أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمنية طلعت - نعم ..للأسف ...أنا عربية














المزيد.....

نعم ..للأسف ...أنا عربية


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:30
المحور: حقوق الانسان
    


طوال فترة العدوان الصهيوني الحقير على لبنان، كنت أستيقظ صباحا وانا غير قادرة على التنفس، لأمضي في يومي وكأني أجر أحمالا ثقيلة على ظهري، حتى يأتي الليل لأنام كمن قام بحفر بئر وحده، ميتة تماما لا أعي شيئا حولي ...... لم أتابع بدقة كافة الأحداث ولا المجازر ولم أدقق النظر في صور شهداء قانا وأجساد الأطفال الممزقة، بكل بساطة لأنني أحفظ عن ظهر قلب هذه الصور، فهذه ليست المرة الأولى التي تفجعنا فيها صورالأوصال الممزقة للبشر من العرب، أخوتنا في الأرض والحلم والهدف.
أعتقد تماما أن جيلي تربى على تلك المشاهد من صبرا وشاتيلا واجتياح بيروت والحرب الأهلية في لبنان وشهداء الانتفاضة الأولى وأحداث قانا الأولى، وأحداث العراق المرعبة منذ عام 1990 وحتى الآن وووو...نعم جيلي تفتح وعيه على مشاهد القتل والذبح، اعتاد أفلام الرعب الواقعية التي جعلتنا نشاهد انتاج الرعب في هوليوود بقلوب باردة وابتسامة بلهاء ترتسم على وجوهنا البليدة التي تم زرع اليأس فيها منذ نعومة أظافرنا.
هكذا مرت الأيام على الحرب في لبنان الحبيبة - جنة العرب التي يصر الصهاينة على تحويلها إلى جحيم – وأنا يلهب الصمت لساني من كثرة الحزن الذي لا يعبر عنه كلام ولا نقاشات وثرثرات على المقاهي وتحليلات وهمية أو واقعية نتبادلها بفخر حيث كل واحد مننا يعتقد أنه الوحيد الذي يفهم الوضع جيدا وبيده الحل الذي سيعالج كل المصائب في نصف ساعة، كان الصمت هو منهجي الجديد هذه المرة حيث أنني لم أجد نفسي قادرة أكثر من ذلك على استيعاب أي شئ ...في الحقيقة حاولت طوال حياتي استيعاب وجهات النظر المتباينة والمختلفة حول حقيقة وضعنا العربي، وحاولت العثور على مبررات مقنعة بشكل كافي لاختلافاتنا العربية الغريبة جدا، وحاولت أبرر للشعوب العربية موقفها الصامت بنسبة كبيرة تجاه حكامها العملاء( ملوك ورؤساء) لا أستثني منهم أحدا، والآن بعد كل التحليلات والمخططات الصهيونية والأمريكية التي أسهب العرب في التحدث بشأنها طوال شهر الحرب على لبنان، أحاول أن أفهم سبب صمتنا حتى الآن رغم أننا جميعا نعرف الحقيقة والنوايا المضمرة في نفس السيد جورج بوش رئيس الست أمريكا وتابعه قفه (إسرائيل) ...ماذا تبقى يا سادة كي نبقي عليه ؟ 90% من المواطنين العرب يعانون من الفقر والعوز ، دولة تم سرقتها بكاملها وتشريد أهاليها (فلسطين) ودولة يتم قتلها كل يوم بيد المارينز الأمريكان بهدف تقسيمها إلى ثلاث بلدان تخضع جميعها لعملاء أمريكا (العراق) دولة سلمت شعبها وثرواتها وقوتها وهيبتها وقيادتها للمنطقة لأمريكا (مصر)، دولة يتم التعامل معها كفأر تجارب لقياس تأثير الحرب على إيران في المنطقة (لبنان) دول بأكملها قدمت أراضيها لتكون قواعد عسكرية لأمريكا (الخليج)، دولة يتم افتعال الحروب الأهلية فيها للسيطرة على ثرواتها (السودان) ...دولة ودولة ودولة ...لقد تحولنا إلى دول ضائعة تخضع لما يرغب فيه العدو .... نعم أمريكا عدو وتابعها قفة (إسرائيل) أكبر عدو لنا جميعا ، لكل من يحمل جنسية بلد تقع بين المحيط والخليج، نحن من الشرق للغرب محاصرون بعمالة حكامنا وشيطانية عدونا، فمتى نتحرك ونكف عن الثرثرة والتحليل وتوضيح وجهات النظر المتباينة والتظاهر لبضع ساعات وكفى، وكتابة مقالات مثل التي أكتبها الآن؟ ...متى سنتحرك لمواجهة عدونا الوحيد والذي لا يوجد غيره؟ فإن لم نكن نشترك في العروبة والحلم والهدف فعلى الأقل نحن نشترك في العدو الواحد الذي يستهدفنا جميعا...إلى متى سنظل خانعين خاضعين مطأطئي الرؤوس نكتفي بالتزمر والنفخ ضيقا والجدال حول خلافات عقيمة .... متى سنكون شعوبا محترمة؟ متى سنحقق ما نستحق عليه كل أبيات الفخر والتفاخر بالعروبة الفارغة، التي لم أجد لها معنى على الأرض بينما وجدتها تخنق الكتب من كثرتها؟
يا أيها السادة العرب العظماء من فضلكم تحركوا أو فلتكفوا عن التفاخر بالعروبة ولتتوقفوا عن الكلام الذي ملأتم به فضاءنا الجوي واعترفوا أنكم شعوبا ضعيفة خائرة القوى لا قيمة لها بين شعوب العالم المحترمة.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستختفي الأسكندرية عن الخريطة المصرية ؟
- هل من مرشد إلى طريق مصر الجديد؟
- في قضية رسوم النبي ...لا صوت يعلو على صوت الهمج
- الهجوم على فيلم دنيا وعودة موسم تشويه سمعة مصر
- مصر ليست خريطة في الجغرافيا
- انتبهوا جيدا وأنتم تفتحون الصنبور
- سياسة تكسير العظم وحرق الدم
- ابتسم فأنت تتبع السفارة المصرية!
- عيد ميلاد أبو الفصاد
- لهذا السبب أقول لا وألف لا لمبارك
- الإعلام المصري بدأ بث رسائله المسمومة
- عالم الانترنت وحرية الرأي المفقودة
- مجرد كلام لإخراج شحنة غيظ
- في بلدي أصبح الناس يموتون جوعا


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمنية طلعت - نعم ..للأسف ...أنا عربية