أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً














المزيد.....

حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


أقرأ أحياناً كلاماً عن الشعر ، فأتذكر الكلمة في اللغات الأوربية :Inocente في الإسبانية و Innocent في الإنجليزية و كل واحدة من اللغتين تمثلان بالطبع عائلتيهما : اللاتينية والجرمانية.
والكلمة معناها : بريء ، وسليم النية وبسيط القلب وساذج وغير رشيد وأضيف معنى إليها لا يقوله القاموس : غشيم.
فأنت لا تصف صديقاً أوروبياً بهذه الكلمة في حوار لأنه سيغضب عليك ، لكنه سيتمنى سماعها من القاضي في المحكمة حين يكون متهماً بجرم مّا ، فهي كلمة (بريء) المستخدمة في قرارات القضاة ، ووقتها سيفرح بها ويقيم احتفالاً.
وفي العربية نفصل بين المعنيين ( البريء والساذج) بمفردتين مختلفتين ، كما لا يخفى ، وإن وضع بعضُ القواميس (البريءَ) شرحاً للغشيم.
لكن لنبقَ في الكلمة الأوربية.
فإنني أتذكرها حين أقرأ كلاماً يبيع به صاحبه شعرنا العراقي رخيصاً لأدونيس .
وليس ثمة عقدة شعرية عند صاحبنا الشاعر العربي أحكمَ من الشعر العراقي.
مؤكد أن الكلمة الأوروبية لا تذكّر بأدونيس ، لا قليلاً ولا كثيراً ، أي أن أدونيس ليس غشيماً كمن كتب ذاك الكلام.
فلم يمتدح يوماً شعر العراق "للاشيء" في كلمة مكتوبة.
لكنه كان يهينه ويجد عراقياً يردد إهانته في الصحافة العراقية.
لا يمتلك أدونيس حضوراً فنياً قوياً في الشعر العراقي ، كما كان يشيع هو.
والشعر العراقي لا يعيش أزمة كما يشيعها هو بين جلاسه العراقيين من غير الشعراء.وإن كان أحد يعيشها منذ عقود فهو أدونيس نفسه.
الشعر العراقي متطور فنياً بمحطات كثيرة مقارنة بالشعر العربي في بلدان أخرى ، لا بأدونيس المتوقف عن النمو وغير القادر على الخروج من المأزق اللغوي البارد الذي أوقع نفسه فيه منذ مرحلة مبكرة.
الشاعر العراقي وهو في السبعين من العمر يجرب أشكالاً جديدة في الكتابة ، عكس أدونيس تماماً. وتلك لعمري هبة قدرية من ربة الشعر ، يفعلها الجواهري ، كان ، ويفعلها مواطنوه من الشعراء في الكتابة الحديثة ، الآن.
لم يفتقر شعر في التاريخ المعاصر إلى دراسة اتجاهاته الفنية دراساتٍ منهجية مستمرة ومتعاقبة كالشعر العراقي بسبب من المأزق السياسي الطويل الذي يعيشه العراق. فلم تركز انجازاته في الذهن نهائياً .هي انجازات معلومة لكنها غير موثقة منهجياً وثابتة في التاريخ .
القصيدة العمودية هي قصيدتنا ولم يرحل فتاها وشيخها الجواهري إلا قبل أعوام ، وقصيدة التفعيلة هي قصيدتنا ولنا فيها الأسماء كلها ، ومنها المعلم بدر.
وقصيدة الكتابة الحديثة المتطورة كثيراً على قصيدة النثر التي كان لنا فيها باع ، هي قصيدتنا التي دخلت أروقة الجامعات الأوروبية والأميريكية وقاعات درسها نموذجاً كونياً للكتابة الشعرية الحالية في العالم.
والشاعر العراقي شاعر مثقف تراثياً وحداثياً فهو ، بعامة ، متمكن من لغته العربية أولاً قبل أن يتمكن من لغات أخرى أيضاً..
وقد تكون ميزة عراقية ألا يذهب الشاعر منا إلى الحداثة ما لم يتمكن من معارف كلاسيكية أساسية في الأدب ، حتى سئلتُ ذات مرة في لقاء صحافيّ في الصحافة اللبنانية عن قوة التقاليد في الشعر العراقي. فأجبت فرحاً : ( نعم هناك تقاليد قوية في الشعر العراقيّ ، لكنها تقاليد لصالح الكتابة الشعرية لا ضدَّها.)
فأنْ يباع ، شعر العراق رخيصاً في كلام يُنشَر في بغداد ، فأمر لا يذكرني إلا بالكلمة الأولى وبمعناها الذي أضفته أنا : غشيم. فكاتب ذاك الكلام غشيم. ولأنه ليس متهماً بجرم البيع عن سبق اصرار فهو بريء بمعنى الكلمة ذاتها.
وليزن كلماته لاحقاً بميزان..
وليتروَّ قبل أن يطلق قولاً مّا عن شعرنا..
وإن أراد مدحَ أحدٍ آخرَ فليفعله باسمه وبدون أن يجرّ شعرنا معه ليُذبَحَ بالغشامة قرباناً إلى الممدوح ، فلا أحد خوّله تضحيةً بشعرنا كهذه..
ولن يخوّله أحدٌ تضحيةً كهذه أبداً..



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوةُ الأولى في الحداثة الشعرية العراقيّة
- الصّوتُ الشّعريّ
- الخوف على الشعر
- التاسع من نيسان واللاءات الأربع
- آخِرُ المدنِ المقدَّسة..براثا: لم اغتسل في السوق القديمة
- كمال سبتي: هربنا من دكتاتور قاس لكن الحرب والاحتلال أفسدا أم ...
- دموعٌ من أجلِ أطوار وبنفسجِها الغاوي
- عارُنا في أبي غريب
- الخوفُ على الشّعر
- قبيلةُ النّمّامين
- وسوى الرّومِ خلفَ ظهرِكَ رومٌ/ نشيدُ انتصار
- أيّامي..وقصيدة عن الجمال
- المقاومة وتروتسكي وقطار برت لانكستر
- قصيدتان
- عن أحمد الباقري وتعاليمه
- جمعُ تراثِ مقارعةِ الدكتاتورية
- الشعراء يستعيدون نبيا من التاريخ
- الشّعرُ والتّوثيقُ الشّخصيّ
- تروتسكي باريس 1979
- كنّا طَوالَ مُعارَضَتِنا الدّكتاتوريَّةَ وما زِلْنا: بلا حَر ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً