أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - جدل اللحظة الراهنة















المزيد.....

جدل اللحظة الراهنة


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


= (عندما تكثر الهزائم والإنكسارات يزداد الحنين إلى الماضي وأمجاده ..... )
= ( إن الإحساس العفوي يمثل درجة أولى من المعرفة ...... )
= مازال الإنسان في المنطقة العربية عموماً يعيش على هامش التاريخ, مستهلكاً خبرات وتجارب ومنجزات الشعوب الأخرى , إضافة إلى اجتراره لحظات انتصاراته الماضية .
= وإذا كان صحيحاً بأن الحس العفوي يمثل درجة أولى في سلم المعرفة الموضوعية، وهذا ما أفترضه فإن المرحلة الراهنة بأحداثها المتطورة والمتغيرة باستمرار، تمثل بداية تغير في الحس والمزاج الشعبي العام , والتي أخذ ت تتبدى ملامحه وتتمظهر في أشكال مختلفة ، وقد يكون أدنى درجاتها هي المتابعة اللحظية لمجريات الأحداث على الساحة اللبنانية ،ويزداد هذا الشعور حدة من خلال زيادة حالات التناقض الداخلي التي تنتاب الإنسان عموماً ، وحالات الإحباط العام والتبرم والتي تتجلى أحياناً بمظاهر الغضب و... وفي أفضل الحالات يتم التعبير عن هذه الحالات من خلال الإضراب أو التظاهرات أو تقديم المساعدات المادية والمعنوية.... وفي ظل قانون الطوارئ قد يكون من الصعوبة بمكان التعبير عن هكذا مشاعر ، لتبقى دفينة في الذات الإنسانية للفرد نفسه لتموت في داخله أو تتحول لاحقاً إلى حالة من القرف والاشمئزاز ، ومن الممكن أن تتحول في لحظة ما إلى حالة من الغضب أو الحقد على ماهو سائد ، ومن الممكن أن تصل لدرجة الحقد الطبقي كما كان يطلق عليها سابقاً... ، ليتحول صاحب هذه المشاعر إلى مواقع المعارضة السلبية أو الإيجابية أو... ، ومن الممكن أن تصنف هكذا حالات في خانة المشاعر الإنسانية فقط بعيداً عن توصيف سياسي وهذا وارد وطبيعي . ولكن ما أود التركيز عليه هو اللحظة التي يتم فيها الإنتقال من اجترار انتصارات الماضي إلى التفكير بأشكال جديدة تقوم على نشوة انتصارات تنجز على الأرض حتى ولو كانت بدراجاتها الدنيا ، والمساهمة الفعلية في صياغة الحاضر وفق قراءات وتصورات شخصية ،أو على مستوى التصور الشعبي العام أيضاً .
= لكن هل تمثل اللحظة الراهنة حقيقة لحظة تحول تاريخية يعود فيها الفكر وثقافة المقاومة بمستواها الشعبي العام إلى الوجود ؟ وهل المقاومة اللبنانية الراهنة قادرة على انتشال الإنسان العربي من عجزه واستكانته ، وإخراجه من حالة الإذلال والانكسار الداخلي والذاتي التي ساهم فيها بشكل مباشر أو غير مباشر النظام العربي بسلطاته المتلاحقة من خلال تغييب الديمقراطية، وغياب سيادة القانون وسيطرة القوانين الإستثنائية وتغييب المواطن عموماً عن الحياة السياسية....؟ وهل يمكن أن نلحظ بداية تشكل إرادة حرة للمواطن العربي ؟ وما هو السبيل إلى تدعيمها وتقويتها ؟ وهل تعبر حقيقة المعارك الدائرة الآن على الساحة اللبنانية عن مصلحة الشعب اللبناني وعن آمال الشعوب العربية في الانتصار على إسطورة الجيش الإسرائيلي ؟وما هو دور النخب الثقافية والقوى السياسية الوطنية المعارضة في هذه المرحلة .......؟
= أسئلة كثيرة من الممكن أن نطرحها ، وفي معظمها تعبر عن الحالة العامة التي يمر بها الإنسان في هذه اللحظة .
= من دون الدخول في أشكال من الجدل السياسي الذي اعتدنا على إثارته في مثل هذه اللحظات ( رغم أهميته وضرورته ) فقد حققت المقاومة اللبنانية إجماعا ًوتأيداً على المستوى الشعبي العام العربي والدولي ، وأظهرت الشرخ الحقيقي والهوة الفعلية والساحقة بين الشعوب العربية عموماً ونظمها السياسي ،وأكدت على دور القهر والعنف الذي كانت تمارسه هذه النظم ومازالت بحق شعوبها في منعها من التعبير عن أحاسيسها العفوية حتى في أدنى أشكالها والتي من خلالها يمكن للإنسان أن يعبر عن تضامنه مع أشقاءٍ له تقام بحقهم أبشع المجازر الإنسانية وأفظعها .
لن أغالي وأقول بأن المقاومة الحاصلة على الأرض اللبنانية سوف تنقل المواطن العربي إلى موقع صنع القرار لأن الحواجز والموانع إلى ذلك كثيرة ، ولكن أقول أنه في اللحظة التي يعيش فيها الإنسان العربي عموماً لحظات تختلط فيها مشاعر النشوة بالانتصار، مع مشاعر الأسى والحزن ، مع مشاعر الإحباط وعدم الجدوى ، والتي تعبر عن إنفضاح خطاب المقاومة والمواجهة القومية لبعض النظم السياسية القومية ، والتي يروج لها فقط على المستوى الإعلامي ، ليثبت من جديد وعلى المستوى الملموس عدم مصداقية هكذا خطاب ، ومع هيمنة هذه المشاعر تتساقط ورقة التين الأخيرة التي كانت تتستر بها بعض السلطات العربية أمام المواطن ، لتتكشف أمامه بوضوح تام صور الفساد المعمم والنهب لثرواته الوطنية التي يتم إيداعها في البنوك الخارجية لتعود على شكل صواريخ وقذائف تدك مضاجعنا ومضاجع كافة إخوتنا العرب ، وتنفضح أهداف التسليح التي نهبت من خلالها معظم الثروات الوطنية ليتعرف المواطن بحسه العفوي بأن الأسلحة التي يتم تكديسها هي لمواجهته ، وليست لمواجهة العدو ، هذا العدو الإسطورة ، الإسطورة التي لا تقهركما كان يشاع ، لنرى بأنه يتم تحطيمها بشكل يومي على أيدي مقاومين صمموا على النصر أو الاستشهاد في سبيل قضيتهم التي تهدف إلى تحرير الأرض والإنسان من أسر الماضي ، ومن أسر الأفكار التي عملت على تعزيز فكرة أن الإنسان العربي إنساناً مهزوم أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية ، لتعود إلى الذاكرة من جديد بأن الإنسان الحر من الداخل ، وإن الإنسان المؤمن بأهدافه وغاياته لابد أنه منتصر ، وإنما المنهزم هي نظماً سياسية بعينها تعاني من أزمة بنيوية داخلية تتمظهر عبر تكشّف تناقضاتها الداخلية للعلن .
= إن اللحظة الراهنة تفترض من كل مواطن ، وكل من موقعه العمل على تعزيز وتكريس فكرة المقاومة التي غابت مع غياب زمن انتصار الإنسان الحر ، الإنسان الممتلك لمصيره والمعبر عن إرادته الحرة، والتي تم احتوائها في قمقم السلطات العاجزة والتابعة والمرتهنة والمرتبطة بالخارج وفقاً لمصالحها الشخصية و الأنانية .
= وإن على القوى السياسية التي تعتبر أن الإنسان هو غايتها الأسمى وهدفها الأخير ان تعمل ولو لمرة واحدة فقط على رص صفوفها لمواجهة أخطار لا تميز بين إنسان وآخر ،ولا يميز بين مرفق خدمي أو مصنعاً للحليب أو للسلاح... ، هدفها الأول والأخير في المنطقة هو تعزيز مصالحها الحيوية والإستراتيجية المبنية على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويفترض من هذه المؤسسات أن تكون نزيه ومستقلة ،ولكن للأسف هي ليست كذلك ،بل إنها تخضع إلى إرادة الدول المهيمنة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً... وأن الأهم في هذه المرحلة هو أن الحس الشعبي العام لا يتجاوز فقط النظم السياسية ، بل يتجاوز معظم القوى السياسية المعارضة التي تختلف فيما بينها على شكل المقاومة، وتوقيت العملية العسكرية التي قامت بها المقاومة ، وكأن المستهدف الآن هو المقاومة بعينها فقط ، وليس المستهدف هو تمرير المشاريع المرسومة للمنطقة بالقوة العسكرية وتحديداً المشروع ///1559/// الصادر عن مجلس الأمن المنحاز لصالح الدولة المهيمنة عالمياً،ويعمل وفق إرادتها ، والقضاء أيضاً على فكرة المقاومة وثقافة المقاومة التي بدأت ترتسم و تتوضح في المنطقة من جديد ، لترسيخ ثقافة الاستسلام والإذلال لإرادة الدول المهيمنة .
= أما فيما يتعلق بالنظم السياسية في المنطقة ، فإن المواطن العربي عموماً لم يعد يعير لها اهتمام في مثل هذه اللحظات ، لأنه توصل ومنذ زمن إلى نتيجة مأساوية ومحزنة مفادها أن نظمه السياسية ،وسلطاته بشكل محدد وجدت لتنفيذ أجندات خارجية ، وليس للتعبير عن مصالحه ، إضافة إلى أنها موجودة ومستمرة في الوجود لنهب ثرواته الوطنية وإشاعة الفساد والإفساد والقمع والهيمنة على الحي والميت في الوطن وباسم الوطن أيضاً تقوم بذلك ...
ومع كل ذلك لابد من النداء بأن هذه اللحظة هي لحظة المواجهة الحقيقية ، اللحظة التي تستوجب الدفاع عن الإنسان ، وعن الأوطان ، ومن المؤسف بأنه لن تتمكن أياً من نظمنا السياسية الراهنة قيادة مشروع المقاومة ، لكن ما هو مطلوب منها هو تحرير إرادة الإنسان من السيطرة ومن الهيمنة ، وتحديداً من هيمنة الأجهزة الأمنية وعسفها ، لأن الحرية والتحرر لايمكن أن تنجز وتقام بإنسان مقيد وإنسان محتل في وطنه ، إن الإرادة الحرة للإنسان هي التي تصنع المعجزات .
إذاً ليكن نداءً لتحرير الإنسان ، وإطلاق الحرية لقواه الكامنة لتعبر عن نفسها بشكل حر وكامل ، لأن إنساننا مازال يتمتع بحسه الوطني العفوي .
=إذاً لماذا لا نعزز هذا الشعور وهذا الإحساس ؟
= ولنعلم أخيراً بأن القيادة العسكرية الصهيونية راهنت في انتصارها على كسر الوحدة الوطنية وتغذية الفتنة الطائفية في لبنان ، وعلى رص وحدة الصف الداخلي الإسرائيلي خلف عملياتها العسكرية الدائرة في لبنان . وعلى الغطاء التي قدمته لها بعض الدول العربية من خلال موقفها المعلن من حزب الله ، إضافة إلى انحياز الرأي العام الدولي لجانبها و تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية .ولكن وبعد ارتكابها للمجازر المتكررة ، وضرب البنى التحتية بدأت تفتقد نسبياً إلى هذا الغطاء ، وتتعزز من جديد الوحدة الوطنية اللبنانية ، ومن خلفها التضامن الشعبي العربي بحسه العفوي .... لماذا إذاً لايتم توظيف هذا الإحساس لخدمة المقاومة وفكر وثقافة المقاومة ، ولتجديد الإحساس بالذات الإنسانية الحرة و المستقلة ، ولماذا يتم الضرب بعرض الحائط بهذه المشاعر بينما تحطيمها هو أحد الأهداف الرئيسية للعدوان الإسرائيلي و في هذه اللحظة بالتحديد.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهم الديمقراطي
- ضرورة التلازم بين المستويين الديمقراطي والتنموي في ضبط التنا ...
- الرأسمالية الراهنة
- بحث في الدولة _ السلطة - المجتمع


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - جدل اللحظة الراهنة