أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - المقاومة تعيد الاعتبار للإنسان أمام الآلة














المزيد.....

المقاومة تعيد الاعتبار للإنسان أمام الآلة


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 05:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(( لقد أصبحت الميكانيكا دينا جديدا ، و أعطت العالم مسيحا جديدا : الآلة ))
لويس ممفورد
كان الإنسان في المرحلة الأولى لدخول الآلة ضروريا لتشغيلها من أجل التحكم و الإدارة و التغذية لكن في الجيل التالي استغنت الآلات عن البشر، فآلة تتحكم بعدة آلات. ثم وصلنا إلى مرحلة الآلات المفكرة و هذا أمر جعل كثير من المفكرين يتساءل عن مصير الجنس البشري في ظل طغيان الآلة . فأنتجت هوليوود أفلاماً عن عوالم متخيلة استطاعت الآلات فيها أن تسيطر على الجنس البشري و تستعبده .كما تحول الإنسان في المجتمعات الرأسمالية الحديثة إلى آلة وقد جسد ذلك تشارلي شابلن في فيلم الأزمنة الحديثة . لقد صارت الآلة هي المثال . و قد تنبه الكاتب التشيكي كاريل تشابيك لما يحدث مبكراًُ فأبدع مسرحية "إنسان روسوم الآلي "في بداية القرن العشرين ، و هي مسرحية تصور عالماً من الروبوتات تتمرد على صانعيها البشر فتبيدهم و لا يبقى على سطح الأرض إلا الروبوتات ...........
عبر التاريخ ظلت الحروب تخاض بواسطة البشر و كان معيار النصر الحاسم هو الإنسان ، شجاعته ، إيمانه ، قدرته على التحمل ، بنيته الجسدية . سواء في حروب السيف أم البندقية ذات الطلقة الواحدة . لكن دخول الآلة بشكل مكثف إلى عالم الحروب أحدث شيئاً مشابهاً لما حدث في باقي مناحي الحياة فتراجعت أهمية البشر ، إيمانهم ، و شجاعتهم لصالح مدى امتلاكهم للتكنلوجيا و الآلة ، سواء كانت دبابة أم طائرة أم صاروخاً عابراً للقارات . لقد تحول القتل في الحروب إلى لعبة كبس أزرار شبيهة بلعب الآتاري . لكن التطورات الثورية في فلسطين بدءاً من انتفاضة أطفال الحجارة بدأت بإعادة الاعتبار للإنسان في مواجهة حضارة القتل الآلية. فأطفال الحجارة نزلوا إلى الشوارع مسلحين بإيمانهم و إيمان مجتمعهم فحيدوا آلة الحرب الصهيونية بدباباتها، و طائراتها، و قنابلها النووية معيدين الاعتبار إلى العنصر الأول في الصراع و هو الإنسان ، الذي تستطيع الآلة قتله لكن لا تستطيع أن تنتصر عليه. فكان الحجر ، سلاح الانتفاضة ، إضافة إلى بعده الرمزي حيث أنه جزء من الأرض التي يتشبث و يدافع الإنسان عنها، إضافة إلى ذلك فهو سلاح بدائي أصيل و متوافر بكثرة في الأرض و لا سيطرة للعدو على موارده و فعاليته مرتبطة بإيمان الإنسان الذي يستخدمه بقضيته إلى درجة انه فل كل الأسلحة الآلية الجبارة و هذا يعني انتصار للإنسان على الآلة ، و في الانتفاضة الثانية و ما قبلها طور الفلسطينيون سلاح الإستشهادي الذي كانت المقاومة اللبنانية قد بدأت باستخدامه ليثبتوا أن الإنسان لا يمكن أن يصمد فقط أمام الآلة و إنما يمكن أن يهزمها و هذا أمر أكدته لاحقاً تطورات الساحة العراقية، لقد أعادت بدورها حرب العصابات التي تخوضها المقاومة العراقية الاعتبار للإنسان باعتباره أداة الصراع الأولى و الحاسمة و ليس الآلة، فالمتفجرات البدائية هي القاتل الأول للقوات الأمريكية وهذه القوات عاجزة بكل تكنلوجيتها و آلاتها عن عمل أي شيء تجاه قنابل تصنع من السماد و المسامير و ما توفر بين يدي الإنسان، كما أن الاستخدام الكثيف للإستشهادي في هذه الحرب جعل الآلة عبئاً بل نعوشاً حديدية سواء تحدثنا عن الدبابات الضخمة أم عن سيارات الهامر .......
و هاهي المقاومة اللبنانية اليوم تسطر درساً في أهمية الإنسان .فتثبت أن التغني بالإنسان المؤمن الذي لا يقهر ليس مسألة شعرية و إنما قصة واقعية يومية ..........
إن ما جرى و يجري في ساحات المقاومة الثلاث: الفلسطينية، اللبنانية، العراقية. يعيد الاعتبار لأهمية الإنسان و مركزيته في أهم مجال تغولت به الآلة و هو الحروب . و من هذا المجال ستبدأ البشرية بناء حضارة جديدة تعيد الاعتبار للإنسان في كل مجالات الحياة على النقيض من حضارة الآلة المعاصرة التي تمتهن الإنسان و تحوله إلى آلة.



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الصيد في المياه العكرة و المياه الصافية
- استبداد أم احتلال ؟
- من سيحاسب من في لبنان ؟
- مع المقاومة تحت أي راية كانت
- ولادة العربي الجديد
- قنابل نووية يدوية الصنع
- الإرهابي هو كل من يعارض مصالحنا
- تلفيقات فكرية سورية
- تيمور الشرقية قصة نفطية نموذجية
- خرافة الاستعمار الجيد
- العدوان الإمبريالي على العرب بين -القوة الناعمة -و -القوة ال ...
- مصر على مفترق طرق التغيير
- التدمير المنهجي للزراعة في العالم من العراق إلى الهند
- حكاية الذئب الأمريكي الذي يجب أن يغير طبعه
- قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة
- العطب الأخلاقي للحضارة المعاصرة
- صورة بالأشعة السينية للنظام العالمي القائم
- معادلة حلبجة الجديدة
- الحروب الإبادية كطريقة حياة في االعصور الحديثة
- مضيق هرمز


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - المقاومة تعيد الاعتبار للإنسان أمام الآلة