أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - رامبو/ أطلق عليه صديقه فبرلين النار ليلتهب فصل في الجحيم















المزيد.....

رامبو/ أطلق عليه صديقه فبرلين النار ليلتهب فصل في الجحيم


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


"قديماً كانت حياتي إذا ماتذكرت، وليمة تنفتح فيها جميع القلوب،وتسيل فيها جميع الأنبذة.
أجلست الجما ل فوق ركبتي ذات مساء – وجدته مراً- فشتمته. تسلحت ضد العدالة.لُذ ت بالفرار. أيتها النساءالبشعات، أيها البؤس، كان بؤسي قدعُهد بهإليكن! لقد تمكنتُ من جعل كل رجاءإنساني يتبدد في نفسي.انقضضت انقضاض
الحيوان الضاري على كل فرح بغيةخنقه. ناد يت على الجلاّ د ين مستعجلاً لكي يستعملو ا بنادقهم.ناديت على الويلات لتخنقتي بالرمل، وبالد م.لقد كان الشقاء إلهي. استلقيت على الوحل جُفّفْتُ بهواء الجريمة. ولعبت دوراً متقنناًبالجنون.
وحمل اليّ الربيع ضَِحكة الأبله البشعة."
انفجر ذلك الكتاب الصغيرالوحيدالذي نشره المؤلف في حياته على المدى الطويل بدون أي نتيجة- إذ لزم الأمر اربعين سنةلا كتشافه- فهو يمتلك الصيت المرموق ذاته الذي تمتلكه"خواطر" "باسكال"وأشعار لتريمون ؛ فلا يقرأه المرء حقاً ؛بل يختبره، ويعاني منه ويحفظه عن ظهر قلب" ليس السأ م معشوقي .فالاهتياجات والفسوق، والجنون
التي ألمّ بها. و جميع الاندفاعات والفواجع –لقد وضعت كل عبئي. فلنقدر امتداد براء تي بلا تضليل" .
الميتافيزيقياالسامية والحقيقية ، والتعويذة الذاتية لعدمية شاملة بعد اليوم؛فهل فصل في الجحيم كتاب ديني؟ - أكيد؛ بل أبعد كثيراً ممانفهمه من هذا المصطلح،فهو حكاية ليست وعظية ؛بل حكاية تغيير، وحكاية تحويل. خيمياء الكلمة: تجربة فريدة،عرضة للخطر،في غمرة ضياع الذات ، والانفصال ،والهذيان.
لم يتراجع مبد ئياًعن تلك المغامرة المحرقة التي لم يترد د في تسميتهاب: عذاب جهنم، ولم يزرهذا المسافر جهنم كما فعل دانتي:لقد عايشها من الداخل ، وغاص فيها ، فخرج منها . وسيكتب أيضاً إشراقاته غير العادية- مازالت هناك تعاليق على جميع الجوانب منذ فرون- ثم صمت، وغاب في أسطورته- زيادة على ذلك ،هناك كثير من الثرثرات.
الشعراء غيورون ومهتاجون: لقد سلب منهم الرهان غير مبال، مع عدم تكرار قول أكبرفي الوقاحات. المتدينون متحجرون:إنه صلب جداًبالنسبة إليهم- بالرغم من كلوديل -. السورياليون مولعون به ، ولكنهم لايحبون عدم التزامه الراديكالي.ويرى البورجوازيون الذين قرأوا أن المؤلف"جف في الهواء من جريمته"،أن هذا الطفل الموهوب، إرهابي في عمقه،أو بهلواني غير قابل للمعاشرة.ويجده الشاذون جنسياً قابلاً للتزوج به نوعاًما.ويثور عبدة الشيطان بجانبه بشكل يرثى له.
وأخيراً،لايبالي جميع النلس بمايكتبه. وتبقى الكليشيهات التذكاريةالفاقدة للذاكرة ، رامبوهنا، رامبوهناك، عبارة يرددهاالناس حتى المتحف.
وسيكون رامبوعام 1873قد بلغ 19 سنة. وسيوضح تاريخَ تحرير قصائده المبكرة بنفسه كتابيياً : في أبريل إلى أغسطس ، كتب قصائد عجيبة جعل منها أنطولوجيا صغيرة في فصل في الجحيم. وعاش جميع أنواع الهلوسات الممكنة.
ويعود من بروكسيل، من حيث أطلق عليه –صديقه – فيرلينالضال الرصاص . فهل كان فيرلين يستهدف في الواقع ، شاباًوسيماً جداً يدعى رامبو؟ببداهة صارخة: كلاّ ؛بل أشعل
النارفي فصل في الجحيمطورَ كتابته.
لم يستطع شعراء عصره ، ولم يشاؤواأ ن يقرأوا نثررامبو،. فلا فيرلين ولامالارميه، كانا
بقادرين على ذلك . أما كلوديلالذي اعترف أنه قد تلقى منه تأثيراً بذرياً؛ فلم يقتضه الأمر ، على الأ قل ، سوى اهتداء ما ، لينسحب من القضية – مع أي حال مثل فيرلين- . فلو لم يصبح رامبو كاثوليكياً خالصاً- على رواية أخته إ زابيل- ، فقولوالنا على الأ قل ، إنه كان
ثائراً متحمساً. بل لو لم يطمح في هراري ، سوى أن يصبح بورجوازياً عادياً، لكدس المال لتلك الغاية بشقاء.
فضيحة دينية ، وفضيحة اجتماعية: فلا هو تقيّ ولا تقدمي.لكن ما عساه يكونإذن؟" العذراء المجنونة"- فيرلين ،إذاشئنا.- تشتكي كذلك من زوجها الجهنمي في فصل في الجحيم ." تعلمون ، إ نه شيطان وليس إنساناً ".فلنستمع إليها بإ معا ن:" كنت أجيب: مازلت أجيب دون مخافة عليه- انه يمكن أن يكون خطيراً بجدّ في المجتمع – ربما ليمتلك أسراراً لتغيير الحياة. كلاّ ؛ فإنه لم يقم إلا بالبحث عنها"
ونرى آندريه بروتون؛وهو يرددأن رامبو كان قد امتلك كلمة المرور " لتغيير الحياة " – تغيير يعادل في عينيه التحويل في عالم ماركس. - ويتحدث في الواقع مثلالعذراء المجنونة.ولا يملك مايوصي به، سوى"الحرية الحرة ".:" أريد الحرية في الخلا ص" وهو عكس الركوع كالشعار السياسي . شابّ فرنسي شاهد بعد قليل، ببساطة،أنه يعيش وسط شعب " ألهمته الحمى والسرطان" حول "قرية يجول فيها الجنون"، فمتابعة الأحداث التاريخية التي تهبه الخطأ،غير مؤكدة." يقز زني المجرمون تقزّزَ المخصيين: أنا طاهرالذ يل،فسواء لديّ ذلك"
من أين بأتي التخريب ، والتخريب الذاتي، والجنون؟من مقت الجمال.إن الجمال يجلب الشر، والرغبةفيه وفي التشويه ، والتلويث.فهل يمكن للمرء أن يهرب من هذه الرتيبة الإنسانيةجداً؟ بدون شك، وينبغي مبد ئياً أن تبدع خيماءُ الكلمة – لون الحروف الصائتة وشكل الحروف الصامتة – "كلمةً شعريةً قابلة أن تلج في جميع الأنحاء،يوماً ما. "قال رامبو ذلك في فصل جحيمه:" أصبحت أوبراعجيبة "، فأنقذ الجوهري من اكتشافاته العديمة النظر- " لقد وجدته! ماذا ؟ إنه الخلود . "- واصفاً التجربة التي أرهفت بها التجربة صحته تماماً " لا شيئ من صوفيات الجنون – الجنون الذي يضمره المرء – كان منسياً عندي : قد يمكنني ان أقول ذلك كله ، وأحتفظ بالمجموعة " . وهو يعرف أنه اكتشف سبباً آخر، كالسبب السابق ، سبباً موسيقياً، وشكلاً جديداً من الحب .
يَستخلص من هذه النتيجة القاسية: " لقد حدث ذلك. أعرف اليوم أن أحييَ الجمال " . وستكون تلك الساعة الجديدة للعقل " قاسية جداً " ، وسترفض المتسولين ، وقطاع الطرق ، وأصحاب الموت ، والمتخلفين من جميع الأ صنا ف" . وتتطلب المعركة الروحيةالقاسية – قساوة معركة البشر أيضاً- أن يكون المرء حديثاً بشكل مطلق." ولا يتعلق الأمر بالأ دب أوبالشعر، وإنما يتعلق بالعمل المباشر- " ضحكة عشيقات عجائز خادعات ، أخجلن أولئك الأزواج الكذابين –رأيت الجحيم- النسوة هناك ."
فلأي هدف فريد؟ "سيكون لي أن أمتلك الحقيقة في نفس ما، وجسم ما ." وكفى.
مازال رامبو مولعاً مثل كل إنسان وكل إنسانة .لم يعد ،هو.إنه هو بالذات ، قبل أن يسجل تاريخ حكايته الذي يشير إلى الجملة ألأ خيرة.




/غاليمار فوليو كلاسيك ص/348
*عن جريدة لوموند دي ليفر ص 7 بتاريخ 16- 7 -2004
نشر تحت عنوان الخلاص الرامبوي-فصل في الجحيم لآرثر رامبو

*فيليب سولير
ترجمة محمد الإحسايني



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نجمة الجنوب؟
- هوس قصيدة النثر
- قراءة في-مرثية إلى عصفورةمن الشرق- لمرح البقاعي
- احزان القمر
- ماالذي يحدث في عالم خال من الشعراء
- البطروس ... لشارل بودلير
- صلاة اعتراف الفنان
- الكلاب الطيبة
- أول أمسية
- مدموازيل بيسوري الحياة تزدحم بالوحوش البريئة لشارل بودلير
- المرأة المتوحشة لبودلير
- المقامر السخي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - رامبو/ أطلق عليه صديقه فبرلين النار ليلتهب فصل في الجحيم