أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - سقف التوقع_ ثرثرة














المزيد.....

سقف التوقع_ ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


عشت وما أزال في سلسلة من الخيبات سببها الرئيس" سقف التوقع", العالي أو المرتفع وغير الواقعي. باكرا جدا أدركت وفهمت وقبلت, أنني لست فلتة زماني, وبالعبارة الأوضح, تجاوزت أسطرة الذات مبكرا, وتلك على الأغلب مزيتي الوحيدة.
مع ذلك لم اصل حتى اليوم إلى مستوى ملائم من الحكم الجيد على الأحداث والأشخاص, وعلاقتي المباشرة والبعيدة بالأمر, عشوائية ومرتبكة, ومتناقضة غالب الأحيان, لست معقّدا لكنني متناقض, وكتابتي وكلامي مصدرها العاطفة والشعور قبل التفكير والمنطق .التعارض الوجداني صار بحكم الحقيقة العلمية, أذكر ذلك للتفسير لا للتبرير.
أكثر ما يدهشني في بلادي, سهولة التفكير الانتحاري بل والحض عليه, وعلى النقيض المباشر غياب شبه تام للمرونة والتسامح والمبادرة الإبداعية في أمور الحياة اليومية والبسيطة. لذلك كما افترض علاقة مباشرة بسقف التوقع وعتبة الألم على الصعيدين الشخصي والعام.
سقف التوقع غير الواقعي حرمني نعمة التسامح والنسيان, بعد أربعة اشهر من موت أبي لم أظفر بالتسامح الطبيعي, ما أزال أضبط نفسي لائما ومعاتبا له بعبارة مخففة حقا, مع نفسي أكثر قسوة, ما تزال فكرة الانتحار وكلمات الانتحار مزدحمة في قاموسي الشخصي.
يوازي متلازمة سقف التوقع وعتبة الأمان,حركة موجية دورية مستمرة, قوامها مزدوجة التركيز المفرط على الذات في تضاد رغبة الانمحاء الذاتي متمثلا بأخلاق التضحية. حالات قصوى تستنزف الطاقة والجهد, لتبقي في النهاية على كيان خامل أشبه بصورة جوفاء.
*

ثنائية حياتي اتجاهان متعاكسان, بنفس الدرج والشدة ورغبة التحقق, خط الأمان وترجمته الفعلية " لا أريد شيئا" أكثر معارفي يلمسون ذلك بدهشة وعدم تصديق, يعاكسه تماما خط الإثارة وترجمته" أريد كل شيء" أقرب الناس إلي يتفاجئون دوما بالشخص الآخر المجهول من قبلهم_مسخ لا يقيم أدنى اعتبار لمقتضيات الواقع ونظم الأخلاق أو نقيضه الحرفي بوذا وغاندي والفراغ الساكن, عدمية مطلقة بلا تفاصيل.
التبغ والكحول وبعدها بمسافات متعة القراءة, متعة التواصل مع الذكاء الإنساني الجدير بالإعجاب قولا وممارسة, نادرا ما يحدث, وفي فترات متباعدة صحيح, لكنه موجود ولم ينقطع سوى فترات القحط وسيادة ثقافة الموت.
من يقوى على إغراء الهاوية؟
من يجرؤ على الوقوف لحظات أمام عدمه الشخصي, عاريا بلا أصباغ؟
من بمقدوره نزع الشوكة من عمق القلب, وحيدا بأصابعه المرتجفة, من؟

لست سعيد في حياتي
ولا أمتلك الجرأة لأنهيها ساعة أشاء
ولا أمتلك القوة لتغيير المشهد
أصدقائي سفلة وغاضبون مثلي.
*
غدا صباحا يغادر قصي وفتنة ويارا وياسر إلى دمشق, ومنها إلى حارة حريك في بيروت.
سيجدون خرابا في انتظارهم. وخيبة تساوي سقف التوقع معكوسا, سيتزايد خوفهم واضطرابهم, وسوف يخسرون بالتدريج" الحصانة الذاتية" المتوارثة عبر القرون, وبعد جيلين أو ثلاث, سيستغرب الأهل والمربّون, نزعة التدمير القصوى, تبرز فجأة لدى فتاة لطيفة أو شاب ذكي, لا يستطيعون رؤية خيارات حقيقية أمامهم, للفرح والإنجاز وتحقيق الذات.
لا أحد يمتلك الوقت ولا الصبر, للوصول إلى الجذر المريض, لرؤيته العينية فقط.
لا أحد يريد الإصغاء لا أحد بمقدوره ذلك.
دودة الغضب والحقد تتجول في الدماغ الإنساني منذ الأزل, لقد وصلتني سالمة معافاة, أفسدت علي حياتي, وأرعاها بعناية وصبر, أنا نفسي لا افهم كيف ولماذا!؟
سقف التوقع العالي وغير الممكن هو السبب.
سيستمر الجدال حول المنتصر في حرب تموز, وستجد جميع الأطراف الحجج الملائمة لإثبات نصرها_وهي حجج وبراهين واقعية تثبتها الأرقام والمواقع في مختلف الاتجاهات_ وستقتصر الهزيمة, على ذلك وتلك(الفرد البائس), الألم والحسرة سيبقيان هناك, في جوهر النفس, محفوظان ومصانان بعناية فائقة_كي لا يشمت الأعداء....
أتوّحد لا شعوريا مع القتيل والجريح والمطرود والمنبوذ والخائف, هذا موقعي الموروث لا أتخلّى عنه ولا أرغب بتوريثه أبدا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب


المزيد.....




- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - سقف التوقع_ ثرثرة