أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعد هجرس - تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط














المزيد.....

تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 13:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أخيرا .. وبعد طول انتظار .. إتفق حزب التجمع مع سبع فصائل من قوى اليسار الموجودة خارج صفوفه على إقامة "تحالف للاشتراكيين"، من أجل تنسيق الجهود فى العمل الجماهيرى.
وهذه خطوة بالغة الأهمية، ليس فقط على ضوء النتائج الكارثية لانتخابات برلمان 2005 التى مثلت نكسة خطيرة لمرشحى اليسار، وإنما أيضا لاعادة الاعتبار إلى تيار فكرى وسياسى لا يمكن تصور حياة سياسية حقيقية فى البلاد بدون الحضور الملموس له.
وبما أن النقد الذاتى "فضيلة" يسارية – نظريا على الأقل – فان هذا التحرك الإيجابي الأخير لثمانية من فصائل اليسار ينطلق من تقييم – لا يخلو من النقد الذاتى – للازمة التى عانى منها اليسار فى السنوات الأخيرة.
هذه الأزمة لها أسبابها الموضوعية وأسباب أخرى ذاتية-
أما الأسباب الموضوعية، والتى أثرت على اليسار فى العالم بأسره وليس فى مصر فقط فهى كثيرة، من أهمها ان البشرية دخلت منذ الحقبة الريجانية والتاتشرية فترة "جذر ثورى"، بالتوازى مع تبلور "عولمة متوحشة"، كرسها انهيار النموذج السوفيتى وانفراد الإدارة الأمريكية بالهيمنة على النظام العالمى. وهى فترة كثرت فيها الكتابات التى تتحدث عن "النهايات" و"الموت" ابتداء من "نهاية التاريخ" التى بشرنا بها فرنسيس فوكوياما و"نهاية الإيديولوجيات" التى روجها ريمون أرون، و"موت الإنسان" كما قال شتراوس، بالتوازى مع الموت الواقعى للنموذج السوفيتى. لكن سرعان ما أثبتت الحياة انها أقوى من نبوءات "حانوتية" الفكر، حيث عادت الدماء لتسرى فى شرايين حركة التحرر الوطنى فى أنحاء مختلفة من العالم، وعادت قوى اليسار الى العمل بقوة وأحرزت انتصارات متلاحقة فى أمريكا اللاتينية التى طالما اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية حديقتها الخلفية، وفى أماكن أخرى من العالم.
والى جانب "العولمة المتوحشة" تبلورت رويدا رويدا معالم "عولمة بديلة"، إنسانية الملامح، تتبنى مطالب العالم الثالث وحركات التحرر الوطنى وتناهض السياسات الإمبراطورية للمحافظين الجدد فى واشنطن، كما تناهض سياسات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية.
هذه العولمة البديلة، التى اتخذت من بلدة "بورتو ألليجرى" البرازيلية عنوانا دائما لها، والتى ضمت آلافا مؤلفة من المنظمات غير الحكومية فى سائر قارات الدنيا، فرضت نفسها على المعادلة الدولية بعد نجاحها فى تحريك مظاهرات "مليونية" فى سائر أنحاء العالم لأول مرة فى تاريخ البشرية حتى أن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية قالت ان العالم المعاصر أصبحت به قوتان عظميان : الولايات المتحدة الأمريكية والرأى العام العالمى!
إذن .. فترة الجذر الثورى قد انحسرت وحلت محلها حالة من "المد الثورى" الذى نلمس وجوده وتعاظمه فى أنحاء شتى من العالم. وهذا عامل موضوعى مواتى لنهوض اليسار فى العالم باسره.
وغنى عن البيان، ان الوجه الثانى لازمة اليسار فى مثل تلك الظروف، يتمثل فى فشله فى التعامل الديناميكى مع متطلبات دخول البشرية ثالث ثورة تشهدها الكرة الأرضية بعد الثورة الزراعية والثورة الصناعية، وهى ثورة المعلومات وما تطرحه من فرص.. وتحديات.
وبالتوازى مع هذه التطورات العالمية الدراماتيكية نفش النظام العربى الرسمى ريشه متباهيا بالمراهنة على الحقبة الأمريكية ووضع 99% من أوراق "اللعبة" فى يد واشنطن، من أجل "السلام" باعتباره خيارا استراتيجيا وحيدا لا رجعة فيه ولا بديل عنه، ليس فقط من أجل تحقيق حل شامل ودائم للصراع العربى الإسرائيلي وإنما أيضا بحجة تحقيق الرخاء الاقتصادى للشعوب العربية التى عانت كثيرا من ويلات الحروب.
لكن هذه الأحلام الوردية – التى ضللت قطاعات واسعة من الشعوب العربية – تحولت إلى كوابيس على أرض الواقع، وحتى وصلنا مؤخرا إلى إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية "موت" عملية التسوية السلمية للصراع العربى الإسرائيلي.
وجاء دفن هذه السياسة البائسة فى وقت سجلت فيه المنطقة العربية أعلى معدلات للبطالة فى العالم بأسره، وأعلى معدلات للحرمان من الديموقراطية وحقوق الإنسان، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والطبيعى.. ان تتراجع القوى السياسية المسئولة عن هذه السياسات التى ثبت فشلها، وان تتقدم القوى المعارضة بنفس المقدار لتملأ الفراغ الناجم عن هذا التراجع، بما فى ذلك قوى اليسار.
لكن هذه الظروف الموضوعية المواتية لا تكفى وحده لاستعادة اليسار لمكانته، بل تظل هناك حاجة ماسة لحل المشاكل الناجمة عن الظروف الذاتية التى أثرت بالسلب على حركة اليسار فى العقود السابقة، وأهمها الحلقية والانقسامية والنخبوية والانعزال عن الجماهير والعمل الجماهيرى والنضالى وضبابية الخط السياسى فى أحيان كثيرة وعدم ارتفاعه الى مستوى فرص وتحديات عصر ثورة المعلومات والى مستجدات الواقع المصرى الذى شهد تغيرات اجتماعية وطبقية هائلة.
من هنا.. تأتى الأهمية الاستثنائية لتغلب التحالف الاشتراكى على تلك الآفة المزمنة التى أصابت اليسار المصرى منذ عقود، وهى آفة الانقسام والتشرذم وتبادل الاتهامات وتغليب التناقضات الثانوية على التناقض الرئيسى.
وهذا الانجاز أمامه تحديات كثيرة تحتاج الى عمل أكثر، والى رعاية من الجماعة الوطنية المصرية على اختلاف مدارسها الفكرية والسياسية، لان قوة اليسار مكسب للحياة السياسية بأسرها، وللمجتمع المصرى كله، وقد رأينا كيف ان موت السياسة فى السنوات العجاف السابقة لم يؤثر فقط على المعارضة اليسارية وإنما أصاب أيضا المعارضة الليبرالية. وغنى عن البيان إن دخول مصر إلى عصر النهضة وبناء دولة مدنية عصرية حديثة يتطلب أولا وقبل كل شىء عودة الروح إلى الأحزاب الساسية التى لا تخلط الدين بالسياسة والتى تمتلك رؤية مستقبلية بعد ان سئمنا من حكم القبور وتقديس الماضى الذى ولى ولن يعود.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد .. وسنينه 2
- الفساد .. وسنينه 3
- الفساد .. وسنينه 4
- التطبيع .. مع الفساد
- ثلاثية حسن نصر الله
- استحقاقات القرار 1701
- ألغاز إنجليزية
- 13ساعة أجازة من حرب لبنان.. فى -مصيف- أسيوط
- -العدوان الثلاثى- الثانى .. والصمت العربى المزمن
- القاع
- شافيز .. أكثر عروبة من العرب
- مجزرة قانا: أكثر من نذالة أخلاقية .. وأقل من استراتيجية ذكية
- لعنة قانا
- مذبحة قانا فى ماسبيرو
- صورة حية من العراق إلى المعجبين بالديموقراطية تحت سنابك الاح ...
- مقاومة العدوان الإسرائيلي أولى بالرعاية من -كاترينا
- نصف قرن علي تأميم قناة السويس
- مأزق المراهنين على قراءة نعى المقاومة
- حكومة .. هوايتها زيادة نكد المواطنين
- إسرائيليون.. أفضل من المارينز العرب


المزيد.....




- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعد هجرس - تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط