أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - هل انكفأت العقلية العدوانية بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟















المزيد.....

هل انكفأت العقلية العدوانية بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 11:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


توقف صوت المدافع وحممها الجهنمية وقصف الطائرات والصواريخ المتنوعة وتوقف الرصاص الطائر ولكن ليس كحمامات السلام لبيكاسو ، وتوقف النزيف الدموي والخراب والدمار ولو إلى حين، لكن هل توقفت العقلية العدوانية البربرية والتطرف الأعمى؟ أم مازالت متربصة تهيأ نفسها والآخرين لزاماً إلى جولة جديدة من المآسي والمسالخ الحربية؟
وقد برهن هذا الأمر قيام الجيش الإسرائيلي من جديد بخرق قرار مجلس الأمن 1701 وشن هجوم على مواقع لبنانية وإنزال وحدة كوماندوس إسرائيلية فجر يوم السبت 18/ 8/ 2006 في البقاع وقتل ضابطاً إسرائياً وجرح جنديين آخرين والإعلان عن مقتل ثلاثة من حزب الله بعد مقاومة عنيفة دليل على استمرار العقلية العدوانية لدى حكام إسرائيل وهي سوف تستمر وكسابقاتها ستسطع بالجريمة المحمية بقوانين وضعتها العقلية التسلطية للنيل من الأبرياء المسالمين، تسطع بالجشع واللعنة وسلطان القرار الأعلى بدفع القطعان إلى مذابح أوسع واشمل من اجل السيطرة والهيمنة وبث الرعب والخوف بسوداوية الحاضر والمستقبل، جشع اليافطات والشعارات المسطرة بالديمقراطية والحرية والاسلامية والطائفية والحقوق وهي مواويل تتغنى بها الأطراف حسب مفهومها ومصالحها مادام الوعي متخلفاً لا يفهم معنى السلام إلا بالحرب .
بعد كل ما حصل وما جرى ونحن نعرف أن العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي برر بأسر الجنود ما هو إلا كذبة كان يراد بها تنفيذ المخطط ولقد وقفنا بصراحة ضده واعتبرنا أن الدفاع عن لبنان والشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة هو الأساس الذي يجب الوقوف بجانبه لكننا نؤكد اليوم وبعد هذه النهاية بأن أسر الجنود في هذا الوقت وهذا الزمن كان تطرفاً من الممكن تفاديه وتفادي هذا الدمار والخراب الواسع نقول هذا ليس من باب التغيير في آرائنا بل لسبب بسيط بأن الظروف تغيرت وقد انكفأ العدوان ومن اجل أن ندرس هذه التجربة منذ البداية وحتى نهايتها ونستفيد منها ونتخلص من العشوائية والتطرف ويكون التصرف القادم أكثر حكمة ومعرفة ودارسة قبل القفز على الواقع لأن القفز على الواقع والخطابات العنجهية والتراشق والتفاخر دليل على الضعف وعدم استيعاب المرحلة والظروف المحيطة وهذا لا يعني بالضرورة التسليم للواقع المر والمتردي الذي تعيشه الشعوب العربية والانتكاسات المخيبة للآمال من خلال استمرار التعنت الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية على منح حكام إسرائيل الضوء الأخضر في تنفيذ مخططاتها حتى وان حاربت بدلاً عنها ووقود هذه الحرب من الشعب الإسرائيلي ونلاحظ هنا أن الحكام الإسرائيليين على الرغم من الادعاءات بالدفاع عن بني إسرائيل فهي تضحي بهم وترسلهم لجحيم الحروب متى ما كانت المصالح الكبرى ترتأى ذلك ، ومتابعة خسائر إسرائيل بشرياً ومادياً غير قليلة سيجد إن من بين هذه المصالح أن تبقى المنطقة بؤرة مشتعلة مهددة بالدمار والفتن بحجة الحفاظ على أمن هذه الدولة ومحاربة الإرهاب وعدم انتقاله إلى الولايات المتحدة الأمريكية حسبما أشار له بما معناه الرئيس الأمريكي بوش بان الانسحاب من العراق يعني انتقال الإرهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعليه يجب أن تكون ارض العراق هي الساحة لمنازلة هذا الإرهاب.. أما الجانب الثاني فيبدو الخطاب الموجه للشعب اللبناني والشعوب العربية والإسلامية من قبل نصر الله هو خطاب نصي قديم يفاخر بالانتصار وكأن لبنان لم يخسر أي شيء والمتتبع لنتائج هذه الحرب القذرة سيجد إن لبنان خسر الكثير الكثير ولا داعي لتعداد هذه الخسائر لأنها أصبحت معروفة للجميع.
الجانبان الإسرائيلي وحزب الله يدعيان أنهما المنتصران ونستطيع التأكيد:أن ذلك صحيح وفيه الكثير من الحقيقة فالقادة مازالوا قادة متحكمين ولهم خطاباتهم السياسية المتلونة بالوطنية والدينية والعرقية وكل واحداً فيهم يعتبر الانتصار خاصاً به وقد يجيره للأمة وللقومية وللدين وكم قتل من الناس وان كانوا أبرياء وكم خرب في البنى التحتية وان كانت هذه البنى تخدم مصالح الناس وقد لا نكون مخطئين إذا نقول أن الخاسر الأكبر هما الشعبين اللبناني والإسرائيلي وقد نحيل رثاء الكاتب الإسرائيلي الشهير" ديفيد غروسمان " لأبنه الذي قتل في الساعات الأخيرة في لبنان لأي قارئ حيادي فسوف يجد المرارة من الحرب نفسها وفضح غير مباشر لدموية ولا إنسانية دولة إسرائيل تجاه الأطفال والنساء والشيوخ لكلا الشعبين اللبناني والفلسطيني.
هل سيستفيد الحكام الإسرائيليون من هذه التجربة الكارثة التي ألمت بالشعبين ويعوون بأن الأوضاع الجديدة في المنطقة اختلفت عن الأوضاع التي كانت سائدة في حروبهم السابقة واحتلالهم للأراضي العربية والبقاء فيها وتهديد كل من يريد عودتها ؟ نقول بكل صراحة نحن نشك بذلك،هل يعوون أن قضية حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل عبارة عن خرافة ووهم يكمن في العقلية العنصرية للحكام الإسرائيليين والكاثوليك المتزمتين من اليهود وان خدعة شعب الله المختار ما هي إلا للتحايل على الوعي الإسرائيلي؟ وهل يعلمون أن نفوس إسرائيل إذا ما وصل إلى عشرون مليوناً فإن نفوس العرب سيصل حتماً إلى نصف مليار إنسان! وهل يدركون وقد أشرنا لها أن الحروب القادمة التي تنوي إسرائيل خوضها ستدفع فيها الثمن غالياً وكذلك الآخرون أيضاً وقد تكون في انحدارها مع العدوانية العنصرية انحلالها واندثارها إذا لم تسارع إلى انتهاج سياسة غير عدوانية تقوم على أساس سلام حقيقي وعلاقات متكافئة سليمة بينها وبين الدول العربية حيث يشترط الدخول في مفاوضات واضحة غير ملتوية وبرعاية الأمم المتحدة لأنها الجهة الوحيدة التي تمثل الرأي العالمي وليس مجلس الأمن الذي هو مسير ومجمد بقرارات الفيتو الأمريكية، والقبول بواقع الأمر وهو انسحابها من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها عام 1967 ولقيام الدولة الفلسطينية الوطنية بشكل حر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ثم يجري البحث عن الطرق السليمة والصحيحة لتفكيك المستوطنات الإسرائيلية التي تم إنشاؤها على الضفة الغربية بعد حرب حزيران 1967 وقد تكون هناك الكثير من القضايا الثانوية الممكن البحث فيها وإيجاد الحلول الصحيحة ووفق مصالح الفرقاء جميعهم بشرط عدم تغييب مصلحة احد أو تغليبها على المصالح الأخرى ومن هنا ينبغي على الدول العربية التي تدخل المفاوضات وان تتحلى بروح المسؤولية واعتبار السلام مسالة استراتيجية لا رجعة فيها حيث تقام العلاقات الطبيعية بين دول المنطقة ودولة إسرائيل بما فيها الدولة الفلسطينية الوطنية الحرة . لقد اثبت التاريخ الطويل وتجارب الحروب والصراعات الدموية أن انجع طريق لحل المشاكل المتعلقة بين الأطراف هو طريق الحوار والمفاوضات وليس الحرب والصراع المسلح وهذا الإثبات المادي الحي تجلى في الخسائر الجسيمة التي تكبدتها شعوب المنطقة بدون استثناء، خسائر بشرية ومادية هائلة كبيرة، ولم ينتج عن كل ذلك سوى الحقد والضغينة وسباق التسلح وصرف الأموال الطائلة عليه بدلاً من صرفه على المرافق الأخرى الصحية والخدمية والضمان الاجتماعي وغيرها من المرافق التي تفيد أوضاع هذه البلدان وتساهم في تقدمها العلمي والحضاري، وتهديد للأمن والسلام ليس في المنطقة فحسب بل العالم، ومن هذا المضمار وعلى الرغم من البدايات الضيقة للحوار والمفاوضات منذ مؤتمر مدريد فقد لاحظنا وبالرغم من جميع النواقص التي رافقت اللقاءات والاتفاقات التي حصلت أنها منحت الوقت الذي كان بالامكان استغلاله للذهاب إلى آخر الطريق وحل المشاكل الرئيسية لولا تعنت دولة إسرائيل وتمسكها بشروطها وفي مقدمتها الاستمرار في اغتصاب أراضي فلسطينية وعربية واعتبارها من مقدسات إسرائيل الدينية وبالحقيقة هي من مقدسات الحكام الإسرائيليين وكل الذين يقفون خلف الماكنة العسكرية الكبيرة التي تمتلكها إسرائيل، هذه الماكنة التي يعتبرها حكام إسرائيل منقذاً لهم وبالحقيقة ما هي إلا آفة ستجرعهم مرارة النكسة والخسران لأنها تحمل العدم والموت والخراب وليس البناء والتقدم، هذه الماكنة المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي يخصص لها حكام إسرائيل عشرات المليارات من الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم والتي كان بالامكان أن تفيد الشعب الإسرائيلي وتنقذ اقتصاده من الدمار الذي لحقه طوال هذه الحقب المتأزمة، خلاصة القول إن التاريخ لن يرحم عندما يتعلق الأمر بالحقيقة فهو لم يرحم الطغاة والدكتاتوريين ومشعلي الحروب من مجرمين فاشيين ونازيين وغلاة اليمين المتطرف المعروفين بعدائهم لشعوبهم والشعوب الأخرى .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة إلى تشكيل اللجان الشعبية هذه المرة لحل معضلة الاضطراب ...
- نزيف العقول العلمية العراقية وخسارة العراق
- لنتفق ولكن أولاً على عدوانية حكام إسرائيل وأطماعهم التوسعية
- الفدرالية الطائفية طريقاً يؤدي للحرب الأهلية وتقسيم العراق
- تساؤلات عن انجلاء الموقف والمواقف قبل وبعد مجزرة قانا الثاني ...
- العدالة الاجتماعية في برنامج الحزب الشيوعي العراقي ارتباطاً ...
- البرلمان العراقي وتداعيات المحاصصة الطائفية والقومية
- الفساد المالي امتنع عن فتح مركز إنتخابي في النرويج لآلاف الع ...
- عنجهية العقلية الإسرائيلية وعمى الألوان لدى البعض ممن يكتبون ...
- كرامة الصحافيون وحرية الصحافة تكمن في الفهم الحقيقي للديمقرا ...
- لن تستطيع إسرائيل إنجاح المشروع السياسي المعد للبنان والمنطق ...
- ثورة 14 تموز ما بين مفهوم الثورة والانقلاب العسكري
- الإرهاب والمليشيات وانفلات الأمن طريقاً للحرب الطائفية الأهل ...
- اختلاف دروب الجريمة والمجرمون هم أنفسهم
- خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية
- الفيدرالية لإقليم كردستان ولكن أية فيدرالية
- مغزى تعزيز العلاقة التاريخية بين العراق وسوريا عن طريق الحوا ...
- تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسر ...
- فرق الموت ما بين الحقيقة والخيال
- إمارة أبو مصعب الزرقاوي أصبحت في جهنم


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - هل انكفأت العقلية العدوانية بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟