أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابوعلي طلال - قراءة أولية لتداعيات حرب تموز الصهيونية على مفاهيم الحروب الثورية















المزيد.....

قراءة أولية لتداعيات حرب تموز الصهيونية على مفاهيم الحروب الثورية


ابوعلي طلال

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أن المواجهة التي شهدتها قرى وبلدات الجنوب اللبناني تحديدا ولبنان على وجه العموم في حرب تموز التي شنتها اله الحرب الصهيونية بقرار أمريكي واضح ومشاركة مباشرة في هذه الحرب إما من خلال إمدادات السلاح وأعتى تقنياته أو من خلال طيارون مهرة يجيدون استخدام القنابل الغبية لإصابة أجساد الأطفال وألعابهم وبيوتهم الآمنة في الضاحية الجنوبية في محاولة لخلق الشرق الأوسط الجديد حسب المفهوم الأمريكي للمنطقة بولادة قيصريه أدواتها أحدث ما توصل أليه علم القتل من ابتكارات.
فما هي التكتيكات المستخدمة لدى جيش يعتبر الرابع في العالم ويحظى برعاية شاملة من الولايات المتحدة الأمريكية وتتوفر لدية أحدث وسائل وأدوات السيطرة والقتل في العالم؟ وكيف أدار هذا الجيش مختلف صنوف أسلحته وقواته في ميدان المواجهة؟وما هي الثغرات الاستراتيجية التي أربكت هذه القيادة وتلك القوه العاتية ومنعتها من تحقيق أهدافها؟ وفي المقابل ما هي الوسائل والتكتيكات والأدوات التي اعتمدتها المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله في إدارة وقيادة هذه المعركة ؟ وما هي عناصر الضعف والقوة التي أحاطت بأدائها في تلك المواجهة؟.
أسئلة سيقف أمامها جميع المراكز المتخصصة والباحثين، وحرب ستخضع للدراسة والتحليل على أكثر من صعيد.
أن أركان الجيش الإسرائيلي والتي استندت إلى خطتها الاستراتيجية بتحويل الجيش الاسرائيلي إلى ((جيش طائر)) والتي اعتمدت بالأساس على القوة الجوية لتحقيق الجزء الحاسم من أهدافها في هذه الحرب استنادا لتجربة البلقان وحرب الخليج الثانية ولتعزيز مكانتها لدى المؤسسة العسكرية الأمريكية ولتثبت لها بأنها ليست اقل كفاءة من سلاح الجو الأمريكي والذي حقق إنجازات على هذا الصعيد. قد أعدت العدة لهذه الحرب ووضعت السيناريو التكتيكي لأدائها حيث تقوم قواتها الجوية والبحرية بصواريخها وقواذفها بعيدة المدى وبالاستناد لأقمارها الصناعية وطائرة الاستطلاع والرصد الحديثة من طراز أي/8سي الأمريكية الصنع بشن غارة مباغته تطال البنية التحتية والقيادية وتقطيع الأوصال بين مختلف المناطق وإثارة الرعب والفزع في صفوف القاعدة التي تستند إليها المقاومة اللبنانية ثم الانتقال بالتركيز على ضرب القوه الرئيسية لحزب الله المنتشرة في القرى والبلدات والواقعة جنوب نهر الليطاني كمقدمة لهجوم بري بالآليات والمشاة يهدف لتمشيط وتنظيف المنطقة مما تبقى من جيوب للمقاومة وبذلك تستطيع القيادة السياسية استثمار هذه الوقائع بالإضافة لضغط داخلي لبناني وخارجي عربي ودولي يحقق لها أهدافها بنزع سلاح المقاومة وتأمين سلامة الحدود الشمالية لدولة إسرائيل تمهيدا لسيناريو أمريكي يعد للمنطقة في المستقبل القريب.
وقد حشدت قيادة أركان الجيش الاسرائيلي وعلى التوالي أكثر من ستون ألف جندي لتنفيذ هذه المهمة من سلاح المدفعية والآليات والمشاة وقوات الاحتياط تتقدمهم دبابات الميركافا3 المحسنة وسلاح البحرية بترسانته النوعية من بوارج وزوارق مقاتلة كان لها دورا بارزا في القصف والحصار البحري بالإضافة للترسانة النوعية المتفوقة في سلاح الجو من مختلف أنواع الـ اف16-15-14 وسلاح المروحيات المتعددة المهام.
فما الذي فعلته اله الحرب الحديثة على مدى أكثر من شهر،وماذا حققت من أهدافها في الميدان وفي السياسة.
نعم استطاعت هذه القوة التدميرية الهائلة من إيقاع خسائر فادحة طالت البشر والحجر في لبنان،فقد تقطعت الأوصال ودمرت الجسور والمناطق والبلدات التي تركز عليها القصف الجوي والبحري وتشير بعض التقديرات إلى أن الخسائر المادية في مختلف المجالات تصل لحدود الـ 20 مليار دولار تكبدها لبنان ومواطنيه بالإضافة إلى ما يزبد عن 1200 شهيد وما يقارب الـ 3000 جريح...فقد استخدمت في هذه الحرب العديد من الأسلحة الممنوعة دوليا وفي مقدمتها الأسلحة الانشطارية والعنقودية بالإضافة للعديد من المجازر المباشرة تجاه المواطنين الأبرياء...واستطاعت أيضا بضغط الداخل اللبناني والخارج العربي والدولي بالوصول للقرار الدولي رقم 1701 والذي حقق لإسرائيل أكثر بكثير مما حققته قواتها العسكرية في الميدان.
أما الخسائر في الجانب الإسرائيلي فتشير التقارير إلى ما يقارب 340 قتيلا بين الضباط والجنود بالإضافة إلى أكثر من 600 جريح كذلك،كما تشير إلى تدمير وعطب أكثر من 1100 دبابة وجرافة وناقلة جند وعربات مختلفة وطائرتين مروحيتين وطائرة استطلاع وثلاث قطع بحرية.وخسائر مادية في مختلف المجالات تجاوزت الـ15 مليار دولار.
فما الذي جرى في ارض الميدان؟ وكيف أدارت المقاومة اللبنانية قواتها وما هي التكتيكات التي استخدمتها في مواجهة هذه القوة الهائلة؟ وما هي الإضافات التي إضافتها على مفاهيم وتكتيكات حرب العصابات؟
من الواضح أن التكتيك الأساسي الذي استخدمته المقاومة اللبنانية تمثل في استيعاب الضربات الجوية والقوة النارية الهائلة في الحد الأمامي والتثبت قدر المستطاع بالنقاط المحتملة لتقدم العدو لمفاجئتها بكمائن ومصائد معدة بحرفية عالية لإيقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر في آلياته وبين جنوده،ومن ناحية أخرى استخدام القوة الصاروخية المتوافرة لديها باتجاهين الأول تركيز الضربات الصاروخية على تجمعات القوات المهاجمة في المستوطنات الشمالية والنقاط العسكرية المستطلعة بدقة بهدف إثارة البلبلة والإرباك في الصفوف الخلفية لتلك القوات والاتجاه الثاني ضرب عمق العدو باستهداف المدن والمنشئات على اختلاف أنواعها كوسيلة من وسائل الردع التعبوي والمعنوي في المعركة.
فقد اعتمدت القوى الثورية ومنذ القدم على عنصر المباغتة والإنفاق والتكتم الأمني الشديد والحركية العالية والإنسان المعد إعدادا ايدولوجيا خاصا وبالتالي فأنني اعتقد إن الإضافة النوعية التي أضافتها المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله على مفاهيم حرب العصابات تتمثل باتجاهين:

- الاتجاه الأول : التكنولوجيا الحديثة
- الاتجاه الثاني : الأسلحة التكتيكية القصيرة و متوسطة المدى

فلم يكتفي حزب الله بالايدولوجيا في مواجهة التكنولوجيا ،فقد استخدم كل إمكانياته المالية وعلاقاته للحصول على أحدث الوسائل والأدوات القتالية، وقام عناصره بالإلمام بتلك الوسائل والأدوات بحرفية عالية، وإبقاء حصوله عليها طي الكتمان، لتشكل مفاجأة للخصم في خضم المعركة ،ومن المفيد الإشارة في هذا السياق إلى الصواريخ المضادة للدروع من الجيل الثاني والثالث والتي لعبت دورا حاسما في حسم المعركة بالإضافة لصاروخ خيبر البحري ووسائل السيطرة والاتصال عبر أحدث التقنيات وعبر الأقمار الصناعية وكل وسائل الرصد والاستطلاع البرية والليلية هذا بالإضافة للإضافة النوعية على نظم الخنادق والإنفاق لتلبي الحماية من المستجد في وسائل العدو القتالية، وفي الخلاصة نستطيع القول بأنها المزج النوعي بين تقنيات الجيوش الكلاسيكية وتكتيكات حرب العصابات.
كما استطاعت المقاومة استخدام الأسلحة التكتيكية (صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى) تنفيذ كل تقنيات المناورة الحديثة وتحويل هذا السلاح التقليدي الكلاسيكي إلى سلاح ثوري فعال في مجالين الردع المادي في الميدان والردع التكتيكي والتعبوي في المعركة على وجه العموم.




#ابوعلي_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الأمريكية وأداتها الصهيونية
- قراءة اولية في حرب الوعد الصادق
- عشتار
- القوى الديمقراطية في الساحة الفلسطينية وتحديات المرحلة
- تداعيات فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية
- في الذكرى الرابعة لتأسيس موقع الحوار المتمدن
- للشهيد القائد ابوعلي مصطفى في ذكرى الانطلاقة
- يارفيقي
- ابجديات لسمر
- الجماهير الفلسطينية في لبنان واهداف المرحلة
- ردا على مقال السيد ابو الفضل علي تحت عنوان اهزوجة السلوك الب ...
- وداع
- بين المخيم والدمار
- بين الملح وبين الماء
- سلاح المقاومة بين مشروعية المقاومة...وحق الاستقرار
- الاصلاح في العالم العربي
- اليسار الفلسطيني والانتخابات التشريعية
- الوجود الفلسطيني في لبنان بين سنديان العشق ومطرقة الكراهية
- تصورات أولية لمعالجة المسألة التربوية والتعليمية للفلسطينيين ...
- قراءه وتساؤلات في تحديات المرحلة


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابوعلي طلال - قراءة أولية لتداعيات حرب تموز الصهيونية على مفاهيم الحروب الثورية