أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - أنت لاشيء أيها الرئيس البائد














المزيد.....

أنت لاشيء أيها الرئيس البائد


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 486 - 2003 / 5 / 13 - 05:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                         

كل أنسان أوحيوان أو حشرة يكون له تاريخ شخصي يتلازم مع مسيرة عمرة وأيام حياته ، وهذا التاريخ يؤرخ سلباً أو أيجاباً فجوراً أو تقوى ، شروراً أم خيراً ، غير أن لكل أنسان صفة من الصفات التي تتلازم مع شخصيته ، فأشتهر النبي محمد ( ص ) بالصادق الأمين ، وأشتهر حاتم الطائي بالكرم ، وأشتهر عنترة بالشجاعة ، مثلما أشــــتهر العالم العراقي عبد الجبار عبد الله بالعلم ، والعالم اللغوي مصطفى جواد باللغة والحجاج بالقتل والظلم  .
غير أن ما يلتصق بالأنسان يعتبر من قبيل الصفة ، والصفة دائماً تتبع الموصوف ، وتعبر بشكل صادق وأمين عن شخصية الموصوف .
وكنت أتابع ما يرد على صفحات الأنترنيت والصحف من كتابات حول صفات الرئيس البائد صدام ، وتراكمت الصفات الكثيرة والمتناقضة في عقلي ، غير أنني ذهبت الى النوم دون أن أستقر على صفة محددة أجعلها لصيقة بهذا الشخص الذي حكم العراق بالبطش والموت والدمار والدم وقطع الأعضاء والجوع والمرض والـــعوز والرهبة والظلام والتشفي والدموع والقيم الرذيلة ، وأثناء نومي شاهدت ما يشير لي الى الصفة التي كنت أبحث عنها طويلاً لتبدد حيرتي .

حضر لي جمهور من البشر أمام باب داري لفت أنتباهي لغطهم ، الكثير منهم لم ألتق به أو أعرفه ، غير أنني تبينت ملامح البعض منهم والتي شاهدتها بالصور .
تقدم لي شخصاً كانت ملامحه تشبه الفوهرر هتلر ، لكنه وقف وأدى التحية النازية منتصباً ورافعاً يده اليسرى بموازاة كتفه  وقال لي : نعم أدولف هتلر وكل الأخوة الدكتاتوريين معي نسجل امتعاضنا ورفضنا لتلفظكم علينا بألفاظ لاتليق بالدكتاتورية ونستحي أن تقترن بها ، سألته عن ماذا تتحدث أيها الدكتاتور النازي ،  قال لي أنتم تقولون عن صدام أنه دكتاتور ، مع أن الدكتاتورية أرفع شأناً منه ، كيف لهذا المسخ أن ترفعوه لمستوى الدكتاتورية نحن لدينا قيم ونحن نلتزم بأمور نعتقد أنها تخدم بلداننا أما هو فليس من هذا القبيل  ، وأنتصب واقفاً كالصنم ويديه تلعب بكتلة شواربه الصغيرة  ، قلت له الحق معك  أنه طاغية ، لحظة و خرج لي رجل تبدو منه ملامح نيرون أو الحجاج الثقفي أو نبو خذ نــصر أو رجــــل من التاريخ القديم   وهو يرتعش ويقول : كيف تقول هذا وهل نحن الطغاة  من تفاهات الأرض لنصل الى هذا المستوى ، قلت له حسناً حسناً  سأفكر أن أجد له صفة أخرى غير ما أعترضتم عليه  .
قالوا كلهم أنه ليس منا ، ليس منا .
قلت نعم أنه وغد ، فعاد لي ثلاثة من الأوغاد يرغون ويزبدون ويشتمون كل أسلافي الذين لم نعثر لهم على قبورفي المقابر التي اكتشفت لحد الان  ، الحقيقة تحيرت في أن أجد صفة تصلح لوصف الرئيس البائد  قائد الضرورة  ، والصفة كما تعلمت تتبع الموصوف .
عدت الى غرفتي جلست على طاولتي المعدة للكتابة  وجمعت أفكاري  وفكرت ملياً لعلي أجد صفة تليق بالرئيس وتتطابق مع واقع الحال معه  ، فأستقر بي الحال أن أصفه بمرض الشيزوفرينيا ، وهي على ما أعرف تعني الازدواجية في الشخصية ، لكن الرئيس لم يكن مزدوجاً بالشخصية بل كان ملتزم بسلوكية واحدة ونمط واحد من الفعل ورد الفعل ولهذا لم تكن الصفة متطابقة مع تصرفاته وأفعاله   .
أذن فالرئيس  سادي ، ولكن السادية رغبة وحب وأحساس  في رؤية الأذى يقع على أجساد الآخرين في حين أن السيد الرئيس كانت تفوته فرصة مشاهدة العذاب في الكثير من الحالات التي لا يستطيع سيادته متابعتها  ، أذن هذه الأوصاف لاتنفع ، لكني فجأة وجدت الصفة المتطابقة مع السيد الرئيس أنه حشرة .
وما أن غادرت غرفتي حتى واجهتني حشرات لم أشاهد مثل كثرتها وأنواعها  وقد ملأت الممرات وأرضية الغرف والجدران  ، كان الشرر يتطاير من عيونها وهي تصرخ أنه ليس حشرة أنه ليس منا ، لاترموه علينا ،  فنحن حشرات بائسة لاحول لها ولاقوة ،  لا تتهموننا به دعونا وحالنا   في أمان الله .
استحضرت  كل الصفات لعلها تتطابق معك سيادة الرئيس ، لكن كل الصفات  كانت تتحجج وتنزلق من بين صفحات الورق والدفاتر ويرفضها القلم  ، دعوت الكلمات المبتذلة والمنحطة لكنها زعلت وقاطعت ورفضت أن تلتصق بأسمك وحروفك .
كنت قد أخترت صفة التفاهة ، وكتبت الصفة على ورقة لأعلقها ، وأذا بمجموعة من التافهين ترجوني أن أصرف النظر عن وسمه بصفاتهم ، وأبدو امتعاضهم من تسجيله معهم ومزقوا ورقتي  وغادروني وهم يصرخون أنهم يستحون من صفته وأسمه   .
وأستعرضت كل الصفات التي ألصقناها بأسم الرئيس البائد ، وسجلت كل الصفات التي أعترض أصحابها وكان أعتراضهم وجيهاً ومقبولاً .
وبعد أن قمت بغربلة الألقاب والصفات والنعوت أنتهيت الى نتيجة واحدة هي الأقرب للواقع ، فقد وجدت أن  سيادة الرئيس البائد لاشيء   ، لاشيء حتى أن التفاهة تستحي من  الرئيس فقد كان  لاشيء وأصبح لاشيء وأنتهى  الى اللاشيء .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك
- رسالة من مواطن عراقي الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
- نــــــــــداء الى كل الخيرين في العراق الجديد
- الموصل أمانة في أعناقكم
- موت القائد الضرورة بالنعال
- نــــــــــداء الى أهلنا في العراق
- ألف مبروك لكل أبناء العراق وللخيرين من أبناء العرب والشرفاء ...
- بدأ العراق ينظف الأسماء من رجس الشيطان
- هل سلطة صدام باقية ؟؟
- عمق معاني استشهاد الأمام الحسين
- الخلع والنزع في اللغة
- لزينب بطلة كر بلاء نقف إجلالا
- هل بالمناظرة التلفزيونية تحل مشاكل العراق ؟


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - أنت لاشيء أيها الرئيس البائد