أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!















المزيد.....

سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 487 - 2003 / 5 / 14 - 04:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

لو كان عالم اللغة العربية المرحوم مصطفى جواد، صاحب البرنامج الإذاعي المشهور (قل ولا تقل) على قيد الحياة لقال: (قل سقطت الفاشية ولا تقل سقطت بغداد). فبعد انهيار النظام البعثي الفاشي في العراق يوم 9 نيسان الخالد على أيدي قوات التحالف، راح أعوان النظام ودعاة الاستبداد في الإعلام العربي يستخدمون مصطلح (سقوط بغداد) على أيدي قوات الإحتلال. وهذا تعبير مضلل. في الواقع إن الذي سقط هو النظام الجائر الذي سام الشعب العراقي سوء العذاب طيلة 35 عاماً أما بغداد فقد تحررت من سيطرة الفاشيست الجهلة وونهضت من جديد وعادت إلى أهلها بعد أن فر منها مغتصبوها الهمج العتاة. وقد شاهدنا فرحة الجماهير الغامرة بذلك اليوم المشهود وهي تشارك قوات التحالف في إسقاط أصنام رأس النظام وتضربها بالأحذية. ولو كان هناك سقوط بغداد، فكيف يمكن أن يفرح شعب بسقوط عاصمته؟

إن عبارة (سقوط بغداد) لا تخلو من مقاصد مريبة الغاية منها تضليل الشعوب العربية وتزييف وعيها وشحنها بالعداء للغرب كما هي عادة الإعلام العربي، وإظهار النظام المباد كما لو كان نظاماً وطنياً والشعب العراقي خائناً!! وأن ما حصل هو إحتلال واستعمار أجنبي وحروب صليبية..الخ وربط كل ذلك وتذكير الناس بسقوط بغداد على يد هولاكو عام 1258 وتشبيه قوات التحالف بالمغول وصدام بالخليفة العباسي!!. والحقيقة ليست كذلك بل العكس هو الصحيح. فالمغول الجدد هم إنتاج محلي أو بلدي، أولئك الذين حكموا العراق منذ انقلاب 8 شباط 1963 وقد صعد هولاكو العصر صدام حسين إلى الحكم عام 1968 ومنذ ذلك اليوم بدأ المغول الجدد يهلكون الحرث والنسل في عراق الحضارات وعطلوا التطور الحضاري أربعين عاماً بل أعادوه إلى ما قبل الثورة الصناعية.

إن ما قامت به قوات التحالف هو ليس احتلال واستعمار، بل عملية تحرير شعب أسير من حكومة جائرة لا مثيل لها في الجور، بعد أن يأست الجماهير من القضاء على هذا النظام الفاشي خاصة بعد انتفاضته الكبرى عام 1991، كما فشلت في محاولات عديدة سابقة والتي انتهت بمجازر رهيبة. ولو ترك الأمر في إسقاط النظام إلى الشعب الأسير ومعارضته الوطنية في الشتات، لبقي هذا النظام إلى أجيال وصار العراق متحفاً لأشرس نظام مستبد في العالم يزوره السيّاح والباحثون للإطلاع على نظام الإستبداد في الوقت الذي سادت فيه الديمقراطية كل المعمورة عدا العراق.

وهنا أود توجيه عدد من الأسئلة للمقارنة ولمعرفة من هم المغول، هل هم عصابات النظام المقبور وفلوله الضالة أم قوات التحالف؟ وللقارئ أن يصدر حكمه المنصف:

*- من الذي قام بإشعال الحرائق في الآبار النفطية ومن الذي قام بإطفائها؟

*-من الذي هدد بجعل العراق أرضاً بلا شعب من بعده.. ومن الذي أحال دون تحقيق هذا الهدف الشرير؟

*-من الذي استخدم المدنيين العراقيين دروعاً بشرية وعرض آلاف النساء والأطفال إلى القتل في الحرب ومن الذي بذل كل ما في وسعه لتجنب حدوث الضحايا في صفوف المدنيين؟

*- من الذي قام بسرقة المتاحف الوطنية؟

*-من الذي قام بإشعال الحرائق في المكتبة الوطنية وتحويل الملايين من الوثائق النفيسة والمخطوطات النادرة إلى رماد ؟

*-من الذي سرق مليار دولار من البنك المركزي يوم 18 آذار أي يومين قبل الحرب غير قصي إبن صدام حسين؟

*- كذلك تم الثور على 650 مليون دولار في أحد قصور صدام.. فمن الذي سرق هذه المبالغ ومن الذي أعادها إلى الشعب العراقي؟

*- من الذي أشعل الحرائق في مركز الإتصالات في بغداد يوم 11 من هذا الشهر لمنع الإتصالات التلفونية بعد جهود مضنية لإصلاحها؟

*-وأخيراً وليس آخراً، من الذي يعبث بالأمن والإستقرار وينشر الرعب بين المواطنين الآمنين في طول العراق وعرضه؟

من كل ذلك نفهم أن النظام المقبور وفلوله وأيتامه هم الذين يقومون بدور هولاكو والمغول دون أي شك، وأن قوات التحالف يريدون حماية هذا الشعب ومصالحه والعودة السريعة إلى الحياة الطبيعية لينعم بالأمن والإستقرار وأنهم سوف يرحلون عن العراق بعد إنجاز مهماتهم التي هي في معظمها لصالح الشعب العراقي. والذين يريدون خروج هذه القوات من العراق بحجة السيادة الوطنية، يريدون عودة نظام القتلة إلى الحكم.   

نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، في عصر العولمة حيث تحول فيه العالم إلى قرية صغيرة وصارت المشكلة الوطنية مشكلة أممية تخص جميع شعوب العالم. لقد صار العالم أشبه بسفينة واحدة سلامتها تهم سكان المعمورة ولا يمكن أن يترك شقي وجلاد مثل صدام حسين وعصابته الفاشية بالعبث بأمن وسلامة شعبه والمنطقة بحجة أنها قضية داخلية.

ولم يكن تحرير العراق على أيدي القوات الأجنبية فريداً من نوعه في التاريخ، بل حصل ذلك في تحرير ألمانيا من النازية وإيطاليا من الفاشية ودخل الزعيم الفرنسي ديغول باريس على ظهر دبابة أمريكية كما هو معروف للجميع.  

ولم تكتف أبواق الإعلام العربي بذلك بل راحت تصر بغباء وعناد أن "سقوط بغداد" كان نتيجة لخيانة قادة الجيش العراقي وهو الآخر يجانب الحقيقة. فكما اطلعنا من خلال وسائل الإعلام المحايدة على تصريحات العديد من الضباط العسكريين العراقيين أنهم رفضوا مواجهة قوات التحالف لعلمهم بعدم التكافؤ بين الجانبين في حرب محسومة النتائج مسبقاً ولغباء خطط المواجهة (أم الحواسم أو أم الهزائم) التي وضعها صدام حسين ولعدم إيمانهم بالدفاع عن نظام جائر أذلهم. وحتى الجنود كانوا يعرفون هذه الحقيقة فرفضوا أن يموتوا في سبيل نظام فاشي محكوم عليه بالانهيار. لذلك ومنذ اليوم الأول من الحرب، لم تكن هناك مقاومة من الجيش النظامي، أي لم تكن هناك حرب تقليدية. لأن الحرب معناها مواجهة بين جيشين نظاميين. وما واجهته قوات التحالف كان مجرد مناوشات متفرقة قامت بها عصابات (فدائيي صدام) وليسوا فدائيي العراق طبعاً، وبعض المرتزقة المغفلين من المتطوعين العرب والإسلاميين الذين اعتقدوا أن صدام يمثل العروبة والإسلام. فكان هؤلاء الشباب المغرر بهم قد خدعوا في الدفاع عن صدام حسين وليس عن العراق.

وهناك دراسات وتقارير تفيد أن فلول النظام البائد يقومون الآن بأعمال التخريب ومنع عودة الأمن والإستقرار والحياة الطبيعية إلى الشعب على أمل إرغام قوات التحالف على الإنسحاب المبكر، الأمر الذي سيسهل عودة الفاشية إلى الحكم كما يحلمون. يجب أن يعرف هؤلاء بأن أمن الولايات المتحدة وسياستها وستراتيجيتها ما بعد كارثة 11 أيلول 2001 والعولمة ونشر الديمقراطية في المنطقة والقضاء على بؤر التوتر والإرهاب في العالم، كلها تعتمد على نجاح عملية تحرير العراق وإقامة نظام ديمقراطي وتحقيق الإستقرار فيه. لذلك لا يمكن مطلقاً لأمريكا وبريطانيا أن تفرطا بكل تلك التضحيات وانتصارهما في الحرب بدون كسبهما للسلام في العراق.

ورغم ما يقاسيه الشعب العراقي في هذه الأيام من مصاعب حياتية، وهي نتيجة تراكمات مظالم النظام الجائر لعقود من السنين والتي من الصعب حلها في فترة قصيرة بعد الحرب، ولكن هناك أمل كبير وإصرار شديد على مواصلة العمل لحل جميع هذه المشاكل وأن مستقبلاً زاهراً ينتظره ولا مكان لعودة الأيديولوجيات الشمولية إلى عراق ما بعد صدام.

 

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ظاهرة النهب والشغب في العراق مجرد بداية لما هو أدهى وأمَّ ...
- محاولة لفهم الفوضى والنهب بعد سقوط الإستبداد!
- كـمسـتقبل ألمانيا بـعـد هــتلر
- مخاطر إنسحاب الحلفاء المبكر من العراق
- لماذا ترفض روسيا وفرنسا رفع العقوبات عن العراق ما بعد صدام؟
- الصحاف هو الوجه الحقيقي للإعلام العربي
- 9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي
- نريدهم أحياءً !! بمناسبة مصرع علي الكيمياوي
- رحيل باحث نزيه - بمناسبة أربعينية الفقيد علي كريم سعيد
- لماذا تأخرت الإنتفاضة؟
- الديمقراطية لن تولد متكاملة وقد لا تكتمل!
- الوصايا العشر إلى الحكومة العراقية القادمة
- الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل
- موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلا ...
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص
- أسباب اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- هل الحرب من أجل النفط؟
- رداً على المدعو -عبد الجبار علي الحسني- في تطاوله على الزعيم ...
- عراق الغد بين العلمانية والإسلاموية


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!