أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل علوش - السقف الواطئ وسياسة فن الممكن















المزيد.....

السقف الواطئ وسياسة فن الممكن


فيصل علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في اجتماع سابق لوزراء الخارجية العرب، عن موت «عملية السلام» في الشرق الأوسط، أو تسليمها لإسرائيل لتفعل بها ما تشاء، تساءل آنئذ كثيرون عن المعنى الحقيقي لما قاله الأمين العام، خصوصاً أنه قد يفهم منه تبرير لأعمال أو لخيار المقاومة في لبنان والأراضي الفلسطينية.
وهل يعني هذا حالياً أن خيار الحرب أو المقاومة بات هو البديل المعتمد لوصول العرب إلى السلام المنشود؟
وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي الاستراتيجية العربية الجديدة للخروج من مأزق انهيار عملية التسوية أو موتها؟ أو ما هي البدائل العربية الممكنة والتي قد يؤخذ بها في معالجة مشاكل المنطقة وأزماتها المزمنة، للوصول إلى حلول عادلة ومنصفة لها؟
الصمود البطولي الذي أبداه مقاتلو «حزب الله» في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان، والانتصار الذي حققوه عبر هذا الصمود، يدفع إلى الاستنتاج، أن خيار أو منطق المواجهة والمقاومة المسلحة، هو خيار منطقي وواقعي، شريطة أن يحصل على إجماع وطني داخلي، وعلى تغطية سياسية عربية له. لأنه، بغير ذلك، سيفقد أفقه السياسي، وتتحول أدواته إلى أطراف في صراعات داخلية مدمرة، تنزع عنها الشرعية وتودي بها إلى الهلاك.
يجب الاعتراف أنه من الصعوبة أو الاستحالة ترجمة الخيار السابق إلى واقع عملي في ساحتنا العربية، ويذهب بعض «الخبثاء المشككين» إلى القول إن القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين لم يكن هدفاً إسرائيلياً وأميركياً فحسب، بل كان هدفاً لأنظمة عربية معروفة ومحددة وعلى قدم المساواة أيضاً، مع الهدف الإسرائيلي والأميركي فكيف لمثل هذه الأنظمة إذن أن تعمل على دعم المقاومة وتغطيتها سياسياً وديبلوماسياً؟.
يدخل هنا في اعتبار البعض شبهة ارتباط المقاومة بأطراف إقليمية غير عربية، وبأهداف ومشاريع تلك الأطراف التي لا تحمل الخير، في نظر ذلك البعض، إلى العرب.
هنا لابد أن نسجل فعلاً ليس فقط غياب المشروع النهضوي العربي الذي طمح إليه رواد النهضة والتنوير منذ أكثر من قرن، بل حتى الحضور العربي الديبلوماسي الذي لا يترك للآخرين «أوتوسترادات» واسعة ينفذون إليها، ويتحركون داخلها جيئة وذهاباً بمطلق الحرية. فالطبيعة، لا تعرف ولا تعترف بالفراغ الناشئ، وفي حال وجوده لابد لأحد ما أن يملأه. وعليه، يخلص غير قليل من المراقبين والمحللين إلى القول، إنه في غياب هذا المشروع العربي أصبحت الساحة العربية نهباً وفريسة لمشاريع أميركية وإسرائيلية وإقليمية تتقاتل فيها وعليها.
وهكذا نجد أن الصمود الذي تحقق في الحرب الأخيرة، والذي يفترض أن يتم استثماره لصالح لبنان والفلسطينيين والعرب عامة، فإن تداعياته، على المستوى العربي الرسمي، لم تكن كذلك، بل هي تهدد بتحولها إلى عكس ذلك تماماً، من خلال بوادر الانقسام الواضح في الصف العربي الذي يترتب عليه نشوء محاور وصراعات تهدد النظام الإقليمي العربي برمته، وتدخل المنطقة في أتون حروب ونزاعات تستنزف طاقاتها ومواردها لسنوات أخرى طويلة، لننظر مثلاً في صفقات الأسلحة الغربية التي عقدتها غير دولة خليجية.
قد يذهب البعض حدّ مطالبة وزراء الخارجية العرب بضرورة استنفار كامل طاقات الأمة وإمكاناتها ووضعها تحت تصرف المقاومة، وتجييرها في وجه الصلف والغطرسة الإسرائيلية.
قد يطالبون مثلاً بتحريك الجيوش العربية أو التلويح بذلك، واستخدام سلاح النفط أو مجرد التلويح باستخدامه.
وقد يطالبون باستعمال سلاح المقاطعة وطرد سفراء إسرائيل وممثليها من العواصم العربية وسحب السفراء العرب كذلك من العاصمة الإسرائيلية. أو على الأقل سحب الأرصدة العربية من بنوك ومصارف الدول التي لا تناصر العرب ولا تقف إلى جانب مطالبهم واستعادة حقوقهم.. الخ حتى لو لم نطالب بكل ذلك، وألزمنا أنفسنا بقدر كبير من الواقعية وسياسة فن الممكن، لقلنا أن بإمكان العرب، وبإمكان وزراء خارجيتهم، الخروج بسقف أعلى من القرارات.
بإمكانهم مثلاً، وأمام التركيز الأميركي والإسرائيلي على تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تخدم أهدافهم ومصالحهم، أن يطالبوا ويركزوا بالمقابل على تطبيق كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنها 242 و338 و194 الخاص بقضية اللاجئين. بإمكانهم أن يشترطوا، مثلاً، تطبيق تلك القرارات جميعها كرزمة واحدة. وكفّ الدول الكبرى عن ممارسة الازدواجية واستخدام المعايير المزدوجة، فهل هذا مطلب طوباوي؟! بإمكانهم، مثلاً، أن يجترحوا طريقة ما للفت انتباه الإدارة الأميركية إلى أن الحرب الإسرائيلية على لبنان وعلى الفلسطينيين لا تندرج، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تندرج، في إطار الحرب الأميركية على الإرهاب، وبأن إصرار الإدارة الأميركية على عدم التمييز بين المقاومة والإرهاب سيجّر المنطقة إلى ويلات وكوارث جديدة، وسيعرّض المصالح الأميركية للمخاطر والتهديد في الوقت نفسه.
بإمكانهم، مثلاً أيضاً، أن يطلبوا من واشنطن التخلي عن انحيازها السافر إلى إسرائيل وفك تحالفها المشين مع اليمين الإسرائيلي المصر على تعنته وغطرسته، وعلى عدم وجود «شريك فلسطيني» للمفاوضات، وأن مثل هذه السياسات، الأميركية والإسرائيلية، هي التي قتلت عملية التسوية، وهي التي خيبت رجاء كافة القوى التي راهنت على المفاوضات والسلام، وأفضت في النهاية إلى زيادة التطرف ونمو ظاهرة العنف.
بإمكانهم استخدام طاقاتهم وإمكاناتهم، أو بعضها فقط، لإقناع واشنطن أن «الشرق الأوسط الجديد» يقتضي اجتثاث أسباب الصراع من جذورها، ودفع استحقاقات وأكلاف التسوية والتعايش المشترك، والذي يحتاج أول ما يحتاج إلى إعادة الحقوق المشروعة لأصحابها. فهل هذه المطالب خيالية ولا طاقة لنا عليها؟!.
الأمين العام عمرو موسى عاد وأعلن أخيراً أن مبادرة السلام العربية المقرة في بيروت لم تمت، وأن «عملية السلام» التي كانت تقودها واشنطن وسلمتها إلى تل أبيب هي التي ماتت. وكشف عن عزم الجامعة العربية العودة إلى مجلس الأمن لتحريك المفاوضات وعملية السلام.
تُرى، هل ثمة فرق كبير بين واشنطن ومجلس الأمن؟ وهل سنعود مرة بعد أخرى إلى تجريب المجّرب، خصوصاً إذا كان ذلك لا يتوسل سوى المناشدات الأخلاقية ووالاستجدائية ؟!.



#فيصل_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة لتفاصيل القرار الدولي 1701
- كلفة ليست باهظة
- الشرق الأوسط الجديد» الآلام الموجعة لمخاض الحمل الكاذب
- وجاهة المنطق في منطق المواجهة وضده
- تصاعد العمليات الإرهابية في المملكة السعودية خلفية التطرف وج ...
- أحزاب مغربية تندمج في -الاشتراكي الموحد-... سباحة ضد التيار ...
- الثقافة لا تكون معزولة عن السياسة أبداً


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل علوش - السقف الواطئ وسياسة فن الممكن