أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - النفاق------















المزيد.....

النفاق------


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 10:59
المحور: حقوق الانسان
    


إن الصراع الأبدي بين الالتزام بالقانون وانتهاكه لن ينتهي، لأنه ما أن تنجح جريمة ما، حتى يفكر آخرون بطرق جديدة وأفضل وذلك لمنعها أو الدوران حولها إما للوقاية منها أو لانتهاك القانون. ولابد من الاعتراف بأن هناك كثيرا من المناورات الخادعة، هي، في جوهرها، شكل من الاحتيال وتفلت من العقاب وذلك بسبب صعوبة إثباتها، وأيضا لعدم مبالاة الناس بقبول التحقق من هذه الأمور. والفائدة أو الربح، أو الرصيد الخارجي، أو العقار الداخلي، بما يتضمن من مطاعم ووكالات سيارات وغيرها من المكاسب، كان قد حصل عليها اللص المنافق، بوسائل غير مشروعة؛فاذا اتفقنا على أن أية مناورة خادعة تنتهي إلى الكسب يمكن أن تكون في الحقيقة احتيالا، فاننا نتفق أيضا على أن أفق هذا المفهوم أكثر اتساعا بكثير وإذا أفلت تصرف خاطئ من عقاب القانون البشري، فهذا لا يعني أنه ليس جريمة فالقانون الإلهي الأسمى سيُحاسب يوما ما. والنفاق يتكون من عملية خداعية ماكرة تهدف إلى سلب المال العام، والظهور بالمظهر الوطني الشريف.



تبدأ عملية النفاق دائما بطريقين لا ثالث لهما في بلادي: الأول: طريق مدني: هو الانتساب إلى الحزب، فالمنافق يعرف إن طريقه، لاستلام أي منصب، رئيس بلدية، عضو مكتب فني، عميد كلية، مدير عام، رئيس فرع نقابة، وزير، رئيس وزراء. لن تمر إلا عبر انتسابه إلى الحزب.

الثاني: طريق عسكري أمني.

بعد الانتساب إلى الحزب، يبدأ المشروع ألنفاقي، عبر الاقتراحات النفاقية، من مخيمات، إلى طباعة الصور، إلى إقامة الندوات، والمؤتمرات النفاقية، إلى تطيير البرقيات والحمام الزاجل، إلى بناء المجمعات الترفيهية الخاصة بالعمال، والتي لا يراها العمال طيلة حياتهم، وقد يسمعون بها، أو لا يسمعون، ولكنها لهم كما تقول اللافتات المكتوبة على البوابة.

النفاق السياسي الداخلي، يليه النفاق السياسي الخارجي، وخير من يمثله اليوم، عميد المنافقين العرب، الشيخ عبد الحليم خدام.

يقول الشيخ منافقا: أنا لا أعلم شيء عن المفقودين اللبنانيين في سوريا؟ ولكن ماذا لو سألناه عن المفقودين السوريين في سوريا؟ هل يعلم عنهم شيء؟ وكيف لا يعلم عن المفقودين اللبنانيين شيء، وهو الذي استلم الملف اللبناني لسنين طويلة، عامرة بالنفاق، والسلب والنهب. ليتهم سألوه عن الأربعين مليار دولار ؛ الديون التي غرق بها لبنان، يوم كان الشيخ شريكا، فعالا، في كل الصفقات، التجارية، المشروعة والغير مشروعة، والتي كانت تتم بين لبنان وسوريا، ؟؟؟ سنين طويلة، يُدير لبنان، كما يُدير مزارعه العامرة، ولا يعرف شيء عن المفقودين اللبنانيين، بالله من يعرف يا شيخ اذا؟

رحم الله كل شركاء الخدام وأسكنهم فسيح جنانه!!!!!!!!

ويخاف الشيخ على العمالة السورية، من رد الفعل، على خطاب الرئيس السوري، يخاف عليهم من الطرد من الدول الخليجية، وتبدو، أمنية لديه، أكثر منها اهتمام بهم. فالنفاق وصل به إلى حد الاستهتار، بإنسانية هؤلاء العمال السوريون، الذين، تركوا وطنهم، وعائلاتهم، وذهبوا، إلى بلاد الله الواسعة، يتحملون الاتهامات، والغربة، من أجل عيون، الشيخ، وأبنائه، وأمثالهم، من اللصوص، الذين سلكوا طرق النفاق المدنية والعسكرية، وسرقوا الشعب السوري، وجعلوه، قشة في مهب ريح الفقر والألم، والذل.



النفاق الأمريكي:

أعلن السيد جورج بوش، رغبته، في إصدار قانون، يُلاحق بموجبه، كل المسئولين، الذين سرقوا شعوبهم، وتسببوا بالألم والقهر والقمع لشعوبهم، ووضع على رأس القائمة: سوريا وإيران والسودان. الحقيقة انه قانون رائع، ونؤيد الرئيس بوش في تطبيقه، ولكن، بحذافيره، ولديه فرصة كبيرة اليوم، فهناك اثنان من المسئولين السوريين في الخارج، يعني في متناول يده، ويستطيع القبض عليهما، والبدء بتطبيق قانونه. هذا إذا لم يرد أن يُنافق هو أيضا.

النفاق المصري:

السيد جمال مبارك، هو أحد كوادر الحزب، والحزب يُعده لانتخابات الرئاسة. هكذا بكل نفاق، وصلافة، وقلة أدب، يُصرح زعماء الاتحاد الاشتراكي المصري، فالوالد لا يُريد أن يُرشح ابنه، ولكن، النفاق الإيديولوجي العربي، يُريد ذلك. زياد ابن أبيه، ليس مرشحا لاستلام السلطة في مصر، لكنه مرشحا للرئاسة، والأمر يختلف كثيرا!!!

نفاق الهي:

من المقاومة الشريفة العفيفة الظريفة، في العراق السليب، إلى أشاوس حماس المؤمنين الغيورين المنافقين. طريق الجنة اليوم أصبح باتجاهين أيضا.

الاتجاه الأول: الخطف وطلب الفدية لوجه الله ورسوله.

الاتجاه الثاني: اعتناق الإسلام أيضا لوجه الله ورسوله.



نفاق أخونجي:

نحن قد أصدرنا ورقة عمل، نُقر فيها بالخيار الديمقراطي، وبصناديق الاقتراع سبيلا للتداول السلمي للبلاد. ولكن بسبب تعنت البعثيين، وقمعهم لشعبنا في سوريا، قررنا التمديد للصدر، واستبدال صناديق الاقتراع، بصناديق التوابيت، لنضع فيها كل من يخالفنا، ويقف في وجهنا، في زحفنا، إلى السلطة في سوريا، كما يُبشرنا أخي وتاج راسي، أبو جمال بك.



نفاق المستقبل:

يُقال: من قلة الخيل شدينا على الحمير---وهذا ما بدأ به تلفزيون المستقبل، سلسلة لقاءاته النفاقية ضد سوريا. ويبدو الإفلاس قد وصل إلى نهايته. فلم نعد نسمع بزاهي وهبة، وبدأنا بسماع علي حمادة وفارس خشان، الرموز المعادية لسوريا قلبا وقالبا. ونُذكرهم، فقط للذكرى، بالعندليب الأمريكي، من أجل استضافته بعد أن يكون أبي أنس شقيق أبي جمال، قد أنهى وصلته.



النفاق السوري:

ويغلب عليه اسم الاحتيال، والضحك على ذقن الشعب السوري، و(تعشيمه بالذهب مما أدى به ليس إلا خرم أذنه، ولكن إلى خرم------). الذي يقرأ الصحف السورية، على ندرتهم، -القراء-يظن أن المدينة الفاضلة الأفلاطونية، قد بدأ وضع حجر الأساس لها، وأن مشكلة السكن، وأزمة المساكن، قد تم حلها، وما على المواطن، إلا أن يبدأ بشراء العفش، ويستأجر شاحنة لنقل عفشه إلى منزل الأحلام السعيدة. فالشركات الإماراتية والسعودية والخليجية تتسابق على بناء الأبراج السكنية، والعقود النفافقية توقع كل يوم، مع شركة جديدة، ومساحة سوريا، نتيجة كل هذه الاتفاقيات بدأت تضيق، والمواطن، لا يعرف أين يسكن، فالعروض أكثر من أن يتحملها، وأصبح يُفكر في شراء عدة شقق، من أجل أولاده وأحفاده، وكيف لا، والمساكن في الصحف كثيرة.

يتجلى النفاق السوري أيضا وأيضا، بإعطاء الماء للأردن، وقطعها عن الشعب السوري، وإعطاء الكهرباء للبنان وقطعها عن الشعب السوري، كل يوم، ثلاث ساعات كاملة.

ان استدرار شفقة الشعب ، وحمله على الشعور بالذنب، وسيلتان أساسيتان بهما يحاول النظام الحصول على ما يُريد من خلال التأثير بمشاعر المواطنين ، بدلا من المواجهة الحقيقية للأزمات، التي تعصف بالبلاد. وهذا النفاق نموذجي بالنسبة للسلطة ، والتي تختار ، بدلا من بذل الجهد للتغيير ، أو مصارحة الشعب بالحقيقة. السبيل النفاقي المنحرف الذي يسلكه المُضللون للحصول على فوائد ومكاسب ، عبر التلاعب بمشاعر المواطن، وتذكيره الدائم ، بالصراع المصيري مع العدو، وبأنه ، سيخون وطنه، فيما لو فكر مرة واحدة ، أن الدولة منافقة ، وغير صادقة في طروحاتها، ومشاريعها الخلبية.

.

ولا بد من الاعتراف بأن هذا نمط خبيث من أنماط النفاق، التي لا يمكن تبريرها فقط بحقيقة أن البلاد تمر بأزمات صعبة، ومتى لم تمر البلاد بأزمات صعبة.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء (الرئيس) الأمس ليته كان خطاب قبل الأمس
- آخر إحصائية تقول أن هناك في سوريا 18 مليون بربري
- العدالة الاجتماعية وارتباطها الوثيق بالخير العام.قراءة في ال ...
- -في أصل اللسان السرياني وفروعه-اللمعة الشهية في نحو اللغة ال ...
- اللغة السريانية وعامية أهل الشام اللمعة الشهية في نحو اللغة ...
- التيار العلماني الليبرالي السوري---والملاحقات الأمنية
- النفاق اليعربي---والشفافية والوطنية الليبرالية---
- قال: العميد فلان الفلاني من فرع أمن الدولة. سألته أين يقع (ط ...
- شهادة المازني --وشهادة وزراء الخارجية العرب
- شهادة المازني----وشهادة وزراء الخارجية العرب-----
- المرأة في المدينة المباركة ---أرباب الحضارة ج10
- ان العربي لم يحمل معه من الصحراء فنا، ولا علما ولا فلسفة ولا ...
- في خضم المعركة، في وسط الدمار والخراب، في زمن الحرب. نطالب ب ...
- يوحنا الدمشقي ذهبي الفم-2- أرباب الحضارة ج8
- يوحنا الدمشقي ذهبي الفم-1- أرباب الحضارة ج7
- سلام لك يا مريم--في قانا--صبرا--حلبجة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- فاذا حدث ووجدت كان صداها وانحصرت بين السريان وحدهم بحيث لم ت ...
- التجديدات اللغوية التي ابتدعها السريان-----أرباب الحضارةج5
- من علمني حرفا كنت له شاكرا----أرباب الحضارةج4
- لن ينقص احترامنا لك يا سيد---ولو قبلت الشروط الأمريكية-----


المزيد.....




- مجلس أوروبا: ألمانيا لا تفعل ما يكفي من أجل حقوق الإنسان
- واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحر ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - النفاق------