أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-13















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-13


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:46
المحور: القضية الكردية
    


لقد أخذ الإسلام نصيبه من تأثير المذهب التوحيدي الذي يسمى بالأحناف في مكة، والذي كان ذا انتشار واسع في تلك المرحلة، فقد استفاد النبي محمد من المسيحية واليهودية والحنفية والمجوسية إلى حد كبير، واستطاع تكوين الإسلام كتركيب لجميع تلك العقائد والأفكار، وأظهر تطوراً وانتشاراً كبيراً لأنه استطاع تلبية الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية بشكل واقعي، حيث يستند الى عالم عقائدي وفكري قوي يمكنه من ذلك، وبهذا المعنى فإن النبي محمد هو شخص إصلاحي وثوري كبير، إن المرحلة الواقعة بين أعوام 500 ق.م و 500 م تسمى بعصر العقيدة والفكر الكبير، ويعود سبب ذلك إلى الأفكار الفلسفية والفكرية والعقائدية التي تم طرحها والتي أثرت على قدر الإنسانية من قبل مؤسسيها الكبار في تلك المرحلة، كما يمكن تسمية تلك المرحلة بعصر المدارس الفكرية و العقائدية، حيث امتلكت تلك الأفكار والطرق الصوفية شخصيات أصيلة، رغم تأثر بعضها ببعض، ولا شك أنها تأثرت بمثيولوجية العصور الأولى ونتيجة رد فعلها على هذا التأثير قامت بترسيخ فكر وعقيدة العبودية للعصور الأولى وطورت نظامها من خلال ذلك، لقد شكل عصر الكلاسيكيات الكبيرة والقوية نتيجة وجود كونفوشيوس وبوذا وزرادشت في الشرق وسقراط في الغرب، مما شكل الأساس الإيديولوجي والمعنوي لتجاوز حضارة العبودية وتطور الحضارة الإقطاعية.
كانت المرحلة الواقعة بين 500 ـ 1500 م بمثابة العصر العقائدي القوي الذي حددته المسيحية والإسلام والبوذية، وكان الهدف هو جعل هذا العصر لا نهائياً بالإيمان بوحدة الله ووجوده الذي كان الأساس الإيديولوجي للنظام الذي تم تأسيسه، وكما يعلن كل عصر عن نفسه كأول وآخر عصر ونظام، فإن العصر الإقطاعي أيضاً أراد أن يجعل نفسه أبدياً في إطار الإيديولوجية المعتمدة على وحدانية الله وأبديته، وتكمن هذه الحقيقة في تشكيله العقائدية الصلبة، وتكمن في الإله الخالد ومفهوم النظام الأبدي وجوهر الاعتقادات، علاقات حكم واستغلال المجتمع الطبقي، حيث يتم التعبير عن ذلك بأوامر مقدسة محصنة ومقنعة لأجل نظام المصالح الذي يعبدونه، فالأمر الذي يراد جعله أبدياً وخالداً هو مصالحه وسيادته من خلال شخص الرب.
إن التحليل الدقيق للعلاقة الموجودة بين الزخارف الإيديولوجية والنظام الاستغلالي الطبقي والاستبداد وتقديمه إلى الكادحين والمسحوقين بطريقة تنويرية، يأتي على رأس المهام التنويرية، حيث لا يمكن شرح الواقع لمجتمع العالم بشكل عام ومجتمعات الشرق الأوسط بشكل خاص، للوصول إلى مفهوم تاريخي واجتماعي دون تحليل العصر العقائدي الصلب الذي استمر ألف سنة، كما لا يمكن فهم ذلك العصر الذي استمر ألف سنة لا بقيم المحاكمة العلمانية المزورة ولا بالاعتقادات العمياء، إن دراسة جميع هذه الدوغمائيات العقائدية كسلسلة وثائق تاريخية وأدبية وتحليلها، وإظهار الحقائق الطبقية والاجتماعية والسياسية التي تخبئها في ثناياها هو شرط أساسي لتنوير الشرق الأوسط وضرورة لا يمكن التخلي عنها، ويعتبر الانفتاح على العلمانية السطحية ذات المصدر الغربي وعالم العقائد الذي يراد إحياءه من جديد بمثابة عوائق أمام هذه المهام التاريخية، إن تناول كل حضارات الشرق الأوسط والوثائق المثيولوجية والدينية الغنية وفي مقدمتها المصادر الإيديولوجية وعلم الآثار والمصادر الأدبية بمنهج التحليل العلمي يعتبر محاولة لشرح التكون والتغيير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع، لأجل انطلاقة جديدة.
إن تأثير الإسلام على الكرد كان ضمن ذلك الإطار الرئيسي المذكور، فالشرائح الفوقية للعشائر التقليدية وأمراء الأراضي كانوا أول من استسلموا وأقاموا علاقات وثيقة مع السلالات الأموية والعباسية، وتبنوا التفسير السني للإسلام، ونظموا كل علاقاته وفق السلطة الحاكمة، ودخلوا تحت تأثير اللغة والثقافة العربية وعملوا على ربط أسمائهم ونمط حياتهم وجذورهم بالعرب، وتوجهوا نحو الانحراف وإنكار الذات انسجاماً مع مصالحهم.
شهدت الحضارة الإقطاعية تطورات في عصر حكم العرب على المنطقة، وتم تسمية البلاد من أولها إلى آخرها بمصطلحات عربية وأطلق على الشعب لأول مرة اسم الكرد، ورأت السلطات العربية الحاكمة ربط الماضي الكردي بما ينسجم مع سياساتها، ولكنها لم تقم بإنكار وجود الكرد، وقد وصلت العلاقات ووحدة المفاهيم مع القطاع السني إلى مستوى متقدم، وتم توطين العرب في الأراضي الخصبة من المنطقة الكردية، لا سيما في الأراضي المروية وعلى ضفاف الأنهار، حيث أمتد الاستيطان حتى وصل إلى سفوح جبال طوروس وظهر الانصهار في اللغة والثقافة العربية بشكل متطور لا يستهان به، وبالمقابل حافظت الشرائح السفلية الفقيرة من العشائر والتي كانت تعيش في الجبال على إرث المقاومة، وبعضهم قبلوا الإسلام كمظهر، وتصرفوا بتصميم من أجل الحفاظ على معتقداتهم الجوهرية ونمط حياتهم، فقد وافقت هذه الشريحة على قبول الإسلام على شكل العلوية الكردية، أي حاولوا جعل الإسلام متلائماً مع ظروفهم، ولم يقبلوا ذلك إكراهاً بل وفاءً لأهل البيت الذين هضمت حقوقهم، إن العلوية الكردية هي العقيدة الأقل علاقة مع الإسلام إلى درجة أنها لا تعتبر مذهباً من مذاهبه، فقد تناول العلويون الكرد بعض العناصر التي تغني حياتهم وثقافتهم، ولم يتمسكوا بالدوغمائيات الدينية الصلبة، ويمكننا القول: إن موقفهم كان إيجابياً من خلال رفض جوانب لإسلام السنة المتخلفة والمتناقضة مع الخصائص الأثنية وتجسيد بعض جوانبه الإيجابية، إن تحديث هذا الموقف للعلوية والتفسير العلمي له، يمكن أن يلعب دوراً تنويرياً هاماً، تحتل العلوية في شعورها بالضغوطات الطبقية والاستغلالية للطبقة الفوقية الموجودة في داخل الإسلام ومناهضتها مكانة هامة، ولكن عدم تطويرها لتفسير إيديولوجي قوي وعدم تجاوزها لنظام الطرق العاطفية البدائية، يعتبر نقصاً كبيراً لديها.
تمثل الزرادشتية الشريحة المقاومة من الكرد ضد الإسلام، وهذه المقاومة تحتاج إلى تحليل أكثر وأعمق من المتوقع، لم تحصل الإيديولوجية الزرادشتية على قوة التعبير عن حقيقتها بشكل صحيح بسبب الاعتداءات المكثفة عليها والضغوط والحصار السياسي والاقتصادي، وبجانبها هذا تشبه العلوية، إن قدرة الزرادشتيين على مواصلة وجودهم حتى الآن يظهر أنهم شهدوا حياة صعبة، تجعل مقاومتهم ذات مضمون ومعنى، وتشكل هذه التجارب الثلاثة للكرد في مواجهة الإسلام عاملاً هاماً في مصير الوحدة القومية، لقد أدى الانقسام الأثني المتبقي من العصور الأولى والعمالة إضافة إلى القيم الإقطاعية الغريبة إلى انقسام واغتراب بشكل عميق، وحصلت تطورات على مستوى الفرز الطبقي، وتشكلت طبقة إقطاعية وتجارية صاحبة أملاك، بينما تواصل النخر والانعزال في مستوى المساواة في البنية العشائرية والحريات ليأخذ مستوىً متقدماً، وتعرض المجتمع إلى انقسام طبقي عميق، وحصل تقدم في الارتباط بالأرض والأقنان مقارنة بتربية الماشية، وحدث الانتقال من خصائص المجتمع الرعوي إلى المجتمع الزراعي بشكل أقوى، وخصوبة سهول مزوبوتاميا لعبت دوراً هاماً في هذا التوجه، كما شهدت طبقة التجار تطوراً متقدماً، لكن التجار العرب هم الذين تركوا بصماتهم على التجارة، وأصبح الأرمن والسريان مواطنين من الدرجة الثانية مع محافظتهم على الديانة المسيحية، حيث تركوا أحراراً في دينهم تحت ظروف معينة.
إن الإسلام بجانبه هذا أوصل الطبقة الكردية الحاكمة إلى موقع قوي ضد الشعب المسيحي، حيث امتلكت هذه الطبقة إمكانيات كثيرة بفضل الدولة الإسلامية لمناهضة هذه الشعوب، وأكثر من ذلك فإن التفسير السني للإسلام قريب من المصالح المادية للطبقة الكردية الحاكمة، حيث يكون الدين والمصالح المادية في علاقة قوية لدى هذه الطبقة، أما الخصائص الاجتماعية المتناقضة مع ذلك، فتأتي في الدرجة الثانية، وقد جعلت هذه الطبقة الوقوف إلى جانب الإسلام بكل قوتها سياسة أساسية لها، إن هؤلاء لم يقبلوا بالإسلام لأنهم يؤمنون بالدوغمائية الدينية كما يعتقد، بل وجدوا أن الالتزام بالإسلام الرسمي ضرورة لأجل تحقيق مصالحهم المادية وقوتهم السياسية من خلال الستار الدوغمائي للإيمان الصلب، وهذه خاصية لازالت موجودة حتى يومنا هذا، حيث تحاول الطبقة البرجوازية المحلية الاستفادة من الإيديولوجية الإسلامية بدلاً من الطبقة الإقطاعية، وهذا وضع ناجم من التطلع إلى طبقة برجوازية أكثر من عيش الاعتقادات بحرية.
إن التحول الذي شهده الشرق الأوسط بإيديولوجية الإسلام يشكل المرحلة الأخيرة لتطور الأديان التوحيدية المعتمدة على المثيولوجيا المصرية والسومرية في الجوهر، فملاحم خلق الحضارة السومرية تشكل المرحلة النقية لهذه الإيديولوجية، ومن ثم اتخذ النظام العبودي الاستغلالي المزدهر تفسير النظام السماوي كضرورة له، وجعل نفسه ممثلاً عن ذلك النظام على الأرض، من خلال ستار مثيولوجي حمّله كل التفاصيل الأخرى وجعل المعابد والعبادة نظاماً يهيمن على الأذهان والأرواح، فقد تم القيام بأول العبادات في تلك المعابد التي أخذت شكل الجامع والكنيسة والكنيس اليهودي وفي يومنا هذا تقام فيها عبادات مشابهة كما كان في المعابد السومرية.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-13