أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - هزيمة اسرائيل وانتصار حزب الله














المزيد.....

هزيمة اسرائيل وانتصار حزب الله


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهزيمة والنصر درجات، فهناك الهزيمة الساحقة والهزيمة الجزئية، كذلك النصر قد يكون كاسحاً وقد يكون بلا معالم واضحة تسمح بالفرحة. كما يختلف أيضاً تصنيف النصر والهزيمة، فقد يكون أي منهما عسكرياً أو معنوياً أو استراتيجياً. النصر العسكري هو تدمير العدو أو احتلال أرضه أو إجباره علي الاستسلام، النصر المعنوي هو شعورٌ بالرضا ناتجٌ عن صمودٍ طويلٍ أجبر الآلة العسكرية للعدو علي التوقف لفداحة تكلفة الحرب، أما النصر الاستراتيجي فهو الحصول علي قوة تفاوضية تسمح بإملاء بعض الشروط.
عندما يكون النصر كاسحاً ماحقاً فلا جدال في تحديد طبيعته، وكذلك الهزيمة عندما تكون مدمرة. لكن عندما تكون نتيجة المعارك في المنطقة الرمادية، يبدأ كل طرف في إلصاق نفسه بالنصر والتمسح بأهدابه، في اختراع المسميات، فهناك الصمود العظيم، والتغلب علي المؤامرات الخارجية والخونة، والكفاح البطولي في ظل الظروف الصعبة، طبعاً من الممكن أن تكون الهزيمة مشرفة وبطعم الفوز. تحليل المعارك العسكرية ونتائجها علمٌ، لا مجال فيه للفهلوة، خاصة عندما تكون معاهد العلوم العسكرية مستقلة تقدم دراساتها للحقيقة لا للأنظمة.
الحرب ليست بالأمر الهين فتتخذ العنتريات قرارها، أثارها مدمرة بشرياً واقتصادياً وجغرافياً، لا بد من رأي عام يؤيدها ومشورة ودراسة طويلة لكيفية خوضها وتحملها، لذا فقرار الدخول في حرب يدل علي طبيعة الأنظمة. إذا كانت الديمقراطية هي أسلوب الحكم فلا بديل عن استطلاع أكبر قدر ممكن من الآراء المتخصصة، ليس من الضروري أن يكون هناك إجماع عليها، لكن من الأساسي أن تكون نسبة الموافقة عليها مرتفعة. من الطبيعي أن يحدد مستقبل النظام ما ستؤدي إليه الحرب، الانتخابات كفيلة بالحكم علي إدارتها سياسياً وعسكرياً، ستقرر من يبقي علي كرسيه ومن سيسقط من عليه، من المتعذر قبول مصطلحات تجعل من الهزيمة فوزاً، ومن الاندحار نصراً.
أما في الأنظمة الهلامية التي تتلون بغرض البقاء فلا حساب ولا اعتبار للشعوب، قرارات الحرب كأي قرار، الإلهام يتخذها، في منام أو صحوة، الخسائر خارج الحساب، لا الأرواح تهم ولا التدمير. إذا بقي النظام بعد حروبِه وما أكثرها، فهو جاهز بآلته الإعلامية الفاسدة لتسمية الهزيمة نصراً والاندحار تقدماً، كل مصطلحات البطولة وتسول التاريخ ستخرج من مخازنها لتحتل ما فشلت الحرب في الوصول إليه.
طبيعة المجتمعات هي العامل الأساسي في تلقي نتيجة الحروب. المجتمعات التي يحتل فيها العلم مكانته يستحيل أن تقبل الخداع، إرادتها واعية حرة، تميز بين الحقيقة والكذب، تحاسب بشدة من أخطأ وقصر في حقها، النظام السياسي يحدد الحدود بين الحاكم والمحكوم، الحاكم علي كرسيه لخدمة المحكوم وتحقيق أمنه ورفاهيته. أما المجتمعات التي تحكمها الخزعبلات والغيبيات فتجرها الخطب الرنانة والشعارات الفارغة والأهازيج التي ولي تاريخها، اعتيادها الهزيمة أنساها الانتصار، مجرد عدم الاندحار يُعتبر نصرها الأكبر، الحاكم بكرباجه يفعل بها ما يشاء، مهما جلب عليها من خزي وويل، ماتت فيها أحاسيس العزة الحقيقية وكرامة الأحرار.
بعد غزو إسرائيل للبنان بدأ الحساب الشديد، رئيسُ وزرائها وقادته العسكريون تحت مجهر المساءلة العسيرة. في لبنان لم تحن بعد ساعة الحساب، لا يُعلم إن كانت ستأتي أصلاً، نهازو الفرص العرب يتمحكون فيما لا فضل لهم فيه، يجترون تصفيق الغوغاء، لم يتعلموا من هزائمهم ولن يتعظوا.
من انهزم ومن انتصر؟ الإجابة ليست بالمسميات الخادعة الصارخة لكنها لمن يدرسون بحرفية العلم وتخصصه. سألوا جحا من أنت؟ أجاب أنا أقوي رجل في العالم، بأمارة إيه يا سي جحا؟ صوتي العالي مرعب، هو الصوت كفاية يا عم جحا؟ طبعاً وزيادة طالما ظلت الخرفان الصامتة صحبتي،،




#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسرئيليون في المخابئ
- الرؤية بالهوى
- إذا كانت الأنظمة العربية كحشرات الأنفاق..
- بل النظام كله بابا وماما
- نكبات العرب صناعة محلية
- غزة..جنوب لبنان
- أهم بلا مواهب؟
- ومن حبِ الظهورِ ما قتلَ
- حنان ترك تعظ
- انتصارات الأهلي ومسلسلات التليفزيون.. وحالنا
- فوق أدمغتكم يا ولاد ال...
- .. في التشريفة
- مصر حزينة
- الطُز فلسفةٌ
- أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم
- اللعبُ بالبيضةِ والحجرِ .. عندنا وحدنا
- الكسوف لم يعد من المعجزات
- الرجلُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ .. والنسبيةُ العربيةُ
- شيلوه من فَوقي وإلا مَوَته
- التعليم..عندنا وفي العالم


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - هزيمة اسرائيل وانتصار حزب الله