أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نعيم عبد مهلهل - حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر















المزيد.....

حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 08:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


الشاعر المغربي " محمد الصابر ".
" الصوت الشعري وهو يمشي مع صداه جنبا إلى جنب ".
حاوره : نعيم عبد مهلهل – الدار البيضاء.

محمد الصابر شاعر مغربي ، من شعراء النص القوي .القوي بمفردته وهاجسه وموسيقاه ، يكتب الصابر بدلالات وعي ذات مستويات عديدة ، وهمه أيجاد الممكن السحري ليقود الحياة الى الاجمل بعيدا عن كل تلك التناقضات التي تصنع للكثير السام والجوع والفقدان ، لهذا فان قارئ تراث الصابر سيجد بحثا لاينتهي عن معنى ان نكون من خلال المناداة لاظهار وايجاد ذلك الحلم الذي عليه ان يقودنا حتى ونحن نتمنى خمش عتمته في مطلق البحث عن فريضة الحياة اجمل حين تصنع من خلال قصيدة وليس من خلال خنجر لامع .
عانيت مع الصابر كثيرا ، بسبب نمط تعامله مع أخر قد لايعرفه جيدا ، أسقطت عليه سحر جلجامش فأقتنع ليتحدث معي بعد أن قضى ليلة كاملة يقرا في كتاب قصصي لي ليعرفني وفي المساء قال لي : الان عرفتك جيدا وانا مستعد للتحاور .
الحوار مع الصابر شفاهيا هو متعة لتحولات الزمن المنتشر على ابتسامته السمحاء ونظارتيه المسدولتين على اوراق مرافعات المهنة حيث يعمل محاميا نشطا في الدار البيضاء ، وبين مفردات الشرع والقوانين ، وهيبة صناعة النص في كتبه الصادرة عبر عمره الشعري ياتي حواري مع محمد الصابر ، صناعة لفتنة حلوة وأدراكا لمعنى ان توحدنا الثقافة رغم تفرق البلدان .
للمحمد الصابر الدواويين الشعرية التالية :
زهرة البراري الدار البيضاء 1989
الورشان الدار البيضاء 1993
ولع بالارض 1 الدار البيضاء 1996
ولع بالارض 2 الدار البيضاء 1998
وحدي أخمش العتمة الدار البيضاء 2002

س 1 –: آ خر كتبك الشعرية " وحدي أخمش العتمة " ، هل يعني أنك وحدك تسكن رغبة الوصول إلى حلمك الذاتي ، وربما هذا يعني خيبة في ظاهرة حياتية، أو ثقافية ما ؟ .


ج : أفضل أن تصوب نظرك إلى اليد ، يد الغريب الذي يقف أمام باب مصنوع من خشب الساج ، أفضل أصناف الخشب ، تشيد به السفن ، ولا تأكله الحشرات ، باب مقفل باستمرار . إنه مشهد يجسد الخيبة . الخيبة شرط للكتابة ، لطالما أجلت تدوين نص أسميه هكذا : " مديح الخيبة " ، أنا مدين ببقائي الشعري للخيبة ولسوء الفهم .



س 2 –: قرأتك ، وجدتك تعتني بفخامة الجملة وصداها ، هل هذا مهم لنمط من روح الشعر أنت تحسن الكتابة فيه ؟ .


ج : إنها ملاحظة على درجة من الأهمية . هناك حدود بين التهويل والصخب والنزوع التراجيدي الذي سميته أنت " فخامة الجملة " ، وبين المعمار الإيقاعي الذي لا يستغرق بناؤه من الوقت إلا ما يكفي لحركة القبض على اللحظة السحرية البيضاء بتلقائية حركة الأسماك في الماء ، شاحذا كل المعاول المعرفية . ألم تصادف في كتاباتي الخرافة وهي تمشي جنبا إلى جنب مع فتاوى الفقهاء ، ومع ذلك لا أجزم بأنني محظوظ ، ربما كان ذلك أحد أسرار بقائي الشعري مؤقتا في انتظار العروج إلى الهاوية حيث اللغة التي لا تشبه العربية إلا بالقدر الذي يسمح للغريب أن يسأل عن إسم البلدة التي دخل إليها في ذلك المساء ، مكتفيا بمعرفة إسمها زاهدا في قواعد اللياقة والإستقبال.


س 3 –: متى تشعر القصيدة لديك أنها ينبغي أن تظهر ؟ .


ج : تحت جلدي مواسم زراعية تربط بينها روابط الود والألفة والتسامح . هي ليست معنية بخطوط الطول والعرض ، ولكنها معنية بنفسها .الإستعارة وطني ، حتى وأنا أدافع عن المظلومين في قاعات المحاكم ، إنها كياني الذي يوازي حظي من هذا الكون الغامض .
كل ما أفعله هو التدوين لتزجية الوقت فقط ، للخلاص من سعير الشعر . سأقربك إلى الصورة أكثر : إسمح لي بأن أقول لك إنني شبيه بذلك الكائن الأسطوري الذي نهشت الكلاب لحمه وعظامه ولم تترك منه إلا الصوت . لكم هو مشهد مدهش أن تجدني " صوتا يمشي جنبا إلى جنب مع صداه " ، غير أنه مشهد لا يروقني ، ربما لأن الصوت الأبكم هو الأكثر قرابة للشعر إذ يختزل رغبة من لاتهمه المخاطرة مثلما لا تهمه النجاة ، إنه صوت الغريب بامتياز.


س 4 –: من " زهرة البراري " ، كتابك الأول الصادر في 1989 ، مرورا بكتابك الصادر في جزأين " ولع بالأرض 1 " ، " ولع بالأرض 2 " ، وحتى إلى إصدارك الأخير ، أنت مولع بقراءة ما يجري عبر المناجاة . لم كل هذا ، وأي فلسفة تدركها طريقة الكتابة الشعرية عندك ؟ .


ج : في "وميض الهمس الأول " الذي نشر على أعمدة الصحف والمنشور في " الورشان " الصادر سنة 1993 ، لن تعدم هذا النزوع الإبتهالي الجنائزي ، الذي هو ماء الشعر أيا كانت اللغة التي يكتب بها هذا الشعر .الشاعر يصوغ معتقده الخاص ليتميز به عن المعتقد الشعري الذي يستشري ويستفحل في مرحلة من مراحل العمر الشعري . مثلا عندما كتبت " وميض الهمس الأول " كنت تحت تأثير الملاحم حيث القوة و الإندفاع والفتوحات الشعرية وحركة الجسد في الخارج كما في اللغة ، كنت أريد أن أقول المجهول بما هو في الآن نفسه قبض وبسط ، ظهور وتلاش ، سطوة واستسلام ، كنت أكتب كما لو كنت أرقص مرسول الشعر شاقا صدري ، راميا بنعلي فيما تحتي هشيم من الزجاج وحولي ومن فوقي وعن يميني و عن شمالي أصداء متداخلة ، شبيهة بصوت ينادي " يموت " هكذا " يموت ".
هذا النزوع الأوبرالي إن صحت التسمية والذي سيظهر على هيئة أخرى في " الأسلاف " و " الأمهات " - مسكونا بهذا النداء " يدي أسست الأرض ويميني نثرت السماوات " - هو معتقدي الشعري آنذاك ، حيث كنت أقيم وحدي ، ربما متأملا نهر الشعر المغربي الهادر وهو يندفع آمنا مطمئنا .
الآن لم أعد معنيا بهذا الرقص لم أعد بحاجة إلى تلك الحلل الموشاة التي يرتديهاالشاعر استعدادا للقاءالملإ ، والتي تسمى البلاغة ، الآن أطمح إلى أن أكتب ضد الشعر الأدبي ، هذه الشائعة التي روج لها بعض النقاد - وهم للأسف من مدرسي الأدب العربي -ونصبوا أنفسهم حراسا عليها لصد هجمات الشعر الشعري .


س 5 –: أنت يا محمد الصابر تكتب بصوت عال ، ولكني أراك في طبيعتك ميالا إلى الهدوء الصامت دوما. ما تفسير هذا في تجربتك الشعرية ؟ .


ج : - صراخي عند ميلادي يرافقني دوما ، كل الأشياء حولي تصرخ ، تتهامس ، توشوش ، ربما لثبت الحماس في دوران الأرض . وعلي أن أصغى إذن . يعنيني الإصغاء أكثر ، الإنصات إلى العالم هو ما يجعل الشاعر قادرا على ربط أواصر الأخوة بين عناصره المترامية ، أنا أفكر بصوت عال ، أفشي أسراري الشعرية ، كل شيء لدي قابل للتبذير . هكذا أفهم العدالة الشعرية . قلت لك في تلك الليلة " كان أن كانت لدي استعارات لم أعد أعرف ما أفعل بها " هكذا تقول كتاباتي الصمت بصخب تماما مثلما تقول الصخب بفارغ الصمت . هي ذي طريقتي المفضلة في اللعب مع كائناتي كأي مشرد غير منشغل سوى بهذر الوقت دون أدنى شعور بأن هناك في هذا الكون المترامي الأطراف والذاهب دوما في الاتساع من سينشغل به .


س 6 –: إلى من توعز انتقالات مناخات القصائد بين كتبك ، هل للعمر ، أم للتجربة الشعرية ، أم لتغيير المشاهد الثقافية ؟ .

ج : إلى كل هذه العوالم مجتمعة وإلى ما دونها : هناك الحاجة الدفينة الكامنة في كل شاعر والتي تدفعه إلى تدوين نص يقبض على الكون ، من جهة ، وهناك عملية التدوين بما هي نشاط خاضع لقيم الإقتصاد التي من بينها الإشباع ، من جهة أخرى إن عملية الإبداع رهينة بطاقة الجسد ،أي بنشاط عضلي ، هناك من الشعراء من يكتب لست ساعات متتالية ، وهناك من تسمح طاقته الجسدية بأكثر ، وهناك من لا تسمح له بذلك ، يحصل كل هذا مع حضور ذهني ملتهب ، لذلك وجدتني أميز بين الشعر وبين عملية التدوين التي هي نشاط اقتصادي بما هي نشاط تعاقدي ، إنها تعاقد بالمعنى القانوني للكلمة قد يكون أحادي الجانب مثلما قد يكون بين طرفين اثنين وعندما نقول التعاقد نقول الإقتصاد .
إنني أمضي مندفعا في قول ما لا أعرف صوب ما لا أعرف ، من غير أن يكون لدي الوقت للإنتباه إلى تغير المناخات .


س 7 –: لم نكتب الشعر ، هل لنكون ، أم ليولد فينا تكوينا غير هذا المكون اليومي ، وما هي رسالته بالضبط كما تراها أنت … ؟.


ج : أكتب لأن فعل الكتابة يحررني من إرغامات التعاقدات غير الشعرية طبعا .
إنني لاأنتمي إلى مجتمعات اقتصاد السوق حيث يولى الإهتمام الكبير لصحة الفرد وسعادته الأرضية حيث الحياة لطيفة وعطوفة وطويلة ، حيث الإقتصاد يصنع القيم بوثيرة عالية ، وحيث اقتصاد الكتاب يخضع لنسق داعم من القوانين والضوابط .
أنا أكتب لأشبع رغبة دفينة كامنة في لا شعوري قد تكون الإنعتاق من التاريخ ، ربما كانت لدي حظوظ لأكتب شيئا جميلا في اللا تاريخ لأنني أنتمي إلى جغرافيا متوسطية أكد العلماء أن طقسها دخل طور جفاف متزايد عندما دخلت المنطقة حيز التاريخ ، وقد أسميها الإنعتاق من مجال الإستخدام اللغوي ، من هذه الكتلة اللغوية ذات الأشكال والغايات المتعددة ، الجاهزة . أكتب لأتحرر .
ومع ذلك سأظل عاطفيا أي مشغولا بإعادة إعمار الشعر بعد الخراب الذي طاله من خصوم الشعر .


س 8 –: في كتابك " الورشان " الصادر سنة 1993 ، رحت بعيدا عن المكان المحلي إلى هموم أخرى تتجاوز الإقليمية . الآن ، مع كل الذي يحدث هل تستعيد هواجس قصائد كتاب " الورشان " ؟.


ج : أحتاج فقط إلى عظام مجوفة ، وإلى ساقين بجلد جاف وإلى ريش وفير يغطي جسمي ، ولا يهم آنذاك إن لم يكن لي جناحان ، أنا لا أكف أبدا عن تداريبي على التحليق .


س 9 –: كي ترى المشهد بتعدد تجاربه وصراعاته ، هل النأي عنه في عزلة الكتابة شرط لها في نظرك ؟


ج : لقد علمني درس الحقوق أن أكون في المشهد لا خارجه ، إن احترام الحقوق هو حجر الزاوية في بناء الشروط التي تحقق نماءالإنسان .
إن معنى الإنسان آخذ في التغير ، إن الرأسمالية تحمل في روحها طاقة تدميرية مذهلة لا تقوى أية إرادة على صدها ، عندما تصبح هناك دول عقيدتها الدبابة والطائرة والقنابل العنقودية ووسائل الإعلام واستهداف العزل ، وتكون هنا دول عقيدتها النكوص في الحريات المدنية وتزايد الجهل والمرض ، كيف لا يتسنى لك التحليق بحثا عن جوهر الإنسان ومعناه.
إن الشعر الحق رديف الألم ، أفلاطون يقول ذلك في " الرسالة الثلاثون " ، غير أن الشعر الحق لا يدون إلا في مطلق السكينة حيث صفاء الذهن والروح.


س 10 –: ماذا يمنحك هؤلاء : بودلير ، السياب ، محمد بنيس ، أنيس الرافعي ،الدار البيضاء ؟ .


ج : أستسمحك في القول إن بودلير شاعر كلاسيكي سوداوي وهو لا يدهشني ، لي حساسية تجاه الذوق السائد الذي غالبا ما يكون صنيع متحمسين لم يقرءوا لوي برتراند صاحب " كاسبار الليل " ، و لا قرأوا بعد ذلك أندري دي بوشي ولا روني شار … وهم ضحية دعاية وتسويق تحركهما تقاليد ثقافية فرنسية تصنعها الحاجة الدائمة والمستمرة إلى " الأسطورة " التي تغذي الانبعاث ، عقيدة الغرب الحديث .
كثيرون هم الذين سيبعث فيهم كلامي الطمأنينة ، و لكني استسمحهم في هذه النصيحة اقرؤوا ترجمة بودلير لإدكار آلان بو وكتاباته في الفن عن دولا كروا ،
- بدر شاكر السياب شاعر كبير ، لي معه أخوة وصحبة قديمتان إنه يكتب باللغة التي كان يتكلمها أهل الأرض قبل أن " ينزل الرب ويبث فيها الشتات " .
- أنيس الرافعي قاص يحكي الشعر ويمشي وحده إنها تقاليد الكبار لذا تجده خبيرا بأنماط التفاعلات الكيماوية ، اللغوية طبعا ، مستغنيا عن المواد القابلة للاحتراق . هو رسام بارع لمناقب الصحبة . لا أعرف ما الذي يجعلني أربط بينه وبين الشاعر وليام بتلر ييتس هل مبدأ الاتصال بأرواح الموتى أم الأسطورة أم عقيدة ييتس " إذا رمينا عصفورا بحجر فسنجرح أنفسنا" .
- محمد بنيس شاعر يجيد التحديق في ماء الشعر ، إنه نرجسية منتجة ، يعرف ماله و ما عليه ويتقن رسم الحدود بينهما ، حريص دوما على مؤسسة جديرة بالإحتفاء تسمى كبرياء الشاعر .
- الدار البيضاء هي " أنشودة الساحل الغربي " في مجموعتي " زهرة البراري " ، مدينة بصيغة المفرد ، في هندستها و حدائقها في انتشارها وفي أسماء شوارعها وأزقتها التي لن تعدم فيها أسماء الشعراء : أحمد المجاطي ، عبد الله راجع ، أحمد بركات …، وباختصار في صياغة التعايش ، حاذقة في اختزال لغة المغاربة وترويضها على أن تصير سهلة قابلة للتسكع في الكتب والصحف .


س 11 –: بمن تحتفي لحظة الذهاب إلى زمن كتابة القصيدة ، وأين هي أوقاتها ؟ .


ج : أحتفي بكل ما هو مهمل ، معطل و متلاشي ، لي ميل إلى كل ما هو غير مأهول اعتني به ، أرممه ، أحفه بالألوان ، وأبعث فيه الطمأنينة ، ثم أهجره واستغني عنه . إنها حالة من الخوف قد تبدو لك غريبة ، ولكنها حالة تخلصني من الإبتذال الذي هو بالنسبة لي رديف الموت .


س 12 –: أنت لا تستعجل المطبوع ، وتميل إلى التريث في إشهار كتبك ، هل هذا يرتهن بمزاج أم بتاكتيك ثقافي ؟.


ج : هناك الكتابة وهناك تسويق الكتابة ، أعرف أن قدر الكاتب دائما يتأرجح بينهما،إنك بسؤالك هذا تذكرني بذلك الشاعر الأدربيجاني الذي يحكي عن شاعرين صعدا إلى السماء ليطلب أحدهما موهبة و يطلب الآخر حظا سعيدا ، وفيما هما يعودان إلى الأرض يسأل الأول الثاني لماذا طلبت حظا سعيدا فيجيبه : عندما نصير على الأرض ، ستفهم .
ومع ذلك أنا أكثر ميلا للأول ، ربما لأن الحظ السعيد كلما تأخر كلما كان أكثر إسعادا ، أما إذا كان مجيئه مستحيلا فتلك هي السعادة الحقيقية .
إنني لا أرتاح لهذا النوع من النشاط الذي يسمى نشر الشعر . عملية النشر رهينة بالمزاج الرائق الذي غالبا ما يخذلني ، وأجد في هذا الخذلان غنائية خفيضة تغنيني عن الإنتشار .


س 13 –: بماذا شعرت وأنا أحاور فيك عالم القصيدة ، هل فهمتك مستعجلا ؟ أم أنني ربما أفهمك من زمان ؟ .


ج : إنك أحرص ما تكون على هبة الإصغاء . لديك طاقة هائلة على النفاذ إلى عوالم الناس والأشياء تجعل مخاطبك لا يفهم هل أنك تنفذ إلى عالمه بسرعة أم على مهل أم أنك تعرفه منذ أمد بعيد . حدوسك لا تخطئ . إنها فراسة الشاعر .


س 14 –: ماذا يجري في هذا العالم بالضبط ، وماذا على الشعر أن يفعل إزاء هذه الحروب ، وأعاصير العولمة ، والمتغيرات الهائلة ؟.


ج : أن يقول : لا.


*رؤى من محاور الشاعر حول ماجري في حوار مقهى او ليل في المحمدية لاينتهي...
أنا فهمت من الصابر مالم يفهمه غيري ، او هكذا أعتقد تبجحا ، هذا شاعر لديه قلب وخيال ، اذن فهو رائي كلمة السحر وصانع حاذق لأجوبتي التي اردت بها كشفا وسياحة وتعريفا بصوت من أصوات الدهشة المغربية الشعرية ، فالصابر في كل تراثه الشعري يؤسس لهاجس جملة المناداة للشيء الذي نريده ، حلمنا الكوني ، القومي ، الأقليمي ، المحلي ، لنه بهكذا تأسيس يعتقد الاخرون انه يميل الى مناخات مدائح الظل العالي ، فيما مدائح الصابر هي خصوصيته وكشفه وحده وليس له هاجس التأثر بأحد سوى اسقاطات ثقافته التي هي نتاج ولع بالارض وبثورة التغيير الى تحولات الفقراء نحو ضوء الشمس والقمر ومدى الرغيف والبحر .
في تراث محمد الصابر تتنتظم هموم القلب عبر مؤشرات الخر وتصبح منداة الذي نحلم بتجميع اشلاءه في جسد الحلم هم كل القصائد ، أنه شاعر للتحولات الانسانية ، ومشاهد حاذق لمجريات مايحصل لذا فهو في كل كتبه الشعرية يضع تفسيرات حزن الاشياء وطموحها من خلال سعة القصيدة لدية ، يمتلك طاقة هائلة لتثوير الجملة ، ولديه بعدا لاينتهي لمساحة المنادات للاشياء التي يحن اليها ويرغب ان يزرع فيها وردة التغير والانعطافة .
لهذا فانا قرات الشاعر من خلال الحوار وقراته من خلال دواوينه وفكرت ان يكون لي شتاء طويلا مع تراثه الشعري كله .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ..الايام الرائعة وفواكه البحر...
- المملكة المغربية والأيام الرائعة وفواكه البحر
- المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4
- المغرب..الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر
- ابكي عسلاً
- المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
- بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
- لا أحاور إلا نفسي
- قصائد لوطن نتمناه
- أبي في متحف اللوفر
- الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
- التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
- أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
- خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !
- والكهرباء مفقودة ... عريانة وتتمنى أوربا
- المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ
- سقراط وغبار أجفانكِ
- وزارة التربية..وحلم مدرسة في قضاء الجبايش


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نعيم عبد مهلهل - حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر