أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع















المزيد.....

ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ردود فعل دولية متعددة
ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع *
الأثنين 28/8/2006
يوم الخميس القادم، في الواحد والثلاثين من شهر آب الجاري الموعد الاخير للاملاء الذي طرحه مجلس الامن الدولي على ايران، حتى تعطي الرد بوقف تخصيب اليورانيوم وايقاف العمل في برنامجها النووي، وانه في حالة عدم استجابة النظام الايراني لهذا الاملاء فان مجلس الامن الدولي، سيجتمع في التاريخ المذكور لبحث الاجراءات التي يمكن اتخاذها ضد ايران!

والحقيقة هي ان ايران ومنذ ثلاث سنوات ترفض الاملاءات والتهديدات، وخاصة الامريكية والاسرائيلية، التي تعمل لحرمان ايران من تطوير برنامج نووي، بحجة ان النظام الايراني يبني برنامجا نوويا للاغراض العسكرية، لانتاج قنابل ذرية، تؤلف تهديدا عدوانيا ضد اسرائيل ودول الجوار العربية وضد الامن والاستقرار الدوليين!! فالنظام الايراني كان موقفه دائما ولا يزال ان ايران لن تتخلى عن حقها في التكنولوجيا النووية، وان برنامجها النووي اغراضه سلمية وليست عسكرية وانه يقتصر على توليد الكهرباء. فايران رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، ومصير النفط كمصدر اساسي للطاقة ان ينضب في يوم ما، فالاحتياطي النفطي المخزون في باطن الارض الايرانية محدود الكمية مهما بلغ حجمها، ولهذا فلا مفر من ايجاد بديل طاقة للنفط. وتطور العلم والتكنولوجيا والحاجة الضرورية لايجاد بديل للطاقة النفطية اوصل العديد من البلدان، الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين وغيرها الى اكتشاف التكنولوجيا النووية كمصدر لانتاج الطاقة. فكما يحق لهذه البلدان وغيرها الاستفادة من الثورة العلمية التقنية الحديثة لتطوير برنامج نووي سلمي، فلماذا لا يحق لايران تطوير مثل هذا البرنامج الذي يساعد في دفع عجلة تطورها الاقتصادي بوتيرة نوعية. لماذا تبقى منجزات العلم والتكنولوجيا حكرا بايدي مراكز الامبريالية وارباب العولمة الرأسمالية الوحشية تستغلها لمواصلة استغلال واضطهاد باقي بلدان العالم، وخاصة البلدان النامية ضعيفة التطور الاقتصادي.

خلال السنوات الثلاث الماضية انتهجت ايران سياسة عدم اغلاق باب التفاوض الدبلوماسي حول برنامجها النووي، التفاوض مع روسيا ومع لجنة الطاقة الدولية ومع الاتحاد الاوروبي، تحاور وتفاوض دبلوماسيا ولكنها في نفس الوقت تواصل على ارض الواقع تطوير برنامجها النووي للاغراض السلمية. وامس الاول السبت، أي قبل اربعة ايام من انتهاء موعد املاءات مجلس الامن الدولي، افتتح الرئيس الايراني، احمدي نجاد مشروع مفاعل يعمل بالماء الثقيل، الذي يعتبر مرحلة نوعية جديدة في تطوير البرنامج النووي الايراني للاغراض السلمية. واقيم هذا المفاعل بالقرب من "اراك" الواقعة على بعد مئة وعشرين كيلو مترا جنوب غرب العاصمة طهران، ويخضع مجمع "اراك" لحماية عشرات المدافع المضادة للطائرات واحيط بسور شائك ارتفاعه اربعة امتار. وبهذا المشروع تكون ايران، رغم التهديدات، قد دخلت نادي الدول التكنولوجية النووية الـ 12 (11 دولة + ايران).

وما يثير قلق بعض الدول الغربية ان استكمال مشروع اراك يمكنه انتاج البلوتونيوم كمنتج جانبي يمكن استخدامه في صنع رؤوس ذرية حربية. ولكن المفاعل الذي سينتج ذلك لا زال قيد الانشاء. ولكن الرئيس الايراني في خطاب افتتاح هذا المشروع اكد انه ليس في سياسة وبرنامج ايران النووي انتاج اسلحة ذرية نووية، وان ايران ببرنامجها هذا ليست خطرا على احد ولا تهدد احدا ولا حتى اسرائيل. وتأكيد الرئيس احمدي نجاد ان برنامج بلاده النووي لا يؤلف خطرا على اسرائيل لم يكن وليد الصدفة، خاصة وان هذا التصريح يناقض التصريحات الحمقاء المرفوضة السابقة التي كان مدلولها السياسي عدم الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. فتصريحه الجديد ليس من باب التكتيك السياسي بل جاء على خلفية الانتقادات والادانة لتصريحاته السابقة عالميا ومن قبل قوى الاصلاح داخل ايران التي اتهمت نجاد انه بتصريحاته يجر البلاد الى حرب.

ان افتتاح المشروع والمنشأة الجديدة لانتاج الماء الثقيل ادى الى ردود فعل دولية متعددة. فحسب ما ذكرته صحيفة "لوس انجلس تايمز" الامريكية ان الادارة الامريكية لمّحت الى استعدادها تشكيل تحالف مستقل (خارج مجلس الامن الدولي). لفرض عقوبات على ايران، مثلا تجميد الارصدة الايرانية وفرض قيود تجارية وغيرها. وانه في واشنطن يؤمنون بان بوش سينجح في كسب تأييد ودعم اليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا في اقامة منظمة عالمية مستقلة خارج مجلس الامن، تنشط في فرض عقوبات اقتصادية على ايران. ومحاولة واشنطن تخطي اتخاذ قرار في مجلس الامن يشرعن فرض عقوبات اقتصادية وغيرها على ايران، كما فعلت بشن حربها العدوانية على العراق واحتلاله، يعود الى رفض روسيا والصين، العضوين في مجلس الامن الدولي، فرض عقوبات اقتصادية على ايران وانما عدم قطع حبل التفاوض الدبلوماسي مع النظام الايراني ومواصلة الجهود الدبلوماسية.

ولا تخشى ايران العقوبات الاقتصادية التي تهدد ادارة بوش باتخاذها لان ذلك سيؤدي الى رفع اسعار النفط الذي سيتضرر من جرائه الدول الصناعية. وادارة بوش لن تتجرأ على شن عدوان عسكري على ايران، فهذا احتمال ضئيل على الاقل في المنظور القريب، وذلك من جراء تورطها في اوحال المستنقع العراقي وبعد فشلها وحليفها الاسرائيلي الاستراتيجي في الحرب العدوانية على لبنان والمقاومة اللبنانية.

اما في اسرائيل فكان رد الفعل الاولي انهم يعتبرون تصريح الرئيس الايراني احمدي نجاد، بانه لا خطر على اسرائيل من برنامج بلده النووي، انه تصريح مخادع. فحسب الجهاز الامني الاسرائيلي فان الموقف هو التصرف بضبابية (عدم وضوح في الموقف) في كل ما يتعلق بالتحضيرات لمواجهة التهديد الايراني، ووضع الشدة بالتركيز على ان الحديث يدور عن مشكلة تواجه الاسرة الدولية كلها وليس فقط اسرائيل وحدها. اما رئيس كتلة حزب العمل في الكنيست، النائب افرايم سنيه فقد قال في رده على الرئيس الايراني" إن انتاج ايران الماء الثقيل عبارة عن قفز درجة في تقدمها نحو انتاج قنبلة ذرية، وان على اسرائيل تجهيز نفسها عسكريا"! اما النائب سلفان شالوم، من قادة الليكود فقد علق "ان على اسرائيل ان تجهز نفسها في جميع المجالات لمنع التطورات الخطيرة، هذا في حالة واصل العالم التأتأة"!

ومن الجدير ذكره انه في اطار التحضيرات العسكرية الاسرائيلية لاحتمال مواجهة مع ايران عين القائد العام للجيش الاسرائيلي، دان حالوتس، قبل الحرب العدوانية على لبنان، قائد الجيش الجوي اليعزر شكيدي لـ "قائد معركة" اسرائيل ضد ايران. وفي اطار المسؤولية الجديدة لشكيدي بلورة برنامج الحرب وادارة تفعيل القوة. وينسق نشاطه مع المصادر المسؤولة عن العمليات في الجيش وكذلك مع اجهزة الموساد والشاباك!!

والسؤال هو، هل تقوم حكومة الكوارث الاسرائيلية وبضوء اخضر من واشنطن بمغامرة عسكرية خاطفة على المفاعل النووي الايراني، كما فعلت ضد المفاعل النووي العراقي؟ مغامرة قد تشعل حربا اقليمية في المنطقة!!

مما لا شك فيه ان الموقف الامريكي وكذلك الاسرائيلي الرسمي من برنامج ايران النووي هو موقف سياسي معاد لتطور ايران تكنولوجيا. فلو كان الدافع الامريكي والاسرائيلي ينطلق من حرصهما على الامن والاستقرار والسلام ودرء خطر سباق التسلح النووي لبادرتا الى القضاء على احتكار اسرائيل للسلاح النووي ووافقت اسرائيل على التوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية. والنظام الايراني يصر ويعود ويؤكد ان برنامجه للاغراض السلمية وان منشآته تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة. وان مفتشي هذه الوكالة سيزورون "اراك" في الاسبوع القادم، ولهذا لن تخنع ايران للضغوطات الدولية وستواصل تطوير برنامجها النووي السلمي.

وفي هذا السياق نعود ونكرر موقفنا المبدئي، اننا نناضل من اجل شرق اوسط نظيف من الاسلحة النووية، واننا ضد انتشار وانتاج السلاح النووي ان كان في اسرائيل او ايران او غيرهما، فنحن على قناعة ان سيادة السلام العادل في المنطقة وعالميا هي الضمانة الاساسية لصيانة امن واستقرار جميع الشعوب والبلدان.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمدلولات السياسية لقرار مجلس الامن الدولي بوقف النار
- هل ينجح تحالف العدوان الإسرائيلي – الأمريكي بتحقيق أهدافه ال ...
- ويبقى السَّلبود نكرة مرذولة!
- صيانة وتعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية المحكّ الاساسي لإفشال ...
- أعداء الانسانية يرتكبون مجزرة قانا الوحشية كوسيلة لفرض الامل ...
- في الذكرى السنوية ال54 لثورة يوليو المصرية: هل تتململ يا سيا ...
- حرب ارهاب الدولة المنظم على لبنان
- مخاصي العرب يقاقون في القن الامريكي - الاسرائيلي
- منهجكم الشاروني المخضّب بدماء العدوان والمجازر مصيره الفشل ي ...
- تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب و ...
- في الذكرى السنوية الثانية لقرارات محكمة لاهاي الدولية: من لا ...
- نشّف الحليب وقلّت قيمة الراعي
- هل الدافع الحقيقي لاجتياح القطاع خطف الجندي يا حكومة المجرمي ...
- خدمة المصلحة الوطنية العليا المحك الاساس للوحدة الوطنية الكف ...
- على ضوء انعقاد منتدى قيسارية: هل يمكن الفصل بين محاربة الفقر ...
- ألوحدة الوطنية الفلسطينية الخيار المصيري لدحر العدوان ومخطّط ...
- مهام وتحديات أساسية على أجندة الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- ما لكم سوى وحدة الصف الكفاحية إرحموا شعبكم من مغبة تصرفكم!
- بناء على معطيات تقرير -المعهد الاسرائيلي للدمقراطية-: النيول ...
- مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع ال ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع