أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 1















المزيد.....

المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 1


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 10:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ـ ما هو الفكر ؟ الفكر عبارة عن طاقة ذهنية او عقلية تنبعث من دماغ الانسان بتأثير الضغوط الناجمة عن حالة عدم الاستقرار للكيان الانساني , وان العوامل المسببة لحالة عدم الاستقرار لدى الانسان هي عوامل مادية او معنوية , وتتمثل في عدم مقدرته على تحقيق رغباته , او اشباع حاجاته , او تأمين حياته , او ممارسة هواياته , لاسباب قد تكون داخلية تتعلق بالواقع الذاتي للانسان , أو أسباب خارجية تتعلق بالواقع الموضوعي المحيط بالانسان , هذه العوامل المسببة لحالة عدم الاستقرار تسلط ضغوطا مختلفة على دماغ الانسان , وتحت تأثير هذه الضغوط ينضح الفكر من الدماغ على شكل طاقة , ان الضغوط عبارة عن مؤثرات تحفز الدماغ وتحثه على توليد الفكر , فينبثق الفكر من الدماغ كانبثاق الطاقة من المادة , تخرج طاقة الفكر من الدماغ لتتحول الى شكل آخر من أشكال الطاقة , اذ تتحول الى طاقة حركية من خلال العمل وطاقة صوتية من خلال الكلام , أي ان الناتج الفكري لدماغ الانسان يظهر في الواقع المحيط به على شكل أفعال وأقوال , وقد يتم اللجوء الى كبت طاقة الفكر عندما يتعذر اخراجها على شكل أفعال أو كلام لاسباب عديدة , ولكن طاقة الفكر هي طاقة متدفقة باستمرار , وان كبت الطاقة المتدفقة ولفترة زمنية طويلة ينجم عنه أضرارا بليغة للانسان نفسيا وبدنيا , ان كبت طاقة الفكر كاغلاق مجرى النهر وهنا يكمن الضرر , تخرج اذن طاقة الفكر الى خارج الكيان الانساني , الى الواقع المحيط بالانسان , حيث تتحول الى طاقة حركة او عمل وطاقة كلام ليتم تفريغها في المجالات الحيوية للانسان , حيث ان طاقة العمل تحدث تغييرا في الواقع لتجعله قادرا على تلبية المزيد من الرغبات واشباع الحاجات المادية والنفسية للانسان , الفكراذن انعكاس لرغبات الانسان وتطلعاته وميوله التي مازالت غير متحققة , فاذا تحققت الرغبات تولدت مشاعر الفرح والارتياح تعبيرا عن تفريغ طاقة الفكر وحصول حالة الاستقرار , ولكنها حالة وقتية لان الرغبات تولد باستمرار طالما كان الانسان على قيد الحياة , اذ ليس لتطلعات الانسان خط نهاية , وأما اذا لم تتحقق الرغبات لاي سبب من الاسباب فستولد مشاعر الغضب والحزن بسبب عدم القدرة على تفريغ طاقة الفكر وبالتالي حصول حالة عدم الاستقرار, ان حالة عدم الاستقرار هي القوة الدافعة نحو تغيير الواقع , فينشأ صراع بين الانسان وواقعه من جراء عدم استجابة الواقع لرغبات الانسان وتطلعاته , الانسان يتأثر بالواقع المحيط به ويؤثر فيه ايضا , فعندما لا يستجيب الواقع لاحتياجات الانسان ولا يحقق رغباته ولا يشبع ميوله فان ذلك سيكون دافعا قويا للدماغ لتوليد طاقة الفكر , أن الواقع المحيط بالانسان هو المحرض الاكبر على انتاج الفكر, تتجه طاقة الفكر المتولدة نحو هدف تغيير الواقع ليصبح ملبيا للاحتياجات ومستجيبا للتطلعات , عندما يحصل التغيير المطلوب في الواقع فان ذلك سيؤدي الى تفريغ طاقة الفكر المحتقن وبالتالي امتصاص حالة عدم الاستقرار , ولكن بمرور الزمن سينشأ عجز في امكانيات الواقع على تلبية الاحتياجات المستجدة والتطلعات المستحدثة , فالمجتمعات البشرية في زيادة مستمرة كما ونوعا , وعجز الواقع عن تلبية الاحتياجات الجديدة يؤدي الى حدوث خلل في استقرار المجتمع وبالتالي ولادة فكر جديد , ليقوم الفكر الجديد بعدها بتغيير الواقع , وهكذا العملية تستمر من خلال ترابط جدلي بين الانسان وواقعه , أو بين الذات والموضوع , ويمكن تلخيص ما ذكر آنفا على شكل سلسلة في دائرة مغلقة كالاتي :
ضغوط الواقع ====> الدماغ ( مادة ) ====> الفكر ( طاقة ) ====> حركة تغيير ( واقع جديد ) .... الزمن ...> واقع قديم ====> ضغوط الواقع
هذا مع العلم بان ليس جميع عمليات التغيير التي تحصل في مظاهر الواقع مصدرها الارادة البشرية , بل يمكن لعامل الزمن وكذلك يمكن لظواهر الطبيعة من احداث تغيير ـ ايجابي أو سلبي ـ في مظاهر الواقع , وعمليات التغيير التي تحصل في الواقع بشكل عام هي نتيجة حتمية لا سبيل لمنعها , فبقاء الحال من المحال , هذه هي طبيعة الحياة وهذه قوانينها , وان استخدام الاساليب القهرية لمنع التغيير في مظاهرالواقع الذي اصبح عاجزا ما هي الا وقوف بالضد من قوانين الطبيعة , ولا تؤدي هذه الاساليب الا الى خلق وضعا حرجا ومتوترا بين طاقات متجددة وواقع عاجز , ومن الجدير بالذكر ان عملية تغيير الواقع لا تتم بسهولة لان الواقع القديم له اتباعه ومريديه الذين لهم مصالحهم الحيوية في الابقاء عليه وتكريسه خدمة لاهدافهم , وهنا يولد الصراع بين الجديد والقديم , وعندما يحسم الصراع لصالح الجديد يحصل التقدم والتطور في المجتمع , وهكذا تتقدم الحضارة البشرية , ان عملية تغيير الواقع هي التي تمثل حركة التاريخ , واذا كان التغيير في الواقع الموضوعي هو نتيجة حتمية فينبغي ان يواكب هذا التغيير شحن مستمر في المادة المنتجة للفكر وتجديد مستمر في النتاج الفكري , وكلما كان الفكر اكثر انسجاما وتوافقا مع قوانين الطبيعة كلما كانت طاقته أطول عمرا وأبعد أثرا , وهذه ميزة الفكر التقدمي انه لايقف ضد قوانين الطبيعة ولا يخالف الطبيعة البشرية , فكر واقعي يتطلع دائما الى الامام , الى المستقبل . ويجدر بنا ان نشير الى ان الفكر العدواني الشرير هو نتاج أدمغة عليلة ونفوس مريضة , الا ترى الشجرة المصابة بآفة زراعية لا تنتج الا ثمار رديئة . اذا كنا قد اعتبرنا في مقالنا هذا دماغ الانسان يمثل المادة والفكر يمثل الطاقة , فاننا نستطيع ان نوسع هذا التمثيل فنعتبر البيئة الاجتماعية تمثل المادة والعقيدة الاجتماعية السائدة في البيئة تمثل الطاقة , فنقول ان عقيدة أي مجتمع هي نتاج بيئته , فكلما كانت البيئة محدودة كانت العقيدة ضيقة الافق , وان القيم الاخلاقية والاقتصادية والسياسية السائدة في أي مجتمع هي انعكاس لعقيدة ذلك المجتمع او لثقافة ذلك المجتمع , ان المجتمعات في العصر الجديد مطالبة بتجديد بناها وتجديد واقعها باستمرار من خلال تجديد افكارها وقيمها ومعتقداتها لتنسجم مع طبيعة العصر , والتخلي عن الفكر الموروث المختزن في العقول المتخمرة غير القابلة للتجدد لان هذا الفكر نتاج عصور قديمة , ولا يتوافق مع ظروف عصرنا هذا
ان عقيدة العصر الجديد تطرح نفسها كعقيدة اجتماعية تتبنى فكرا جديدا ينسجم مع طبيعة العصر الذي نحيا فيه , عصر التغييرات الكبيرة والتحولات العظيمة التي حصلت في حياة البشر , عقيدة تطرح نفسها كبديل عن جميع الاديان السائدة في العالم في الوقت الحاضر , لانها جميعها تحمل فكرا قديما مضى زمنه وانتهت صلاحيته , ان التجديد في الفكر هو تجديد في الحياة , وفي سبيل تجديد واقعي ومنطقي وفعال لفكرنا ولحياتنا فاننا قد سلكنا في عقيدتنا المعاصرة نهجا يتصف ب ( العلمية , العلمانية , العالمية ) في ارساء أسس هذه العقيدة , وفي مقالنا هذا نسلط الاضواء على المباديء الفكرية لعقيدة العصر الجديد والتي تتمحور حول ثلاثة مواضيع رئيسية وهي ( الكون ـ الحياة ـ الانسان )
الكون : ـ هو الفضاء الواسع المحيط بكوكبنا والذي يمتد لمسافات بعيدة جدا لا نعلم مداها الحقيقي , فهذا الكون واسع وممتد في الافاق البعيدة التي يبدو كأن لا نهاية له , ويحتوي على أعداد هائلة لاحصر لها من الاجرام السماوية . ان أصل هذا الكون هما المادة والطاقة اللذان نجهل مصدرهما , وان مقدارهما في الكون ثابت ومحفوظ فلا يمكن تحويل أي منهما الى العدم ولا يمكن ايضا خلق أي منهما من العدم , والعلاقة بين المادة والطاقة علاقة ترابط وتلاحم جدلي , اذ يمكن تحويل كل منهما الى الاخر , المادة يمكن لها ان تقوم بمهام توليد الطاقة وخزنها ونقلها , الطاقة تتواجد في الطبيعة باشكال عديدة , ونحن لا نستطيع ان نستفيد منها الا اذا كانت في حالة تدفق , وهي لا تتدفق الا عبر مادة , والمادة هي المستقر للطاقة , ويمكن اعتبارالمادة بانها شكل من أشكال الطاقة , اذ يمكن وصفها بانها عبارة عن طاقة مقيدة ومكثفة ومركزة , كما ان الطاقة يمكن اعتبارها شكل من اشكال المادة , ويمكن وصفها بانها عبارة عن مادة حرة طليقة تتحرك بسرعة الضوء , الطاقة اذا خرجت من المادة فانها لن تضيع هباءا وانما ستنتقل حتما الى مادة اخرى وعبر وسيط مادي , وهي في تنقلها تغير شكلها حسب طبيعة المادة الناقلة لها , كما ان المادة عندما تنتقل من مكان لاخر فان حركتها هذه تعبير عن أحتوائها على طاقة متدفقة اما داخلية المصدر او خارجية المصدر, فالحركة تتجسد في المادة وترتبط بمصدر الطاقة , وعندما تتوقف الطاقة عن التدفق تتوقف المادة عن الحركة , وبالنسبة للطاقة ذاتية المصدر فانها لن تبقى متدفقة الى الابد فهناك نهاية لهذا السيل المتدفق , هذا وان الحركة هي ذاتها ليست طاقة وانما هي تعبير عن وجود طاقة , فليس بوسع المادة ان تتحرك من تلقاء ذاتها اذ لابد هناك من قوة دافعة , وهذه القوة الدافعة مصدرها الطاقة , وبوجود الحركة الانتقالية في المادة ظهر مفهوم الزمن , وبوجود الحركة والزمن تشكل مفهوم السرعة . ان هذا الكون عبارة عن نظام مغلق بين المادة والطاقة , وان الحركة هي التعبير الظاهري للعلاقة الجدلية الرابطة بينهما , واستنادا الى مكونات هذا النظام المغلق فاننا نعتقد ان هذا الكون قائم على هذه الدعائم الثلاثة ( المادة , الطاقة , الحركة ) وان لكل من المادة والطاقة والحركة قوانين تحكمهم , فالمادة تحكمها قوانين خاصة بها والطاقة تحكمها قوانين خاصة بها والحركة لها قوانين تنظم العلاقة بين المادة والطاقة , وهذه القوانين جميعها نطلق عليها قوانين الطبيعة .
ـ سمات قوانين الطبيعة هي : 1 ) غير مقيدة بمكان , حيث انها تمتد في كل مكان من هذا الكون 2 ) غير مقيدة بزمان , حيث تمتد في كل زمان منذ الازل والى الابد 3 ) غير قابلة للخرق او للافناء
نشأة الكون : ان عقيدة العصر الجديد ليس من شأنها ولا من اختصاصها تقديم نظرية او رؤية أو تفسير لكيفية نشوء الكون , ولا تحاول ان تقحم نفسها في هذا الموضوع , لسبب بسيط هو انها عقيدة ذات أهداف ومهام اجتماعية , وان تفسير كيفية نشوء الكون هو من شأن الهيئات العلمية المختصة في هذا المجال , وليس من مهام العقائد الاجتماعية تقديم نظريات علمية متخصصة , ونعتقد ان الاديان التي تدعي بان مصدرها السماء قد أقحمت نفسها في تفسير نشأة الكون كمحاولة منها في اثبات ودعم ادعائها هذا , ولكن الحقائق العلمية المتوفرة لدينا حاليا كشفت بطلان هذا التفسير وبالتالي انكشف زيف ادعائها بمصدرها السماوي , ان عقيدة العصر الجديد كعقيدة ذات طابع اجتماعي هدفها الرئيسي وضع برنامج متكامل للمجتمع وللانسان في هذا العصر , ورسم صورة المستقبل الذي ننشده في عالم يسوده السلام والحرية وحفظ كرامة الانسان , فنحن غايتنا هي سعادة الانسان وهذه العقيدة انما هي خارطة طريق للوصول الى الغاية , ولكن هذه الاهداف لا تمنعنا من ان نوجه انظارنا الى السماء لنتأمل هذا الوجود المثير والعجيب فنتسائل كما تسائل الكثيرون من قبلنا : كيف نشأ هذا الكون ؟ وتسائلنا هذا هو من باب حب المعرفة وليس من باب صياغة نظرية عن نشأة الكون , ومعلوم للجميع ان موضوع نشأة الكون فيه الكثير من الغموض , ويتعذر على الانسان الحصول على كافة المعلومات اللازمة والضرورية لكي يصل الى الحقيقة كاملة في ما يتعلق بهذا الموضوع , لقد وضعت نظريات عديدة من قبل العلماء لتفسير كيفية نشوء الكون , وان تعدد النظريات حول نشأة الكون شيء طبيعي لان الكون فيه الكثير من الغموض لم يتمكن الانسان من معرفته وكشف حقيقته , ومن المعلوم ان أي قضية عندما يكتنفها الغموض فان الاراء تتعدد في تفسيرها , وهذه الاراء لا تعدو عن كونها مجرد تخمينات , وعندما تكتشف الحقيقة فان الاراء سوف تتوحد , وهذا ما يجعلنا نؤمن دائما بان الحقيقة توحد البشر بينما الجهل يفرق البشر , والحقيقة لا تكون حقيقة الا اذا كانت مدعمة بالادلة والاثباتات العلمية او المنطقية وخاضعة للقياس والتجريب , وعندما نفكر في موضوع نشوء الكون فان التساؤل المطروح ليس عن كيفية نشوء الكون فحسب , بل ستتبعه حتما أسئلة أخرى لها صلة بهذا الموضوع مثل : متى نشأ الكون , وهل للكون حجم ثابت أم متغير , وهل له حدود , وماذا يوجد وراء الحدود , وهل سيبقى الكون على حاله هذا الى الابد أم له نهاية , ومن الذي خلق الكون , ولماذا خلقه , واذا كان للكون خالق فهل لخالق الكون خالق ؟ وغيرها من الاسئلة التي من حق أي انسان ان يطرحها ويطلب اجابة مقنعة عنها , ان معرفة حقيقة المجهول مطلب انساني , وغبي من لا يسأل لماذا وكيف ومن اين , واحمق من يصدق أي شيء يقال له دون ان يتحقق من مدى مصداقية القول , ان الشك هو البوابة نحو الحقيقة , وان العلم هو الوسيلة الوحيدة في بلوغ الحقيقة , وان الثقة تأتي بعد بلوغ الحقيقة , ان الاسئلة المتعلقة بنشأة الكون تعتبر جميعها في حكم الاسئلة التي يعجز الانسان الاجابة عنها بكل دقة ومصداقية , لانه بكل بساطة لا يملك المعرفة الحقيقية عنها , ومن اين للانسان ان يعرف حقيقة الكون وهو يحيا على سطح كوكب صغير جدا يسبح في فضاء هذا الكون اللانهائي ؟ ولو اردنا المقارنة بين حجم كوكبنا الى حجم الكون فان نسبة المقارنة بين الحجمين تناظرالنسبة بين حجم نواة ذرة عنصر الهيدروجين الى حجم كوكب الارض , فهل بوسع الانسان بلوغ كل الحقيقة عن الكون ؟ ان الانسان في الوقت الحاضر ليس بوسعه سوى الاستعانة بالوسائل والاجهزة العلمية الخاصة بابحاث الفضاء ذات الامكانيات المحدودة المتوفرة لديه حاليا ليقتنص أي اشارة او دليل مهما صغر ليقوده نحو معرفة المزيد عن حقيقة الكون التي هي غاية بعيدة المنال , وعندما تكون مطروحة في الساحة العلمية عدة نظريات في تفسير نشأة الكون , فاننا نميل الى النظرية التي تحظى بثقة عدد كبير من العلماء المختصين في مجال علم الفلك والفيزياء الكونية , ولكن هذا لا يجعلنا نتمسك بتلك النظرية ونعول عليها طالما ان النظرية قائمة على افتراضات وليس على يقين , منطلقين من القاعدة المبدأية التي نتمسك بها ونعتمدها في فلسفتنا وهي ( ليس هناك ما يستحق ان نؤمن به ايمانا عميقا وراسخا سوى الحقيقة , وان من الجهالة والضلالة ان نحول الاعتقاد الى يقين عندما يكون المعتقد مجرد افتراض وليس حقيقة ) ويبدو لنا ان نظرية الانفجار العظيم ( BIG BANG) في تفسير نشأة الكون هي الاكثر قبولا في الاوساط العلمية في الوقت الحاضر , والتي يتلخص مضمونها بان المادة الاولية للكون قبل حدوث الانفجار العظيم كانت بحالة مكثفة ومركزة جدا لكونها واقعة تحت ضغط هائل وبرودة شديدة جدا ( الصفر المطلق ) , وهناك اعتقاد قوي بان المادة الاولية للكون كانت عبارة عن عنصر الهيدروجين فقط الذي كان بحالة صلبة من جراء البرودة والضغط الشديدين , وبسبب ما وبطريقة ما حصل انفجار عظيم لهذه المادة كأن صاعقة كهربائية عالية الشحنة مجهولة المصدر ضربت المادة الاولية ففجرتها , حدث ذلك قبل 11 مليار سنة وفقا للتقديرات العلمية , فانتشرت المادة الاولية في ارجاء الفضاء على شكل شظايا ملتهبة ذات حرارة مهولة مع انتشار دخان او سحب غازية كثيفة , الشظايا بدأت تتجمع على بعضها وفقا لمبدأ الجاذبية لتكون النجوم , والسحب بدأت تتكثف لتكون الكواكب وتوابعها , ثم بدأت تظهر الحركة للنجوم والكواكب وهي في مرحلة النشوء تلك ولكن الحركات كانت بحالة من الفوضى والعشوائية , وبعد مرور بضعة مليارات من السنين على الانفجار تحول الكون من حالة الفوضى الى حالة النظام , اذ طالما هناك قوانين في الكون وان والمادة والطاقة والحركة يخضعون جميعهم لهذه القوانين فان المواد المتحركة بعشوائية ستنتظم في النهاية مهما طال الزمن , فانتظمت النجوم المتبعثرة والمنتشرة بشكل عشوائي في ارجاء الكون والتي يبلغ عددها المليارات , انتظمت في تشكيلات مختلفة الاشكال والاحجام تسمى مجرات , ويقدر عدد المجرات في الكون بآلاف الملايين , وداخل كل مجرة تجمعات أصغر حجما تسمى مجموعات نجمية يقدر عددها بالمليارات في كل مجرة , وكل مجموعة تشكلت من نجم ضخم جدا وتتبعه عدد من الكواكب , وجميع ما في الكون من اجرام في حالة حركة دورانية ودائرية , أي يدور الجرم حول محوره ويدور حول الجرم الاقوى جاذبية في محيطه , هذه هي الصورة الحقيقية للكون كما تبدو لنا , وهذا هو الوجود كما يترائى لنا, ولا نعلم ان كان هناك شيء خلف هذا الوجود .



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المباديء السياسية في عقيدة - العصر الجديد
- العلمانية في عقيدة - العصر الجديد
- المباديء الاقتصادية في عقيدة العصر الجديد
- نقد المعتقدات الدينية
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 8
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 7
- مفاهيم ورؤى من (العصر الجديد ) 6
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 4
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الحديد ) 3
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 2
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الاسلام ومأزق الارهاب
- الازمة العراقية
- لماذا عقيدة العصر الجديد ؟
- مقترح الهيكلية الجديدة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة
- مقترح التوقيت العالمي الجديد ( النظام الزمني الجديد ) ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 2 ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 1 ـ
- المرأة في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 1