|
المغرب ..الايام الرائعة وفواكه البحر...
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
(( سيخلف من بعده خلف ، هم طيبون هم الفقراء الذين اكتووا برحيق الوطن ، هم الشيقون وهم فتنة الارض حين تعود معطرة لذويها هم يتقنون البحار وسبع لغات أخر.. هم الساكنون سبات السنين لانوم يوقظهم ولاشك يحملهم بإتجاه اليقين ...)) الشاعر المغربي مُحمدُ الصابر
هذا مجتزء من قصيدة في ديوان الشاعر المغربي محمد الصابر الموسوم ( ولع بالأرض ) ..وأعتقد ان قراءة قصيدة بهذه الفخامة والصدى الكوني لعاطفتها من خلال قراءة روح الأنسان المغربي ومرجعيته التي في اغلبها هي مرجعية الصراع مع الصعب لصناعة حياة ، واقصد الصعب المعيشي من خلال معول الحقل أو طابوقة البناء وتأسيس لقمة شريفة للعيش . وان كان الشاعر الصابر في نصه ذا الصوت العالي يقصد ذاكرة الشاعر ورسالته إلا إنني اجزت لقراءتي لنصه على ان يكون قصدهُ للانسان المغربي البسيط ، الذي اراه امامي في شتى الاتجاهات ، عامل الطين ، وصائد السمك ، وسياسي الحزب ، وجندي الواجب ، ونادل المقهى ، والمراة في محلج النسيج ، ومعلم الدرس ، ومنتج النص الكتابي ، شعرا كان ام نثرا .. أولئك هم من جلسوا الان تحت بردة القصيدة ليصنعوا هاجس مملكة واسطورة ووطن ، وبين الحلم ودمعة الهجرة ورحيق زوارق البحر تطلق الامال غيوم الرغبة لوجود يذهب الى الامام في عهد آخر من عهود الامل لبناء مغرب للحضارة والتسامح والابداع . ان جملة ( هم يتقنون البحار وسبع لغات ) ، جملة لها بعد لصدى تأريخ أرجواني ، أرجوان الخصوصية ، وارجوان البقاء ، وارجوان النضال من اجل حلم يتعدى انتصاب الرغيف في فم الجوع ، لان عودة مبتسرة وسريعة للتاريخ المغربي يعطينا الف دلالة ومليون مشهد في اللحظة الواحدة ، وهي لحظة يصفها لوكليزي في رائعته التي يقرا فيها الصحراء المغاربية : ( إن الانسان هنا ، يتأقلم مع شكل الرمل فيصير منسابا كما الموسيقى للوصول الى غاية هي بتكوينها اكبر مباهج العالم وحين تريد أن تعرف ماهي الغاية ، فتجدها قطرة ماء ) هذه الصوفية الكونية لدى الصحراوي المغربي هي منحة من السماء وإلا كيف يبعد الانسان عن خاطره بهجة الورد والظل وحجر المدن الباردة ليجعل بهجته الصحراء بمدى شاسع لاينتهي وكأنها عاد أو دلمون وهي تسكن ذاكرة الميتافيزيقيا والاساطير؟. أسأل أحد الصحراويين ( بن عيسى ولد علام كيلطه ) : إن كانت الصحراء تعني الولادة والبقاء ابدا الى اللحد ؟ ــ نعم لانها البيت الاكبر والذي لاتخنقك به السقوف . ــ ولكن في المغرب بيئات ساحرة وسواحل تبهر ، خذ جِمالك هناك ؟ ــ ستموت من السأم وساموت انا . ــ كل شيء في الحياة قابل ليتكيف مع الجديد وحيوان الحرباء مثالا على ذلك . ــ انا إنسان صحراوي وليس حرباء . ــ إذا مالذي تريده من الصحراء وماذا تريد هي منك ؟ ــ أن تجعل حلمي جديدا مع شمس كل يوم وانا اعطيها صوت الناي والحداء الجميل لاباعري وانا اقودها الى واحة الماء والعشب . كل مغربي لديه دهشه الحكمة بمستويات المكان الذي يعيش فيه ، وهذاالمغربي من الذين يصفهم الصابر( اكتوو برحيق الوطن ). عرف ان يصنع متنا ديالكتيكيا لوجوده الذين لاشيء فيه سوى الرمل وعاصف الريح ونار خيام هجيع الليل ورغم هذا تراه يطلب من هذه المكونات صناعة حلم جديد لكل يوم . هذه الكونية المغربية المقروءة بمتن النص المدهش تقودني الى رؤى سانت اكزيبوري في بريد الجنوب وغيره من اعماله الصحراوية المدهشة التي كانت في النهاية مكانا ازليا له ، إذ لم يعثر على قبره الصحراوي الهابط من طائرته المحطمة حد هذه اللحظة . الى تذكر جملته الهائلة : (الأنسان هنا في هذه الصحراء التي يرتديها النخل المنفرد كما ترتدي السماء قوس قزح نحيف ، ماهر بعناية كبيرة ليصنع بهجته الخالصة وهي مالما يحققها اميري الصغير . ) وكان يقصد الامير الصغير بطل واحد من رواياته الشهيرة المصاغة بايديولوجيا الحكمة لاثبات الوجود وصناعة حلم في مكان اخر . إذن يجد الصحراوي المغربي روحه تهيم في مكان ولادته ولن يجبره اي اغراء في العالم ليغير المكان او يبيعه او يؤجره حتى لو اعطوه حدائق فرساي .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المملكة المغربية والأيام الرائعة وفواكه البحر
-
المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4
-
المغرب..الأيام الرائعة وفواكه البحر
-
المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر
-
المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر
-
ابكي عسلاً
-
المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
-
بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
-
لا أحاور إلا نفسي
-
قصائد لوطن نتمناه
-
أبي في متحف اللوفر
-
الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
-
التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
-
أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
-
خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !
-
والكهرباء مفقودة ... عريانة وتتمنى أوربا
-
المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ
-
سقراط وغبار أجفانكِ
-
وزارة التربية..وحلم مدرسة في قضاء الجبايش
-
موسم الهجرة إلى الموت
المزيد.....
-
أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط
...
-
-أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
-
شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق
...
-
الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد
...
-
ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
-
إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو
...
-
دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم
...
-
لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
-
الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|