أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - التقديس والتدنيس














المزيد.....

التقديس والتدنيس


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



الى جانب ظاهرة الارهاب والخطف والقتل والاختلاس وتربع من لا يفهم اعلى المناصب والرتب، الى جانب مشاكل العراق الكثيرة الاخرى على جميع الاصعدة والمستويات، هناك مشكلة كبرى يعاني منها الناس، يعاني منها الادباء والسياسيون والصحفيون والكتاب وكل من يحاول ان يفهم ويعي ويدرك حقيقة الاوضاع وفحوى الامر..مشكلة ليس مثل بقية المشاكل وان كان تاثيرها اعظم ومستقبلها ان استمرت مظلم..مشكلة القداسة والتقديس، ليس لمن ماتوا وليس من كانوا رمزا او فخرا على الصعيد الديني او التاريخي، فقداسة هؤلاء محترمة ومصونه وملزمة للناس، عقائديا وقانونا وتقليدا، وان كانت هذه القداسة تحد من الدراسة المنهجية العلمية للتاريخ وتعرقل معرفة الوقائع والدوافع والحقائق..مشكلتنا الجديدة التي برزت منذ سقوط النظام وأُحييت على اثر ارث بعثي يقوم على تقديس الدموي صدام وترديد كلماته مثلما تردد الايات القرانية والاحاديث النبوية وادخالها في المناهج الدراسية، فمن رسب فيها لا يرسب في الحاضر والمستقبل بل ويحكم على نفسه بالاستقالة من الحياة..
فساد يقوم على التقديس، تقديس الاحياء، رؤساء الاحزاب الدينية، ورجال الدين الكبار، وربما الصغار ايضا، عمرا واجتهادا ومعرفة، واعتبارهم الاخلص والاعلم والاحرص والافهم والاكثر وطنية وانسانية، المتقين الورعين الصالحين اصحاب السماحة والابهة والطلعة البهية.. اقمار لا تخرج من هالاتها المزيفة..
هذا التقديس الجديد، لا يفرضه التاريخ، ولا المأثر، ولا النبوغ، ولا النسب او الحسب اوالموقف، ليس من معجزة باهرة وليس من كرامة ظاهرة، انما تربع على راس حزب سياسي اسلامي، حركة او تيارسياسية اسلامي تحرسها المليشيات المقاتلة التي لا تتقيد لا بقانون ولا شرع ولا ورع ولا تلتزم حتى بقداسة من تفرض تقديسة على الناس.
قداسة مفروضة بحد السلاح، معززة بعواقب وخيمة لا يمكن الا المخافة والرعب منها، فالدولة نفسها منقادة الى مثل هذه القداسة، بل انها تعمل على اعطائها طابعا قانويا، فتكون العواقب اشد من وخيمة، ليس الان، فالدولة الان في غاية الضعف والعجز والهزال، اكان على مستوى تقديم الخدمات او حماية الناس ، هي تحاول ان تتصالح من يملك هذه القداسة لتملك القوة والهيبة، لان اصحاب القداسة هم الاقوى المتحكمون بمصائر الناس والدولة، من يوجهون اتباعهم لفرض الهالة القدسية على انسان كل ما يمتلكه هو مليشا او حزب اسلامي او قطعان متوحشة..لا غير...
القديسون الجدد لم يعرفهم الناس من قبل، فاغلبهم من نتائج الحملة الايمانية سئية الذكر...برزوا فيها او اريد لهم البروز، منح لهم حق الحركة والتحرك والصلاة في الهواء الطلق، في بلد لا يتنفس فيه اي هواء ووكانت سجونه اكثر من مدارسه، لا يامن المرء فيه حتى في بيته..السؤال المنطقي الذي يفترض ذكر الحقيقة والاستناد عليها عند تثبيت الاحتمال، هي الحقيقة المعروفه بان صدام قد حارب رجال الدين الذين وقفوا ضد نظامه، واستاءوا من طريقة حكمه وتحكمه بالناس، وتظلموا وشكوا لربهم جور الدولة وتفقير الناس واستباحة الاعراض، هؤلاء لم يبقى منهم احد، فهم بين قتيل وصريع ومذبوح ومعذب ومهجر وشارد..مثل رجال السياسة العلمانين، المخلصين و الاحزاب السياسية غير الدينة التي وقفت ضد نظام صدام والبعث من دون تقية..اجبروا على مغادرة العراق الى كردستان او الى الخارج.
كيف لنا ان نرى هذا العدد الهائل من رجال الدين والقديسين المهمين اصحاب التيارات والاحزاب الاسلامية الذين بقوا في العراق ولم يتعرضوا الى اذى.؟
اما ان صدام لم يظلم رجال الدين ولم يضطهد الشيعة وعلمائهم، وهذا عكس الواقع، او ان هؤلاء المقدسين حاليا كانوا من المتعاونين مع صدام واجهزته، ربما انقلب على بعضهم وصفاهم كما انقلب على بعثيه واقربائه وجلاوزته..لا يوجد احتمال اخر.
الاغرب ان هؤلاء ،رجال الدين الشباب، او الاقل شبابا، من المجهولين سابقا، ولاشهر من نار على علم حاليا، نتاج الحملة الايمانية او الذين تعمموا في مراحلها، هم من يدعوا الى المقاومة، من يصرخ كلا كلا امريكا، كلا كلا كردستان، هم من يعادي الفدرالية ويرسل مليشياته واتباعه الى كركوك لاعاقة تطبيق بنود الدستور، هم من طالب برئيس عربي للعراق..
ما نفع الديمقراطية وحقوق الانسان، حقه في الاعراب عن رأيه وعن فكره ومعتقده وممارسة حق النقد والانتقاد اذا كان يُكتم على الافواه وتقطع الالسن والرقاب وتحرق المقرات اذا انتقد مواطن احد المقدسين الجدد.؟
وما اكثر عددهم وما اهور اتباعهم... هم مثل ما يقال لا يسقط حجر الا على راس احدهم
ما يلفت النظر هو هذا الهجوم على مقرات الحزب الوطني الديمقراطي وحرقها ورميها بالحجارة والاعتداء على من فيها على اثر مقالة نشرتها صحيفة الاتحاد قالوا انها انتقصت من مقام رئيس حزب مقدس.
هل يمكن لرئيس حزب ان يكون مقدس.؟ لو كان كذلك اذن لبطل العمل السياسي ولاصبح الناس صم بكم فهم لا يتكلمون فعندنا من المقدسين ما يملا مجلس النواب اضعاف المرات.

تقديس الاحياء مهما بلغ شانهم هو انتقاص من كرامة المواطن..هو امتهان له وحط من كرامته....هو مثل تقسيم الناس الى سادة وعبيد، الى مالك ومملوك، مقدس ومدنس..كلما كثر المقدسون كلما هظمت حقوق الانسان وسحقت كرامته وكثر الفساد الاداري والمالي والرشوة والحظوة والمحسوبية والمنسوبة...كما نراها في العراق الان.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية
- فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟
- مشروع خطبة ليوم جمعة
- مدينة الثورة
- لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟
- لاضطهاد المراة مصدر واحد
- هل حقا ان التكتل السني لا يرغب بترشيح الجعفري.؟
- Bad Muslims are good, good Muslims are bad.
- تفجير قبة الامامين والمواقف الدينية الجبانة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - التقديس والتدنيس