أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - العجيلي: الذي عاش كبيراً ورحل كبيراً














المزيد.....

العجيلي: الذي عاش كبيراً ورحل كبيراً


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


قبل اربع سنوات تقريباً،سألت والدتي كيف أصبحت مفاصلك ؟ قالت لي: طبتْ .. (شفيت ) لم اتمالك نفسي من الضحك قائلاً: شلون طبتِ ؟ !! وكانت قد جالت على اطباء اختصاصين في حلب قأكدوا أنها امراض الشيخوخة، قالت: رحت على عبد السلام وطيبني. تملكتني الدهشة حينها أنه لا زال يمارس الطب
لا يمكن لمدينة الرقة التي يسميها العجيلي قرية كبيرة أو بلدة أن ترى لعبد السلام سوى أحد اولئك الذين دخلوا نسيج ذاكرتها كان أول طبيب في هذه المدينة، لم يغادر عيادته حتى سنوات قليلة خلت. وصار اسم عبد السلام كما يناديه ابناؤها مرادفاً لطبيب إذ ظل الناس حتى بعد قدوم اطباء آخرين يقولون عندما يعودون مريض: ماذا قال لكم عبد السلام ؟ أو خذوه إلى عبد السلام وهم يقصدون أي طبيب وليس بالضرورة العجيلي
بقي وفياً لهذه المدينة ولم يغادرها هو الذي يردد دائما " أنه من العقوق أن يغادر الرقة لمجرد أن يكون هناك بلداً أحسن منها " وأدخله الناس نسيج ذاكرتهم بحبٍ .. دخل موروث الاغاني الشعبية في الاعراس والحفلات ..

عبد السلام مسكر يل رايحة مرضانة
ريت الوجع بقليبي عن قليبك ختانة

وكان اسمه يشكل حالة اعتبارية للناس فيكفي أن تقول أنا بوجه عبد السلام أو على عادة العشائر هناك أن دخيل عبد السلام فيكف الطالب عنك وهذا تم تدوينه في الاغاني الشعبية

غربي جبل "كَبْ الرِبْ " اسمع نجر بـ الليلي
أني دخيل الدكتور عبد السلام عجـيـلي
وكانت الناس تعتقد أن وصولها لعيادة عبد السلام يعني الشفاء التام مهما كان المرض، إلا أن احد العشاق تحداه أن يشفيه لأن مرضه العشق :

دكتور ما قلت لك ودواك ياذيني
ما تقدر لعلتي جاتين تبريـنـي

حمل له اهل الرقة تقديراً كبيراً وخاصاً للدرجة التي يذكر فيها هو أنه عندما دخل انتخابات المجلس النيابي، عندما كان في سوريا مجلس وانتخابات حرة، ذهب في جولة إلى مركز الاقتراع وصادف في أحد المراكز أحد شيوخ العشائر من القائمة المنافسة فجلس عبد السلام في المجلس الذي يجري فيه التصويت، وكان هذا المركز بشكل عام يصوت للقائمة المنافسة فأعطى الشيخ تعليمات أنه طالما عبد السلام موجود في المركز فاصوات الناخبين جميعها تذهب لقائمته، وعندما قام قال له أحد الذين كانوا يرافقونه في هذه الجولة، كان يجب أن تطيل الجلوس أكثر وروى له ما حدث .

يندر أن تجد فرداً من اهالي الرقة من مواليد الستينات وماقبلها، وليس له حكاية خاصة وفردية مع عبد السلام .. لم يكن اهل المدينة يعرفون عنه الكثير سوى الجانب الطبي والاجتماعي منه، فلم يكونوا يعرفون انه صديق لكثير من الأعلام العالميين ولم يكونوا يعرفون انه كتبت عنه الكثير من الرسائل الجامعية ( دكتوراة – ماجستير ) في الكثير من جامعات العالم كانوا يعرفون عبد السلام الذي أجمعت هذه المدينة على تقديره من كافة أبنائها متعلمين وأميين.
اقتصر اشتراك عبد السلام في الحياة السياسية على فترة وجوده في البرلمان في دورة عام1947، وتطوع في جيش الانقاذ العربي في عام 48، وكان وزيرا للثقافة والاعلام ووكيلا لوزارة الخارجية في حكومة الـ62. ومما يرويه عبد السلام عن تلك الحكومة انه نبه السكرتيرة أن لا تحول له أي مكالمة، فصادف أن اتصل ناظم القدسي رئيس الجمهورية آنذاك فرفضت السكرتيرة أن تحول للدكتور المكالمة رغم معرفتها بأن رئيس الجمهورية من يطلبه ،لأن الدكتور نبه عليها... إلى أن اقنعها الرئيس أنه هو من سيتحمل المسؤولية، وأن عليها فقط أن تقول له أن ناظم القدسي على التلفون فإن رفض استقبال المكالمة فلا حرج عليها...
ومن يعش في تلك الفترة ..ويرى كيف كان الساسة والسياسة، من الطبيعي أن ينكفئ بعدها إلى عيادته والى المؤتمرات الطبية والأدبية غير الرسمية، ورغم الدعوات الكثيرة التي كانت توجه له ورغم... فلم يصبح حتى عضواً في اتحاد الكتاب العرب مبررا رايه بعد الحاح شديد من اصدقائه " لنفرض أنكم قررتم توجيه برقية ما باسم الاتحاد وكنت غير موافقاً عليها ؟ ..."
احتفظ لنفسه بمسافة احترام كافية منذ أن غادر العمل السياسي فلم يرض بمنصب ولم يمتدح نظام أو قائداً ولا زعيما ولم يتقرب لأحد ولم يتكسب من مكانته العالية وحضوره العالمي.. ولم يشارك في المؤتمرات التي كانت تجري تحت شعارات الحزب والثورة وظل قارءاً حتى آخر أيامه .. يستخدم المكبرة ليقرأ .. وكم كانت مدهشة حضور ذاكرته حتى آخر ايامه ... يمكن أن يكتب الكثير عن هذا الرجل ويمكن أن يقال عنه الكثير إلا أنه يمكن اختزاله بأنه: عاش كبيراً ورحل كبيراً



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب الآن: نعي مدينة خاوية
- بَوَّات الثقافة السورية: خير خلف لخير عرسان
- الدعارة الثقافية: منتج الاستبداد والكبت
- كونديرا سورياً: عن البلاد التي بلا أمل
- المعارضة السورية ظاهرة إعلامية أم تمتلك قوى تغيير؟
- استعطاف واسترحام إلى عمنا بوش في أمر شخصي
- خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس
- قاموس الرطانة السياسية (6): المنعطف الحاسم.. متى ينتهي ؟
- قاموس الرطانة السياسية (5) : الحوار الوطني الحوار مع الآخر
- الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير
- سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته ...
- سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
- نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير
- غداً نلتقي: غزة وحماس والسلاح غير المقدس
- وزيرالتعليم العالي يدمر مستقبلي السياسي
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في ا ...
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في ...
- البداية: تفكيك المقدس
- عصام المحايري حجاً مبروراً
- أعضاء مجلس الشعب : شرطة مرور


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - العجيلي: الذي عاش كبيراً ورحل كبيراً