أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نعيم عبد مهلهل - المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر














المزيد.....

المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 10:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ـ 2 ـ

انا أعرف مدينة طنجة لأني أعرف روح محمد شكري

ربيو صديق شكري في حديث له معي في شقته 15يوليو 2006

في أوراق ماتيس عن المغرب هواجس أجمل مما تصنعه فرشاة ألوانه ، فهو يذكر ، أن بلادا كالمغرب لها أنماط خاصة من التعشق السحري الذي يذهب بك الى أبعد من لوحة .وحتما كان ماتيس يقصد جمال الطبيعة والفة الروح الانسانية لدى البسيط المغربي الذي تجد في ابتسامته رغم فقرها في بعض الاحيان ، قناعة لوجود ينتمي اليه بتعشق سحري وهو ما اراد ان يذكرنا به ماتيس حين عاش حلم اللوحة والمنظر الطبيعي( والستل لايف )...
وغير ماتيس كان ديلاركو ، والرجلين جعلا من طنجة عاصمة الشمال المغربي مكانا لخلق حالة صفاء ، وطنجة مدينة أبن طوطة ، ومنها تحركت أشواق جغرافيا المدن والبلدان والسلاطين ، فكان رحيله منها ضحى خميس كشفا لعالم يمد أذرعه من ساحة فرنسا في طنجة وحتى سور الصين العظيم ، ومن السوق الداخلي وحتى سمر قند وأصفهان ومقاديشو ، كل هذه الاماكن أملاها الطنجاوي ببراعة ذاكرته في رحلة شبه إسطورية قبل موته بحاضرة فاس على رجل أسمه محمد بن جزي الكلبي ، ليأتي هذا الترحال قراءة جميلة عن حياة فالمغربي في طبعه انسان واضح وكشوفاته قد تكون مليئة بهم حياتي ورغبة بالأفضل ، إلا إنه يظهر للغريب قناعة هائلة بما يملك ، حتى لو كسرة خبز .........عصر كامل عاش على الكرة الارضية ، وغير بن بطوطة ، كانت طنجة واحدة من المدن التي تنتج الحب والحلم والبحر ، ولهذا في اختلافها عن تكوين المدن الكونية ، إن الغرباء فيها يستطيعون بناء مجد مغامراتهم بسهولة ، لهذا فان كل الذين يحملون هوس الرغبة في صناعة نص يجدون في طنجة المكان الملائم ، مارك توين، بول بوللز ، صاموئيل بيكيت ، تينسي وليامز ، الكثيرون يجعلون من روح المغرب المدهشة نقطة تامل لصفاء فكرة يكتبونها .
ساكن طنجة ، بل ساكن المغرب كلها عليه ان يعتني بروحانيات المكان فأدراك مدينة برؤية المشاهدة لاياتي بسهولة ، فلابد لك ان تغور الى داخل جسد المدينة ، المقاهي ، الحارات ، الأرصفة ، ودردشة الحانة ، وحين تصل الى قناعة أنك تستطيع أن تبدأ مشوارك لقراءة مدينة فان الأسئلة تجد أجوبتها ،
صديقي الشاعر الكبير صلاح بوسريف ، بعد حوار شفاهي معه في مقهى الحورية الزرقاء في مدينة المحمدية التي على ما اعتقد هي ملك للشاعر الجميل المصطفى غزلاني ، اكد لي ان المكان المغربي يوحي بدلالات لاتحصى عن المشهد الواحد للحياة ، وانه قد يختلف عن الأنسان العادي في اظهار هذا الايحاء بدلالاته لانه يمتلك مشفرة صعبة هي الشعر لكن وضوح وسطوع قراءة المشهد يكون عند الناس البسطاء الذين لاتحتاج معهم الى قواميس لتفهم طبيعة مايجري على مستوى مكان يتنفس برئتين .
هذا الفهم عكسته على اليوم الطنجاوي فوجدت ان طروحات بوسريف هي بالفعل تسير بموازاة تفكير الناس هنا .
ينتمون الى الجرائد ، يقراونها بسرعة ، يفكرون بذات السرعة بالمؤسسة الجهوية وماذا تفعل لهم ،ثم بعد ذلك يتركون الاشياء وراءهم ليفكرون بالحياة والرغيف وحلم الوصول الى الساحل الاخضر .
بين تطوان وطنجة محطة استراحة ، سألت فيها ريفي بسيط يقود حماره بمتعة الذي يقود المارسيدس من آخر طراز .
ــ سيدي ، هناك جبل ، وهنا اسفلت ، ماذا يفضل حمارك ، ان يبقي اقدامه على الاسفلت أم يتسلق الجبل .
قال بعد أبتسامة : هادي فلسفة . ( قال هادي بالدارجة ولم يقل هذه )..
ــ نحن في العراق : نسميها (حسجة ) ، أي حكمة الريف .
ــ اهلا بك وبالعراق ، ياولدي الريفي الجبلي ، عيناه القمة دائما ، وكذلك الذين معه ، وهذا الحمار هو يهوى التسلق ليصل ، وفي ذلك رغبة لصاحبه ، أما الأسفلت ، فهو لاهل المدن والحمار الذي قدميه من مطاط .
كان يقصد السيارة ، انقل تفسير الرجل من دارجته المغربية وأصل الى قناعة ان الأنسان هنا يجد في بلوغ القمم حلم ، حتى لو كان لمجرد الوصول ، لهذا ترى وانت تتأمل الطرق التي يعبرها القطار من اقصى الشمال المغربي الى جنوبه ، ترى قيمة ان يصنع الانسان حياته بشتى مستويات العيش وترى جهدته الهائل وهو ينحت بيوته في قلب الصخر الجبلي أو على لهيب جمر رمال الصحراء .
أتذكر حماس الأنسان المغربي وقوته في حكاية أدرجها الكاتب المغربي الكبير محمد شكري في كتاب زمن الأخطاء حين ذكر ان فرانكو ، الدكتاتور الأسبني كان شغوفا بصناعة جيشا لايقهر من الجنود المغاربة الذين كانوا يحققون النصر بصورة مدهشة واغلب هؤلاء الجنود من الريفيين ، وكان والد شكري من ضمنهم .
اليوم ذهب جهل والأمية وتخلف عصور ماقبل الاستقلال . يفكر المغربي اليوم بعقله قبل عاطفته ، وبها يريد ان يصنع ذائقة لعولمة سعادة حياته ، لهذا تراه عبر المنبر الادبي او السياسي او الاعلامي يطالب ، وتجاهد الدولة دوما لتحقق الكثير من هذا المطلب ، حين يطالعك في التلفزيون ونشرته المحلية اخبار عن منجزات تنموية في شتى مجالات الحياة ، ذكرتني بقول الفلاح المغربي الفصيح :
ياولدي : المغرب عبارة عن رغيف مدهون باجود انواع العسل ، وقديما كان السادة الكبار من الاثرياء وحدهم من يقضموه . الآن على الجميع ان يشارك به ، مادامت احلامنا هي القمة دائما ..............................



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر
- ابكي عسلاً
- المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
- بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
- لا أحاور إلا نفسي
- قصائد لوطن نتمناه
- أبي في متحف اللوفر
- الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
- التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
- أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
- خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !
- والكهرباء مفقودة ... عريانة وتتمنى أوربا
- المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ
- سقراط وغبار أجفانكِ
- وزارة التربية..وحلم مدرسة في قضاء الجبايش
- موسم الهجرة إلى الموت
- حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية
- دهشة ولها قدمين
- أغنية شعبية لأنوثة القطة البيضاء .
- إيروتيكيا لليلة في المطار...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نعيم عبد مهلهل - المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر