أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد حكمت - امتاع السامعين بقصص الكادحين 2














المزيد.....

امتاع السامعين بقصص الكادحين 2


وليد حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:53
المحور: حقوق الانسان
    


اجتمعنا في تلك الليلة لنجتر بعضا من آلامنا المزمنة كنا نشعر بقسوة الواقع وشدة وطأته على صدورنا .. ما هي البشارة يا أبو سامي ؟؟؟ انفرجت أسارير أبو سامي, أجبته: ألم تسمع آخر أخبار حكومة رفع الأسعار وهتك الأستار؟ أصدر قهقهة فيها شيء من الألم الممزوج بالحزن وقال: وكأنه أحس بشيء ما سيعكر مزاجه,: هات ما عندك, أنا أعلم انه لا يأتي من الغرب شيء يسر القلب. على عيني يا أبو سامي هات القهوة أولا ...لقد طالعت صحيفة اليوم وقرأت خبرا في زاوية صغيرة بشأن التوجه لرفع أسعار مشتقات النفط في الأردن ... أجاب أبو سامي : لماذا؟؟ ألم تكتف الحكومة بأن جردتنا من كل شيء؟؟ حتى من ذواتنا يا أخي صار عندنا انفصام في الشخصية صار الواحد يمشي ويحكي مع نفسه , كله بسبب ما يقال في الأعلام وما نراه متناقضا على ارض الواقع؟ شد الأحزمة , البدائل النفطية,الوطن فوق كل شيء, التنمية السياسية والديمقراطية , الأردن أولا, كلنا الأردن , نصنع لأنفسنا هالات عظيمة وننفخ أنفسنا حتى نغدو كالفيلة والنهاية.....؟؟؟؟؟ ها ها ها : على ذمة الحكومة أنها تسعى لتحرير أسعار النفط كي تتساوق مع الأسعار العالمية كي يرضى علينا الرأسمال المدلع ... طيب متى ستحررنا الحكومة من الفقر والاستغلال والاستبداد والمرض والقهر والألم؟؟؟ المهم أن يبقى الوطن الغالي بخير يا أبو سامي والوطن كما تعلم بدو تضحية.
الحكومة تطالب الشعب بشد الأحزمة الكف عن التبذير هل يعقل أن يقتني كل مواطن جهازا خلويا ؟؟؟ هل يعقل بأن يأكل المواطن اللحم والدجاج يا أخي إحنا أفضل من غيرنا في السودان والصومال لا يجدون....الخ

في الزيارة الأولى لرئيس الوزراء إلى مدينة معان والتي كانت مستعجلة دولة الرئيس يتكلم والكل صامت ,النقاش ممنوع (صم بكم عمي), من ضمن النصائح والتوجيهات التي أدلى بها دولة الرئيس رضي الله عنه أن ارتفاع أسعار النفط لن يؤثر على المستوى المعيشي للفقراء ومقدرتهم الشرائية _ المنهارة أصلا من أيام زمان_ الحمدلله إحنا بخير... يا أخي إحنا أفضل من مصر وووو فقط سينعكس تأثير هذا القرار على أصحاب المصانع والشاحنات و و و قالها بالحرف الواحد . هل يستطيع احد أن يناقش أو يعترض في دولة الديمقراطية وحتى لو استطاع احد الاعتراض هل سيغير من الواقع شيئا؟؟؟ لقد صادق مجلس النواب على قرار اضطهاد الشعب المتمثل برفع الأسعار... إلى هذا الحد يستهترون بالشعب ومصيره منهم لله... أجبته إن الحضور نخب منتقاة يا سيدي هل تعتقد أن ندعى نحن الكادحين إلى جلسة فيها مسؤول كبير أنت تعرف من هم المدعوون ... طبعا أصحاب الامتيازات والمخاتيرو الزعامات الشكلية وشيوخ العشائر الذين تصنعهم الحكومة المحلية في معان وقراصنة الأراضي والمثقفون الانتهازيون والمطبلون والمزمرون بمختلف فئاتهم, نحن الكادحين ينحصر دورنا كل أربع سنوات في وضع الكرت في صندوق الانتخابات لنصوت في الشخص الذي سيضطهدنا لأربع سنوات أخرى وثمة دور آخر لنا أنسيته: هو الإنتاج والكدح لأجل غيرنا لتتغذى جيوب الأغنياء ودفع الضرائب لسد عجز موازنة الوطن الغالي والترقيع خلف الفاسدين وجرائمهم والتضحية بأرواحنا من اجل هذا الوطن في الحروب التي يقررها غيرنا.

ساد الصمت برهة استرسل أبوسامي في الحديث بصوت محشرج : آه على أيام زمان ... كان كل إنسان في معان يمتلك بيتا الآن في عصر التكنولوجيا الأمور تمشي بالمعكوس ... قديما كنا نأكل مما نزرع حتى لو كان القليل,التكافل الاجتماعي, الحياة السهلة, حتى الأمراض لم نكن نعرفها إلا قليلا .. كل شيء كان له طعم حتى الحزن.. على كل حال يا أبو سامي أنصحك بأن لا تتابع الأخبار لا في الصحف ولا في التلفاز لأنه لا يأتي شيء من الغرب يسر القلب.



#وليد_حكمت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلاع القديمة في مدينة معان
- امتاع السامعين بقصص الكادحين1
- القضاء العشائري في مدينة معان أداة لنهب أموال الكادحين فيها
- مؤسسة سكة حديد العقبة في معان.... بين مطرقة الإدارة المترهلة ...
- تدمير البنية التراثية المعمارية في مدينة معان مؤشر لتخلف الب ...
- الواقع الاقتصادي والاجتماعي لمدينة معان في الحقبة الماضية
- قضية الأرض في معان الى أين تسير؟؟؟؟


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد حكمت - امتاع السامعين بقصص الكادحين 2