود المذهب والقومية ، وعمت ، ولازالت ، مدنا كثيرة من العراق . وقد أشرت أنا الى هذه الحقيقة من قبل ، وذلك حين خصصت مقالة لتلك المظاهرات تحت عنوان : إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق .
إن أوضح صور هذا الصراع هي تلك الإرهاصات التي قامت في الأيام الأخيرة ، والمتواصلة بهذا الشكل أو ذاك ، وفي مدن كثيرة من العراق ، ولا فرق في أن تكون هذه المدن في شمال العراق او في وسطه وجنوبه ، فالألم الممض الذي أصاب فقراء العراق الذين يمثلون غالبية مطلقة الآن قد بدأ يوحدهم على ما يبدو ، وبغض النظر عن تلك المسميات التي فرضها عليهم الاحتلال منذ اللحظ التي اعتلى بها بريمر رئاسة مجلس الحكم المشؤوم ، تلك المسميات التي جعلت شوارع العراق للآن تفيض بالدماء .
ولا شك في أن جيش الفقراء هذا قد بدأ يتجه وجهة صحيحة في الكفاح خلاف لتلك الوجهة القبيحة التي صار فيها العراقي يقتل أخاه العراقي خدمة لمخططات دول كثيرة تأتي إيران وأمريكا في المقدمة منها ، كما أن هذا الجيش ، وبعد أن تكشفت له الحقائق ، قادر على خلق قيادة جديرة به ، وجدير بها ، تقوده نحو تحقيق أهدافه في صون العراق ، والدفاع عنه ، والحفاظ على ثرواته التي صارت نهبا بيد طغم كثيرة ومتعددة ، حتى أن الحلاق القادم من شوارع لندن صار في زمن هذه الطغم ، وعلى عهد حكومة الجعفري ، مستشار يتقاضى راتبا مقداره سبعة آلاف دولار أمريكي ، بينما الملايين من العراقيين يعضهم الجوع والفقر ، ويقتلهم المرض والإرهاب ، والبطالة التي بلغت أرقاما مخيفة ، حيث صارت نسبة العاطلين عن العمل في العراق تقدر بأحد عشر مليون عاطل ، وهذه النسبة تمثل نصف مجموع تعداد نفوس العراق تقريبا ، والبالغة خمسة وعشرين مليون نسمة ، وعلى ذمة إحصاءات منظمة كوفي عنان .
= = = = = = = = = = = = = = = = =
* البيتان جاءا لي قبيل ساعات من كتابة المقالة هذه ومن صديق يعيش في بغداد الآن ، ولا أعرف قائلهما .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للنشر والتوزيع ( Visionmedia ) فيشون ميديا
- إيران تدق عطر منشم بين شيعة العراق *
- إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !
- وما أدرى العجم بالعرب !
- الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !
- هاتوا الانقلاب العسكري !
- المقهى والجدل باللغة السويدية
- المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !
- رحلة ابن فضلان
- قتل شيوخ العشائر العربية في جنوب العراق !
- التابوت*
- مرأة كان اسمها ميسون *
- قراءة في رسالة إزاحة الجعفري !
- نحو حكومة إنقاذ وطني !
- ما بعد الجعفري !
- حرب الأسماء في العراق !
- عند ضفاف المعدمين !
- النهج الأمريكي الجديد !
- إبن فضلان والعودة الى بغداد !
- الشيطانان يلتقيان !


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - تبلور الصراع الطبقي في العراق !