أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - أنواع اللعب والإدمان على بعض الألعاب - 4















المزيد.....

أنواع اللعب والإدمان على بعض الألعاب - 4


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1- لعبة طاولة الزهر وما شابهها.
2- لعبة الشطرنج وما شابهها.
3- لعبة البر يدج في الورق وما شابهها.
إن لعبة طاولة الزهر وما شابهها يلعب فيها الحظ دوراً كبيراً _ الاحتمالات _. واللاعب في هذه الألعاب هو الذي يعرف أو يدرك آليات وقوانين الاحتمالات بشكل واع أو غير واع. وتكون قراراته وإستراتيجياته في اللعب تعتمد على ذلك, فالاحتمال الأكبر أو الأصغر - أي درجة الاحتمال- هو الذي يقرر طريقة لعبه, و يوجد شبيه لهذا في كافة أنواع ألعاب الحياة ولكن في ألعاب الحياة يجب أن يعرف الإنسان معلومات عن احتمالات حدوث الحوادث والتي هي كثيرة جداً, وكلما زادت كمية ودقة هذه المعلومات كانت فرصة النجاح في هذه الألعاب أكثر, ودور الخصم في ألعاب الحظ ليس حاسماً مقارنةً بباقي أنواع الألعاب والتأثير في ألعاب الحظ هو لحساب ومعالجة وتقييم الاحتمالات.

أما في لعبة الشطرنج والألعاب التي تشبهها فالحظ هنا معدوم التأثير ولا وجود له, وطريقة لعب الخصم هي المهمة وهي التي يجب التعامل. وما يلزم اللاعب لكي يصبح ماهراً هو المعرفة بآليات وتكتيكات واستراتيجيات اللعب مثل الافتتاحيات وتفريعاتها وميزات كل منها و كذلك إستراتيجيات لعب الوسط والنهايات ومعرفة كيفية الهروب إلى التعادل في الوقت المناسب عند الأوضاع الخاسرة, وكذلك معرفة ألعاب اللاعبين المهرة بالإضافة إلى القدرة الكبيرة والواسعة على التفكير والمعالجة والتصور والتقييم, وكل هذا يستخدم للفوز على الخصم ,الذي يجب أن يدرس وتراعى قدراته وطرقه الفكرية والنفسية لكي تؤخذ في الحسبان عند اتخاذ القرارات الأساسية في اللعب مثل الهجوم السريع أو وضع الأفخاخ أو الدفاع . . . إن لعبة الشطرنج وما شابهها تمثل التنافس والصراع الفكري والجسمي والمادي بين خصمين أو أكثر, ونظرية الألعاب تنطبق كثيرا عليها.

أما في لعبة البريدج بالذات فإن الحظ, والتفكير والدراسة يكون لكل منها أهميته ودوره وتأثيره, وتأثير الحظ يتراجع كثيراً عن تأثيره في باقي ألعاب الورق, فالآليات والطرق المتبعة في لعبة البر يدج تخفض كثيراً من تأثير الحظ, فالمهم في لعبة البر يدج هو تقدير وتحديد نوع وقوة ورق اللاعب وكذلك نوع وقوة ورق الشريك بالإضافة إلى تقدير و تنبؤ دقيق لورق الخصمين (وذلك أثناء المزاد), وعند اتحاذ القرارات في المزاد يجب أن تتخذ بناء على القدرات أو الإمكانيات الحقيقية للورق _ودور المناورة والخداع ضعيف جداً , وإذا استعمل الورق القوي للفوز بربح صغير يكون هذا سهلاً ومضموناً ولكنه يعتبر خسارة لعدم الاستفادة القصوى من قوة الورق عند وجوده فالمهم في لعبة البر يدج الدقة في تحديد قوة وإمكانية الورق والاستفادة منهما بالتمام ليس أكثر ولا أقل وهذا يضعف تأثير الحظ لأن محصلة قوة الورق تكون متقاربة عند لعب الكثير من الأدوار, ولعبةالبر يدج تراعي نظرية الألعاب من حيث أن اللاعب الماهر يستفيد الاستفادة القصوى من الوضع الرابح وذلك بتحقيق أكبر مكاسب, وكذلك يستفيد ا ستفادة قصوى من الوضع الخاسر وذلك بتقليل خسارته أقل ما يمكن.
الآن إذا قارنا هذه النماذج الثلاث مع كافة أنواع الألعاب في كافة المجالات لوجدنا أن أغلب الألعاب تنتمي لأحد هذه النماذج , وسوف نجد أن الألعاب المستعملة في تشكيل الفنون مثل الأدب والرسم والموسيقى والطبخ.....تستخدم طرق وآليات خاصة مختلفة وكذلك الألعاب المستخدمة في الإبداع والاختراع.

لعبة التعرف على الأشياء المضمراسمها, عن طريق الأسئلة.
هناك لعبة تتضمن إضمار اسم شيء ما, ويطلب من الآخرين معرفته, بإلقاء الأسئلة على الشخص المضمر, وعادة يحدد عدد الأسئلة و التقيد بالإجابة عليها بنعم أولا. إن أفضل طريقة لمعرفة اسم الشيء المضمر هو البدء بأصناف الأشياء الأساسية العامة إلى الأقل عمومية إلى أن نصل إلى اسم الشيء المضمر, إن دراسة منهج هذه اللعبة يقودنا إلى أفضل السبل لتصنيف الأشياء أو المفاهيم, وهو التصنيف على شكل نموذج الشجرة أصل وفروع وهذه الفروع هي أصل لفروع أخرى ..... وهكذا دواليك. إن عملية السؤال والجواب للوصول إلى معرفة اسم الشيء المضمر تجري على شكل جدل أو تغذية مرتدة ويسير هذا الجدل باتجاه تناقص العام للوصول إلى الخاص المفرد أو الشيء المضمر, ولكي يتم الجدل بطريقة فعالة وسريعة ليوصلنا إلى الجواب الصحيح يجب استعمال تصنيفات عالية التكميم (محددة ودقيقة وعالية التعيين والثبات), وأي ضعف بالتكميم - تداخل وعدم وضوح - يعقد عمل السائل وكذلك عمل المجيب ويصعب الوصول إلى الاسم الصحيح, والأمر المهم الثاني هو مناسبة ودقة السوأل والجواب- جودة التواصل الفكري واللغوي- .
إن هذه العملية توضح آلية بناء المعرفة البشرية, فالانتماء أو التضمن والتعميم والاستقراء يستخدمان في الاستنتاج والاستنباط للوصول لمعرفة المجهول عن طريق معرفة خصائصه وانتماآته وعلاقته بباقي الأشياء, فإذا كان الشيء المجهول لا ينتمي إلى أي نوع من الأشياء وهو نوع فريد عندها يستحيل معرفته, فلابد من انتمائه إلى نوع معروف لدى العقول المتعاملة معه, إن آلية البحث أو التفكير هذه هي الفعالة والأسرع وهي تستعمل في كافة العقول وعقول الحيوانات تستخدمها أيضاً

لعبة كرة القدم
نحن نشاهد هذا الاهتمام الكبير للكثير من الناس بلعبة كرة القدم سواء كان بممارستها أو مشاهدتها ومتابعة أخبارها, ما هي عوامل وأسباب ذلك ؟
بما أن هذا موجود فلابد من وجود عناصر وعوامل وجوده وبالتالي لابد من وجود وظيفة ودور نفسي وبالتالي اجتماعي لذلك, أما الدور النفسي فهو ناتج عن ما تتضمنه هذه اللعبة من تأثيرات حسية و فوائد مادية على المهتمين بها إن كانوا ممارسين أو مشاهدين, فهذه اللعبة يوظف فيها مئات المليارات وتحقق مداخيل خيالية وهذا ناتج عن انتشارها غير المعقول .

ألعاب الكومبيوتر
لقد انتشرت ألعاب الكومبيوتر و الفيديو انتشاراً شبه سرطاني لدى الصغار والكبار, وهذا لأنها أثارت مراكز الصراع والمنافسة والتشويق في الدماغ بطريقة سهلة وواسعة, فالشحن والتفريغ لمراكز الربح و الخسارة في الدماغ صار يجري بطرق منوعة ومتعددة و واسعة وبمشاركة حواس السمع والبصر, و مترافقاً مع الاستجابات الحركية والفكرية, وذلك دون تكاليف تذكر, فهي خلقت واقعاً إفتراضياً لممارسة أنواع متعددة من الأحاسيس .
وقد شغلت الكثير من المفكرين لأنها كانت بهذا الانتشار وهذه القوة, وهوجمت من قبل الأكثرية بسبب تأثيرها على بعض البنيات الاجتماعية والفكرية, وتبديدها للكثير من المال والوقت للكثير من الأطفال والشباب , وقد وجد الكثيرون أنها بلا جدوى وضارة للأولاد ويجب الحد منها , وهناك من وجد (وأنا منهم)أنها يمكن أن تكون مفيدة وهامة لنمو القدرات الفكرية والنفسية والعملية إذا استخدمت بطريقة مدروسة مسيطر عليها, بالإضافة إلى إنتاج ألعاب مدروسة هادفة, وهناك الكثيرون الذين اهتموا بها لمرد ودها المادي الكبير والواسع, سواء كان في التصنيع والإنتاج أو في التسويق لتأثيرها الدعائي......

إدمان ألعاب الطاولة والورق وغيرها, والإدمان على ألعاب القمار
إننا نلاحظ الانتشار الواسع والإدمان على ممارسة ألعاب معينة مثل ألعاب الطاولة الزهر والورق والكثير غيرها.
ونحن نلاحظ هذا الهوس الشديد للعب ولساعات طويلة ودون ملل أو كلل( حتى دون رهان مادي), ماهي عوامل ومسببات ذلك ؟
إن أحاسيس الفوز والخسارة هي المحرك والمسبب الأول, فهذا التناوب أو الانتقال من الهزيمة إلى النصر وما يصاحبه من أحاسيس لذيذة هو ما يسعى إليه اللاعبون وهو الدافع الأساسي للعب, فعندما يكون الربح سهلاً جداً أو تكون الخسارة شبه مؤكدة (أي التناوب بين الهزيمة والنصر قليل) عندها تضعف كثيراً أحاسيس اللذة المرافقة للعب, وكذلك يتضاعف مقدار الأحاسيس اللذيذة عند حصول الفوز بعد مجهود كبير وخسارة متكررة, أما إذا كانت الخسارة متكررة بشكل محبط فعندها يتم السعي لتحاشي اللعب, فلابد من حصول الفوز بوتائر مناسبة ليتم تعزيز الشعور بالأحاسيس اللذيذة . ففي الألعاب التي لا تعتمد على الحظ مثل ألعاب الذكاء(الشطرنج وما شابهه) وألعاب المهارة تكون نتيجة اللعبة غالباً محددة ومعروفة عندما يكون فرق المستويات المهارة كبيراً, فعندها يفقد اللاعبون الدافع للعب فاللاعب القوي لن يتلذذ بالنصر لأنه سهل وهو ليس بعد خسارة, أما اللاعب الضعيف فسيتعرض للخسارة المتكررة ولن يشعر بلذة النصر الذي لن يستطيع تحقيقه لذا الدافع للعب لدى الاثنين يكون ضعيفاً أو معدوماً , لذا يجب أن تكون الفروق في مستويات مهارة اللعب في هذه الألعاب متقاربة وضمن حدود معينة تؤمن تحقيق الفوز لكلا اللاعبين وإن كان بنسب مختلفة, وفي كافة ألعاب التنافس وكذلك في الصراعات عندما تكون الهزيمة أو النصر مؤكدين, عندها يتم تحاشي اللعب, وكذلك تحاشي الصراع . وألعاب الفوز والخسارة يمكن أن تلعب مع غير البشر الحيوانات والآلات- ألعاب الفليبر مثال- والكومبيوتر ويمكن الادمان عليها.
أما بلنسبة لإدمان القمار فهذا راجع إلى الأحاسيس القوية جداً المرافقة للربح والخسارة, وهذا يناسب الذي يسعى للأحاسيس القوية جداً والذي يعشق المغامرة والمجازفة. ففي ألعاب القمار يقوى تأثير الربح والخسارة كلما زاد مقدار المبلغ المقامر به .
والتناوب بين الريح والخسارة أو التناوب بين النجاح والفشل - أو شحن وتفريغ للأحاسيس- يستخدم أيضاً في كافة أشكال الأدب وفي السينما, فالتأزم في العلاقات أو الأوضاع ثم انفراجها - العقدة ثم الحل- والتشويق باستخدام التوقع والترقب للأحداث, والاعتماد على التقمص والإسقاط , واللعب بكل ذلك هو الذي يدفع الجمهور للاقبال على الأدب والسينما وكافة الفنون السمعية البصرية.



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة - تعريف اللعبة وخصائصها 3
- اللعبة أقوال في اللعبة - 2
- اللعبة - أقوال في اللعبة 1
- آلية التغذية العكسية أهم آلية في الوجود
- هل التنويم المغناطيسي ظاهرة حقيقية
- المنهج الهندسي في التعامل مع الواقع
- كيف يقوم الدماغ ببناء المعني
- كيف شكل العقل الأفكار التكميم الفكري 2
- كيف شكل العقل الأفكار أو البنيات الفكرية - التكميم الفكري
- الوجبة الفكرية 3
- خصائص وقدرات التذوق الحسي البشري.. 2
- الوجبة 1 تعريف الوجبة
- زينون الإيلي أعظم المفكرين
- الانتماء
- أفكار وملاحظات على الوعي البشري
- بحث في الأحاسيس البشرية
- النمو خصائصه وقوانينه
- الممتع والمفيد والمفروض
- المحافظون والمجددون
- المكانة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - أنواع اللعب والإدمان على بعض الألعاب - 4