أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟















المزيد.....

هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العملية السياسية الجارية في العراق مند 9-4-2003 جرت بشكل اعتباطي ارتجالي غير واضح الملامح ، حيث كان هناك غياب للبرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يستطيع ان يواجه تمخضات الواقع ومخرجات التغيير ، ويأطر هدا التغيير ثقافيا وفكريا وقانونيا .
المهم ان ماجرى مثل انفلات كل القوى والمشاريع الكبرى والصغرى التي كان يخنقها قمقم الاستبداد ، وحين رفع غطاء هدا القمقم جرى ماجرى ، وحدث الالتفاف على العملية السياسية التي كانت تطمح ان تلبس الثوب الديمقراطي على الرغم من كونه فضفاضا ولم يكن يتسع للواقع او يتسعه هدا الواقع، فتحول الحلم الى كابوس بعد ان تسيد الحراك السياسي من لم يكن يؤمن في يوم من الايام بالديمقراطية وشرائطها ، فكان الانقضاض شرسا على العملية السياسية من قبل القوى التقليدية التي لم تزل تتمنطق بحزام الاستبداد واسلحته ، ولم تستطع ان تفارق المرحلة السرية التي عاشتها ومازالت تعيش على برامجها ذات النظرة الفئوية الضيقة ، والتي تجعلها غريبة على الحياة الديمقراطية، بل شكلت عبئا وعائقا امام العملية السياسية والحياة الديمقراطية المرجوة .
حين نقول الانقضاض على الديمقراطية او اختطافها فنحن نتفق من يقول بهدا حين يكون الكلام عن القوى التقليدية البعيدة عن الديمقراطية فكرا وسلوكا ، وركوب هده القوى للديمقراطية كوسيلة لتحقيق غاياتها وليس غاية بحد داتها ، ومن هنا تحولت الديمقراطية لدى هده القوى غاية تتمكن من خلالها الوصول الى السلطة . يرى بعض الباحثين ان هده القوى تنظر الى الديمقراطية على انها مادة ذات استعمال واحد ووحيد لايمكن تكراره .
وهكذا رأينا كيف ان القوى غير المدنية والتي استطاعت الانقضاض على الديمقراطية واختطافها أشاعت أنساقها الثقافية والاجتماعية والتي تميزت بروح الإقصاء للآخر وتهميشه .
وحين نقول بقدان القوى الفاعلة في الحياة السياسية للبرنامج السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، فهدا يعني ان هده القوى كانت منفعلة بالواقع وليس فاعلة فيه او متفاعلة معه ، نتلمس هدا من خلال مواقف انفعالية عاطفية بعيدة كل البعد عن العقلانية التي هي احد الأسس المهمة للحياة الديمقراطية ، والتي حاصرت الحياة السياسية ، بل حصرتها في خانق ضيق ، انطلق من قيم وثقافة تقليدية قادت الى المحاصصات الطائفية والعرقية ، وصعدت من التحشيدات في الخنادق الطائفية والعرقية التي أصبحت بديلا عن الهوية الوطنية التي تجمع تحت خيمتها كل المكونات العراقية .
ان روح الاستئثار والهيمنة التي تميزت فيها الكثير من المواقف ، كانت تنطلق من مواقف شعبوية أملتها المؤسسات التقليدية الطائفية والقبلية لما تملكه من سلطة اجتماعية وسياسية ولاتنطلق من افق استراتيجي يؤسس لهذا التغيير .
كذلك فان الاحزاب المهيمنة انقادت في الكثير من الأحيان الى او وراء قيادات ترتكز كما يرى ماكس فيبر في ممارستها للقيادة الى ( سلطان الامس الخالد أي الى سلطان الأعراف المشحونة بقدسية تتاتى عن شرعية مغرقة في القدم ، او عن العادة المتجذرة في الإنسان والقاضية باحترامها، تلك هي السلطة التقليدية التي تقوم بموجبها ، والتي كان سادة الأرض يمارسونها في الماضي ، ولكن القائد قد يرتكز في ممارسته للقيادة الى مايتمتع به من الهام فذ charisma مما يدفع بالاخرين الى ان يحبوه بعطفهم وحنانهم ، كما يدفع بهم الى التعلق بقضيته التي يدافع عنها والشخص الملهم يفترض فيه ن يتمتع بخصائص غير اعتيادية ، كان يتمتع بقوة خارقة ا وشجاعة فائقة او ذكاء لايعرف الحدود او اية خصوصية اخرى من شانها ان تجعل منه انسانا غير اعتيادي ( الطعان 431 ) ،احزاب بهذه المواصفات لم تعش في حياتها الداخلية الصيغ الديمقراطية ، كيف لها ان تقبلها في الحياة السياسية ، فلو نظرنا الى القيادات المتنفذة داخل هذه الاحزاب نراها هي هي منذ ثلاثين سنة او حتى خمسين سنة ،أخذت تجدد (البيعة) لقائد هذا الحزب او تلك الحركة ، هذا ان كانت هناك بيعة او مؤتمرات ،وحجة القيادات في عدم عقد مؤتمرات هي ظروف العمل السري ، والان وجدت هذه القيادات ذريعة الظروف الأمنية ،بل لازالت تعمل بعض القيادات باسمائها الحركية . ومن هنا كانت سيطرت افراد بعينهم ( اهل الحل والعقد) على كل العملية السياسية ، فكيف تقود احزاب غير ديمقراطية الحياة الديمقراطية الجديدة ؟ وهدا ما اسهم بشكل كبير في الاساءة للاسس الديمقراطية ، والحياة البرلمانية ومؤسستها الوليدة (البرلمان ) .
ولان العملية السياسية منذ بداياتها جرت على وفق التكتلات الفئوية ، فقد جاءت الانتخابات لتصعد من المد العصبوي والتخندقات الفئوية والعرقية تحت وقع البيانات والبرامج التعبوية بهذا الاتجاه ، وغياب البرنامج الوطني او تغييبه .
ولان الاحزاب والتكتلات الكبيرة بنيت على اسس ايديولوجية فئوية ابعدها عن ان تطرح برنامج وطني فبقيت محاصرة بفئويتها ، مما ادى وفي الكثير من الاحيان الى تغييب فاعلية البرلمان من خلال استفراد زعماء الكتل الكبيرة بالقرارات الكبرى جعلت منهم بديلا عن البرلمان او اختصاره في شخوصهم ،مما غيب فاعلية ودور بقية الأعضاء .
من هم نواب الشعب ؟ قد يتسائل البعض ، ويصبح السؤال مشروعا ، اذا علمنا ان الشعب الذي ذهب الى صناديق الانتخاب ، لم يذهب ليصوت لبرامج وجد انها تخدم مصالحه الاقتصادية مثلا ،بل ذهب لقوائم وكتل ، مارست العزف على الانغام الطائفية والفئوية ، ولم يذهب الناخبون لاختيار افراد بعينهم ، ان الشعب لا يعرفهم فهو لم يصوت لهم .
ومن هنا فان كل العملية السياسية لم تخضع للتصويت داخل البرلمان بل خضعت لالية الصفقات بين الزعماء مما افضى الى اضعاف البرلمان في الاداء الرقابي على الاداء الحكومي الامني والاقتصادي ، لان الية الترضيات والصفقات والتوافقات تدعوا بشكل كبير الى انتشار مظاهر الفساد الاداري والمالي .
ان البرلمان الذي خرجت من قبته حكومة ( الترضية ) ستخرج من تحت هذه القبة الكثير من الصفقات التي ستحسم لصالح الزعماء السياسيين وليس لصالح الشعب . ان الترضيات بحقائب وزارية وهمية هي عملية توزيع للغنيمة التي تراكض السياسيون لنيل نصيبهم منها .
واتساءل هل اطلع اعضاء البرلمان على خلفيات الوزراء الجدد ؟ الا يوجد بينهم من هو محل اعتراض؟ هل حقا كان عضو البرلمان يستطيع ان يعترض امام توافقات الزعماء ؟
اعتقد ان البرلمان قد تحول الى موافق فقط ، ليس له الا ان يقول نعم
هل وظيفة البرلمان هو المصادقة على الحكومة او أي قرار دون اعتراض او مناقشة ؟
ان الفترة الطويلة التي عاشها العراقيون في ظل الرفض القاطع لقبول الشريك في الحكم ورفض التداول السلمي للسلطة (واستمرارها في ايدي طرف واحد مفسدة تقترب من الوهم ) بل احتكارها من خلال سياسة الحزب الواحد والقائد الواحد افقرت الحياة السياسية والثقافة السياسية وماسست الاستبداد داخل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية العراقية .وتهميش قطاعات واسعة وكبيرة من المجتمع وحرمانهم من فرص المشاركة في وضع السياسة العامة واتخاذ القرارات ومتابعة تنفيذها ، هذا اضافة الى الظروف الاقتصادية الصعبة في ظل حصار دام ثلاث عشر عام اصبحت فيه الثقافة السياسية لدى المهمشين هي ثقافة لقمة العيش التي جعلت من الناس لايهتمون بالموضوعات السياسية.
عزز هذا عزلة الاحزاب وعدم فعاليتها داخل المجتمع وحصول القطيعة بينها وبينه ،لان المجتمع كان يرى فيها نسخة مكررة من حزب السلطة السابقة نتيجة لما كانت تمارسه هذه الاحزاب من هيمنة على كل شيء واستئثارها بالمناصب والسلطة وعدم تقديم أي عون للمواطن الا اذا كان منتميا لهذا الحزب او ذاك ، هذا اضافة الى ان هذه الاحزاب بنت نفسها ليس على مستوى وطني شكلا ومضمونا بل على وفق بنية فئوية (مناطقية او عشائرية او طائفية ) فسيطر على هذه الاحزاب ابناء طائفة بعينها او ابناء عشيرة او عائلة او منطقة .
ان غياب الاحزاب السياسية عن المشهد الاجتماعي حول الوعي الاجتماعي الى وعي مزيف يقف في طريق التغيير في كثير من الاحيان نتيجة توجية هذا الوعي من قبل قوى متخلفة او قوى ترى في التغيير إضرار بمصالحها ، كل هذا أدى الى نمو اتجاهات السلبية واللامبالات لدى المواطنين اتجاه الشأن العام .من هنا نقول ان الديمقراطية لايمكن لها ان تعيش او يتم استنباتها في ارض يباب مليئة بادغال الاقصاء والاستبداد والقمع ورفض التعدد في الرأي والفكر والمعتقد ، بل لابد من التاسيس لثقافة ديمقراطية تكون ذات فعالية واسعة اعلاميا وثقافيا من اجل التاسيس لسلوك مقبول ومطلوب داخل الجسم الاجتماعي ، وتقع المسؤولية الكبرى في هذا المجال على مراكز البحوث ووسائل الاعلام وبقية مؤسسات المجتمع المدني التي لابد ان تاخذ دورها في التاسيس لهذه الثقافة ، وبدون هذا يصبح الحديث عن التغيير الديمقراطي او عن الحياة الديمقراطية فاقدا لمعناه ، مهما اجرينا انتخابات او كتبنا دستورا او شكلنا برلمانا ، حيث يبقى كل هذا قشرة على السطح لاتعني شيئا.
والمراهنون على الدور الامريكي ومايمكن ان يقوم به سيصابون بالاحباط ،لان الديمقراطية لاتصنعها الدبابات او الهمرات ،بل تصنع بالقبول الاجتماعي لهذه الثقافة والتفاعل معها وتحويلها الى سلوك يومي .
ولايمكن ان يطير طائر الديمقراطية الجميل في سماء ملبدة بغيوم الاستبداد والمشبعة بثقافة( الفرقة الناجية ) التي لاترى الانفسها ، بل هالك من اختلف معها . والرهان على مشروع الاصلاح الامريكي هو نوع من الوهن الذي يبعث في جناحي طائرنا الجميل ، الذي لابد ان يستمد قوته من الواقع ، اما ماعدا هذا فهو جهل بالواقع الموضوعي ومتطلباته .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والغرب ....الصدام والحوار
- المصالحة الوطنية ... المشروع الوطني العراقي ؟
- السياسيون يقلدون عبد الملك بن مروان ،فمن يقلد عمر بن الخطاب؟
- الطوائف المنصورة والوطن المذبوح
- أنا فرح أيها الإخوة ........... الساسة يقرأون
- الهوية القتيلة... الهوية القاتلة
- حكومة المالكي بين الاستحقاقات الوطنية والتجاذبات الفئوية
- الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
- الاكثر من نصف
- تأبين العمامة
- لعن الله من أيقظها، وماذا بعد ؟
- مكونات الأمة العراقية و إعادة إنتاج الهوية
- المثقف والسياسي من يقود من ؟
- جاسم الصغير ، وليد المسعودي .........سلاما ايها المبدعون
- الطرح الايديولوجي وحاجات الأمة العراقية
- المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وح ...
- الديمقراطية والهوية الوطنية للامة العراقية
- نجادي الذي داس على ذيل التنين
- فساد الحكم وآثاره الاجتماعية والاقتصادية


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟