أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد شهاب الدين - الحلم إيمان -رواية قصيرة-















المزيد.....



الحلم إيمان -رواية قصيرة-


أحمد شهاب الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 07:33
المحور: الادب والفن
    


فتاة ترقص بخفة ومرح وحولها حلقة من شباب وبنات يصفقون بفرحة غامرة ...
" منى "
يناديها فتى نظرت بفرحة
" أحمد "
رددت الإسم في نفسها
جرت جرى ورائها .. وتحت شجرة لحقها و قبلها
)
استيقظ الفتى في السابعة من عمره
شاردا
حالما
قص لوالديه الحلم
" إني أحبها ...."
ضحك الأب
نظرت الأم بحنان
.....
انتبه المدرس لشرود الفتى
" مالك ؟ "
قص عليه الحلم ,
ضحك ساخراً
وشاركوه الطلبة
شعر الفتى أنه يملك شيئا لا يملكونه

**********

استيقظت الفتاة وطعم القبلة في فمها .
حكت لأمها ........
" أمي إن القبلة رائعة "
نظرت إليها محذرة
" عيب ! "
ردت بدهشة بريئة
" لماذا ؟! "
" عيب وكفى "
فهمت الفتاة أن من معاني عيب
رائع
ومثير
" الحلم رائع والقبلة رائعة إذا فهما عيب ".
**********
كانت الفتاة تضيق ذرعا بأشياء
منها الروتين
هذا الشيء المكرور
الممل
الذي نعيشه بلا حياة
ونفعله بلا شعور
الفطار,
طابور الصباح ,
الحصص ,
المذاكرة
الصلاة
كانت تهرب من القيود
فإذ كانت تقفز من أسوار المدرسة
كانت تقفز من أسوار الأخلاق
والأوامر
والدين ...
كانت تضيق من الحجاب والصلاة ومن ثرثرة الوالدين عن الله ورسوله والصالحين - أو الطالحين كما تردد في نفسها كلما سمعت اسمهم - هؤلاء الذين يقضون حياتهم بكاءا وصلاة
مرة وأثناء ثرثرة الأب عن الملائكة الذين منذ أن خلقوا ساجدين إلى يوم القيامة اندهشت الفتاة
" إذن فالله لا يحتاج إلى صلاتنا "
رد الأب بضيق
" الله لا يحتاج إلينا - أكمل مؤكدا - نحن من نحتاج إليه "
" هل خلقنا لنحتاجه "
ازداد ضيق الأب
" إن الله في السماء السابعة خلق الإنسان وأنزله الأرض ليعلم من يؤمن به ويتبع أوامره بالغيب ومن يعصيه ويكفربه "
الله يخلق الإنسان ويختبيء وراء السما ليرى من يقول أنه موجود ومن لايقول ثم يأتي يوم القيامة فيخرج من وراء الستار
ليدخل الذين قالوا أنه موجود الجنة ويدخل الآخرون النار ..
" إنها لعبة سخيفة !"
كانت تنظر إلى السماء بحيرة
وإلى الناس بغضب
تفكر
ثم تهرب من أفكارها
بقراءة القرآن
وكثيرا ماتقفز من السطور والصفحات
لتقرأ قصة من قصصه
كانت مبهورة بها
فيها شيء غير عادي
يثير معاني في داخلها
يعجز عقلها عن استيعابه .
وكثيرا ما كانت تقف عند قصة يوسف وترى شبها كبيرا بينها وبينه
( رأى حلما حين كان طفلا )..
( نصحه والده ألا يخبرأحدا ) ...
نعم لأنه عيب
ولأن الناس فيهم حقد لمن يحقق حلمه
يوسف في ظلمة البئر ,
عبد ,
في السجن ..
تخيلت ماذا لو قال أحدهم
أنه وزير
سيسخرون
لماذا يثير الحلم سخرية الناس ؟!
لأنهم أغبياء وهذا الغباء عقاب من الله
لأنهم لم يعودوا أطفالا
نعم
إن يوسف كان مؤمنا بحلمه
وإيمانه هو الذي جعله يتحقق ,
وساورها شعور أن أخوة يوسف كان لكل منهم حلما
حلم أحدهم بالملك وآخر بالنبوة ...
ولكن لم يكونوا مؤمنين بما يكفي
" نعم لا فرق بين يوسف وإخوته !
إلا الإيمان ...
الإيمان بالحلم " .
شعرت الفتاة بنفسها فيلسوفة أو ولية...
**********

كبرا وكبر معهم إيمانهم
دخلوا الجامعة ....
كان أصدقاؤها يدعونها بسخرية يا صاحبة الحلم وكان قلبها يرقص على نغمة هزئهم أما هو فكان كما كان طفلا بريئا حالما قويا بإيمانه
مرت أيام وسنون ودخلا في التجربة

















امرأة بلا حلم

كان الفتى في الجامعة نشيطا في المجالات الثقافية والفنية .. وكان يحب القراءة جدا وكثيرا ماكان يعبر عن حبه لها ويدعو إلى حبها ..
في احتفال أدبي رآها .. كانت تخطو بكبرياء وروعة .. أخذ يتأملها .. جمال يثير المعنى أكثر من الفتنة ..
اقترب منها
ابتسم ..
" ألست منى "
ابتسمت ..
" لا اسمي إيمان "
" أليس لك اسم آخر "
" ينادوني في البيت بأمل "
فكر الفتى .. ليس مهما الإسم المهم المعنى .. ولايدري ماذا يقصد بالمعنى
" ألست تذكريني "
" لا "
" أنا أحمد .. أحمد الحلم "
" الحلم "
نطقت بها وانفجرت ضاحكة .. شاركها الضحك .
.....
كانت تظنه مجنوناً ..
وكثيرا ما تذكره ضاحكة ..
ثم تغرق في حزن كبير ..
إنه يشبهه في سحنته وفي جنونه لكنه لا يثير فيها الحلم كما يثيره .. ربما لو امتدت بيننا علاقة لأصبح كذلك .. نفضت عنها أفكارها لتمارس حياتها العادية عادية ..
أخذ الفتى يبحث عنها بجنون ويتحدث عنها بجنون
" جميلة .. جميلة جدا "
كان حين يكون معها يشعر أنه أمام الأهرام .. إنك لم تشعر بمثل هذا الإمتداد من قبل ..
وكثيرا ماينتاب الفتى لحظات وجد حين يتذكرها
لقد غيرت حياته
أصبح في العمق ..
كلما أشرق اسمها في قلبه طارت روحه لسماوات ماكان يحلم أن تطير إليها ..
ولكن ماذا عن الحلم ؟؟
" لم أحلم يوما "
" لكل إنسان حلم ألا تذكرين ؟! "
زفرت بأسى وحكت حكايتها
" رأيته أحببته كثيرا .. علمني أن أقرأ .. أن أحيا .. كانت للحياة معنى وأي معنى ولسبب ما رُفضت علاقتنا .. تحديناهم بالإيمان ولكن – زفرت نفسا حزينا –
وقف الله في الطريق "
" ولماذا لم تتحديه "
" إنه الله ! "
" إن الله يتحدانا لنتحداه .. فكيف نصبح ربانيين نقل للشيء كن فيكون"
" أنت كافر "
ابتسم الفتى
" أحيانا نحتاج للشجاعة لنصبح كافرين "
....
تسائل الفتى مالمعنى ؟
لماذا هي ؟
لماذا اسمها أمل وإيمان ؟
هل هي منى ونست ؟
لا أدري
في حضور الفتى معها لاحظ أن هذه العوالم السحرية الشبيهة بألف ليلة وليلة تتجلى في كلامها وتأملاتها فقط أما في فعالها تسلك سلوك الكافرين امرأة بلا حلم
" لا أذكره "
" بل كفرت به "
" وليكن ماذا أفعل إذن "
" الإيمان هو الذي يرجعك إليه "
" لافائدة "
" دائما هناك أمل ! "
كان الفتى يراها حين تدخل إلى غرفتها / نفسها وتغلق بابها على العالم كم هي رائعة ومثيرة ومجنونة حيث لا يراها أحد إلا الله ... يحبها وتحبه ..
تقدم إليها
خافت
رفضت
" كل ما هوجميل يجب أن نحميه بداخلنا من النور"
" لماذا ؟! "
" حتى لايحترق "
" وكيف يكون جميلا إذن ؟! "
لم تقتنع ..
قرر الفتى أن يكتب لها فالكلمات تحمل سحرا لا يدرك مداه ....

إيماني
ما أجمل أنوثتي في مرآة ذكورتك
ما أحلى بنوتي في مرآة أمومتك
ما أقدس صوفيتي في مرآة ألوهتك
ماأكملني فيكِ .........

لقد تحداك القدر مرات فتحديه مرة
صنعك مرات فاصنعيه مرة
كوني الله ولو للحظة
أوااااااااااااه متى تفهمين أن الله ليس قدراَ
أنه فيك
يؤلب الأقدار عليك لتحييه فيكون عينك وقلبك وجسدك
....
إلى متى سنظل نمارس جنوننا حين نغلق باب غرفتنا على العالم جنونا لا نجرأ على عشره أمام الناس
إلى متى سأظل جسدا سليب الروح وتظلين روحا هائمة بلا جسد
أوااااااااه ما أحوجني إلى المرآة وما أحوجك إلي
......
حدث شيء أكد له أنها ليست صاحبة الحلم
" ماذا جنيت ؟ "
" إنك لاتستطيعي أن تقفي أمامي عارية "
" هل أنت مجنون "
ابتسم الفتى
"نعم "

كان الفتى يدرك سحر جسدها من خلف حجاب الحجاب ويشعر بحلاوة روحها من وراء الأفكار والمعتقدات البالية ...
كم كان يتمنى أن يراها عارية بلا أفكار بلا حجاب ليهب روحها السلام ويصب في جسدها عصير الحياة ..











الموت في الحياة


نجوم الليل
نسائم الصباح
ذراعات الشمس
كل من في الكون عاشق , قلق , متغير
إلا أنت أيها الإنسان
حاولت أن تقذف الحجر في البحيرة ...
قيل لها أن تعمل
" فالعمل يخلق الطموح ويخلص الإنسان من عدم جدواه ومن اللاهدف واللاقيمة "
بدأت تعمل واحتلت بعد فترة قصيرة مكانة مميزة تحسد عليها ولكنها ..
تركته
" إني لا أعمل إني أهرب من حلمي أمسخه طموحا ومكاسب "
" خلق الإنسان لعمله "
" بل خلق لحلمه "
رجع للفتاة ذات الشعور بشكل أقوى وقررت أن تواجهه وتتحداه قيل لها
" ارجعي إلى الله "
حاولت الفتاة أن تجرب ما يسمونه بالتدين ... شعرت أنها أكثر هدوءا ورضا ... ولكن أحلامها لم تتركها ... كلما زاد خلقها وإيمانها في الحياة ازدادت كفرا وفجورا في أحلامها
" استغفري الله "
" إن شيطاني يزداد عناده بالإستغفار...
إن الحياة تناديني تقول لي :
اقذفي نفسك في قلب الخطر قفي على حافة الهاوية اعشقي إلى آخر العشق موتي في كل شيء لآخر الموت ..
تنظر إلى نفسها هادئة باردة مطمئنة
تغتاظ ..
تقذف حجرا كبيرا في البحيرة ...
" لقد قتلتم في الحرية والقلق "
" الحرية هي أن تتحرري من الشهوة ولا مكان للقلق لأنك تنفذين ماأمرك الله به "
" إن الإنسان بداخله جمال وروعة لا تظهرإلا بالحرية والتسامح فمن طبيعتنا أن يصيبنا القلق - زلزال بركاني يهدم معتقداتنا وأنظمة حياتنا ليعيد لها خصوبتها وروعتها إنها صرخة الإله الذي في داخلنا أنا موجود "
" هل عندك دليل "
" تجربتي دليلي "
............
تعبت الفتاة من البحث والهيام
تعبت من التعب .. استظلت بشجرة هبت نسائم تفتح لها زهور قلبها رعشت بالإنتعاش .. الحياة جميلة وجديرة بأن تعاش
شكرا ياإلهي ...
الفتاة تنظر إلى الحقول المترامية أمامها
ولد وبنت...
يتناظران يتبسمان يتقاربان
قبلة عري مساس
الله!!!
حقيقة أم حلم ؟؟
كانت تشعر بها تجري في داخلها وليس في الخارج
لا فرق ... هكذا تكلم قلبها
الشابة تأتي من بعيد ... من الحلم إليها ... وجدت الفتاة نفسها تسير مسحورة ...
وقفت أمامها برهبة التلميذ وسألتها بلغة الأحلام
ردت عيناها على صمت سؤالها
" ستعرفين .. ولكني لا أريد منك إلا الإيمان ... الإيمان فقط "
****
" لن تحلمي بعد اليوم "
كلمتها ..
علمتها أن هناك أشياء لا تعلم
" إنها أشياء محجوبة بداخلنا لاتجلوها إلا التجارب "
غمرت الفتاة فرحة مفاجئة
" كنت دائما أقول لأمي إن الله خلق الحياة حلما فهجرناها وحلمنا بها "
أكملت متسائلة
" لماذا ؟!! "
ردت الشابة في أسى
" لأننا لم نقدر على ثمنه "
هتفت الفتاة بفرحة المستكشف
" صحيح !
فعشنا حياتين إحداها سطحية وجامدة وأخرى نكبتها بداخلنا ولانسمح لها بالتنفس ...
- أكملت ساهمة كأنها تصف صراعا تشاهده -
... ولكنها لا تموت تظل تختنق وتصرخ في مناماتنا وخيالاتنا "
الشابة مندهشة
" أنى عرفت ذلك ؟! "
ابتسمت الفتاة في رقة
ِ" إن العصفور المحبوس دائما في القفص يحمل في صدره معنى الحرية وكلما هبت نسمة رفرف بجناحيه "


الصراط


أخذت نصائح الناس تترى عليه
" أنت طفل في طور الرجولة "
" العالم مختلف جدا عن أحلامك "
" كن واقعيا وعمليا "
اضطر الفتى أن يشرب من إنائهم ويأكل من صحافهم …
" العالم سيء وقبيح "
تسائل :
ماذا يجبر الناس أن يعيشوا في الجحيم ؟!!
الوجه غير القلب
القيمة مالا وثروة…
" ما أبشع أن يكون الإنسان آخر "
براءته وجماله بدآ يتسربان منه .. إيمانه بالحلم بدأ يضعف … هل سأصبح مثلهم ؟! .. كان يرعبه مثل هذا الشعور …فكر الفتى أن ينضم إلى جماعة علها تستوعب حلمه وتنتشله من هذه الأوحال ..












لا موقف وجود


حازم ذا منصب – دكتور – ومال أحبها على جنونها
تقدم لها ... رفضت
" مثله لا يعيب "
" إنه بلا حلم "
" إنه رجل مؤمن "
" ليس الإيمان أفكار جامدة نرثها لنموت من أجلها أو أداء لشعائر وطقوس يتقنها الغبي والجاهل ... – أكملت بشعر -
إنه شيء خاص جدا وسحري جدا "
" إنه رجل ناجح "
" كان يعشق الموسيقى تركها لدراسة ليست له "
أعجب والدها بكلامها
" إنك تقولين شعرا جميلا "
زفرت أسى
" متى تقنعوا أن الحياة أجمل من قصيدة "
ضاق من شعرها وعدم فهمه فعاد يقول
" إنه دكتور ناجح "
تنهدت مرارة
" لقد باع نفسه للمال والإعجاب "
" كلامك لامعنى له "
" حياتكم لامعنى لها "
اقتنع الأب ألا فائدة فتركها وجنونها


إرهابيون


في البداية يحدثونك أن الحياة لها معنى وأن الله خلقك لغاية ….ثم …
الشيخ ذو اللحية والعمامة يتحدث عن الملائكة والشياطين ويفيض في الأوصاف والوظائف
" إن الله أمرنا أن نتأمل السماء والأرض ليس الملائكة والشياطين العالم معجزة بحد ذاته "
ذو اللحية والعمامة يتحدث عن الصلاة وأركانها وواجباتها
يفيض في عقاب تارك الصلاة
" لقد جعلت الصلاة للحياة ولم تجعل الحياة للصلاة "
يتحدث عن الكفرة والمشركين وما ينتظرهم من سوء العقاب
" إن الله ليس زعيما عربيا يحيق بمن يخالفه سوء العذاب إنه محب لأعدائه ومتسامح مع الرأي الآخر ومن أخطأوا في حقه "
" إنه لا يتكلم بالقرآن إنه الهوى والضلا ل "
بدأت العيون تنظر إليه شزرا والناس ينفرون منه وينفّرون …
" إنكم في الحقيقة إرهابيون ترهبون من يخالفكم الرأي … إنكم لا تفهمون المعنى "
….
فكر الفتى في حيرة .. هل جاء الرسل ليضعوا أفكارا ويشرعوا تشريعا ويضعوا طقوسا تفرق الناس عن بعضهم وتبعدهم عن ربهم ؟!!
جاءته الإجابة من أعمق أعماق قلبه جمالا وكشفا
" بعثت الأنبياء بالمعتقدات والقصص والصلوات من أجل الحب والحب فقط فمارس الناس الصلاة وتلوا القصص وتعصبوا للمعتقدات وتركوا الحب "












مثقفون


قرر الفتى بعد يأس أن يذهب إليهم هؤلاء من مهنتهم القراءة والتفكير …
جلس معهم وواظب على الندوات والمحاضرات وشاركهم القراءة والمعرفة …
وفي إحدى الجلسات قال قصته ..
" إنها فكرة رواية عظيمة "
" لا - اعترض أحدهم محتدا - إنها مغرقة في الرومانسية والرومانسية ماتت "
" لماذا خلقنا "
سأل الفتى
رد أحدهم مهللا
" نعم هكذا تكون الأسئلة "
" مثل هذا القلق الوجودي يجعل الإنسان يؤلف أعمق الكتب ويحكي أجمل القصص "
قال آخر
" وهذا هو الفرق بيننا وبينهم فهم يحرمون أنفسهم هذي الأسئلة "
انصرف الفتى يائسا محبطا
" هل نعيش من أجل الكتابة ؟! "
تذكر الفتى كتاب اللامنتمي لكولن ويلسون وتذكر السؤال :
" هل تتقدم الحياة بالذين يحبون الكلمات أم الذين يحبون الحياة ؟! "
بل الذين يعشقون الحياة …
فكر الفتى … إنهم يفرحون بالكتب أكثر من فرحهم بالتجارب …
تذكر مرة أنه كان يتحدث عن الله والإيمان فرد عليه الشيخ :
" كم كتابا قرأت ؟ "
" قرأت كتابا واحدا حب الحياة "
نعم إنهم على الهوة التي تفصل بينهم يلتقون في الكلمة ... الكلمة التي تجعل بيننا والحياة حجابا ..
وبعد يأس ... شعر في قلبه إشارة تأخذه لمكان ...
فأسلم وسلم
أمام مقام أحد الأولياء
ينتفض ...
يبكي
وإذا بيد تربت على كتفه ....
مجذوب
مادا يده .... أعطاه مالاَ
" إني سأعطيك كثيرا "
أعطاه
" ياولدي عليك بالصراط "
شعر قلبه فرعش جسده
أعطاه
" احرص أن تكون كما خلقك الله لا كما يريدك الناس"
أعطاه
" قلبك ربك "
أعطاه ماتبقى لديه من ندى... نظر المجذوب بامتنان
" لقد أعطيتني كثيرا "
رد البسمة ببسمة أجمل
" ولكنك أعطيتني أكثر "











الجسد جميل


وفي احدى الليالي دخلت على الشابة فوجدتها نائمة قميص شفاف وقصير .. اشتعلت
خلعت ملابسها بضيق ، قفزت عليها ..
إنه شيء غريب
إنه شيء ممتع ...
أخذت تقبل كل شيء في جسدها وكان يمتعها أكثر أنها قادرة على إرعاش اللذة ولن تنسى هذه النظرة من الشابة حينما قبلت فرجها
" لا تتركيني يامنى "
الله ! ما أجمل اسمي !!
وحينما جاء دورها ... شعرت أنها تحب الشابة جدا وتحب جسدها أكثر ودت لو امتصت كل شيء في جسدها حتى نتنه أحبته ..
فجأة وهي ترعش لذة .. ضوء قوي وسحري ينفجر في داخلها .. يارب أرجوك أوقف هذه اللحظة ... أرجوك ..
انتهيا ... احتضنا
" أحبك .. أحبك "
أضاءت الشابة شمعة ... استلقيا بعري لذيذ تحت اللحاف ... مستدفئين به , والشمعة , والجسد
" لم أكن أعرف أن الجسد يقرب الإنسان من الإنسان إلى هذه الدرجة "
ردت الشابة وهي تنظر نحو السماء
" الجسد جميل يجعل الروح تطير إلى السماء السابعة "
صمتا هنيهة مستمتعين بدفء أجسادهما
" قديما – قالت الفتاة – كنت أضحك من كلام أدركت قيمته اليوم "
" ما هو ؟ "
" الإنسان الصحي هو الذي يمارس الجنس بحرية تامة "
هتفت
" ذلك صحيح "
" الآن فقط أدركت ذلك – نظرت إليها وأكملت بشعر – أدركت كم أنا رائعة وجميلة "
قبلتها الشابة قبلة طويلة
" اسمعي – قالت الشابة – أريدك أن تَريني "
ردت بدهشة
" إني أراك "
" سأحكي لك عن روحي وحكايات الطريق "
التصقت الفتاة فيها أكثر .. ارتعشت .. شعرت أن روحها فيها وروحها فيها
.. هنا انبثقت الحقيقة... الجسد يقربنا من بعض ويجعلنا نتعامل بحب وحساسية ... ودت الفتاة أن تمارس ولو شيء من الجنس مع كل من تعرفهم بلا استثناء ...
ابتسمت لهذا الخاطر اللذيذ ...














حكايات الطريق

تناولت سيجارة ... تنفستها بلذة
(
ولدت في أسرة كاثولوكية متزمتة أرهقوا طفولتي في الكتاب المقدس وأداء الصلوات وحفظ المحرمات ....
كبرت وكلما حسست أنوثتي شعرت بثقل وعار ... لماذا ؟؟! ... كانت الإجابة واحدة :
" هكذا يقول الرب ... هذه مشيئته "
الرب ... لم أكن أدرك أني أكرهه ... كنت أخاف عقلي وشعوري ... أكبتهما بكلماتي وصلواتي ... كبرت كما البنات ، زوجوني كان كبيرا صاحب مزرعة بليد الذهن روتيني الكلام والفعال ... كان يطأني بغشم كريه
" لا أطيقه "
" ما جمعه الله لا يفرقه بشر "
هنا انفجرت كراهيتي بركانا غير معالم كلماتي وصلاتي ... أحيانا أسبه أمام جموع المسيحيين المتدينين وأنظر وجوههم المغتاظة بلذة
وأحيانا أغلق الباب عليّ أأتي بالكتاب المقدس وأرميه على الأرض
أدوس عليه بعنف ... كنت أتفنن في التعبير عن شعوري
أصرخ في السماء العني إن استطعت وأظل طول الليل منتظرة عقاب الله الذي لا يأتي - نظرت إليها ببسمة طفل -
مرة راوتدني فكرة
إ ن الله يخاف مني .. – ضحكت وأكملت بجدّ -
نعم يخاف من الأقوياء
لعن فرعون لأنه لم يكن جبارا حقيقيا
يتحداه جهرا ويرجف منه سرا
أما إبليس
كان قويا فشارك الرب الخلود ...
– لمع في عينها جبروت -
إني أكرهك أكرهك ...
بماذا تخيفني ؟
الأمراض
لن تكون أكثر أذى من تعاليمك السقيمة
الفقر , الجوع , الحرمان
لن يكون الأمر سوءا كما هو الآن ...
بماذا ؟!
الجحيم ...
صدقني إن كانت جنتك سيدخلها هؤلاء الحمقى الذين يعبدونك ؟؟
فأنا أفضل الجحيم
أرجوك أدخلنيها ولا يأنب ضميرك لآهاتي وأوجاعي ..
كانت هذه الخواطر تسكنني حين أسكن نفسي بعيدا عن الناس
بدأت أرى ملائكة وشياطين
كنت أرحب بالشياطين وأطرد الملائكة
كنت أمارس الجنس معهم باستمرار حيث المتعة والشذوذ حتى جاء يوم قلت فيه لأحدهم
أريد الشيطان الأكبر ؟
عزازيل ؟؟!!!
نعم عزازيل
وبدأت أعد لذلك اليوم
ووقع في يدي بالصدفة ولعلها من تدابير عزازيل
كتاب يحكي عن إيزابيل جوداي التي مارست الجنس مع عزازيل كانت تشبهني كثيرا – مسيحية , تزوجت من رجل له نفس صفات زوجي , مارست الجنس مع عزازيل – فتنت بأوصافه الجنسية
حتى جاء اليوم
تماما كما تخيلته
ورقدت في انتظار هجومه لأستمتع بالهزيمة !
سمعت صوتا أشبه بعراك ... التفت إذا بفارس من فرسان ألف ليلة وليلة يشتبك معه كل بسيفه ... كانت معركة شرسة أثخن فيها عزازيل بالجراح ... حتى اختفى
.. أما الفارس فظل ينزف
" من أنت ؟! "
أعطاني مفتاحا ذهبيا وأشار إلى جواد قربنا
" إني لم أركبه قط"
" خاطري فالخطر يفجرنا بالحياة "
كانت روحه تنزف مع دمه ...وأوصاني بالغناء مادمت راكبة ...
- أخذت نفسا شجيا -
صدقت فنحن حين نقترب من الموت نقترب من الحياة .. كل لحظة يمكن أن تكون الأخيرة كل لحظة تحمد فيها الرب لأنك تتنفس
هذا ما علمنيه ظهر الجواد ....
سور عالي ومهيب اقتربت ..
الله !!!
إنها الجنة ..
استقبلني شيخ حنون ذو لحية وشعر أبيضين
ابتسم طيبة :
" لا أستطيع "
" لماذا ؟!! "
" لن تطيقي جمال الجنة وروعتها "
" كيف ؟! "
لم يجب غير ابتسامة
رابطت عدة أيام أمام السور وجدت أناسا مثلي مرابطين ... كلا هرب من جحيمه ... وكانت لهم حكايات تشبهني ...
وبدأنا نمارس جنوننا وشذوذنا معا ..
أخيرا أصبحت دنيايا رؤيايا ....
كم هو رائع ومدهش أن تشعر بهذه الوحدة
مع الناس , والكون , والرب ...
لا انفصام كلنا واحد أحد ..
كان الشيخ يرقبنا ببسمة عريضة ...
وفي يوم كنت أتأمل المفتاح فإذا منقوش فيه
حياة = حب , إيمان , جنون
إنه ثالوثي المقدس هرعت إلى الحارس قابلني ببسمة حنون
لم يرد فقط فتح الباب ....
الله !!!
مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أنهار من خمر وعسل , أكواب منثورة كالنجوم ...
ذهبت إلى شجرة التفاح ...كانت أجمل الأشجار ... ذقته
" الله !!! ما أحلى خطأك ياآدم "
رجعت إلى الخرفان الضالة أخبرهم بما رأيت وأدعوهم له ...
كذبوني كفروني شتموني بأقبح الألفاظ ...
- أخذت النفس الأخير , وأطفأتها بغضب -
رجعت إلى الإنجيل بدأت أقرأه وكأني أقرأه لأول مرة

جلست أياما مصابة بهذيان
أصرخ في الناس
" إن الحياة جميلة إن الله يحبنا "
- أخذت ترددها وهي تصرخ ،
حضنتها الفتاة ، أكملت وهي تنشج -
لم يفهمني أحد
- تحول نشيجها إلى صوت قوي كإيمانها -
فلتكن مشيئتك
فلتكن مشيئتك
















الباب الضيق


" ماهذا البريق في عينيك "
قالت الأم
" هل بك مس ؟ "
" إني مبسوطة ! "
ردت الفتاة
مبسوطة !!!
لماذا ؟!
هزتها الأم بعنف
" اصحي ... الحياة ليست حلما "
" بل نامي فحياتك ليست حقيقة "
انكسرت عين الأم ... تركتها ...... ربت الفتاة على كتفيها
" امي هل أعلمك سرا من أسرار الحياة ؟! "
" قولي الحمد لله من قلبك حين تصلي "
......
ذهبت الأم تصلي علها تذهب عنها ما تجد ...
" الله أكبر ....
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لل ....
!!!!!!!!!
الحمد لل ....
على ماذا أحمدك إني أكرهك أنت الذي خلقت الحياة جحيما لا يطاق جعلتنا ناقصات عقل ودين وأمرتنا بأن نطيع أزواجنا وحرمت علينا أشياء جميلة !! ولكن أنت لم تقل لنا شيئا هم الذين قالوا ... ماذا لو ... ماذا لو لم تكن هذه كلماتك ؟! ماذا لوكانت مدفونة في مكان ما ؟!!!
هنا اكتشفت الأم أنها لم تكن تصلي وأنها ماصلت أبدا ....

اكتشفت أنها لم تؤمن بالله قط
إنها لم تسأل نفسها يوما " ما الله ؟ " و " مالإيمان ؟! " كانت تسألهم وهم الذين يجيبون وهم الذين يحرمون عليها الأسئلة ... ماذا لو ؟!
ياربي أيمكن أن تكون حياتنا كذبة ؟!
انهارت في بكاء ...
اندهش زوجها لرؤيتها كذلك
" مالك ؟! "
نظرت إليه ... حتى أنت لم أحبك ... لقد قالوا لي علي أن أحبك فوهمت نفسي أني أحبك ...
نهضت لتؤدي واجباتها الزوجية – تحضر له طعامه – ولأول مرة تشعر بالضجر والإختناق ... هل وظيفتي في الحياة خادم ؟! وهو يدخل ويخرج وله أصدقاء يبادلهم الحياة وأحيانا صديقات تلاطفه ويلاطفهن .... لماذا أنا صامتة ؟! لماذا لا أتكلم هل أنا خرساء ؟! .......
وحينما آوت إلى فراشها شعرت بيده تتحسسها استدارت ببسمة مصطنعة ... حتى في الجنس هو الذي يطلب وعلي أن أطيع
......
نظرت إلى المرآ ة ... ضاقت بملابسها مزقتها بعنف .. تأملت نفسها عارية بكت ...










واستدار القمر


قالت لأحدهم : مارسه كالصلاة
امتعض وجهه وأوسعها ضربا وشتما ..
إنسان غبي في الدركة الدنيا من الدنيا
شعرت بقوة قاسية
تجتاح كيانها لا يدع مكان لأخرى إلا وحطمها
لا يستحق الحياة ... تناولت سكينا وكأمر الله قتلته وبأمر الله مات
وإذا بشمس تشرق في قلبها ...
شعرت بنفسها صافية كإبليس ..
ابتسمت ......
خطر الليل في غنج
واستدار القمر
جن جنون الفتاة انتابها هوس فائق بالحياة .. سرت على هدوءه وانسجامه ...
في إحدى الجنائن حلقة من عشاق الحياة ضحك وسكر وعربدة خلعت سترتها وأبقت فضلتها ... رقصت يغمرها ضوء القمر وضحك الصحاب وكان يرقص معها فتى أيقظ ليليت بداخلها استحالت رقصتهما ريح و رعد
وغاب الوجود ذائبا في حسهما انتابتهما رغبة ديونزيوسية لا حد لها ...
تبادلا الغضب الصافي والنشوة المقدسة
حتى هدأت البحيرة بجانبهم
والقمر














إيمان وصديقتها


سمعت كثيرا عن صديقتها القديمة
مغامراتها ، جنونها , هروب الخطاب منها وهروبها منهم ...
عنادها ، وذاتها القوية ...
ذهبت إليها يتصارع في صدرها غيرة وحقد غير مدرَك
أنا أفضل منها متزوجة وعندي أولاد والكل ينظر إلي بإكبار واحترام فأين هي مني ، نعم أنا ذاهبة إليها لأنصحها علها تراني وتغير مجرى حياتها ...
استقبلتها الفتاة ببسمة تنم عن نعيم داخلي " مالي أرى عينك لا حياة فيها ولا موت "
يجب أن تغيري من حياتك "
" لماذا ؟! "
" العالم يأكل جسدك "
ابتسمت
" إما أن تشتري العالم وتشري نفسك أو تشتري نفسك وتشري العالم "
أجابتها الفتاة عن سؤال في عينيها
" إن العالم لايرضيه شيء "
نظرت .. نظرت أكثر ، أعمق .. من تكون ؟!!!
" ما حلمك ؟! "
ابتسمت الفتاة لذكاء صديقتها
" أن أخلع عني نفسي
,انزل إلى أسفل ..
حيث الجمال والجنون والتطرف
حيث لا مبرر للوجود إلا ذاته ..
فقط حياة "
مس لغز الكلام قلبها مسا سحريا رقيقا فارتعش جسدها كسحابة على وشك التصدع





يد الله مع الجماعة



ما يمنع االحلم أن يكون ؟؟
كان الفتى ماشيا بلا هدف أو هكذا يبدو
داهمه شعور ... الشمس ترسل شعاعها وثمة غيوم سوداء فلا تكفر بالنور
ماهذا الصوت القوي ؟؟
أخذ الفتى يجوب الشوارع إليه
ماذا يقول ؟؟
كفاية كفاية
يقترب ....
نظر مبهورا
غضب من الناس يرفعون أصواتهم
يا أحلامنا عودي تاني
شعب بلدنا بيستناك
وأعلامهم
لا للفساد
لا للمحسوبية
لا للتوريث
لا لحكم العسكر ....
لاءات لا تنتهي
إنها العاصفة....
بدأ يشعر الفتى بفطرة الجماعة
عليك أن تكون أنت لونك ورائحتك
تهادت قطرات المطر
ليس هناك كائن وحيد ...
حلم المطر بالهبوط وملا مسة الحجر والشجر ينسجم مع حلم البذرة بالأوراق والزهور ....
أخذ قلبه يصرخ :
كن أو لا تكون
لبى نداء قلبه
رغم الغيم الأسود

وسيق الذين عصوا الرئيس إلى المعتقلات زمرا ..
ولأول مرة كاد الخوف يهزه ...
وحدهم الكافرون الذين لا يدخلون النار
هكذا تكلم قلبه
تذكر
ما اقترفه في حق أهله , أصدقائه وحق نفسه
...
صرخ قلبه :
النار النار








في المعتقل


دخل معه السجن رجل يبدو في أواخر العقد الرابع من عمره ....
وكان الفتى حين يصلي ينظر إليه بحب ...
" إن صلاتك صلاة "
فهم الفتى
" هل أنت قديس
أومأ نافيا " إذن شيخ "
" أنا ملحد "
ملحد !!! كيف عرف إذن أني أصلي ..
قدم إليهم الطعام – رغيف خبز وقطعة جبن –
أخذ ربعه وناوله الباقي
" لا سآخذ أنا الربع "
ابتسم الرجل صفاءا
" سامحني إني أناني "
" !!!! "
" أريد أن أشعر أني جميل "
أخذها كمن به مس من حياة
انبثق في ذكرى الفتى ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا )
نعم هؤلاء هم الكفار يعيشون في الظاهر على السطح أما أنت فتحيا في العمق وتمارس الحياة كصلاة ..
أدرك الفتى أو ازداد إدراكه بمدى غباء القسمة بين الناس على أفكارهم ... وفكر هذه أشياء لا يدركها أهل العلم ولكن يعرفها أصحاب الحلم إن فهم القرآن لا يحتاج إلى القراءة مثل الحياة ...
عرض أفكاره على الملحد فهلل لها
تعجب الفتى
" ألست ملحدا ؟! "
" بلى ولكني أحب التسامح وأشجع عليه "
نظر إلى الفتى عميقا
" صدقني أنت أقرب لي من صديق يشاركني أفكاري ولكنه يدعو إليها بتطرف "
" كيف ؟! "
رد بصره أمامه كأنه ينظر إليه
" لقد كفرته الفكرة لم يعد يشعربالظل الجميل للإيمان والرؤى تماما مثل المؤمنين كفرهم إيمانهم فلم يعودوا يشعرون بالظل الجميل للإلحاد ذاك الإهتمام بالإنسان وكل ماهو ظاهر وحقيقي "
تنهد مكملا
" إن الفردوس يمكن أن يكون فقط إذا آمنا بذلك"
رد الفتى ساخرا
" كيف ؟! "
" إنه لن يتحقق بهؤلاء المؤمنين الكافرين أو الملحدين الكافرين إنما بالمؤمنين المؤمنين أيا كانت الفكرة التي يؤمنون بها ستكسبهم عمقا وحساسية اتجاه ماهو جميل وصادق فسيسعون لتحقيقه .. "




وفي ليلة بعد دورية التعذيب النهارية الفتى والرجل نائمان في زنزانتهما نظر الرجل إلى النجوم السابحة في السماء مسبحا
" إن الكون رائع كلما تأملت ... عرفت كم هو جميل !! "
قال الفتى بسخرية متوارية
" الرب الواحد "
" وزاد إيماني بالآلهة ...
الحياة لا يمكن أن يخلقها إله واحد ... المتأمل عميقا سرعان مايكشف الجوهر الصراعي للكون ... الليل والنهار الشمس والقمر ...
- أكمل كانه يرد صوتا في نفسه – إن الذي ألهم محمد وعيسى يختلف عن الذي أوحى لأبي نواس وويتمان وهما يختلفان عن موحي هتلر والحجاج
" لو كان هناك أكثر من إله لفسدت السماوات والأرض "
لم يسمعه لأنه كان يحدث نفسه
" هذا التعدد خلق الصراع الذي لا ينتهي بين النور والظلمة الخير والشر الأقوياء والضعفاء ... – أكمل برعشة خوف في صوته – إن نبوءة المسيح ترعبني ... أن ينتهي الشر والظلمة فينتهي الصراع ويصبح الكون محض خير ونور – ازدادت عينه اتساعا كأنه يشاهد رعبا – إنه الفناء ...
دائما ما أتسائل مالذي يجعلني أترك بيتي وعائلتي وأنضم إلى حركات كفاية وأصرخ في الشوارع لا لمبارك لا لأمريكا ماالذي يجعلني أشعر بآلام الناس ويدفعني أن أضحي من أجلهم إنه إلهي الصغير .. وماالذي خلق الجوع المنهوم نحو المال والسلطة إنه بالتأكيد إله آخر .. "
كان صادقا جدا لأنه لم يكن يدعوه إلى فكرته كان تعبيرا ولأنه كان يستمع إلى صوته الداخلي .. لم يكن الفتى يفكر إن كان خاطئا أم صائبا فقط كان يريد أن يحضنه .. ويبكي
" اكبت أفكارك كي لاتموت "
" الحياة نحياها مرة
أريد أن أحياها بصدق "









النهاية


تكالبت السحب في السماء ... صرخت فانشقت السماء عن ماء ونور وانفطرت الأرض عن حدائق وزهور
الفتاة ترقص وحولها حلقة من الشباب يشاركون الكون حياته وحلمه شعرت بأنها كانت هنا من قبل
الفتى يسمع صوتا يقترب يزداد وضوحا ارتعش قلبه وجسده ..
انفتحت النوافذ بآشعة الشمس تغمر المكان
" لقد قطعت اليد السودا "
إنها الحرية
سجد الفتى شكرا للرب ورسم أحدهم الصليب وأخذ يتمشى دونما هدف أو هكذا يبدو مستمتعا بالحياة – الشمس والبيوت والحدائق والناس
" الله !كم أنت جميل !! "
شعر أن هذا الشعور مكافأة لما تحمله من عذاب ..
إن هؤلاء الذين ظلوا في بيوتهم ولم يكونوا في المعركة لم يشعروا بمثل هذا الجمال مساكين ! هؤلاء لا ملائكة ولا شياطين لادور لهم في الحياة ولكن وجودهم ضروري لأن هذا هو قانون الحياة ..
أخذ ينظر إليهم بأسى كيف أنهم يعيشون ويموتون دون أن يكتشفوا معاني الحياة ودلالاتها ... تماما كالأنعام ..
بدأ الفتى يدهمه شعور أنه كان هنا يوما ثمة حديث قلب قد نسيه بدأ يتأمل الحديقة كأنه يتفقد بيتا قد رآه من سنين .. رآها وهي ترقص انفجر قلبه حياة ضاق عنها جسده
شعر الفتى أن مايحدث مكتوب سير إليه مخيرا وأنه عاشه قبلا ...
وفي ومضة رآى حياته من الحلم إلى الحلم ...
ناداها ...
جرت بفرح .. لحقها ، قبلها ..
تعريا من الحجاب والأفكار ..
صب في جسدها عصير الحياة ووهبت روحه سلاما أبديا .....



#أحمد_شهاب_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد شهاب الدين - الحلم إيمان -رواية قصيرة-