أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الصدوقي - الإعلام وفخ العولمة














المزيد.....

الإعلام وفخ العولمة


محمد الصدوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


يخبرنا صاحبا كتاب"فخ العولمة" بأنه إذا تكرست العولمة كنظام، فإنها ستزج بالعلم في ديكتاتورية السوق العالمية الواحدة؛ حيث ستتركز الثروة في العلم المتقدم الغني، وسيصبح هذا العالم جاهلا، وعلى نحو خطير، بمشكلات البلدان النامية، من جراء شيوع التنميط الاقتصادي والمالي والتجاري والاجتماعي والثقافي. وستكون لهذا الوضع توابع سلبية على رأسها النمو المطرد للبطالة واتساع دائرة الفقر. وفي الحصيلة النهائية، ستكون"الديمقراطية المعولمة" منحازة للأغنياء من الأفراد والجماعات والدول... ويخبرنا كذاك نعوم تشومسكي بحقيقة واضحة حول ما يسمى بالعولمة مفادها أن العولمة هي عمق التطلعات الهيمنية للولايات المتحدة الأمريكية من وحي مصالحها الأمنية القومية، أو ما يتعارف عليه ب"الحكم الأمريكي"الذي تجند له، ليصبح واقعا معبئا، مجموعة من الحلفاء والزبناء، في إطار تبني حرية مطلقة لقوانين السوق المالي الواحد، الذي يتخطى سلط الدول القومية ودول الرعاية...
هذا رأي بعض المفكرين الغربين أنفسهم حول ظاهرة العولمة، والتي هي عبارة عن مشروع حضاري سياسي واقتصادي غربي للهيمنة أكثر على العالم في ظل النظام العالمي الجديد ذي القطب الواحد كم هو معروف.
والملاحظ أن مشروع العولمة هذا، هو مشروع كلي وشامل، يحاول باستمرار أن يتغلغل داخل كل أشكال المنظومات السوسيو-اقتصادية والثقافية لدول العالم، وخاصة من خلال الإعلام لما له من ادوار خطيرة وحاسمة وسريعة في ثقافتنا المعاصرة وأنظمة التواصل البين-إنسانية، هذه الثقافة الجديدة من تاريخ الإنسانية، هي ثقافة الإعلام والمعرفة والمعلوميات بامتياز.ومع انتشار الأشكال الجديدة والثورية في الاتصال والإعلام(الأنترنيت، الفضائيات...) نجد أن وسائل الاعلام والاتصال تصنع في كل لحظة تمثلاتنا حول أنفسنا وحول العالم، وبالتالي توجه وتحدد منظومة سلوكياتنا وتوجهاتنا وعلائقنا...وتتحكم فيها.
لهذا فإن إيديولوجي ومنظري وصناع العولمة يركزون بشكل كبير على الآلة الإعلامية من أجل خدمة وصناعة المخططات والمصالح الاستراتيجية للعولمة، وضلك بالعمل على:
* التحكم في الصناعات المرتبطة بتكنولوجيات واقتصاديات الإعلام.
* التحكم في الاننتاج الإعلامي العالمي، وذلك من خلال التحكم في آليات صناعة الخبر والمعلومة والفرجة، والسيطرة على مصادرها ومؤسساتها المختلفة.
أي بعبارة أخرى، التحكم إيديولوجيا واقتصاديا وتكنولوجيا في الإعلام العالمي، من أجل تنميط الذوق العام وسلوكيات وتمثلات الفرد/ المتلقي وفق المرجعي الرأ سمالية الاستهلاكية والاستلابية التبعية.
إذن، هكذا نجد أنفسنا أمام مشروع عولمة الإعلام، حيث يمكننا أن نرصد ردود الفعل حوله في موقفين:
- الأول يؤيد بحماس، ودون تحفظ، عولمة الإعلام ويبرز إيجابيتها باعتبارها تدعم من التدفق الحر للمعلومات وحق الاتصال، وتوفر للجمهور فرصا غير محدودة لحرية الاختيار بين وسائل الاعلام والمعلومات، والتحرر من هيمنة واحتكار المؤسسات الإعلامية، وخصوصا الرسمية، على الأقل.
- الثاني يعارض بشدة عولمة الإعلام، حيث ينظر إليها باعتبارها نفيا للتعددية الثقافية، وتسييد قيم الربح والخسارة وآليات السوق في مجالات الاعلام والاتصال والمعلومات، علاوة على الاعتداء على حرية وسائل الاعلام والحق في الاتصال، وتعويض سلطة الدولة بسلطة الشركات الاحتكارية متعددة الجنسيات...
وفي الأخير، يحق لنا أن نتساءل عن علاقة إعلامنا الوطني والعربي بمشروع عولمة الاعلام هذا؟ هل يعمل إعلامنا، من منطلق التحليل النقدي والمستقل، على التعريف بالعولمة وخطورتها على مجتمعاتنا، ونحن نغرق يوما بعد يوم في إغراقاتها التكنولوجية والمالية والمعرفية والإعلامية؟ ماذا نفعل، على الأقل، للتحكم الإيديولوجي والقيمي في "منتجاتنا" الإعلامية وفق مصالحنا الوطنية والقومية؟
وننوه، في الأخير، أننا لا ندعو إلى الانغلاق والانكماش حول الذات، بقدر ما ندعو إلى إلى اليقظة الوطنية، والتفتح النقدي الواعي أمام زحف أشكال جديدة من الهيمنة العالمية، حتى لا نكون مجرد كائنات مستهلكة ومستلبة وتابعة، تنفعل في العالم دون أن تفعل فيه بحرية واستقلالية وسيادة وطنية وقومية.

*محمد الصدوقي/ المغرب
-------------------------------------------------------------------------------------------------------*المرجع المعتمدة:
-عبد الإله بلقزيز "العولمة والممانعة..." سلسلة المعرفة للجميع، العدد4، فبراير 1999.
- د. محمد شومان"عولمة الإعلام ومستقبل النظام الإعلامي العربي"، مجلة عالم الفكر، المجلد الثامن والعشرون، العدد الثاني، أكتوبر/ ديسمبر1999.



#محمد_الصدوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة والسلط المجتمعية في المغرب
- حقوق الأطفال المتمدرسين.. النصوص و الواقع
- المدرسة والسلطة والمجتمعية في المغرب


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الصدوقي - الإعلام وفخ العولمة