أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - جمهور الكاتب الليبرالي















المزيد.....

جمهور الكاتب الليبرالي


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
قلنا أكثر من مرة، أن الكاتب الليبرالي ليس من أصحاب الأرصدة الجماهيرية الكبيرة في مثل هذا الشارع العربي الذي تجمعه طبلة وتفرّقه عصا، كما قال عنه منذ 14 قرناً الداهية السياسي عمرو بن العاص. بل يكاد يكون الكاتب الليبرالي هو أقل الكتاب في الصحافة العربية امتلاكاً لرصيد متواضع جداً من القراء في الصحافة العربية. والسبب الرئيس في ذلك، أن الكاتب العربي لا يُطرب الجمهور المعتاد على الطرب السياسي المنبعث من التخت الشرقي السياسي التقليدي، بمشاركة "الصهبجية" من الزعماء السياسيين، والكتاب السياسيين الشعبويين.


-2-



في تعليقات بعض القراء على مقالاتي ومقالات الكتاب الليبراليين الآخرين، يتنطّح بعض القراء لتقديم نصيحة "أخوية" لنا بأن نكف عن مهاجمة حزب الله حفاظاً على رصيدنا الجماهيري، ولكي لا ينقص رصيدنا لدى القراء، ويصبح صفراً أحمر.

وللعلم، فنحن لا نهاجم حزب الله بقدر ما نكشف حقيقته. وكشف الحقيقة في الجمهور الذي خرج بعد هزيمة 1967 يقول لعبد الناصر : أحَّ .. أحَّ .. لا تتنحَّ ، هو شيء مؤلم وقاسٍ، ولا يحتمل. كما أن نقد حزب الله وكشف تاريخ ما نسيه الرأس العربي لجمهور يقول لحسن نصر الله: نحن فداء صرمايتك، وهو نصر الله الذي نكب لبنان بما يزيد على 15 مليار دولار حسب تقرير البرنامج الاتنمائي للأم المتحدة، وأضاع الأرض التي كسبها في عام 2000 ، وأعاد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، كما كان عليه الوضع قبل عام 2000 ، وهدم أكثر من 15 ألف بيت، وقتل أكثر من ألف لبناني، وأكثر من عشرة آلاف جريح لكي يحرر الأسير سمير قنطار، الذي أصبح أغلى سجين في العالم، إذ أن يحيى سكاف السجين الثاني ليس لبنانياً، وانما هو فلسطيني من مواليد جنين، واسرائيل أنكرت أنه مسجون لديها، ولم يعثر عليه الصليب الأحمر في السجون الإسرائيلية حتى الآن، وسمير نسر السجين الثالث الذي يطالب به حزب الله ليس لبنانياً وانما هو اسرائيلي الجنسية، ومن أم يهودية ومتهم بالتجسس لحساب حزب الله.. هذا الجمهور الذي يصيح بأعلى صوته بأنه فداء صرماية نصر الله ليس جمهور شاكر النابلسي، وليس جمهور أي كاتب ليبرالي، في أية صحيفة عربية.



-3-



فهل عندما نقول بأن سمير قنطار أغلى سجين في العالم، وكلّف لبنان نتيجة حماقة حزب الله، كل هذه الكوارث نكون قد كفرنا بالجمهور، وأصبح رصيدنا الجماهيري صفراً.

فليكن كذلك.

فنحن لا نريد جمهوراً استبدل رأسه بطبل فارغ.

إن صفرنا الجماهيري ككتاب ليبراليين أفضل لنا في بنوك الفكر والعقل، من ضخامة رصيد من هم فداءً لصرماية حسن نصر.

فلتبقَ هذه الصرماية تصفق رقاب وأقفية هؤلاء، إلى أن تأتي النكبة التالية.



-4-



الكاتب الليبرالي يحزنه جداً ويخجله جداً، بل ويرفض أن يقرأه جمهور من خلال ثقوب صرماية نصر الله، كما يقرأ للآخرين، من كتاب الزفّة.

في الشدائد، يضيع رصيد الكاتب الليبرالي، ويصبح ربما صفراً.. لماذا؟

لأن الكاتب الليبرالي لا يكذب أهله في الشدائد، ولا يصوّر لهم ما يريدون أن يروه، وإنما ما يجب أن يروه.

في المصائب، الكاتب الليبرالي يُغرِّد عادة خارج السرب، ليس من أجل التميز، وليس من أجل الانفراد، وليس من أجل المخالفة، ولكن من أجل اضاءة الحقيقة التي عادة ما تكون مريرة في مهرجانات الطبول والمزامير.

في الكوارث، الكاتب الليبرالي ينادي ببقاء الوطن، وذهاب "القائد" المسؤول عن الهزيمة. في حين أن الجمهور الذي ينادي بفداء نفسه من أجل صرماية القائد، يفضِّل أن يذهب الوطن، ويبقى القائد.

ألم يخسر القائد عبد الناصر الوطن في سيناء، وبقي هو القائد؟

ألم يخسر القائد حافظ الأسد الوطن في الجولان، وبقي هو القائد؟

ألم يخسر القائد حسن نصر الله جنوب لبنان الآن، وعاد الاحتلال الإسرائيلي لما كان عليه قبل عام 2000، اضافة إلى خسارة 15 مليار دولار كما قال تقرير الأمم المتحدة، و15 ألف بيت مهدم، وألف قتيل، وعشرة آلاف جريح ومليون مشرد، وظل هو القائد الذي تُفتدى صرمايته بالأرواح والدماء؟



-5-



في الصواعق، الكاتب الليبرالي يطالب بالنقد الذاتي، وحساب النفس المسؤولة عن وقوع الكارثة، مهما كانت، ومهما كبرت، ومهما علت.

فالأمم لا تنتصر إلا عندما تنتقد ذاتها نقداً عميقاً وصريحاً وشجاعاً.

انظروا ماذا يتم في اسرائيل الآن من نقد ذاتي مرير، ننتشى به، ونفرح ونهلل له، نتيجة لحرب 12 تموز/ يوليو، أو ما نطلق علية "حرب سمير قنطار" السجين الذهبي، الذي يساوي الآن أكثر من وزنه ذهباً (15 مليار دولار، اضافة إلى تكاليف أخرى)؟

إقرأوا ماذا تم في اسرائيل من نقد ذاتي قاسٍ بعد حرب يوم الغفران 1973، والتقصير الإسرائيلي الذي حصل وقتها، والذي نعتبره اعترافاً من اسرائيل بهزيمتها، وتأملوا الرؤوس الإسرائيلية الكبيرة التي طارت نتيجة لهذه الأخطاء، بينما رؤوسنا المسؤولة عن أخطائنا كبُرت، وتضخمت، وعلت، وبقيت مقدسة مرفوعة؟



-6-



القاموس السياسي العربي الحالي بحاجة إلى تقويم وتنقيح، بل إلى حرق، وطباعته طباعة جديدة.

فما هو في القاموس السياسي الغربي" نقد" هو في القاموس السياسي العربي "هجوم" .

وما هو في القاموس السياسي الغربي "كشف للحقيقة" هو في القاموس العربي "عمالة".

وما هو في القاموس السياسي الغربي "الرأي الآخر" هو في القاموس العربي "خروج على الاجماع".

وما هو في القاموس السياسي العربي "مقدس" هو في القاموس الغربي " يخضع للنقاش".

وما هو في القاموس السياسي العربي "ثابت" فهو في القاموس الغربي "متغيّر".

وما هو في القاموس السياسي العربي "مسكوت عنه" هو في القاموس الغربي "مكشوف عنه".

وما هو في القاموس السياسي العربي " نكبة ونكسة" هو في القاموس الغربي "هزيمة صريحة".

وما هو في القاموس السياسي العربي " انتصار الأيديولوجيا" هو في القاموس الغربي "انتصار الأوطان".

وما هو في القاموس السياسي العربي "الجهاد عشق الموت" هو في القاموس الغربي " الجهاد عشق الحياة".

وما هو في القاموس السياسي العربي "الدين في خدمة الحكام" هو في القاموس الغربي "الدين في خدمة الناس".



-7-



لم يصل العرب حتى الآن إلى مرحلة النقد الذاتي للعقل العربي. وهذا هو السبب الرئيس وراء أن العرب ما زالوا متخلفين إلى الآن. ولم يدركوا بعد أن طريق الصواب لا يتجازها بنجاح إلا من تجاوز طريق الخطأ.

إن الرأس العربي - في مجمله - في الكوارث والمصائب والنوازل لا يعود رأس العقل. إنه يتحول إلى طبل أجوف، يقرع عليه "الصهبجية" و "الصوّيتة" من السياسيين والإعلاميين ألحانهم الجنائزية والاحتفالية الكاذبة.

السلام عليكم.







#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ينتهي -زواج المتعة- بين حزب الله وإيران؟
- فوائد وأضرار معاهدة السلام اللبنانية – الإسرائيلية
- هل سيصبح لبنان -الجمهورية الإسلامية اللبنانية-؟
- هل خلاص لبنان في معاهدة سلام دائمة؟
- لماذا كان -الكتكوت- آخر من سيدخل قفص السلام؟
- من هو الكاتب الليبرالي؟
- نصر الله رئيساً لوزراء لبنان!
- -الشرق الأوسط الجديد-: مَنْ قرأَ ومَنْ فَهِمَ؟
- سياسيون مخلصون، ولكنهم حمقى !
- ما هي آثار -حرب المصائد- على مستقبل العراق؟
- العرب والفلسطينيون والقبضة الإسرائيلية
- القائمة الفاتحة، ولن تكون الخاتمة!
- نحن الداء وليسوا هُمْ فقط!
- رئيس آخر حتى الموت رغم أنفه!
- سكين -الوثيقة- هل هي لقطع تورتة الدولة الفلسطينية أم لذبح ال ...
- مهالك الفلسطينيين: تنكيل وفساد وغباء وصمت
- سيّد القمني في رحاب الحرية
- البقاءُ للعراق، ولا عزاءَ للإرهابيين
- هل سيبني الفلسطينيون دولتهم من وراء القضبان؟
- كلمات على حائط المبكى الفلسطيني


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - جمهور الكاتب الليبرالي