أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - درويش محمى - المعارضة السورية هشة وحالها حال قشة















المزيد.....

المعارضة السورية هشة وحالها حال قشة


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


معالم الضعف والوهن واضحة وجلية في صفوف المعارضة السورية ـ باسثناء المعارضة الكردية العريقة والذات الشعبية الواسعة ـ من تشتت تنظيمي وفكري وعدم الانسجام ووحدة الهدف، ومراوحتها مكانها، وافتقارها القدرة على احداث تاثير نوعي في الداخل السوري، بالرغم من نضج وتهيئ الشروط الموضوعية لاحداث مثل هذا التغيير المنشود.

العوامل الموضوعية مستوفية لشروطها الرئيسية، الداخلية منها والخارجية، الظرف الداخلي حيث الشعب السوري بكل طوائفه وقومياته وطبقاته في حال يرثى لها، إلا القلة القليلة جداً من المنتفعين ورجال السلطة انفسهم وهم لا يتجاوزون 7% من مجموع الشعب السوري، والعكس صحيح 93% من الشعب السوري، لا يوجد لديه سبب واحد يجعله راغباً في الابقاء على البعث السوري في سدة الحكم، أما الظرف الخارجي الدولي والإقليمي، خاصة بعد عملية تحرير العراق من الاحتلال البعثي، والخروج المذل لجيش النظام السوري من لبنان، والعزلة المفروضة عليه اقليمياً ودولياً، والرغبة الامريكية والغربية، المعلنة على الأقل، بأحداث تغيير في سوريا، تجعل من النظام السوري في أشد حالات ضعفه خلال فترة حكمه الديناصوري الطويل .

العقبة الاساسية لاحداث التغيير،لا تكمن في قوة وجبروت الألة القمعية للنظام ولا اجهزة امنه ومخابراته، انما تتعلق بالمعارضة نفسها، اي العامل الذاتي الذي من المفترض أن يقوم بأنجازعملية التغيير في سوريا، من غير الممكن احداث أي نوع من التغيير ولو جزئي، والمعارضة أضعف من النظام مهما كانت الظروف الداخلية والدولية ملائمة ومتاحة، هشاشة المعارضة وعدم اتفاقها على ستراتيجية موحدة وواضحة، ووضع خطط جادة وقادرة على تفعيل التغيير وتحقيقه، تشكل اليوم العقبة الوحيدة والرئيسية في تحرير الشعب السوري من الاحتلال البعثي البغيض .

المعارضة السورية بكل اطيافها، فرادا ومجتمعين، ومن اجل تحقيق طموحات وامال الشعب السوري بالتحرر والانعتاق لا بد لها من تحرير نفسها اولاً، من سموم الاخطبوط البعثي التي نفثتها السلطة على مدى اربعة عقود فاصبحوا يتعاطونها ومدمنين عليها، يتفقهون بفقهه، ويتمنطقون بمنطقه، ويتفلسفون بفلسفته، ويتمثلون به، ويأملون بمحاكاته، ويبيعون في الوطنيات على مقاسات السلطة، وينظرون بنظاراته، ويطربون على ايقاعاته، وكانهم بعثيون اقزام ولدوا وترعرعوا في حضن الام البعثية الحنون والشمطاء في الوقت نفسه، والتجربة العراقية ماثلة امامنا، فما زال قسم ليس بقليل من العراقيين، وبعد ثلاث اعوام من التحرير، مدمنين على الافيون البعثي القاتل وحتى الهلاك، ويأبون التخلي عنه .

ستبقى المعارضة السورية معارضة سلبية في ادائها وغير مؤثرة وسطحية، إن لم تتجاوز أزمة تحديد وتشخيص هويتها ومهامها، في الوقت الذي تشخص فيه طبيعة خصمها والمتمثل بالنظام السوري، ومن أهم الاشكالات التي تواجه المعارضة السورية على الاطلاق،هي ثلاث معضلات وعقبات،لا بد للمعارضة من التغلب عليها وتذليلها:
ــ كخطوة اولى لابد للمعارضون السوريون ان يقطعوا الشك باليقين، ويتخلصوا من الوهم التي عشعش في عقولهم ونفوسهم، بامكانية الضغط على النظام السوري من اجل اصلاحه، والاقرار بان النظام السوري وفكره غير قابل للاصلاح والتغيير، لان الاصلاح لو تم سواء برغبة النظام او دون رغبته، او بضغط من المعارضة او دونه، ستؤدي الى نتيجة حتمية هو سقوط النظام وزواله، فالاصلاح والذي يعنى به الديمقراطية وتداول السلطة وحرية تشكيل الاحزاب السياسية واطلاق الحريات والقضاء على الفساد الشامل والعام والمستشري في كل اجهزة الدولة دون استثناء، يتناقض مع وجود النظام البعثي الحاكم في سوريا ومصالحه وطبيعته جملة وتفصيلا، وهذا النظام ليس بساذج كما يعتقد البعض من السذجة في المعارضة، بحيث أنه يدرك تماماً مدى الخطورة التي قد تشكله القيام بأي تغيير ولو جزئي وبسيط على كيانه واستمرارية وجوده، فيكتفي باصدار الوعود الغير مستحقة، والتي تبقى في اطارالمناورة على المعارضة السورية، والبراعة في استخدام فنون الديماغوجيا، وفترة حكم القيادة البعثية الشابة، لا تدع مجالاً للشك بما ندعيه من حقائق بديهية، حتى لو افترضنا بامكانية حدوث اصلاح من النوع الذي تدعيه السلطة وتتبناه، التي تسمى بمبدأ "الاصلاح خطوة خطوة" واستناداً للنوعية والكيفية لاصلاحات النظام الشاب خلال فترة حكمه ـ إن وجدت ـ والذي يقارب ستة اعوام، علينا وعلى الشعب السوري، الانتظار ستون قرناً وستمائة خطوة لتحقيق الاصلاح، ومن يثبت العكس سندين له بالولاء والطاعة، وسنشيد بعبقريته وعظمته، ونشيد لشخصه التماثيل، ونطلق اسمه على الساحات والعمران.

ــ بعد الاتفاق على ضرورة اسقاط النظام السوري، وعدم جدوى محاولة اصلاحه واصلاح الشأن السوري من خلاله كخطوة أولى، لا بد للمعارضة من ايجاد السبل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف المشروع، ويتم ذلك من خلال الاجماع الوطني الذي يفترض فيه ان يكون جامعاً لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية، والتي تؤمن بسوريا حرة وديمقراطية، داخل البلاد وخارجها، بيسارها ويمينها، اسلامييها وعلمانييها، والاتفاق على الخطوط العريضة التي تشكل ديناميكية عملية التغيير، وقوة دفع للتقدم بخطى ثابتة، والاتفاق على المفاهيم والمبادئ الاساسية، التي قد تعترض الاجماع الوطني وتعرقل مسيرته ووحدته، على سبيل المثال لا الحصر، ما هو وطني وغير وطني وعميل، وما هو مشروع وغير مشروع ومرفوض، ومن هو حليف او غير حليف وخصم، والتخلص من الارث البعثي ومنطقه المشوه في التفكير والتخوين.

المتابع لمواقف المعارضة السورية، سواء من خلال وسائل الاعلام او التصريحات المعلنة والبيانات، يلاحظ وبكل وضوح "عقدة الخارج" التي تعاني منها معظم اطراف المعارضة، وكأنه لا سمح الله اتهام باللواط، ويبدوا ان مقولة "من عاشر قوماً عشرون يوماً اصبح منهم"قد ابتكرت،ومن ثم تداولها الناس ليضرب بها المثل، على المعارضة السورية، حيث عاشرت النظام السوري اربعة عقود، وتأثرت باطروحاته وتقويماته، ان عملية التغيير تستجوب الاعانة بالخارج، سواء الاقليمي او الدولي، والتي قد تلتقي مصالحها مع مصلحة الشعب السوري، في بناء سوريا حديثة وديمقراطية حرة، ومؤخراً اكتشفت جماعة الاخوان المسلمين السورية، مشكورة هذا السر العظيم، وصرحت به جهراً على لسان المشرف العام للجماعة السيد البيانوني، لتبدي عن استعدادها للتعامل حتى مع الامريكان، في هذا الخصوص، وعن مشروعية مثل هذه الخطوة اتساءل ويتساءل معي الكثيرون من الذي سلب الشعب السوري حريته، هل هو النظام السوري ام الامريكان؟ من الذي افقر الشعب السوري وانهك قواه ؟ من الذي ارتكب الجرائم والمجازر في تدمر وحماه ؟ من الذي جعل من سوريا سجناً وكل الشعب السوري سجناء؟ والاسئلة لا تنتهي، ان ثقافة البعث والنظام السوري تجعل من كل حركة وبركة، مهما كانت صغيرة ونبيلة، ان لم تكن بامرته ورضاه ومعرفته ووفق لمصلحته، حركة عميلة وغير مشروعة وتخدم الاعداء، وفي الحقيقة على المعارضة السورية الاستعانة بمقاييس النظام السوري في تقييم مواقفها من حيث الصواب والخطأ، فاذا رفض النظام امراً فهو صائب، وان رضا عنه فهو خائب، واقعة اخرى معارض سوري منفي منذ مايقارب اربعة عقود ياخذ موقفاً، بدعوة الجيش السوري الى الدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الاسرائيلي المحتل وهنا اتساءل ويتساءل معي الكثيرون من هو المحتل الحقيقي هل هو النظام السوري الذي يحتل كل سوريا ويقتل البشر والحجر ام اسرائيل التي تحتل الجولان فقط؟ وايهماعدو غاشم النظام السوري البعثي الذي يلاحق ابنائه وينفيهم ويزجهم في المعتقلات لفترات قياسية ويبيدهم ويعلقهم على اعواد المشانق كما فعل في الثمانينات ؟ ويقضي على التظاهرات السلمية للكرد السوريين بالرصاص والنار"اذار 2004"، ايهما محتل ومحتال ؟ واشد فتكاً بالشعب السوري، النظام السوري ام اسرائيل ؟

ــ بعد الاتفاق على عدم جدوى اصلاح النظام وفساده، وحتمية خيار اسقاطه، والوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك، يبقى توضيح صورة النظام الجديد الذي يبتغيه السوريون، ويعملون من اجله، حاجة ملحة، فالنظام الديمقراطي البرلماني الحر هو البديل الامثل والوحيد، الذي يمكن ان ينسجم ويجسد في الوقت نفسه امال وطموحات الشعب السوري بكل اطيافه والوانه، ويحقق التطور والازدهار لسوريا وشعب سوريا، ولا اعتقد انه سيكون محل خلاف، والعمل على ايصال المشروع المراد تشيده واقامته للشعب السوري، والتواصل معه، بكل الوسائل حتى يتخطى حاجز الخوف والرعب من المجهول، الذي نسجته اجهزة الدعاية الكاذبة للنظام السوري، واتساءل هنا ويتساءل معي العديد اين هي تلفزيونات المعارضة ووسائل اعلامها ؟ واين هي بياناتها الدورية في ساحات دمشق وحلب والمدن المليونية ؟ ام اننا نحن المعارضون ننتظر المعجزة والمشيئة الالهية لتحقيق احلامنا العظيمة .

معارضة سورية ضعيفة، تعاني من ازمة فكرية وتنظيمية، في مواجهة اعتى واقوى الانظمة المستبدة الطاغية، والشعب السوري يعاني من الخوف من المجهول، والرعب من النظام، ولا يدري اين يقف والى اين يسير، والجوع والحرمان عنوان الجميع، في طول البلاد وعرضها، وتساؤل اخير، هل بامكان ابناء سوريا المخلصين الاحرار، حسم امرهم، وشحذ هممهم، ورسم مستقبلهم ومستقبل بلادهم واللحاق بركب الحضارة والتقدم.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانا الجريمة المزدوجة
- لعنة البرازق السورية
- الأكشن....... وحسن نصر الله
- عقلانية جنبلاط وروحانية نصرالله
- -حزب الله- تعاون أم عمالة
- حرب سورية على الأراضي اللبنانية
- قرون الأحباط
- سوريا 2010
- البداوة السياسية في الجمهورلكية السورية
- سر علاقتي بالوزيرة سعبان
- لكل -طاغوت تابوت


المزيد.....




- مصر.. تداول فيديو إطلاق نار خلال مشاجرة أمام مدرسة.. والداخل ...
- الصين ترفض اتهامات ألمانية بشأن تورطها في أنشطة تجسس
- مصر.. شاب عشريني يقتل والده بطريقة مروعة
- روسيا تعزز قدرات عربات -Typhoon- العسكرية
- -مؤامرة- و-مطاردة شعواء-.. استئناف محاكمة ترامب التاريخية بق ...
- قد يُطبق ضد قوات إسرائيلية.. ما هو قانون ليهي الأميركي؟
- بلينكن ينفي -ازدواجية المعايير- إزاء الانتهاكات الإسرائيلية ...
- إسرائيل توسع المنطقة الآمنة في غزة.. ما السبب؟
- زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة -بدأتا العمل على اتفاق ...
- بلينكن: الإبادة الجماعية ما زالت مستمرة في الصين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - درويش محمى - المعارضة السورية هشة وحالها حال قشة