أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحي السماوي - رسالة خاصة الى سيادة الرئيس جلال الطالباني المحترم














المزيد.....

رسالة خاصة الى سيادة الرئيس جلال الطالباني المحترم


يحي السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:04
المحور: حقوق الانسان
    


استميحكم العذر لا ستغلالي تواضعكم الجميل وصراحتكم الأجمل ، لأخاطبكم برسالة شخصية ، أنا الذي لم أكن أمتلك حق ارسال رسالة كهذه الى مفوض شرطة في ظل النظام الصدامي المقبور وليس الى رئيس الدولة .
جميل منكم سيادة الرئيس ايفادكم مندوبا عنكم للاطمئنان على صحة شيخ أدباء الضاد الروائي العالمي نجيب محفوظ .. غير أن التفاتتكم الكريمة هذه ستفقد معانيها الوطنية والقومية والانسانية وسينظر اليها على أنها مجرد لافتة سياسية ، ما لم تشفع بالتفاتات مماثلة تجاه مبدعينا ورموزنا الثقافية والفنية ، وبخاصة من أسهموا في تشكيل وجداننا الوطني . لا أزعم أنكم لم تمدوا أياديكم لمساعدة محتاج أو مأزوم فقد مددتموها أكثر من مرة ونأمل المزيد .
واذا كانت الأخبار عن تدهور صحة الشاعر الكبير المناضل مظفر النواب ، لا حقيقة لها ، فان رقود فنان الشعب العراقي المناضل فؤاد سالم ، في قسم العناية المركزة في أحد مشافي دمشق ، لم يكن اشاعة ، انما ، حقيقة لا يقربها الشك ، الأمر الذي يوجب عليكم سيادة الرئيس لا ايفاد مندوب شخصي حسب ، انما وايفاد فريق طبي ... فالذي قدمه هذا الفنان الكبير للشعب العراقي ، أكثر بما لا يقاس ، من كل ما قدمه أدباء الأمة وفنانيها للشعب العراقي خلال محنته الطويلة في ظل نظام المقابر الجماعية ... وانه لمن المعيب على نظامنا الجديد ( اذا كان جديدا حقا ) عدم ايلاء رعاية خاصة لهذا الفنان النقي مثل ثلوج ( بيره مكرون ) ، الأصيل مثل نخيل البصرة ، النظيف مثل قمصان الشغيلة ، والشامخ كالمئذنة ... فالذي قدمه فؤاد سالم ، لم يقدمه ( درزن ) كامل من وزراء عراقنا الجديد ... وأعطى للقضية العراقية ما لم يعطها أربعة ( درازن ) من أعضاء برلماننا ... ومع ذلك فما يزال لا يملك من الوطن الذي أرخص من أجله العمر ، حفنة أمتار مربعة تسع جسده المنهك وأطفاله ، في وقت استحوذ فيه أدعياء النضال واللصوص ، على القصور والفلل الباذخة ، بل وحتى السيارات المصفحة ... ناهيكم عن عدم تخصيص راتب تقاعدي لهذا الفنان الرمز مع أنه أجدر عشرات المرات من آلاف المتقاعدين الجدد الذين تمتعوا بالمرتبات التقاعدية نتيجة ( صك ) طائفي ، أو اختتام ( دورة نضالية ) في معهد من معاهد البنتاغون ! ؟
واذا كان العطار غير قادر على اصلاح ما أفسده الدهر في صحة شيخ الروائيين العرب نجيب محفوظ ، الذي قارب عمره القرن ( مد الله في عمره ) فان فناننا الكبير لم يصل بعد خريف العمر ، وبالتالي ، فان العطار سيعيد اليه العافية ، حين يمد يده في الوقت المناسب ... فهل سيبقى فنان الشعب حاملا خيمته على ظهره ، ينتقل بها من وطن الى آخر ، بعد نحو ثلاثين عاما من النضال العنيد ضد الدكتاتورية ، فكان بحق ، الناطق الجماهيري بلسان الفن الوطني الملتزم ، والذائد عن شرف عود بغداد وقيثارة الجنوب ، ومزمار كردستان ، مرتضيا بالفاقة والتشرد ، عازفا عن النعيم السحت والأضواء المبتذلة ، لا لشيء ، الا لأنه قد عاهد الشعب أن يكون حنجرته الصادحة بأمانيه وتطلعاته ، لا بوقا في جوقات الانشاد الصدامية .
ما فائدة أن تقيموا النصب التذكارية والتماثيل لرموز وجداننا الفني والثقافي والنضالي ، بعد رحيلهم ، اذا كنتم لا توفرون لهم في حياتهم ، الرغيف والدواء والخيمة ؟
شكرا سيادة الرئيس ، لأنكم منحتموني فرصة أن أخاطب رئيسا دون أن ترتجف مفاصلي خوفا من التدلي من حبل مشنقة ، أو طلقة مخاتلة ، أو حادث دهس منسق ...
شكرا سيادة الرئيس ... وسأشكرك أكثر ، حين يصل موفدك الشخصي الى حيث يرقد فنان الشعب العراقي فؤاد سالم ، وحيث تسكن عائلته في شقة ضيقة للايجار !



#يحي_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحي السماوي - رسالة خاصة الى سيادة الرئيس جلال الطالباني المحترم